قائد منطقة البحر الأحمر العسكرية يقدم تنويرا للبعثات الدبلوماسية والقنصلية وممثلي المنظمات الدولية والاقليمية حول تطورات الأوضاع    تشيلسي يضرب ليفربول بثلاثية ويتمسك بأمل الأبطال    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    الخارجية القطرية: نجدد دعمنا الكامل لوحدة وسيادة استقرار السودان    الاعيسر:استخدمت في الهجوم سبع طائرات مسيرة انتحارية، شكّلت غطاءً لهجوم نفذته طائرة استراتيجية أخرى    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    حزب الأمة القومي: نطالب قوات الدعم السريع بوقف هذه الممارسات فورًا والعمل على محاسبة منسوبيها..!    المضادات فشلت في اعتراضه… عدد من المصابين جراء سقوط صاروخ يمني في مطار بن جوريون الاسرائيلي    مصطفى تمبور: المرحلة الحالية تتطلب في المقام الأول مجهود عسكري كبير لدحر المليشيا وتحرير دارفور    الجيش يوضح بشأن حادثة بورتسودان    "ميتا" تهدد بوقف خدمات فيسبوك وإنستغرام في أكبر دولة إفريقية    بورتسودان وأهلها والمطار بخير    انتر نواكشوط يخطط لتكرار الفوز على المريخ    قباني يقود المقدمة الحمراء    المريخ يفتقد خدمات الثنائي أمام الانتر    عزمي عبد الرازق يكتب: هل نحنُ بحاجة إلى سيادة بحرية؟    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    فاز بهدفين .. أهلي جدة يصنع التاريخ ويتوج بطلًا لنخبة آسيا    بتعادل جنوني.. لايبزيج يؤجل إعلان تتويج بايرن ميونخ    السودان يقدم مرافعته الشفوية امام محكمة العدل الدولية    هل هدّد أنشيلوتي البرازيل رفضاً لتسريبات "محرجة" لريال مدريد؟    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    ارتفاع التضخم في السودان    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باب التعقيب والرد على اباطيل البطل .. بقلم: انور سليمان التوم
نشر في سودانيل يوم 04 - 07 - 2011


النوباويون ومن في حكمهم: لحم الوطن الحي
Email:[email protected]
"1"
كتابات الاستاذ البطل تذكرني بأدب الشعراء والكتاب العرب الاقدمين الذين متي ما نهاهم السلطان عن ان يصدعوا بالحق انتهوا ؛ لكن البطل زاد عليهم بأن انتهي ولكن لم يحترم عقل قرائه ونفسه ويسكت بل طفق يخلط الحق بالباطل ، ويتجنب الحق خشية واتقاء وانصياعاً للرقابة القبلية والذاتية والبعدية، اما من ليس لهم سلطة ينهون بها البطل (معارضة وتجمع ووحركات مسلحة او مسالمة وجماعات عرقية....الخ) فقد اطلق فيهم وعليهم لسان قلمه يسومهم سوء عذابه والواناً من تهكماته وسخرياته......
"2"
وفي بابه المسمي (غربا باتجاه الشرق) بصحيفة الاحداث نشر الاستاذ البطل اراءاً تحت عنوان "نوبة الجبال : نضال السخرة والموت بالمجان" بتاريخ الاربعاء الموافق 29 يونيو 2011م...تضمن ضرباً عجيباً من التخليط والتحامل ليس على النوبة وحدهم ؛وإنما على فئات شعبية وغير شعبية عدة ،ولا تقف تطاولات البطل على تلك الفئات وانما ان تأملنا مألات اقواله سنكتشف انها تضر في نهاياتها بمستقبل الامة والدولة السودانية وتساهم وتتكامل مع السياسات الفئة الانقاذية وتصب معها في خانة الفت من عضد القوي الشعبية، والدفع بالجميع في اتجاه تفكيك بني الامة السودانية وصولاً الي حالة لا تقل سوءاً عن الحالة الصومالية ....ويأتي مقالنا هذا في مقام الرد والتعقيب على اباطيل البطل هذة؛ التي تناولت مأساة النوبة الذين تبددت تطلعاتهم الشرعية في السلام والاستقرار نتيجة لتفرقهم ايدي سباء خلف مسيرات المؤتمر الوطني القاصدة..... !!!!!! ومسيرة الحركة الشعبية القاصدة نحو الانفصال وتقسيم تراب الوطن وشعبه. ونشير الي من اسماهم البطل نوبة الجبال تمييزا لهم عن نوبة الشمال نسباً الي النوبة ب"النوباوين" تمييزا عن النوبيين.
