Oh God! We praise and glorify you For your grace upon Cush, The land of great warriors And origin of world's civilization. Oh Cush! Arise, shine, raise your flag with the guiding star And sing songs of freedom with joy, For peace, liberty and justice Shall forever more reign. So Lord bless South Sudan صباح السبت التاسع من يوليو القادم سيردد الملايين من سكان جنوب السودان نشيدهم الوطني هذا، إيذانا بانتهاء نصف قرن من الحرب والصراع مع دولة الشمال، وبداية حقبة جديدة من التاريخ. كلمات النشيد الوطني التي تمت اجازتها في سبتمبر الماضي توليفة صيغت كلماتها من 49 نصا تقدم بها المتسابقين، فيما قام بتلحينها الموسيقار ميدو سامونيل. وطوال الأيام والأسابيع الماضية تنظم حلقات لحفظ النشيد الوطني، ويعزف في كل الحفلات والمناسبات. ولأنها اللحظة التي انتظرها الجنوبيون طويلا فلا شىء في جوبا عاصمة الدولة الجديدة ومدنها وقراها يعلو فوق الاستعدادات والتجهيزات لهذا اليوم، وكل إمكانات الدولة واهتماماتها موجهةٌ لهذا الغرض، لا تلهيها عنه حتى اكبر الأزمات المشتعلة بينها وبين الحكومة في الخرطوم (في ابيي وجنوب كردفان، ورسائل التهديد التي تصدر كل يوم من هناك عن إمكانية عودة الحرب وإيقاف تدفق البترول ... الخ) والقمم المتواصلة لرؤساء افريقيا والاتفاقات التي توقع كل يوم. ميدان الحرية : رمزية د.قرنق حاضرة في ساحة الحرية وأمام ضريح الراحل د.جون قرنق سيقام الاحتفال الجماهيري، بحضور الرئيس سلفاكير ميارديت وعدد كبير من رؤساء الدول. ورمزية د.قرنق لا تحتاج لشرح مطول فهو الأب والقائد التاريخي للدولة الوليدة، وصاحب الشعبية والصيت علي النطاقين الإقليمي والدولي. ومنذ فترة طويلة يتم عمل إنشاءات جديدة في الساحة أبرزها المنصة الرئيسية التي سيجلس عليها رؤساء الدول والضيوف؛ وإنشاء برج حول ضريح د.جون؛ وتشجير الساحة وإكمال أسوارها. ووفقا للمهندس المقيم يوهانس قركان في حديث ل (أجراس الحرية) فان العمل يتم طوال اليوم دون توقف بواسطة عدد من الشركات، ومن المتوقع أن يكتمل العمل تماما خلال الأيام القادمة، وتصبح الساحة جاهزة لاستقبال الجماهير والضيوف. اما ضريح د.قرنق الذي سيبني برج امامه فسيحول لمزار تذكاري ويحول لمتحف مفتوح لزيارة الجماهير. وفي ذلك اليوم سيقام طابور عرض تشارك فيه الوحدات العسكرية والأمنية والمجتمع المدني. ولهذا الغرض تجري بروفات يومية لهذه القوات، يتم تحويلها يوم اثنين من كل اسبوع لساحة ضريح د.جون. وفي حديث مع اللواء بالجيش الشعبي والمشرف علي طابور العرض مريال شنونق اوضح لي انهم سيقدمون في ذلك اليوم عرضا عسكريا، وسيقومون بمراسم عزف النشيد الوطني ورفع علم جنوب السودان، وقال ان المدفعية ستطلق في نهاية الاحتفال واحد وعشرين طلقة فيما ستحلق الطائرات فوق الساحة وتقدم عرضا جويا. اما برنامج الاحتفال نفسه وحسب امين عام حكومة الجنوب عبدون اقاو خلال تنويره لطابور العرض، فسيحتوي علي كلمتين للرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت، ويتم في بدايته عزف النشيد الوطني للسودان كاخر مرة يعزف فيها كنشيد موحد للدولة، ومن ثم يتم عزف