إبراهيم سليمان أحمد الشهير بإبراهيم جوغان نسبة لقريته جبل جوغان بغرب كردفان إسم ومعني إنطبع في ذاكرة المغتربين السودانيين بالمملكة العربية السعودية وخاصة مدينة الدمام شرق المملكة حيث أغترب بها منتصف تسعينيات القرن الماضي وأمتد ذكره وعرف إسمه لباقي مدن المملكة الكبري الرياضوجدة.هذا الرجل لعلم القامة السامقة تمر علينا ذكري رحيله الثالثة عن دنيا الفناء إلي عالم الخلود والبقاء.رغم مرور ثلاث أعوام إلا أن ألم فراقه وحرارة وداعه ومرارة موته ما تزال في نفوسنا ونفوس كل من عرفه تختلج و نحسها في دواخلنا وقلوبنا.ساق الناعي خبر الوفاة المرير في مدينة أمدرمان في نهار ذلك اليوم الخميس السابع عشر من رمضان عام 1430فأنهمرت شلالات الحزن وبكيناه بدمع هامل سخين بكينا فيه طلاقة الوجه والبشاشة والنكتة الحاضرة .بكينا فيه إباءة السوداني الأشم الأصيل.لقد إبراهيم أخو مروءة ونخوة وشهامة وكرم قل أن يجود بها هذا الزمان. لكم أن تتخيلوا العدد الهائل من الطلاب الذين كان يكفلهم ويتعهد بدراستهم.أو الأسر التي كان يعولها بصورة كاملة ولا يدري أقرب الأقربين له بذلك.وشهدت له بعد وفاته كمية أوراق التحويلات المالية الضخمة التي وجدت في مكتبه. كان إبراهيم جوغان مشروع قومي لرجل سوداني أصيل حمل درجات علمية رفيعة أتاحت له أن يتبوأ في الغربة منصباً كبيراً في شركة ضخمة فكرس مدخوله الكبير لإسعاد الآخرين وإدخال البجهة والسرور في نفوس المعدمين .ما تاخر يوم في تلبية محتاج ولا في زيارة مريض وتقديم العون .كان يتمتع بشخصية إدارية فذة وعقل جبار متوهج ورأي سديد مقنع ومقدرة علي حل الأزمات لا يوجد لها نظير وفوق هذا وذاك كان يتمتع برؤية وأفق سياسي ناضج متقدم. إعترف له كبار الساسة في الداخل والخارج وكان يشارك بقلمه وفكره النير الصريح الواضح في كل المنابر والمحافل السياسية السودانية .كان طموحاً لدرجة تجل عن الوصف ذهب للسودان في إجازته التي لم يرجع منها يحمل كماً من الأفكار الإقتصادية لمدينة الأبيض حاضرة شمال كردفان كانت ستكون حدثاً في سماء المدينة لو إمتد به العمر لتنفيذها ولكنه هاذم اللذات ومفرق الجماعات فذهب مأسوفا علي شبابه مبكيا علي أيامه الغر الميامين. هكذا ثلاث سنوات مرت يا أبا يوسف وأنت في رحاب ربك راضياً مرضياً وتفرق الناس من بعدك فلا سهرة الخميس ولا حتي شهر رمضان صار يجمع الأحبة كما كانوا يجتمعون في دارك الوسيعة الفسيحة وأنت تكرمهم بلذيذ الموائد و تؤانسهم وتحاضرهم وتقطع قلوبهم من الضحك بقفشاتك ونكاتك الحاضرة القوية. لقد أنفض السامر وذهب كل لحال سبيله لقد صارت بدونك الشرقية مسيخة كئبة فهجرناها .لقد كنت وجهاً مشرقاً لوطنك في بلاد الغربة وكنت ملاذاً آمناً لأهلك. أترحم علي روحك الطاهرة في ذكري رحيلك الثالثة وأسأل الله لك الرحمة والمغفرة والجنة بقدر ما قدمت لبلدك واهلك وأقتبس هذه الكلمات للرثاء يا دوب انحفر ساس البيت ويا دوبو ولد السقيط باكر بنبدأ اللقيط منو البتم الضحكة البديت ومنو الغيرك بتم الفرح الخليت ياريتك شوية استنيت إنمحي الدرب المشيت وياريت انا ما صحيت وياريت ما كان رديت وياريت ويا ريت ولو تنفع يا ريت ما كان ليك رثيت وما كان عليك بكيت ولا كان في الغربة لمانا بيت كنت قبلك للمنادي لبيت وكان ما عرفتك ولا بي فرقتك شقيت يا ريتك لو شوية استنيت شالتك العافية طايبت كل من لاقيت وناغمت الجوه البيت علي أخوان الغربة عديت كنت فيهن نمة دوبيت كنت التبر والسوميت لي ضيف الهجعة عشيت وللمكشوف غطيت كم دفعت ما عديت وكم تعبت ما شكيت ويا ريتك لو شوية استنيت أسألك رب البيت الرحمة والتثبيت واديك أكتر مما أديت أحمد التجاني عزالدين/مكة المكرمة