"3"
بدأ البطل مقاله بما يشبه التبرير الذي يخوله المضي خلف افتراضاته واباطيله من دون تدقيق ومن دون تأنيب ضمير ان مست إفتراءاته اي شخص اوفئة ممن ورد اسمهم او رسمهم أو صفتهم بين سطوره ،وذلك بقوله ( غير انه مما يمض النفس ويدمي الفؤاد، أن البحث الخالص لوجه الله والسودان والتقصي المستقصد للحقيقة والمتلمس لجذور الكارثة اضحي من أخوات الغول والعنقاء، واقرب الي المستحيل، دونه خرط القتاد! ....الخ) ، ولنضرب صفحاً هنا عن تلبيس البطل على الحقائق والوقائع الاولية المعلومة بفضل تكنولوجيا المعلومات من فضائيات ومواقع تواصل على الانترنت ..الخ ومحاولته صرف الانظار عنها (لو صح ان آلافاً من الابرياْ من ابناء نوبة الجبال تتلقفهم المنايا – في يومنا هذا – دون اصطفاء..الخ) انتهى الاقتباس من مقال البطل المشار اليه ؛ نضرب صفحاً عنها مراعاة لنفسه (الممضوضة) وفؤاده (الدامي)...ونتجاوز كذلك عن محاولته العاثرة لتحميل ضعف القوي الوطنية المعارضة أكثر مما يحتمل بجعله ذلك الضعف مبررا لإعمال سيف كلماته فيما تبقى من جسد كليل .
"4"
نتجاوز عن كل ذلك ؛ وعن الصور شديدة السوداوية ولا تخلو من غرض والتي رسمها البطل لحال النوباويين في صفوف الجيش الشعبي والحركة الشعبية والتي وصفها بأبشع النعوت والاوصاف (استغلال ، وسخرة ، وقنانة ، وانتهاكات لحق الحياة لبعض الجنود والقادة ، واستخدام نسائهم سراري وإماء للمتعة الجنسية!!!) . ونقول ان النوباويين وقفوا موقفهم ذاك ؛دعماً لكفاح الفئات الشعبية السودانية (والحركة الشعبية وجيشها كانا في ذاك الوقت جزءا من النسيج الاجتماعي والسياسي الوطني) ولا يملك أي شخص – الآن - أياً كانت صفته او انتماؤه السياسي والجهوي او العرقي سلطة محاكمتهم أخلاقياً ولومهم او عتابهم على ذلك الموقف ، فقد فعلوا ما فعلوا مدفوعين بالتزام وطني سامٍ نابع عن ضمير شعبي نابع بدوره عن موقع ثقافي ترتب عن مركزهم الجغرافي (بين الشمال والجنوب) والتاريخي ؛ وكل ما ذكرناه جعل النوباويين (ويدخل في حكمهم الفونج وباقي سكان النيل الازرق وكل المناطق التداخل بين شمال السودان وجنوبه الي اقاصي غرب دارفور) يحملون عبء لعب دور تاريخي محدد بوصفهم اللحم والعصب الحي الذي يجمع اطراف هذا الوطن المتباعد ويقرب بين تناقضاته واختلافاته التي بدت لأصحاب المصالح الاجنبية ذوو النوايا التقسيمية اختلافات ترقي لمستوي اسداء النصح ببتر السودان الي جزئين عربي اسلامي شمالا وأفريقي زنجي الديانات ومسيحي في الجنوب!!، بل وبدت كذلك لوطنيين سودانيين في الجنوب والشمال !!!!!.
"5"
عليه فان كل ما حدث ويحدث في السودان من حماقات وتفاهات يرتكبها الساسة القدامي منهم والجدد ، وما يروج له من تفسيرات ساذجة وتبسيطية ومخلة ومن نظريات لا تقوى على الوقوف في وجه النظر أو اعادة النظر بعقلانية ، كل ذلك لا يمكن ان يتحمل النوباويون مسئوليته (مثلما لا يمكن تحميل شعب دارفور مثلا مسئولية كل ما أقدم وما يقدم عليه خليل او عبدالواحد او مناوي او غيرهم ).. فما يحدث على مسرح السياسة السودانية يتحمل مسئوليته الجميع وبنسب تتفاوت بحسب ما يحوزه كل شخص من معارف وسلطات مادية اومعنوية ومسئوليات قانونية او اخلاقية ، لذا فمسئولية الحاكم في الخرطوم ليست مساوية لمسئولية قائد جماعة متمردة في غابات الجنوب او سهول و وديان دارفور او جبال جنوب كردفان ؛ لأن الحاكم "دري او لم يدري " مسئول عن حقوق وراحة الجميع بما في ذلك القادة المتمردين، اما اذا اختار التواضع ومن ثم التصرف بذات عقليات الخارجين على سلطته فهنا يكون مكمن الخلل الذي تلج خلاله باقي الكوارث والمضاعفات.تصبح حالة الوطن يمكن توصيفها ببساطة بأنها صورة لمتمرد يقاتل متمردين .
