شاهد بالصورة والفيديو.. أثناء أحياه حفل بأوروبا.. الفنان شريف الفحيل يجمع أموال "النقطة" بالدولار من إحدى السيدات ويستعجل على إدخالها في "جيبه"    تكليف مجلس تسيير لاتحاد الالعاب المصغرة الوليد بكسلا    *الجاموس.. كشف ضعاف النفوس..!!    ثنائي الهجوم الأحمر يصل رواندا    جنوب السودان..تفاصيل مثيرة في محاكمة رياك مشار    قيادة الجيش بالفاشر: الأوضاع تحت السيطرة    كامل إدريس إلى الولايات المتحدة الأمريكية    حفل الكرة الذهبية.. هل يحقق صلاح أو حكيمي "المفاجأة"؟    القوز يعود للتسجيلات ويضم هداف الدلنج ونجم التحرير    شاهد بالصور.. الفنانة ندى القلعة تصل القاهرة وتحل ضيفة على أشهر الصحف المصرية "في حضرة الكلمة والصحافة العريقة"    شاهد بالفيديو.. الحرب تشتعل مجدداً.. المطربة عشة الجبل تهاجم زميلتها هبة جبرة: (نصف الشعب عرفك بعد شكلتي معاك.. شينة ووسخانة وأحذرك من لبس الباروكة عشان ما تخربي سمعتنا)    شاهد بالفيديو.. الحرب تشتعل مجدداً.. المطربة عشة الجبل تهاجم زميلتها هبة جبرة: (نصف الشعب عرفك بعد شكلتي معاك.. شينة ووسخانة وأحذرك من لبس الباروكة عشان ما تخربي سمعتنا)    شاهد بالفيديو.. الفنانة هبة جبرة ترد على التيكتوكر المثيرة للجدل "جوجو": (شالت الكرش وعملت مؤخرة ورا ورا ويشهد الله بتلبس البناطلين المحذقة بالفازلين)    شاهد بالصور.. الفنانة ندى القلعة تصل القاهرة وتحل ضيفة على أشهر الصحف المصرية "في حضرة الكلمة والصحافة العريقة"    الهلال والجاموس يتعادلان سلبيا والزمالة يخسر من ديكيداها    اللجنة المالية برئاسة د. جبريل إبراهيم تطمئن على سير تمويل مطلوبات العودة لولاية الخرطوم    شاهد بالفيديو.. ظهر وهو يردد معها إحدى أغنياتها عندما كان طفل.. أحد اكتشافات الفنانة هدى عربي يبهر المتابعين بصوته الجميل بعد أن أصبح شاب والسلطانة تعلق    من سيحصد الكرة الذهبية 2025؟    مدير جهاز الأمن والمخابرات: يدعو لتصنيف مليشيا الدعم السريع "جماعة إرهابية "    كندا وأستراليا وبريطانيا تعترف بدولة فلسطين.. وإسرائيل تستنفر    ترمب .. منعت نشوب حرب بين مصر و إثيوبيا بسبب سد النهضة الإثيوبي    وزارة الطاقة تدعم تأهيل المنشآت الشبابية والرياضية بمحلية الخرطوم    "رسوم التأشيرة" تربك السوق الأميركي.. والبيت الأبيض يوضح    مياه الخرطوم تطلق حملة"الفاتورة"    ليفربول يعبر إيفرتون ويتصدر الدوري الإنجليزي بالعلامة الكاملة    شاهد.. ماذا قال الناشط الشهير "الإنصرافي" عن إيقاف الصحفية لينا يعقوب وسحب التصريح الصحفي الممنوح لها    بورتسودان.. حملات وقائية ومنعية لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة وضبط المركبات غير المقننة    10 طرق لكسب المال عبر الإنترنت من المنزل    جرعات حمض الفوليك الزائدة ترتبط بسكري الحمل    الأمين العام للأمم المتحدة: على العالم ألا يخاف من إسرائيل    الطاهر ساتي يكتب: بنك العجائب ..!!    صحة الخرطوم تطمئن على صحة الفنان الكوميدي عبدالله عبدالسلام (فضيل)    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باب التعقيب والرد على اباطيل البطل النوباويون ومن في حكمهم : لحم الوطن الحي


Email:[email protected]
"1"
كتابات الاستاذ البطل تذكرني بأدب الشعراء والكتاب العرب الاقدمين الذين متي ما نهاهم السلطان عن ان يصدعوا بالحق انتهوا ؛ لكن البطل زاد عليهم بأن انتهي ولكن لم يحترم عقل قرائه ونفسه ويسكت بل طفق يخلط الحق بالباطل ، ويتجنب الحق خشية واتقاء وانصياعاً للرقابة القبلية والذاتية والبعدية، اما من ليس لهم سلطة ينهون بها البطل (معارضة وتجمع ووحركات مسلحة او مسالمة وجماعات عرقية....الخ) فقد اطلق فيهم وعليهم لسان قلمه يسومهم سوء عذابه والواناً من تهكماته وسخرياته......
