نحن قرويون نهتم بفلاحة الارض في الاساس . نعرف بالفطرة كيف نزرع الحبوب ونهتم بالحقول ؛ ونرعى ابقارنا واغنامنا .نبني اكواخنا بايدينا .نربي الاخلاق والقيم وحب العمل في نفوس ابناءنا ويحفظون القران في المعابد التي تبنى في كل القرى . نرقص ونغني وننشد الاشعار وفق تراثنا الثقافي الافريقي الجميل .هذه هي حياتنا ورثناها عن اسلافنا وهي التي تمنحنا الاعتزاز الاعلى بانفسنا ووتدفعنا لاعتداد بالكرامة ؛ وصون الكياسة والاحترام. لكن قوانين غير عادلة ظلت منذ55 سنة ونظم ضد حقوق الانسان بقيت تحكمنا في البلاد من الخرطوم المنعزلة عن السودان. وتلك النظم عملت على المحافظة على بقاءنا بعيدا عن التطور والتقدم المدني وعن العالم الخارجي . حين دخلنا الخرطوم ؛ وخرجنا بالصدف الى عواصم البلدان الاخرى اكتشفنا اي مستوى من التخلف ظلت الخرطوم تعيشنها فيها ؛ وكيف ان مجتمعاتنا القروية بعيدة عن التطور الاقتصادي ؛ وكيف ان النظم التعليمية والاقتصاد والاعلام في السودان تعمل على تاخرنا وتخلفنا . قامت الثورة التي قادها الشبان من مجتمعنا القروي الفلاحي بهدف احداث تغير حقيقي في نمط معيشتنا وغياب الخدمات الدولة الاساسية لنلحق بركب العالم المتقدم وذلك اولا باحداث نقلة في الوعي الشعبي وكذالك تغير جذري في العقلية التي تحكم بلادنا وتبديل نظم الاقتصاد والادارة في البلاد هكذا يمكن تطوير اقتصادنا ومجتمعاتنا. لكن الخرطوم ردت بعنف غير معقول هدفت الى تدمير حياتنا؛ قتلتنا وشردتنا وهدمت اكواخنا الفقيرة وحرقت حقولنا ونهبت مواشينا و منتجاتنا الزراعية؛ واغتصبت النساء وعذب الصغار ومسحت بكرمتنا الارض. استبيحت كل شئ .دمرت مواردنا الحياتية .ونشرت الفوضى والانحلال الاخلاقي في مجتمعنا . وانقسمنا الى : قتلى؛ و نازحون ولاجئون و الالف في السجون. الخرطوم لديها خطة جادة لفناءنا لتبقى ؛ وبقاءها تهدد وجدودنا الانساني في السودان .و من حقنا ان نحمي وجودنا من الفناء . اواليوم امامنا مسؤليتان: اولا : ايجاد معالجة جذرية باي وسيلة لازمة لوجود الخرطوم كعاصمة اشكل مصدر القلق الانساني وهي دخول قوات الثورة الى الخرطوم . ثانيا: العمل على اعادة بناء حياتنا في القرى باسس جديدة وفق قواعد التطور والتقدم التي تحقق اهداف ثورة التغير . منعم سليمان عطرون