"6"
ان تجاهل "العقيد قرنق" قائد الحركة الشعبية او جهله ابان مفاوضات السلام لمركز حلفائه النوباويين وموقفهم حال انقسام السودان الي جنوبي وشمالي ، لا يجوز استغلاله كنغيصة وسبب للإنتقاص من الدور الذي اطلعوا به في المراحل السابقة او الدور الذي قد يطلعوا به لاحقاً (مثلما ان تجاهل المؤتمر الوطني لذلك المركز ومحاولة تدجينه للنوباويين بعد تصويرهم وكأن ولي أمرهم - الجنوب وحركته الشعبية - قد خذلهم وتخلى عنهم ، وبالتالي يحق له ان يفعل بهم ما يشاء لا يعني ان على النوباويين يستسلموا له !!!!) ، فغياب حقيقة ان هذا الوطن وطن واحد "خلقه الله في رحم التاريخ واحداً وينبغي ان يظل كذلك" عن اذهان قيادات جوبا والخرطوم لا يجب أن تقع تبعتها على النوباويين ومن في حكمهم ،فهذه القبائل تلتقي في جينات اهلها وفي وعيهم خلاصة خصائص مكونات الانسان السوداني جنوبيه وشماليه ، وكونهم انضموا لهذا التيار او ذاك ليس بسبة او عار يلحق بهم ، هم تبعوا ما أملاه عليهم ضميرهم وما ساقهم اليه وعيهم الصحيح بقضاياهم وبالظلم الذي لحق بهم وخصهم ؛ وذاك الذي لحق بعموم أهل السودان ،لذا انحازوا لهؤلاء أو لاؤلئك لأن هناك الكثير الذي يجمعهم به عدا الظلم (الانتماء لوطن واحد،والانحدار من عرق متجانس ان لم نقل واحد،اضافة للاستعداد للتعايش بناء على الاحترام المتبادل ) .
"7"
ثم ان المشورة الشعبية التي اتخذها (البطل) مدخلاً للسخرية من نضال النوباويين ومن في حكمهم ، لاتمس من قدرهم اوتنقصه في شئ ، فالمشورة الشعبية سواء اقترحتها الوزيرة النرويجية السابقة (هيلدا جونسون) او غيرها ، قد قبلتها حكومة السودان مثلما قبلتها الحركة الشعبية لتحرير السودان ، وحيث انه فات على الحكومة بجيش وزراءها واستراتيجيها وخبراءها مثلما فات على قادة الحركة ان مثل هذا الاقتراح لا يلبي المطلوبات الاساسية لهذة القوميات ؛ فكيف بالنوباويين ؛ وهم بطبيعة الحال لا يملكون أي من امكانات ومؤهلات الدولة والحركة الشعبية!!!!، وقد قبلوا بها لأن مركزهم التاريخي والجغرافي و وضعهم الثقافي الحضاري أعدهم لأن يكونوا دائما مركز للالتقاء بين الشمال والجنوب وليس محطة للفرقة والاختلاف ، وقبلوا بها أيضاً لأنهم احسنوا الظن بالقيادة الجديدة للدولة التي افرزها اتفاق السلام والاجواء التوافقية التي واكبته . وما أدراهم بان الخرطوم وجوبا ستفشلان في قيادة سفينة الوطن الي بر الامان ؟ وانهما سيقضيا سنوات الانتقال في خلافات وتشاكس ؟ تشاكس لا يراعي موقفهم الحساس فقط ، بل ولا يرعي مصلحة أحد على الاطلاق!!!
وان ظن البعض في الخرطوم الآن انهم عقب التاسع من يوليو 2011م سيتخلصون من اعباء ظلت على عاتقهم (منذ الاستقلال ؟ لماذا منذ الاستقلال فقط والسودان وطن واحد على الاقل منذ ان ضم الزبير باشا رحمة بحر الغزال وضم النمساوي امين باشا الاستوائية للسودان التركي ؟؟؟) وسيكون السودان الشمالي افضل حالا لكونه سيصبح اكثر تجانسا قوميا !!، وظن آخرون في جوبا ان مشاكلهم كلها يمكن التخلص منها بمجرد الابتعاد والانفصال عن القسم العربي والمسلم من الوطن (مع العلم بان ما حركهم في الاساس كان قضايا مطلبية بحتة وذلك قبل ان يستقل السودان وقبل ان تتبلور توجهاته الحضارية!!).واعتبر الطرفان ان قضية النوباويين ومن في حكمهم هي قضايا هامشية لا ينبغي ان يشغلوا بالهم بها ، أو ان يتركوها للظروف والايام لتتولى حلحلتها . فإن هذا خطأ بائن وسيستبين الطرفان طال الزمن او قصر ان تصوراتهم كانت قاصرة وان افكارهم ولدت ميتة ورؤاهم عمياء ، وسيستبين الجميع ان النوباويين هم نخاع هذا الشعب ، ان صح صحت سائر اموره ، و إن لا فلا .