"2"
وفي بابه المسمي (غربا باتجاه الشرق) بصحيفة الاحداث نشر الاستاذ البطل اراءاً تحت عنوان "نوبة الجبال : نضال السخرة والموت بالمجان" بتاريخ الاربعاء الموافق 29 يونيو 2011م...تضمن ضرباً عجيباً من التخليط والتحامل ليس على النوبة وحدهم ؛وإنما على فئات شعبية وغير شعبية عدة ،ولا تقف تطاولات البطل على تلك الفئات وانما ان تأملنا مألات اقواله سنكتشف انها تضر في نهاياتها بمستقبل الامة والدولة السودانية وتساهم وتتكامل مع السياسات الفئة الانقاذية وتصب معها في خانة الفت من عضد القوي الشعبية، والدفع بالجميع في اتجاه تفكيك بني الامة السودانية وصولاً الي حالة لا تقل سوءاً عن الحالة الصومالية ....ويأتي مقالنا هذا في مقام الرد والتعقيب على اباطيل البطل هذة؛ التي تناولت مأساة النوبة الذين تبددت تطلعاتهم الشرعية في السلام والاستقرار نتيجة لتفرقهم ايدي سباء خلف مسيرات المؤتمر الوطني القاصدة..... !!!!!! ومسيرة الحركة الشعبية القاصدة نحو الانفصال وتقسيم تراب الوطن وشعبه. ونشير الي من اسماهم البطل نوبة الجبال تمييزا لهم عن نوبة الشمال نسباً الي النوبة ب"النوباوين" تمييزا عن النوبيين.
"3"
بدأ البطل مقاله بما يشبه التبرير الذي يخوله المضي خلف افتراضاته واباطيله من دون تدقيق ومن دون تأنيب ضمير ان مست إفتراءاته اي شخص اوفئة ممن ورد اسمهم او رسمهم أو صفتهم بين سطوره ،وذلك بقوله ( غير انه مما يمض النفس ويدمي الفؤاد، أن البحث الخالص لوجه الله والسودان والتقصي المستقصد للحقيقة والمتلمس لجذور الكارثة اضحي من أخوات الغول والعنقاء، واقرب الي المستحيل، دونه خرط القتاد! ....الخ) ، ولنضرب صفحاً هنا عن تلبيس البطل على الحقائق والوقائع الاولية المعلومة بفضل تكنولوجيا المعلومات من فضائيات ومواقع تواصل على الانترنت ..الخ ومحاولته صرف الانظار عنها (لو صح ان آلافاً من الابرياْ من ابناء نوبة الجبال تتلقفهم المنايا – في يومنا هذا – دون اصطفاء..الخ) انتهى الاقتباس من مقال البطل المشار اليه ؛ نضرب صفحاً عنها مراعاة لنفسه (الممضوضة) وفؤاده (الدامي)...ونتجاوز كذلك عن محاولته العاثرة لتحميل ضعف القوي الوطنية المعارضة أكثر مما يحتمل بجعله ذلك الضعف مبررا لإعمال سيف كلماته فيما تبقى من جسد كليل .
