كلام الناس *الصحافة ليست مهنة عادية لأنها مرتبطة بحركة الحياة التي لا تتوقف لذلك من الصعب أن يأخذ الصحفي إجازة بالمعني التقليدي للإجازة لأنه يظل يحمل آلة تسجيله الداخلية ويرصد ويتابع آناء الليل والنهار وإذا وجد خبراً خاصاً فإنه لا يستطيع الإحتفاظ به حتى تنتهي إجازته وإنما سيجد نفسه مضطراً للدفع به للجريدة بأية وسيلة. *نقول هذا بمناسبة قرار هيئة تحرير "السوداني" مواصلة الصدور خلال أيام عطلة عيد الفطر المبارك بمشيئة الله لذات السبب لان الحياة لا تأخذ أجازة وهناك متغيرات ومستجدات وتداعيات محلية وإقليمية وعالمية لا تنتظر ولا يمكن تجاوزها. *صحيح الإجازة مهمة لأي إنسان مهما كانت طبيعة عمله ولكن الإجازة بالنسبة للصحفي تكون فقط إجازة إدارية شكلية تتعلق بالدوام المباشر للصحيفة، ولكنه لا يستطيع أن يفصل نفسه عن مجرى الحياة ولا عن الأخبار خاصة إن وسائل الاتصال والتقنية الحديثة سهلت عليه عملية إرسال المادة الصحفية من على البعد. *على أيام الصحافة والأيام في الحقبة المايوية كنا ننسق أيام عطلة العيد بين الصحفيين وأحياناً لا نصدر أول أيام العيد خاصة وأنه كانت هناك دار توزيع مركزية واحدة وأكشاك توزيع الصحف تقفل أبوابها خلال عطلة العيد ويسافر أهل الولايات إلى ولاياتهم إضافة لشح الإعلان في العيد، كل ذلك يجعل الصدور مغامرة للصحيفة. *طبعاً هناك مبادرات سابقة ل"السوداني" وغيرها من الصحف التي درجت على مواصلة الصدور خلال أيام العيد رغم الخسائر المادية المتوقعة إلا أنها كلها تستحق التقدير والإشادة لأنه من المخجل حقاً أن تتوقف الصحف عن الصدور بحجة العطلات الرسمية. *صحيح ستقل عدد الصفحات التي تصدر بها الصحيفة خلال أيام العيد ولكنها أعدت طاقم محرريها لتقديم خدمة صحفية متكاملة ولم تترك الذين يقضون إجازتهم في الولايات فكلفتهم بإعداد مواد صحفية من مناطقهم، فلا مفر من تشغيل آلات التسجيل والرصد الذاتية لالتقاط المواد التحريرية وإرسالها للصحيفة. *قليلاً ما يتحدث الصحفيون عن همومهم التي هي جزء من الهموم العامة ولكنهم يستحقون هذه الوقفة التقديرية اللازمة لدفعهم لمزيد من الحراك الصحفي الميداني الأهم في كل حين وعبرهم نحيي كل الذين يواصلون أعمالهم خلال عطلة العيد خدمة للوطن والمواطنين والتحية موصولة لكل القراء وأهل السودان عامة والمسلمين في كل بقاع العالم بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك. *نسأل الله عز وجل أن يعيده عليكم وعلينا وعلى بلادنا بالخير والاستقرار الذي نطمع أن يعم كل ربوع السودان الباقي بلا قهر أو هيمنة أحادية خسر بسببها الوطن والمواطنين الكثير.. *وكل عام وأنتم بخير ------------------------------------------ صحيفة السوداني