كما سيكتشف الطرفان والوسطاء الذين سهلوا التوصل لصيغة "نيفاشا" وهيلدا جونسون (صاحبة مقترح المشورة / بحسب البطل) ان هذا الابتكار وان جرب وصلح في مناطق أخرى من العالم فانه لا يصلح لهذا البلد لأنه نسيج مختلف متفرد .
"8"
ان محاولة البطل تنصيب نفسه استاذا يملي على الآخرين ما ينبغي عليهم ان يفعلوه لتحقيق مطالبهم السياسية لهي محاولات خائبة وفاشلة بامتياز لا لشئ إلا لأن البطل غير متمكن من مادة السياسة ومبادئها ، وليس له مبدأ او اطروحة اشتهرت عنه او عرف بها ، وانما هو أقرب الى كونه سمسار مواقف يروج ما بين يديه اليوم اما الغد فأمره مختلف. لذا لا يقبل منه نصحه للنوباويين عدم حمل السلاح لمجرد انهم حملوه من قبل ولم يجنوا شيئاً وإنما فاز غيرهم بكل الغنائم ، ولو كان زعم بأنه ضد مبدأ حمل السلاح من الاساس وضد استخدام العنف خدمة لأجندة سياسية ومع الحوار والكفاح السلمي لكنا غبطناه على ذلك ، لكنه يسوق مبررات سمجة دبجها في جمل بلاغية ، وحشد لها من نماذج القصص الذاتية للبعض "والتي ان صحت لا تدفع المرء الا الى التعاطف معهم وربما السعي لإنصافهم ليس إلا" معمماً لها بشكل مخل ، و وصل به التدليس والتلبيس الى درجة التشكيك في صحة انتساب والدة الحلو للنوبة ومستشهداً في ذلك باهل النسابة والقيافة !!!!!!.( (الواقع أن الحلو ينتمي انتماءً جزئياً الى قبائل النوبة، إذ إن والده من قبيلة المساليت في دارفور. ويذهب بعض العارفين من نسّابة الجبال الى أن والدته نفسها لا تنتمي عرقياً الى النوبة، بل إنها فقط عاشت وترعرعت في الجبال وأتقنت اللغة المحلية). انتهى الاقتباس من مقال البطل ، والبطل بحكم اقامته في أوروبا يعلم قبل غيره ان اقامة الشخص في اي مكان لسنوات معدودات يؤهل ذلك الشخص للانتساب للمكان (وربما حصل البطل على شرف المواطنة في الغرب بهذا المنطق) اما اجادته للغة اهل المكان فتلك من مطلوبات الاندماج التي لا يقدر عليها الا اولوا العزم .
"9"
يقول (بطلنا) في مقاله المشار اليه ( كان اتفاق الترتيبات الامنية واضحاً تماماً ،.......،ومؤداه ان قوات الجيش الشعبي لتحرير السودان سيعاد انتشارها جنوباً الى ما وراء حدود 1956/ ....) انتهى الاقتباس، ونسأل البطل : ان كانت الترتيبات واضحة والمؤتمر الوطني والحركة الشعبية يعرفان التزاماتهما ، فلماذا لم يتم التنفيذ ؟؟؟ وهل هناك وجود لجيش يسمى "الجيش الذي يأتم بأمر الحلو"؟؟؟ وهل هناك ذكر له في اتفاق الترتيبات الامنية الذي لم يترك شاردة سلاح او واردته الا احصاها؟؟ واي منطق هذا الذي يجعل كلام الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي سليم ومنطقي ومقنع للبطل ؟؟ ام هناك وجود لجنود من النوبة في الجيشين ولدى قومهم مطالب مشروعة ينبغي ان تخاطب وتلبى ؟!!!