”4"
نتجاوز عن كل ذلك ؛ وعن الصور شديدة السوداوية ولا تخلو من غرض والتي رسمها البطل لحال النوباويين في صفوف الجيش الشعبي والحركة الشعبية والتي وصفها بأبشع النعوت والاوصاف (استغلال ، وسخرة ، وقنانة ، وانتهاكات لحق الحياة لبعض الجنود والقادة ، واستخدام نسائهم سراري وإماء للمتعة الجنسية!!!) . ونقول ان النوباويين وقفوا موقفهم ذاك ؛دعماً لكفاح الفئات الشعبية السودانية (والحركة الشعبية وجيشها كانا في ذاك الوقت جزءا من النسيج الاجتماعي والسياسي الوطني) ولا يملك أي شخص – الآن - أياً كانت صفته او انتماؤه السياسي والجهوي او العرقي سلطة محاكمتهم أخلاقياً ولومهم او عتابهم على ذلك الموقف ، فقد فعلوا ما فعلوا مدفوعين بالتزام وطني سامٍ نابع عن ضمير شعبي نابع بدوره عن موقع ثقافي ترتب عن مركزهم الجغرافي (بين الشمال والجنوب) والتاريخي ؛ وكل ما ذكرناه جعل النوباويين (ويدخل في حكمهم الفونج وباقي سكان النيل الازرق وكل المناطق التداخل بين شمال السودان وجنوبه الي اقاصي غرب دارفور) يحملون عبء لعب دور تاريخي محدد بوصفهم اللحم والعصب الحي الذي يجمع اطراف هذا الوطن المتباعد ويقرب بين تناقضاته واختلافاته التي بدت لأصحاب المصالح الاجنبية ذوو النوايا التقسيمية اختلافات ترقي لمستوي اسداء النصح ببتر السودان الي جزئين عربي اسلامي شمالا وأفريقي زنجي الديانات ومسيحي في الجنوب!!، بل وبدت كذلك لوطنيين سودانيين في الجنوب والشمال !!!!!.
"5"
عليه فان كل ما حدث ويحدث في السودان من حماقات وتفاهات يرتكبها الساسة القدامي منهم والجدد ، وما يروج له من تفسيرات ساذجة وتبسيطية ومخلة ومن نظريات لا تقوى على الوقوف في وجه النظر أو اعادة النظر بعقلانية ، كل ذلك لا يمكن ان يتحمل النوباويون مسئوليته (مثلما لا يمكن تحميل شعب دارفور مثلا مسئولية كل ما أقدم وما يقدم عليه خليل او عبدالواحد او مناوي او غيرهم ).. فما يحدث على مسرح السياسة السودانية يتحمل مسئوليته الجميع وبنسب تتفاوت بحسب ما يحوزه كل شخص من معارف وسلطات مادية اومعنوية ومسئوليات قانونية او اخلاقية ، لذا فمسئولية الحاكم في الخرطوم ليست مساوية لمسئولية قائد جماعة متمردة في غابات الجنوب او سهول و وديان دارفور او جبال جنوب كردفان ؛ لأن الحاكم "دري او لم يدري " مسئول عن حقوق وراحة الجميع بما في ذلك القادة المتمردين، اما اذا اختار التواضع ومن ثم التصرف بذات عقليات الخارجين على سلطته فهنا يكون مكمن الخلل الذي تلج خلاله باقي الكوارث والمضاعفات.تصبح حالة الوطن يمكن توصيفها ببساطة بأنها صورة لمتمرد يقاتل متمردين .
