العلمانية نظام اجتماعي في الاخلاق مؤسس علي فكرة وجوب قيام القيم السلوكية والخلقية في اعتبارات الحياة المعاصرة والتضامن الاجتماعي دون النظر الي الدين ,وهي فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة والحياة العامة وعدم اجبار الاخرين علي اعتناق او تبني معتقد او دين لاسباب ذاتية غير موضوعية ,وان تكون الاديان هي معتنق شخصي بين الانسان وربه فالدين ينتهي عندما يخرج الفرد من مكان العبادة سوءا كان في المسجد اوالكنيسة مثلا اذا حكم علي شخص حكم بالاعدام علي اساس ديني فهذا الحكم مرفوض في نظر العلمانية ,فيجب تبني الحكم علي قانون قضائي وطني ولايتدخل رئيس الدولة فيه لانه يجب ان يكون القضاء مفصولا عن الحكومة والاعتماد علي العقل الانساني في ادارة جميع شئون الحياة بعيدا من اى معتقد ديني باى شكل من الاشكال . وعلمانية الدولة لا تعني اقصاءالدين عن الحياة العامة للمجتمع ,بل المحافظة وتمكين التدين الصادق في المجتمع وعدم المتاجرة باسم الدين لمصالح حزبية ضيقة وعدم احترام مشاعر الاخرين ,وعلي المستوي السياسي تطالب بحرية الاعتقاد وتحرير المعتقدات الدينية من تدخل الحكومات والانظمة . لقد استخدم كلمة العلمانية لاول مره في توقيع اتفاقية وستفاليا الذي انهي الحرب الدينية المندلعة في اوربا 1648 وبداية ظهور الدولة الحديثة (الدولة العلمانية ) اي ان مؤسسات الدولة يجب ان تكون بمعزل عن الدين وتعزيز الافكار او القيم والمطالبة بضرورة حيادة الدولة تجاه الدين لاتحول دون قيام اي عقيدة باقتراح السياسات والتشريعات التي توافق عقيدتهم الدينية ,شرط ان يدعموا بما يطلق عليه (المنطق المدني ) وان ترتكز مقترحاتهم المتعلقة بالتشريع او السياسة العامة علي منطق المشاع ,الذي يمكن كل مواطن ان يقبله او يرفضه وان يقدم البديل من المقترحات دون الاعتماد علي دينه او مزاعم تقواه. وكذلك تؤكد حرية الدين والتحرر من فرض الحكومة الدين علي الناس وان تتخذ الدولة موقفا محايدا وتشير الي ان الانشطة البشرية والقرارات السياسية ينبغي ان يستند الي الادله والحقيقة بدلا من التاثير الديني وتشجيع المدنية والمواطنة المتساوية للجميع في معتقداتهم الدينية وكل الانظمة التي طبقت العلمانية علي انظمتها قد نجحو في ادارة شئونهم بغض النظر عن معتقداتهم وبذلك يجب علمانية الدولة.