إن ادعاء اليهود للسامية ادعاء لا تقف وراءه حجة علمية ولا دليل محترم وهو يدل على مأزق الانتماء الذي يتخبط فيه هؤلاء وكما أن الهولوكوست أصبح تجارة فإن السامية ذاتها أصبحت تجارة صهيونية تبنى على معطيات عنصرية حاربتها الأديان والاتفاقيات الدولية، ما يجعل التبني اليهودي للكلمة يدخل في إطار المعتقدات التلمودية القائمة على عقدة الأفضلية «شعب الله المختار». ومع اعتبار لفظة السامية بالملة ولا أصل لها، فإن ذلك يقتضي أن تكون لفظة السامية بناء على باطل، وما بني على باطل فهو باطل. لكن الحاخامات اليهود بدأوا يأخذوا أبعادهم في نصوص التوراة التلمود، وتجلت على يد العديد من اليهود العنصريين أمثال (لودفيغ فون غومبلونيز) والذي أقرّ في كتابه «العنصرية والدولة» الصادر عام 1875 بوجود فوارق عرقية طبيعية في المجتمعات البشرية. كما أن الدعوى اليهودية إلى فكرة التفوق العنصري لاقت استحساناً مقبولاً لدى الفيلسوف الألماني «نيتشة» الذي قيم اليهود تقييماً عالمياً في أبحاثه عن الإنسان الخارق. وقبل القرن الثامن عشر الميلادي لم تذكر المصادر التاريخية العالمية كلمة الساميين، فاللغات اليونانية واللاتينية والفارسية والهندية والصينية لا تذكر كلمة سام وحام أو يافث في جميع فروع آدابها. هذا يعني أن العرب واليهود ينضوون تحت اسم واحد محدث وهو «السامية»، غير أن الذي حدث أن اليهود أرادوا الاستئثار بهذه الاسم فتسموا «بالساميين» - إلا أن ردود الأفعال ضد التفكير العنصري التوراتي التلمودي الحاخامي تجلى واضحاً عند الفيلسوف (أويغين دوينغ) فقد حاول هذا الرجل أن يشرح فكرة اللاسامية العنصرية فلسفياً وفيزيولوجياً وحضارياً في كتابه الصادر عام 1881 بعنوان «المسألة اليهودية مشكلة عرقية وأخلاقية وحضارية» فهو يرى أن اليهودي هو من أحط المخلوقات في الكون. وهو غير مبدع وسارق ويحصد جهد الشعوب الأخرى، ويعتدي على منجزاتهم الحضارية ويتنكر لكل ما قدم له من أفضال ويقترح عزل اليهود عن المجتمع وعدم مساواتهم بمواطني الدول التي يعيشون في كنفها. فهذا الرأي باليهود أدى إلى وصف دوينغ بأنه عدو السامية وسمي المفكرون الذين ساروا على خطاه أمثال المفكر الألماني «هوستون ستيوارت شامبران» بأنهم أعداء للسامية. هذا وقد أصبح تعبير معاداة السامية مجرد صناعة. وهذا يذكرنا بكتاب «صناعة الهولوكوست» لنورمان فنكلشتاين، والذي اتهم فيه اليهود باستعمال الهولوكوست لتبرير السياسة الإجرامية التي تتبناها إسرائيل في ابتزاز الأموال من أوروبا باسم عائلات الضحايا. وقد اتهم فنكلشتاين رغم أنه يهودي ووالده ممن نجوا من غيتو وارسو «عاصمة بولندا» باللاموضوعية والجشع. وهنا يجدر القول إن كلمة «الهولوكوست» تعد ركيزة من ركائز الفكر الصهيوني وكان هم الزعماء الصهاينة ينصب حول إيجاد كيفية لترحيل يهود الشتات إلى فلسطين. ويقول «إسرائيل شاحاك» في كتابه «الديانة اليهودية وموقفها من غير اليهود»: ينبغي الإقرار في البداية أن التلمود والأدب التلمودي يحتوي على مقاطع معادية جداً ووصايا موجهة أساساً ضد المسيحية. إضافة إلى الاتهامات الجنسية البذيئة ضد يسوع، ينص التلمود أن عقوبة يسوع في الجحيم هي إغراقه في غائط يغلي وهي عبارة لا تجعل التلمود مقبولاً من المسيحيين المؤمنين كما أُمر بإحراق أي نسخة من الإنجيل علانية إذا أمكن على أيدي اليهود، تقع بين أيديهم، في الثالث والعشرين من آذار عام 1980 أحرقت