ونزيد البطل من الشعر بيتاً واحداً ونقول : ان ارسال خطابات للموظفين الحكوميين الذين اتت بهم اتفاقية نيفاشا لتبليغهم مايفيد ان اوضاعهم سيتم توفيقها بموجبه هو امر مبرر أما ارسال الخطابات لموظفين كانوا يعملون في الحكومة القومية او في الادارات الحكومية الاخرى في الشمال قبل الاتفاق هو تجاوز وتزيد وعسف من عسف الانقاذ المعلوم والذي ينبغي ايقافه فوراً او سيكون له تداعياته .
"10"
أجدني في حل من القول بأنني لا أسعى بقولي ومقالي هذا الدفاع عن النوباويين أو عن الحلو او الحركة الشعبية فالأولين أقدر على الدفاع عن انفسهم ومطالبهم ، وليس من شأني الدفاع عن الاخيرين ولا يعنيا لي الكثير ، لكن ما حفزني للتعقيب والرد هو رؤيتي لهذا التخليط واللبس الذي يروج له البطل ، وهذا التزييف لوقائع ماثلة عايشناها كلنا وكنا أقرب الى بعضها (من بطلنا) بحكم الجغرافيا وربما بحكم الاهتمام والالتزام ،
لذا يلزم هنا تذكير البطل بان الحديث عن شعار " النجمة أو الهجمة " ينبغي ان يقترن بحديث عن شعار "مولانا او القيامة" ..أي اما ان يفوز الوالي احمد هارون و إلا فان اهوالا يشيب لها الولدان ستقع ، وكون ان الوالي قد فاز فان ذلك لا يعفيه وحزبه ومناصريه من سيناريو القيامة الذي نسأل الله ان يخفف ويلاتها على قاطني الجبال وما جاورها وعلى قاطني ارض هذا الوطن الطيب.
كما يلزم تذكيره بان مايحدث الآن يتحمل المؤتمر الوطني مسئوليته وحده بعد ان كانت الحركة الى ما قبل استفتاء التاسع من يناير تقاسمه المسئولية ، ويتحمل المؤتمر الوطني المسئولية وحده لأن الانتخابات (العامة منها وما يخص ج كردفان) أجريت انفاذاً للاتفاق الموقع بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية ، بصفتهما جماعتين وطنيتين ، أما وقد استقل الجنوب فانه كان على المؤتمر الوطني ان يعتبر الاتفاق قد استنفد اغراضه وما تبقي من التزامات وطنية منه تتعلق بالشمال ينبغي ان يتم التعاطي معها دون ان يكون للحركة الشعبية ولجوبا شأن بها وأي حديث غير هذا يعتبر سماح للجنوب بالتدخل في شأن داخلي لدولة السودان الشمالي ، اما القول بانتظار موعد التاسع من يوليو فانه تبرير سخيف فالمسألة الآن اضحت مسألة وقت ليس الا ولتحصيل حاصل . كان على المؤتمر الوطني وبالتوافق مع الفعاليات الناشطة من النوباويين ،ان يؤجل انتخابات ج كردفان الي ما بعد ذلك التاريخ حتي نتفادي اجرائها في هذا التوقيت الحساس ونتجنب الانفجار لذي حدث ولم يكن ثمة داع له..وان يتم السعي لإجرائها في اجواء اكثر توافقية.
ويجدر تذكيره أيضاً بانه وحتي بعد اجراء الانتخابات في هذا الجو المتوتر وبعد ان تبين للجميع ان الفرق بين المرشحين الرئيسيين لا يتجاوز عدة ألاف ( 120 الف صوت لهارون مقابل 112 الف صوت للحلو) ، وهذا يعني باننا ازاء حالة انقسام حادة تتطلب اجراءات توافقية وتتطلب التصرف بحزر بالغ لاعادة توحيد سكان الولاية بدلاً عن المظاهر الاحتفالية والاستفزازية التي تعوزها الحكمة .
كما يجدر بنا ان نذكره أخيراً ، بأن تخليط المعارضة وانتهازيتها وانتهازية الحركة الشعبية ....الي اخر كل الصفات السئة التي لا نمانع ان تلصق بها ، لا يجوز للبطل ولا لغيره الالتفاف على الحقائق كما لا يبرر له او لغيره ان يقف موقف المؤتمر الوطني حذوك النعل بالنعل وانما يفرض واجباً اضافياً ، هو واجب تقديم النوذج والقدوة البديلة للحكم والمعارضة على حد السواء.وان ايجاد مخرج لازمة ج كردفان ليس مسئولية النخب من قادة الرأي والفكر واصحاب النظر الصائب من النوباويين وحدهم ،ولكن مسئولية قادة الرأي والفكر من كل انحاء البلاد .
نقلا عن صحيفة الاحداث بتاريخ 3 يوليو 2011


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.