"6"
ان تجاهل "العقيد قرنق" قائد الحركة الشعبية او جهله ابان مفاوضات السلام لمركز حلفائه النوباويين وموقفهم حال انقسام السودان الي جنوبي وشمالي ، لا يجوز استغلاله كنغيصة وسبب للإنتقاص من الدور الذي اطلعوا به في المراحل السابقة او الدور الذي قد يطلعوا به لاحقاً (مثلما ان تجاهل المؤتمر الوطني لذلك المركز ومحاولة تدجينه للنوباويين بعد تصويرهم وكأن ولي أمرهم - الجنوب وحركته الشعبية - قد خذلهم وتخلى عنهم ، وبالتالي يحق له ان يفعل بهم ما يشاء لا يعني ان على النوباويين يستسلموا له !!!!) ، فغياب حقيقة ان هذا الوطن وطن واحد "خلقه الله في رحم التاريخ واحداً وينبغي ان يظل كذلك" عن اذهان قيادات جوبا والخرطوم لا يجب أن تقع تبعتها على النوباويين ومن في حكمهم ،فهذه القبائل تلتقي في جينات اهلها وفي وعيهم خلاصة خصائص مكونات الانسان السوداني جنوبيه وشماليه ، وكونهم انضموا لهذا التيار او ذاك ليس بسبة او عار يلحق بهم ، هم تبعوا ما أملاه عليهم ضميرهم وما ساقهم اليه وعيهم الصحيح بقضاياهم وبالظلم الذي لحق بهم وخصهم ؛ وذاك الذي لحق بعموم أهل السودان ،لذا انحازوا لهؤلاء أو لاؤلئك لأن هناك الكثير الذي يجمعهم به عدا الظلم (الانتماء لوطن واحد،والانحدار من عرق متجانس ان لم نقل واحد،اضافة للاستعداد للتعايش بناء على الاحترام المتبادل ) .
"7"
ثم ان المشورة الشعبية التي اتخذها (البطل) مدخلاً للسخرية من نضال النوباويين ومن في حكمهم ، لاتمس من قدرهم اوتنقصه في شئ ، فالمشورة الشعبية سواء اقترحتها الوزيرة النرويجية السابقة (هيلدا جونسون) او غيرها ، قد قبلتها حكومة السودان مثلما قبلتها الحركة الشعبية لتحرير السودان ، وحيث انه فات على الحكومة بجيش وزراءها واستراتيجيها وخبراءها مثلما فات على قادة الحركة ان مثل هذا الاقتراح لا يلبي المطلوبات الاساسية لهذة القوميات ؛ فكيف بالنوباويين ؛ وهم بطبيعة الحال لا يملكون أي من امكانات ومؤهلات الدولة والحركة الشعبية!!!!، وقد قبلوا بها لأن مركزهم التاريخي والجغرافي و وضعهم الثقافي الحضاري أعدهم لأن يكونوا دائما مركز للالتقاء بين الشمال والجنوب وليس محطة للفرقة والاختلاف ، وقبلوا بها أيضاً لأنهم احسنوا الظن بالقيادة الجديدة للدولة التي افرزها اتفاق السلام والاجواء التوافقية التي واكبته . وما أدراهم بان الخرطوم وجوبا ستفشلان في قيادة سفينة الوطن الي بر الامان ؟ وانهما سيقضيا سنوات الانتقال في خلافات وتشاكس ؟ تشاكس لا يراعي موقفهم الحساس فقط ، بل ولا يرعي مصلحة أحد على الاطلاق!!!
وان ظن البعض في الخرطوم الآن انهم عقب التاسع من يوليو 2011م سيتخلصون من اعباء ظلت على عاتقهم (منذ الاستقلال ؟ لماذا منذ الاستقلال فقط والسودان وطن واحد على الاقل منذ ان ضم الزبير باشا رحمة بحر الغزال وضم النمساوي امين باشا الاستوائية للسودان التركي ؟؟؟) وسيكون السودان الشمالي افضل حالا لكونه سيصبح اكثر تجانسا قوميا !!، وظن آخرون في جوبا ان مشاكلهم كلها يمكن التخلص منها بمجرد الابتعاد والانفصال عن القسم العربي والمسلم من الوطن (مع العلم بان ما حركهم في الاساس كان قضايا مطلبية بحتة وذلك قبل ان يستقل السودان وقبل ان تتبلور توجهاته الحضارية!!).واعتبر الطرفان ان قضية النوباويين ومن في حكمهم هي قضايا هامشية لا ينبغي ان يشغلوا بالهم بها ، أو ان يتركوها للظروف والايام لتتولى حلحلتها . فإن هذا خطأ بائن وسيستبين الطرفان طال الزمن او قصر ان تصوراتهم كانت قاصرة وان افكارهم ولدت ميتة ورؤاهم عمياء ، وسيستبين الجميع ان النوباويين هم نخاع هذا الشعب ، ان صح صحت سائر اموره ، و إن لا فلا .