مئات النسخ من الإنجيل علانية وبصورة احتفالية في القدس تحت رعاية (يادلعاخيم) وهي منظمة دينية يهودية تتلقى المعونات المالية من وزارة الشؤون الدينية الإسرائيلية. أي أننا وبالنهاية أمام أكذوبة كبري تدعي بالعرق السامي والذي تؤثر الدولة اليهودية أو الصهيونية بها نفسها وبمواطنيها ولا أدري كيف تتلاقي فكرة الجنس أو العرق السامي مع قتل النساء والأطفال والشيوخ بدم بارد ووصولاً للتمثيل بالجثث وسرقة أعضاء الموتي والذي وأن دل فأنه يدل أننا أمام أحط أجناس شعوب الأرض مجتمعة بل أن تلك التصرفات تشذ حتي عن طبيعة السليقة الأنسانية السوية وتثير الأشمئزاز لدي الأنسان البشري الطبيعي وبالأمر الذي يجعلنا بصدد جماعة من السفاحين المتعطشين للدم والمال لا أكثر ولا أقل وهم وأن تعاظموا فأن مصيرهم المحتوم هو الفناء والعدم لأنهم وبنص جميع الكتب السماوية قتلة للأنبياء وقضت المشيئة الآلهية بتشريدهم وشتاتهم في بلدان العالم . وظني أن السامية اليهودية المبتدعة لاتقل في خرافتها عن نظرية الجنس الآري للمجنون النازي هتلر والذي كان مهوساً بدوره بنظرية تفوق الأعراق وأن الجنس الألماني الآري هو وحده من يستحق الحياة الآدمية ومادونه ليس له أي حق في الحياة الحرة الكريمة . ولعل من تضارب أو تضاد الأقدار أن يكون هذا المهووس هتلر هو من أحرق الملايين من شعب منحط آدعي نفس أكذوبته في أفران الغاز النازية كما يدعي اليهود وكذبها الكثير من الكتاب المعنيين . وفي جميع الأحوال سواء حدثت هذه الهولوكست أم كانت من أفتراء ومخيلة اليهود لأبتزاز ألمانيا ودول أوروبا بعد الحرب فأن هذه المحرقة المزعومة لاتساوي شيئاً ما يذكر بجانب مادفعته دولة كاليابان بعد أن قصفتها الولاياتالمتحدة بالقنابل النووية في هيروشيما وناكازاكي والتي تعد أكبر شائنة ووصمة عار في التاريخ القديم والمعاصر سيظل مكتوباً بل محفوراً كوصم أو وشم للعار علي كل جبين أمريكي وإلي يوم أن يرث الله الأرض وماعليها ويقيني أن المحرقة الحقيقية الموثقة والتي رآها وآمن بها العالم أجمع ولاتحتاج إلي توثيق أو جدال هي ملايين الضحايا الذين قضوا حرقاً وتشويهاً من اليابانيين بعد قصفهم بالنووي الأمريكي . وبالطبع فأن الشخصية الأمريكية والشخصية اليهودية هما وجهان لعملة واحدة تحوي كل معاني الشر الأنساني والأنانية المتفردة والأستعمار المتبجح والسافر كما في العديد من دول الخليج والعراق وأفغانستان وهايتي وغيرها أو الأستعمار المقنع وهو حال الأمر في جميع الدول العربية والأفريقية وجميع دول العالم والتي تصنف بأنها دول العالم الثالث المتخلف والذي تحركه وتديره أمريكا بالريموت كنترول ومن وراء البحار والمحيطات والخلجان وتصنع به الأنظمة والحكام الذين لايقلون عنها فساداً وإفساداً بغية التحكم في تلك الدول وكأنهم حكام بالنيابة عن أمريكا أو صبيان وخدم تابعين لها لنهب ثروات ومقدرات هذه الشعوب ولعل هذا مايفسر لنا كيف أن حكام تلك الدول لايستطيعون العصيان أو الأمتناع عن تنفيذ تعليمات من أوجدهم وضمن بقاؤهم علي عروش من ورق وإلا كان الجزاء الرادع مثل مارأيناه جميعاً في حالة الراحل / صدام حسين بل ووصولاً للأغتيالات السافرة والمقنعة لبعض الرؤساء مثل عبد الناصر والرئيس عرفات . مما يجعلني متيقن أن التغيير نحو الأفضل لايكمن إلا في إرادة الشعوب نفسها ورغبتها الحقيقية لدفع الثمن الباهظ للحرية والخلاص . [email protected]