السلام الجمهوري لجمهورية جنوب السودان وتسليم البشير علم ووثائق الدولة السودانية، كاشارة لبداية عهد جديد وزير الداخلية : خطة تامين متكاملة يشكل الهاجس الأمني حضورا في حالة دولة خارجة لتوها من حرب طويلة، وينتشر السلاح في عدد من مناطقها، وتخوض ما يشبه حالة حرب مع جارها وعدوها السابق. وزير الداخلية ورئيس اللجنة الأمنية قير شوانغ أكد لي اكتمال استعداداتهم لتأمين الاحتفالات، وأشار لوجود تهديدات تواجه الجنوب (هم علي علم بها، وعلي استعداد لمواجهتها). وحول أعداد القوات التي ستشارك في تامين الاحتفالات قال شوانغ إنها غير محدده، وستضم مختلف الأجهزة العسكرية والأمنية وعلي رأسها الجيش الشعبي، وعن خطتهم لذلك اليوم يقول : (خطة التامين وضعت من الفنيين والتامين سيتم في وقته) ويرسل شوانغ رسالة طمأنينة لكل مواطني الجنوب بان الأمن سيكون مستتبا وستجري الاحتفالات في كامل الهدؤ. مطار جوبا : حركة الطائرات لن تتوقف القادمين لجوبا من الضيوف يقدر عددهم بالآلآف، من بينهم ثلاثين رئيسا ووفود من خمسين دولة، سياتي اغلبهم عبر مطار جوبا. المطار الذي تاسس في خمسينيات القرن الماضي يشهد منذ اشهر عملا دؤوبا لاستقبال الضيوف وتسهيل حركتهم، وتم بناء مدرج جديد داخله لزيادة طاقته الاستيعابية، كما شارف العمل علي الانتهاء من قاعتي الوصول والمغادرة الجديدتين. وقبل ايام افتتح وزير النقل والطرق انطوني لينو مكنة الانارة الليلية، ليصبح المطار بذلك جاهزا لاستقبال الطائرات ليلا، كما افتتح المدرج الجديد الذي سيمكن من هبوط الطائرات العملاقة؛ واستقبال عدد كبير من الطائرات في وقت واحد. كما اعلن الوزير انه سيتم الانتهاء من تركيب الرادار وصالة كبار الضيوف قبل التاسع من يوليو. ويؤكد مدير مطار جوبا كور كوال في حديثه ل (اجراس الحرية) اكتمال استعداداتهم لاستقبال الطائرات من كل نوع وباي حجم، ويستدل كوال بتجارب سابقة لهم في استقبال عدد كبير من الطائرات من بينها وفاة د.جون قرنق والاستفتاء. وأصدرت الحكومة علي لسان وزير النقل والطرق تطمينات رسمية لكل القادمين لجوبا لحضور الاحتفالات بان المطار سيظل يعمل حتي الثامن من يوليو القادم، ولن يتم إغلاقه إلا ليوم واحد وهو التاسع من يوليو الذي سيخصص لوصول الوفود الرسمية. اهتمام اعلامي عالمي بالحدث في مناسبة تاريخية بهذا الحجم لابد ان يكون الاعلام حاضرا كمرشد وموجه للجماهير المتعطشة لمعرفة كل صغيرة وكبيرة عن الحدث. ومنذ شهر فبراير الماضي وبعد ظهور نتائج الاستفتاء مباشرة شكل رئيس حكومة الجنوب لجنة عليا برئاسة نائبه د.رياك مشار، قسمت لعدد من اللجان ابرزها اللجنة الاعلامية. وطوال الاسابيع والايام الماضية تتوافد عشرات المؤسسات الاعلامية يوميا علي مدينة جوبا لتغطية الحدث التاريخي، في وقت اعلنت فيه حكومة الجنوب عن خطة متكاملة لتسهيل حركة الاعلاميين وتوفير المعلومات لهم، وابدت ترحيبها بقدوم الاعلام الشمالي لحضور الحدث ومعاملته برصفائه من الجنوبيين. وكشف رئيس لجنة الاعلام والتعبئة للاحتفالات مصطفي بيونق في تصريحات ل (اجراس الحرية) عن انشاء ثلاث مراكز للمتابعه الاعلاميه في كل من مطار جوبا وساحة الاحتفالات بضريح د.