كما سيكتشف الطرفان والوسطاء الذين سهلوا التوصل لصيغة "نيفاشا" وهيلدا جونسون (صاحبة مقترح المشورة / بحسب البطل) ان هذا الابتكار وان جرب وصلح في مناطق أخرى من العالم فانه لا يصلح لهذا البلد لأنه نسيج مختلف متفرد .
"8"
ان محاولة البطل تنصيب نفسه استاذا يملي على الآخرين ما ينبغي عليهم ان يفعلوه لتحقيق مطالبهم السياسية لهي محاولات خائبة وفاشلة بامتياز لا لشئ إلا لأن البطل غير متمكن من مادة السياسة ومبادئها ، وليس له مبدأ او اطروحة اشتهرت عنه او عرف بها ، وانما هو أقرب الى كونه سمسار مواقف يروج ما بين يديه اليوم اما الغد فأمره مختلف. لذا لا يقبل منه نصحه للنوباويين عدم حمل السلاح لمجرد انهم حملوه من قبل ولم يجنوا شيئاً وإنما فاز غيرهم بكل الغنائم ، ولو كان زعم بأنه ضد مبدأ حمل السلاح من الاساس وضد استخدام العنف خدمة لأجندة سياسية ومع الحوار والكفاح السلمي لكنا غبطناه على ذلك ، لكنه يسوق مبررات سمجة دبجها في جمل بلاغية ، وحشد لها من نماذج القصص الذاتية للبعض "والتي ان صحت لا تدفع المرء الا الى التعاطف معهم وربما السعي لإنصافهم ليس إلا" معمماً لها بشكل مخل ، و وصل به التدليس والتلبيس الى درجة التشكيك في صحة انتساب والدة الحلو للنوبة ومستشهداً في ذلك باهل النسابة والقيافة !!!!!!.( (الواقع أن الحلو ينتمي انتماءً جزئياً الى قبائل النوبة، إذ إن والده من قبيلة المساليت في دارفور. ويذهب بعض العارفين من نسّابة الجبال الى أن والدته نفسها لا تنتمي عرقياً الى النوبة، بل إنها فقط عاشت وترعرعت في الجبال وأتقنت اللغة المحلية). انتهى الاقتباس من مقال البطل ، والبطل بحكم اقامته في أوروبا يعلم قبل غيره ان اقامة الشخص في اي مكان لسنوات معدودات يؤهل ذلك الشخص للانتساب للمكان (وربما حصل البطل على شرف المواطنة في الغرب بهذا المنطق) اما اجادته للغة اهل المكان فتلك من مطلوبات الاندماج التي لا يقدر عليها الا اولوا العزم .
"9"
يقول (بطلنا) في مقاله المشار اليه ( كان اتفاق الترتيبات الامنية واضحاً تماماً ،.......،ومؤداه ان قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان سيعاد انتشارها جنوباً الى ما وراء حدود 1956/ ....) انتهى الاقتباس، ونسأل البطل : ان كانت الترتيبات واضحة والمؤتمر الوطني والحركة الشعبية يعرفان التزاماتهما ، فلماذا لم يتم التنفيذ ؟؟؟ وهل هناك وجود لجيش يسمى "الجيش الذي يأتم بأمر الحلو"؟؟؟ وهل هناك ذكر له في اتفاق الترتيبات الامنية الذي لم يترك شاردة سلاح او واردته الا احصاها؟؟ واي منطق هذا الذي يجعل كلام الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي سليم ومنطقي ومقنع للبطل ؟؟ ام هناك وجود لجنود من النوبة في الجيشين ولدى قومهم مطالب مشروعة ينبغي ان تخاطب وتلبى ؟!!!
ونزيد البطل من الشعر بيتاً واحداً ونقول : ان ارسال خطابات للموظفين الحكوميين الذين اتت بهم اتفاقية نيفاشا لتبليغهم مايفيد ان اوضاعهم سيتم توفيقها بموجبه هو امر مبرر أما ارسال الخطابات لموظفين كانوا يعملون في الحكومة القومية او في الادارات الحكومية الاخرى في الشمال قبل الاتفاق هو تجاوز وتزيد وعسف من عسف الانقاذ المعلوم والذي ينبغي ايقافه فوراً او سيكون له تداعياته .
