لندن : خالد الاعيسر المقدمة آثرت أن أبدأ من حيث انتهينا، ولعل ذلك مرده أن اللحظات الأخيرة كانت أقل سخونة خلال فترة النصف ساعة التي جمعتني أمس بالمبعوث الأمريكي الخاص للسودان السيد برنستون ليمان بمعية المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية السيدة كاثرين فان دي فيت داخل مبنى السفارة الأمريكية (المحصن) في وسط لندن. مازحته بالقول، إنه لأمر جلل أن تكون مبعوثاً خاصة لدولة مثل السودان. دولة على الصعيد الداخلي مثقلة بجراحات ودماء والغام وصراعات سياسية وعلى الصعيد الخارجي تعد حلبة لصراع مصالح اقتصادية وامنية للدول الكبرى. بالضرورة إنها أصعب مهمة خلال مسيرتك في عوالم الدبلوماسية في أدغال القارة السمراء، سيما وأن خبراتك دفعت الرئيس بارك أوباما للتعوّيل كثيراً على مجهوداتك وقد سبق أن وصفك في خطابه بالبيت الأبيض يوم تعينك مبعوثاً أمريكياً خاصاً للسودان بالدبلوماسي المخضرم؟!. رد ممازحاً هناك من يشاطرك القول، فقد سمعت ذلك من قبل من المستشار السابق للامن القومي الأميركي برنت سكوكروفت بعد انتهاء أحد مؤتمراته الصحفية عن الأوضاع المعقدة في افغانستان والتي يرى سكوكروفت ضآلة حجمها قياساً بالأوضاع في السودان؟!. برنستون ليمان ينظر له كثيرون في أمريكا وخارجها باعتباره (آخر) حلقات مسيرة علاقة مضطربة بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والسودان، علاقة أشبه ما تكون بلعبة القط والفأر. ولكن ثمة امران مؤكدان حول هذه العلاقة حسب كل القراءات بعد التاسع من يوليو تموز الجاري تاريخ انفصال السودان، فاما إمساك بمقتضيات المصالح العليا لكل طرف أو تسريح على أنغام صواريخ التوماهوك التي دكت مصنع الشفاء في العاصمة الخرطوم من قبل أو أنشودة (الطاغية الامريكان ليكم تدربنا) التي يحلو لأنصار حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان ترديدها كلما ساءت الأوضاع السياسية مع الأمريكيين. معلوم أن الولاياتالمتحدة لا تتورع عن فعل أي شيء لأجل حماية مصالحها من جهة وحكومة الرئيس عمر البشير هي الأخرى سارت في درب المواجهة مع الادارة الأمريكية منذ أن بزقت شمسها وبرعت في أجتياز كثير من المطبات. هكذا يبدو المشهد في هذه اللحظة التاريخية (رغم قصرها) من عمر السودان قبل أن يصبح سودانين. *** الخلاصة أفاد المبعوث الأمريكي الخاص للسودان برنستون ليمان أمس بأن بلاده لم تحرض دولة تركمانستان على إجبار طائرة الرئيس السوداني عمر البشير عدم عبور أجوائها للحيلولة دون وصوله الى الصين، خلال زيارته الأخيرة، كما صرح عدد من منتسبي حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان. وأضاف أن الحديث الذي أدلى به عدد من أعضاء البرلمان السوداني خلال جلسة خاصة عقدت مؤخرا لاصدار مشروع قرار يقضي بضرورة تبني سياسات جديدة للدولة السودانية تجاه التعامل مع أمريكا بانه حديث بعيد عن الواقع. ونفى أن تكون اللجنة الفرعية لأفريقيا بالكونغرس الأمريكي قد تقدمت لادارة الرئيس الامريكي بارك اوباما بطلب يقضى بضرورة أرسال قوات أمريكية خاصة لإجبار طائرة الرئاسية السودانية على الهبوط والقبض على الرئيس عمر البشير وتسليمه للمحكمة الجنائية الدولية، حسبما أفاد مهدي ابراهيم رئيس لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الوطني السوداني. وفي رده حول حديث الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مؤخراً، الذي أشار فيه الى أن الدول الغربية قطعت السودان اربا اربا، وتتجاهل مطالبة شعوبها بالانفصال كما الحال لدى سكان الباسك الإسبان والايرلنديين الشماليين وسكان كورسيكا الفرنسيين وسكان جنوبالولاياتالمتحدة، قال ان حديث نجاد عن انفصال السودان يجافي الصواب، وأشار الى أنه من مواطني كاليفورنيا وأنه لم يطلب كما هو حال لدى الكثيرين من مواطنيه الانفصال عن الولاياتالمتحدة شارك على: Facebook Tweet del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter