تؤكد كل المشاهدات الواقعية أن الهاتف الجوال قد أصبح هو الصديق الملازم لكل شخص فهو يلازم الموظفين والعمال ورجال الأعمال داخل البيوت وداخل السيارات وداخل المكاتب والمصانع والورش ولا يكتفي بعض الأشخاص بحمل جوال واحد فهناك من يحمل جوالين أو ثلاثة لزوم إظهار الإنشغال الشديد والأهمية الشخصية، الرجال يحملون الجوالات السوداء والرمادية والنساء يحملن الجوالات البنفسجية والوردية ، وحتى بعض الأطفال في المدارس يحملون الجوالات بغرض الاتصال مع ذويهم أثناء فترة الدوام المدرسي، وعلى الرغم من أن معظم القوانين المرورية في العالم تحظر التحدث بالجوال أثناء القيادة إلا أن مشاهدة السائقين المتحدثين بالجوالات قد أصبح مشهداً مألوفاً في كل الطرقات الرئيسية والفرعية في كل مدن العالم ولهذا يُمكن القول إن الهاتف الجوال أصبح صديقاً حميماً لكل الناس بحيث لا يمكنهم الاستغناء عنه بأي حال من الأحوال، فالهاتف الجوال هو المنقذ إذا شب حريق أو تعطلت السيارة في طريق منعزل أو حل بالشخص حادث أو مرض مفاجيء وهو ليس وسيلة اتصال سريعة فحسب بل هو وسيلة تصوير ووسيلة الحصول على معلومات حياتية هامة فراتبك الشهري أو تحويلاتك المالية تأتيك عبر الجوال وكل الأخبار السعيدة والمؤلمة تأتيك عبر الجوال، ولهذا يهتم بعض الناس بالجوال ويحرصون على مواكبة الموضات الجوالية حيث تظهر كل عام موديلات جديدة من الجوالات تشتمل على إمكانات تكنلوجية مذهلة لا يستطيع الخيال البشري مجاراتها بأي صورة من الصور! بتاريخ 25/6/2011 ، أوردت جريدة الراية القطرية على صفحتها الأولى وعلى إحدى صفحاتها الداخلية خبراً علمياً خطيراً وهاماً مفاده أن العلم قد اعترف أخيراً بأضرار ومخاطر الهاتف الجوال وشبكاته ، حيث أثبت العلماء المختصون في بحث علمي نشرته مجلة الاحصاء بأن مخاطر إشعاعات الجوال أخطر بكثير من مخاطر التدخين وأشد فتكاً من كل أمراض العصر الأخرى ، فمخاطر الهاتف الجوال تشمل دون حصر تسبيب الأورام السرطانية في الدماغ، إضعاف الذاكرة ، إضعاف البصر، إضعاف الخصوبة الجنسية ، تسبيب الصداع ، وتسبيب الاجهاض والتشوهات الخلقية للأجنة في بطون الأمهات! والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل ستؤدي هذه التحذيرات العلمية إلى توقف الناس عن استخدام الجوال واعتباره عدواً لدوداً وليس صديقاً حميماً؟! من المؤكد أن الإجابة على هذا السؤال ستكون بالنفي ، فالناس يدركون أن المخاطر موجودة في كل شيء ، السيارات مثلاً هي وسيلة انتقال آمن وسريع ولكنها من الممكن أن تتسبب بالوفاة أو الإذى الجسيم عند إساءة استخدامها أو التعامل معها برعونة! لكن من المؤكد أن هكذا تحذيرات خطيرة لا بد أن تدفع الناس إلى التعامل مع الجوال بحذر ، فيجب في كل الأحوال اتباع الارشادات التي أوصى بها العلماء لتخفيض مخاطر الهاتف الجوال للحد الأدنى ، ولعل أهم ما أوصى به العلماء هو (أ) التقليل من استخدام الجوال وابعاده من الرأس لمسافة لا تقل عن عشرين سنتمتراً أثناء الكلام (ب) ألا تزيد مدة المكالمة عن ثلاثة دقائق (ج) منع الأطفال والحوامل من استخدام الجوال (د) عدم حمل الجوالات في الجيوب لابعاد مخاطرها عن الأعضاء الحيوية الداخلية (ه) إبعاد الجوال عن غرفة النوم ، ويمكن القول أيضاً إن الناس يجب ألا يستخدموا الجوالات في الثرثرات الفارغة التي لا تغني ولا تسمن من جوع فالجوالات ، كما أثبت العلماء، هي كائنات معدنية خطيرة ولا يجب استخدامها إلا في حالات الضرورة القصوى، فهلا عملنا ألف حساب لهذا الصديق اللدود الذي يسكن معنا في بيوتنا ويتنقل معنا في كل مكان رغم ثبوت مخاطره بالدليل العلمي القاطع؟! فيصل علي سليمان الدابي/المحامي 55619340