المكان: مطار الخرطوم الصالة الرئاسية الجنوبية، ومن ثم مطار جوبا الدولي. الزمان: السبت الثاني من يوليو الجاري، الساعة التاسعة ونصف الى الساعة الحادية عشرة صباحا، بمطار الخرطوم، والساعة الواحدة ظهراً الى الساعة السادسة بجوبا. الموضوع: زيارة وزير النفط والقيادي النشط بالحركة الشعبية د.لول دينق اشويك، ضمن وفد محترم الى جوبا لتدشين مشروع إنارة مطار جوبا والذي نفذته شركة بترودار، ومن ثم مواصلة اجتماعات حزبه الذي يرتب للاحتفال باستقلال دولة الجنوب بالسبت القادم. الطقس: الجو حار جدا بالخرطوموجوبا، والوضع السياسي متوترجداً، والاقتصادي ملغوم.... إنها لعبة المال والسياسة. كنت واحدا من وفد الوزير المرافق ولم يخالجني شك في أن تكون الزيارة تمضي بسلاسة، خاصة وأن الوزير حركة شعبية، ومن قياداتها، ولكن كما يقول المثل الجواب يكفيك عنوانه، ففي الصالة الرئاسية بقينا أكثر من الساعة ونصف الساعة بما فينا الوزير نفسه والذي تغذي وزارته موازنة الدولة بأكثر من (50%) من إيراداتها، بقينا كل تلك الفترة من غير أن يقدم للوفد حتى الماء ويجري بيننا النيل الخالد، وحقيقة استفزني الأمر ذهبت الى أمن الصالة، وسألتهم لماذا لا يقدم الماء لهؤلاء وقد طال الانتظار، فكان ردهم لي أن موظفي الخدمات لم يأتوا بعد، والى أن غادرنا لم نر أن هناك خدمات قدمت لأحد ... ربما أثر ذلك الجو على سلوك الناس الى الدرجة الذي يقول فيها أحد أعضاء الوفد، لأحد منظمي الرحلة (أكفتك). وفي مطار جوبا رفض وزير النفط بحكومة الجنوب الوزارة النظيرة، ووزير النقل المستهدف بالزيارة، ولا أي مسئول بحكومة الجنوب استقبال الوفد، باستثناء مندوبي أجهزة الإعلام والصحافة وصارت الرحلة بلا عنوان، فانفجر السيد الوزير غضباً أمام أجهزة الإعلام المستقبلة، وهي المرة الأولى التي أرى فيها د.لول يغتاظ غضباً بتلك الصورة، وفشى غضبه (غبينته) في باقان أموم وزير السلام بحكومة الجنوب والأمين العام للحركة الشعبية لاتهامه بالعمالة للشمال، وقال إن باقان لا يعرف عن الاقتصاد وإدارة الاقتصاد شيء، وأنه فرط في حقوق الجنوبيين في خط الأنابيب الموجود وفي المصفاة وفي ميناء بشائر، فمن العميل؟!! .. وقد تم تأجيل احتفال التدشين الى الرابع من الشهر الجاري. تلك الأحداث توحي أن د.لول الذي يضع السودان الكبير همه وهدفه الأعلى ووظف علمه وخبرته لأجله وقد عرف عنه ذلك كل من احتك به، لا يقبله الشمال، ولم ترض عنه حكومة الجنوب من أداء، إنها تراجيديا السياسة والاقتصاد!.