كلام الناس *شهر رمضان المبارك دخل بنا في العشر الأواخر ونحن في شغل شاغل بتداعيات الأحداث السياسية والاقتصادية نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل صيامنا وقيامنا وأن يحفظ بلادنا من شر الأنفس وسيئات الأعمال التي مازالت تمارس مع سبق الإصرار والترصد دون أن نتعلم من التجارب السابقة والأخطاء الفادحة التي دفعت بأهل الجنوب لاختيار الانفصال وما زالت تتسبب في تعثر استكمال السلام في دارفور. *ما جرى في جنوب كردفان معروفة أسبابه، ولم نكن نريد للأمور أن تتطور بهذا الشكل المأساوي الذي اتاح فرصة للتداول بشأنها إقليمياً ودولياً وأصبح الحديث عن تقييم الأوضاع في جنوب كردفان محل اهتمام الأممالمتحدة والمنظمات الدولية. *نعلم أن هناك آثارا إنسانية نجمت عن النزاعات التي للأسف مازالت مستمرة حول السلطة والثروة ليدفع ثمنها أهل جنوب كردفان الذين تضرروا بالفعل وأصبحوا في حاجة ماسة للإغاثة والمساعدات الإنسانية. *استبشرنا بالحراك الداخلي الذي تبنته جامعة الخرطوم عبر مبادرتها نحو جنوب كردفان والنداء الإنساني الذي كنا نعول عليه أكثر من العون الخارجي، ولكن للأسف في ظل استمرار النزاعات تكبر حاجة المتضررين للعون والمساعدة ويفتح الباب الذي ما كنا نريده أن يفتح أصلاً للتدخل الخارجي لولا استمرار التشاكس واستمرار النزاع واستمرار المنهج القديم في معالجة مشاكلنا الداخلية. *الوقت ليس وقت تلاوم ولكن وقت تدبر أهم لمحاصرة تداعيات هذه النزاعات قبل أن نخسر مرة أخرى خسارة غير مبررة وغير مقبولة لا في دارفور ولا في جنوب كردفان ولا في أي بقعة من بقاع السودان الباقي. *إننا عندما ندعو لوقف النزاعات والعودة إلى مائدة الحوار بين الطرفين المتشاكسين والعودة إلى اتفاق أديس الإطاري، ونرى أنه لا يكفي الحوار بينهما دون بقية الفعاليات السياسية دون (دغمسة) تصنيفية تحت مظلة أحزاب حكومة الوحدة الوطنية التي يعرف حزب المؤتمر الوطني نفسه أنها لافتات بلا قواعد. *لم يعد هناك وقت للمناورة ودفن الرؤوس في الرمال، وطريق الحوار واضح ونراه المخرج السلمي القومي من دوامة النزاعات الفوقية حول السلطة والثروة وإهمال القضايا المصيرية وهموم الوطن والمواطنين. *ورمضان كريم. ------------------------------------------ صحيفة السوداني إدارة التحري