كوالالمبور: الطيب العوض ألغى الرئيس السودانى عمر البشير زيارة كانت مفترضة منتصف يونيو الماضي الى ماليزيا بينما استقبلت الصين رسميا الرئيس عمر البشير اواخر يونيو الماضي لثلاث ايام بدعوة من الرئيس الصينى هو جين تاو، والتقى البشير مع الرئيس الصيني هو جين تاو ومسؤولين كبار اخرين خلال الزيارة. ولقد حافظ البلدان لا سيما في السنوات الاخيرة على مستوى من الاتصال رفيع المستوى على جميع المستويات وتعززت الثقة السياسية على الدوام. وبحث البلدان الوضع الجديد في السودان بعد 9 يوليو 2011م وكيفية التقدم بصداقتنا التقليدية ودفعها للامام وتوسيع التعاون الشامل وتعميقة وتبادل الرؤى حول عملية السلام بين الشمال والجنوب وقضية دارفور. وتعتبر الشركات الصينية من كبرى المستثمرين في السودان، لكن الصين ذات الحساسية الخاصة لانتقاد دورها في السودان شاركت بجنود في بعثة حفظ السلام في دارفور وعينت مندوبا خاصا لها الى الاقليم لمحاولة تحقيق السلام هناك. الى ذلك قالت السلطات الماليزية ان الرئيس عمر البشير، لن يزور البلاد لحضور قمة اقتصادية خلال مطلع منتصف يونيو الماضي في ماليزيا. وقال وزير الخارجية الماليزي حنيفة امان ان البشير لديه "ارتباطات ملحة" ولن يتمكن من حضور المؤتمر الاقتصادي للقادة الافارقة والاسيويين فى نسخته التاسعة فى الفترة من 19 إلى 21 يونيو الماضي في العاصمة الادارية لماليزيا مدينة بتراجايا. وكان السودان قد اعلن في وقت متأخر بان البشير لن يتمكن من حضور المؤتمر الاقتصادي للقادة الافارقة والاسيويين المعروف اختصاراً ب( حوار لنكاوي الدولي)، وسيبعث بدلا منه وزير خارجيته لحضور المؤتمر. وكانت جماعات حقوق الانسان حثت ماليزيا على سحب دعوتها للبشير، قائلة انه رغم ان ماليزيا ليست من البلدان الموقعة على ميثاق المحكمة الجنائية الدولية الا انه يتعين عليها اعتقال البشير لمواجهة التهم بالابادة الجماعية اذا وطأ اراضي البلد الواقع في جنوب شرقي اسيا. واكدت ماليزيا مطلع هذا يونيو ان كلا من البشير ورئيس زيمبابوي روبرت موغابي سيكونان ضمن الزعماء الافارقة المشاركين في المنتدى الذي يستمر ثلاثة ايام والذي يعقد في بوتراجايا، غير ان حنيفة قال "المعلومات الاخيرة التي تلقيتها قبل مجيئي هنا تفيد ان الرئيس السوداني لن يتمكن من الحضور لارتباطات ملحة اخرى لديه". واكد نائب وزير الخارجية كوهيلان بيلاي تلك التصريحات، حيث قال لوكالة فرانس برس "نعم انها مؤكدة، انه لن يأتي.. وسيبعث بدلا من ذلك بممثل عنه". وكانت ماليزيا قد اعلنت في وقت سابق من هذا العام انها تنوي الاعتراف بصلاحيات المحكمة الجنائية الدولية اظهارا منها لالتزامها بمكافحة الجرائم ضد الانسانية. وأعلن سفير السودان لدى ماليزيا نادر يوسف الطيب ان البشير لن يحضر المنتدى الاقتصادي المسمى حوار لانكاواي الدولي، بل وشدد الطيب على ان تغيب البشير ليس مرتبطاً بمذكرة التوقيف الصادرة بحقه من الجنائية ولا بمطالبات منظمة العفو الدولية لماليزيا بسحب دعوتها منوها الى انشغالات الرئيس الداخلية الطارئه بمتابعة ازمتى ابيى وجنوب كردفان. وفي وقت لاحق واثناء انعقاد حوار لانكاواي الدولي أكد رئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبدالرزاق أن علاقات بلاده مع السودان ستظل ودية ووطيدة على الرغم من غياب الخرطوم عن حوار "لانكاوي الدولي" هذا العام بسبب بعض التعليقات التي تناولت تداعيات حضور الرئيس عمر البشير، موضحاً أنه كانت هناك ردود فعل من السودان تجاه بعض التعليقات الصادرة هنا - وذلك في اشارة منه لحديث الوزير بمجلس الوزراء داتو سري نازري عبد العزيز الذي قال: بعد أن قررت ماليزيا في اجتماع مجلس الوزراء يوم الجمعة 18 مارس 2011م ، الانضمام للمحكمة الجنائية الدولية ( هذا اعلان بان ماليزيا ترفض جرائم الحرب ، والجرائم ضد الانسانية ، والابادة) ..، بل وقال للصحفيين ان حضور البشير الي ماليزيا غير مرحب به. واضاف: ان زيارة البشير الي ماليزيا ستسبب حرجأ دوليأ لدولتهم، خاصة و ان ماليزيا تريد الانضمام االي المحكمة الجنائية الدولية شهر مارس 2012م. ولكن الأهم برأي رئيس وزراء ماليزيا هو الموقف الرسمي للحكومة الماليزية وقال بهذا الصدد "يجب تفهم صدور بعض وجهات النظر الشخصية التي تعبر عن نفسها فقط لأن الذي يهم أساسا هو الموقف الرسمي للحكومة ". وحول غياب السودان عن الحوار قال "السياسة الخارجية تتم بين وزير الخارجية ورئيس الوزارء وما نقرره يعبر عن سياسة الحكومة ". وقد اعتبر البعض ان القرار الماليزي (صفعة) قوية لقيادات الحكومة السودانية، التي تعتبر ماليزيا حليفها الرئيسي في آسيا ، وتدعي انها تودع الكثير من اموالها بها. واليوم تأتي زيارة وزير خارجية ماليزيا للسودان، لتطيب خاطر السودان وللاعتذار عملاً وفعلاً لاقولاً عن قول وزير مشاتر، فماليزيا لها صلات قوية بالسودان ومصالح منتشرة ومتعددة، فلماليزيا استثمارات متنوعة في السودان..بل هي من الاستثمارات الماليزية التي يفتخر بها كلا البلدين، وإن موقف المسؤول الماليزي المتخاذل لا ينبغي أن يحتل موقعاً في علاقات بلدين اسلاميين لها علاقاتها ومصالحها المشتركة، فمرحباً بوزير خارجية ماليزيا في بلده ووطنه الثاني السودان.