"10"
أجدني في حل من القول بأنني لا أسعى بقولي ومقالي هذا الدفاع عن النوباويين أو عن الحلو او الحركة الشعبية فالأولين أقدر على الدفاع عن انفسهم ومطالبهم ، وليس من شأني الدفاع عن الاخيرين ولا يعنيا لي الكثير ، لكن ما حفزني للتعقيب والرد هو رؤيتي لهذا التخليط واللبس الذي يروج له البطل ، وهذا التزييف لوقائع ماثلة عايشناها كلنا وكنا أقرب الى بعضها (من بطلنا) بحكم الجغرافيا وربما بحكم الاهتمام والالتزام ،
لذا يلزم هنا تذكير البطل بان الحديث عن شعار " النجمة أو الهجمة " ينبغي ان يقترن بحديث عن شعار "مولانا او القيامة" ..أي اما ان يفوز الوالي احمد هارون و إلا فان اهوالا يشيب لها الولدان ستقع ، وكون ان الوالي قد فاز فان ذلك لا يعفيه وحزبه ومناصريه من سيناريو القيامة الذي نسأل الله ان يخفف ويلاتها على قاطني الجبال وما جاورها وعلى قاطني ارض هذا الوطن الطيب.
كما يلزم تذكيره بان مايحدث الآن يتحمل المؤتمر الوطني مسئوليته وحده بعد ان كانت الحركة الى ما قبل استفتاء التاسع من يناير تقاسمه المسئولية ، ويتحمل المؤتمر الوطني المسئولية وحده لأن الانتخابات (العامة منها وما يخص ج كردفان) أجريت انفاذاً للاتفاق الموقع بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ، بصفتهما جماعتين وطنيتين ، أما وقد استقل الجنوب فانه كان على المؤتمر الوطني ان يعتبر الاتفاق قد استنفد اغراضه وما تبقي من التزامات وطنية منه تتعلق بالشمال ينبغي ان يتم التعاطي معها دون ان يكون للحركة الشعبية ولجوبا شأن بها وأي حديث غير هذا يعتبر سماح للجنوب بالتدخل في شأن داخلي لدولة السودان الشمالي ، اما القول بانتظار موعد التاسع من يوليو فانه تبرير سخيف فالمسألة الآن اضحت مسألة وقت ليس الا ولتحصيل حاصل . كان على المؤتمر الوطني وبالتوافق مع الفعاليات الناشطة من النوباويين ،ان يؤجل انتخابات ج كردفان الي ما بعد ذلك التاريخ حتي نتفادي اجرائها في هذا التوقيت الحساس ونتجنب الانفجار لذي حدث ولم يكن ثمة داع له..وان يتم السعي لإجرائها في اجواء اكثر توافقية.
ويجدر تذكيره أيضاً بانه وحتي بعد اجراء الانتخابات في هذا الجو المتوتر وبعد ان تبين للجميع ان الفرق بين المرشحين الرئيسيين لا يتجاوز عدة ألاف ( 120 الف صوت لهارون مقابل 112 الف صوت للحلو) ، وهذا يعني باننا ازاء حالة انقسام حادة تتطلب اجراءات توافقية وتتطلب التصرف بحزر بالغ لاعادة توحيد سكان الولاية بدلاً عن المظاهر الاحتفالية والاستفزازية التي تعوزها الحكمة .
كما يجدر بنا ان نذكره أخيراً ، بأن تخليط المعارضة وانتهازيتها وانتهازية الحركة الشعبية ....الي اخر كل الصفات السئة التي لا نمانع ان تلصق بها ، لا يجوز للبطل ولا لغيره الالتفاف على الحقائق كما لا يبرر له او لغيره ان يقف موقف المؤتمر الوطني حذوك النعل بالنعل وانما يفرض واجباً اضافياً ، هو واجب تقديم النوذج والقدوة البديلة للحكم والمعارضة على حد السواء.وان ايجاد مخرج لازمة ج كردفان ليس مسئولية النخب من قادة الرأي والفكر واصحاب النظر الصائب من النوباويين وحدهم ،ولكن مسئولية قادة الرأي والفكر من كل انحاء البلاد .
نقلا عن صحيفة الاحداث بتاريخ 3 يوليو 2011


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.