جون قرنق والقصر الرئاسي، اضافة لمركز ثابت للمعلومات في وسط جوبا. فيما سيعقد وزير الاعلام مؤتمرا صحفيا يوميا اعتبارا من الرابع من يوليو لتنوير الاعلاميين باخر المستجدات. وأشار بيونق لتلقيهم طلبات لتغطية الحدث من عشرات المؤسسات الاعلامية الاجنبية، واوضح ان عدد الاعلاميين والصحفيين الاجانب الذين تقدموا بطلبات تسجيل حتي الاحد الماضي فاق المائتي صحفي من اوروبا وافريقيا وامريكا واليابان. وابدي بيونق استعداد لجنته للتعاون وتقديم التسهيلات للصحفيين ودعاهم للتعاون معهم، فيما دعا الاعلام الشمالي لتغطية الحدث وقال : (انهم سيجدون كل الترحيب هنا) واضاف : (نحن نتعامل معهم كاعلام محلي ولانطبق عليهم الاجراءات المتبعة مع الاعلام الدولي). وفي السياق الاعلامي للاحتفالات، تمتلئ شوارع جوبا بملصقات وشعارات تدعو الجنوبيين للمشاركة في الاحتفالات، فيما تبث وسائل الاعلام الرسمية والخاصة برامج تعبئة وتنوير بالمناسبة التاريخية. البرلمان : سباق مع الزمن لاجازة الدستور قبل اكثر من شهرين بدأ نواب البرلمان الجنوبي جلساتهم لاجازة الدستور الجديد لدولة الجنوب، الذي تم الاتفاق علي ان يكون دستورا انتقاليا لمدة اربعة سنوات يتم بعدها اجازة الدستور الدائم. وطوال الستين يوما الماضية ظل المجلس في حالة انعقاد دائم ونقاش مستفيض بين نوابه حول بنوده. ويوم الاثنين الماضي كنت حضورا مع عدد كبير من الاعلاميين لجلسة عاصفة للمجلس، تركز النقاش فيها حول نظام الحكم : هل يكون مركزيا ام فيدراليا ؟، وجدل اخر حول ضم نواب جدد. ووفقا لبرلمانيين استطلعتهم في نهاية الجلسة فمن المتوقع ان يتم الفراغ من الدستور واجازته نهائيا بحلول السابع من يوليو، ليكتمل بذلك الشكل القانوني للدولة. استعدادات واحتفالات تمتد لكل شئ الناظر لشوارع جوبا هذه الايام وهي تستعد للعرس الكبير لا يخطئ ناظريه حملات التجميل والنظافة التي تنتظم كل شبر، والمباني والشوارع التي تمتد اليها يد الاصلاح. وتستعد الفنادق هي الاخري لاستقبال الضيوف، وقام معظمها بعمل انشاءات وصيانات استعدادا للحدث. وفي حديثه ل (اجراس الحرية) يؤكد امين عكاشة صاحب فندق نيو سودان اكبر فنادق جوبا وهو من ابناء شمال السودان ومقيم في الجنوب منذ خمسينيات القرن الماضي استعدادهم لتقديم خدمات تليق بالضيوف. ووفقا لمعلومات غير مؤكدة من مصدر رسمي تحصلنا عليها فان الحكومة ولمواجهة الاعداد الكبيرة المتوقع قدومها قامت بحجز ربع مساحة كل فنادق جوبا مبدئيا لايام الاحتفالات. في السياق، افتتح وزير الطرق والاتصالات بجوبا نافورة مياه بمواصفات حديثة في سوق كستم المواجه لساحة الحرية، بجانب عدد من الطرق والكباري الجديدة التي تم الفراغ من تشييدها، واعلن عن فتح كل الطرق بالمدينة التي كان قد تم اغلاقها خلال الفترة الماضية. وعلي الصعيد الرياضي، يتوقع ان يقوم الرئيس سلفاكير بافتتاح استاد جوبا يوم السابع من يوليو، وخلال جولة تفقدية له للاستاد اوضح وزير الشباب والرياضة مكواج تينج ان التجهيزات اكتملت لافتتاح الاستاد الذي تمت زراعة نجيل حديثة له واضاءته خلال الايام القادمة بواسطة رئيس حكومة الجنوب. ويعتبر استاد جوبا اول استاد رياضي يتم اضاءته في جنوب السودان.