نكرر كما اسلفنا فى مقالنا السابق ان القاهرة ما بعد الثورة المصرية مختلفة تماما عن سابقاتها ، حيث عادت روح التجمعات السودانية المعارضة لنظام الموتمر الوطنى ، انها تجمعات حركات تحررية وتجمعات شبابية معارضة بمسميات مختلفة ذات هدف واحد وشعار واحد ألأ وهى ( أسقاط النظام وعدم التحاور معه اطلاقا ) ، وان اغلبية هؤلاء الشباب خرجوا من جلباب الاحزاب الطائفية ذات المرجعيات الدينية فى تفكيرها السياسى الذى يدور حول فلك الحقائب الوزارية ، وان هؤلاء الشباب اكتشفوا تمردوا على ديناصورات سيدى المهدى والميرغنى واتجهوا نحو تفكير جديد يقود الى انقاذ ما تبقى من السودان الشمالى الذى اكد فيه رئيس الجمهورية بقوله ان الجمهورية الثانية ترتكزعلى مرجعية ( اهل القبلة وما ادراك ما اتحاد الامة ) الذى يعتبر مؤشر خطير تجعل عدد من الاقاليم السودانية تفضل نموذج استقلال الجنوب وعلى سبيل المثال ان جبال النوبة اشترطت مبدا حق تقرير المصير للعودة فى طاوله المفاوضات ، وظلت هذه التجمعات الشبابية فى القاهرة ان تجذب الكثيرون من السياسين السودانيين والمصريين المهتمين بالشان السودانى نحو هذه المنابر التى تقدم روشتات الحل ( اسقاط النظام ) -------- ولذات الهدف نظمت امس الاحد 27 أغسطس 2011 تجمع شباب السودان الحر ورشه عمل( بفندق امية ) تحت عنوان ( الهامش والتغير السياسى فى السودان ) وذلك فى سط القاهرة الذى قدم فيها ( اربعة اوراق عمل ) الذى قدمة عدد من الشباب منها ( ورقة حول رؤية حركة العدل والمساواة فى التغير الذى تحدث فيه الاستاذ/ محمود شريف الذى اكد ان الازمة السودانية تكمن فى تجزء الحلول واكد ان الحل الشعبى الانتفاضى لا يمكن ان يؤدى الى تغير النظام ويجب التركيز على الحل العسكرى لاسقاط النظام وترك الشعب السودانى يحدد شكل الحكم المطلوب وختم حديثه ان حركة العدل والمساواة ليس له موقف من مشروع الدوله العلمانية ولكنة يطرح مفهوم دوله المواطنة وهى دوله القانون والمؤسسات المدنيه نفسها ، والورقة الثانية عن السودان وتحديات الراهن والمستقبل تفضل الاستاذ/ ذكريا محمد ادم عضو الائتلاف السودانى من اجل التغير الذى ابتدر حديثه بقوله ان استمرار مشروع الموتمر الوطنى الذى شرد 20 مليون سودانى واجبر 5 مليون اغلبها من الاسر اجبروا العيش داخل المعسكرات كنازحين وفى نفس الوقت الحكومة تقوم بتوطين جماعات غير سودانية تستوردهم وتملكهم اراضى لاحداث فتنة بين السكان الاصليين والمستوطنيين الجدد وتجنبا لهذه الكارثة التى تعد له الموتمر الوطنى لابدا من تضافر كل الجهود الشبابية والحركات التحررية المسلحة لاسقاط النظام والتوجه نحو التحديات المستقبلية منها : الحفاظ على وحدة وتماسك السودان الشمالى والعمل على وحدة السودان للمرة الثانية بعد زوال اسباب الانفصال منها عقيدة الاسلام السياسى الطاردة لامكانية تعايش السودانيين بتعدادهم العرقى والدينىوموكدا ان ليس هنالك فيما بين القوى السياسية حول قضايا وطنية محدده وهذا سيشكل واحدة من الفرص المتاحة تجعل الموتمر الوطنى الانفراد بالسلطة والقيام بترقية النعرات القبلية فيما بين السودانيين ومن جهة بين السودانيين وجماعات الهندسة السكانية الجديدة كحلفاء للنظام مقابل اراضى سودانية وما اشار ذكريا فى حديث جانب من التحديات الاقتصادية التى واجهت السودان خلال شهران فقط من انفصال الجنوب ومؤكدا ان الفساد المالى من قبل المسؤلين من علو المرتبات والمخصصات المالية له تاثير مباشر على الازمة الاقتصادية التى واجهت وستواجة السودان فى الشهور المقبلة والورقة الثالثة الارهاق السياسى وثورة الشباب الذى قدمة الاستاذ/ ياسر محمود احد اعضاء تجمع الشباب السودانى الحر الذى كان مرهقا بالفعل واكد بقوله ان الاحزاب السودانية ارهقت الشباب بفكرهم الرجعى الغير الوطنى مما جعل الشباب فى رحلة البحث عن البدائل الممكنه لادارة ازمة الصراع السياسى المعقد والمركب بكامل تفاصيلها الماضاوى والحاضره امام الشباب السودانى الحائر فى امر قيادتهم التى توقفت فكرهم عند معانى السلطة والثروة ، والورقة الرابعة – الحرب الكيماوية فى جبال النوبة ) الذى تحدث فيه الاستاذ/ عماد محمد الخور الامين العام للحركة الشعبية بمكتب القاهرة الذى قدم خلفية تاريخية عن المنطقة شاملة المساحة والتعداد والموارد والديانات وغيرها من التفاصيل ذات الصلة بطبيعة المنطقة ومؤكدا ان مساحة كردفان تعادل مساحة دوله فرنسا واسكتلندا و تعتبر من مناطق السافنا الغنية التى تنتج قطن طويل التيلة والصمغ العربى وكذلك المنطقة غنية بالمعادن التى لم تكتشف كلها حتى الان و منها اليورنيوم والحديد والذهب وغيرها من انواع المعادن النادرة عالميا واكد الامين العام ان هذه الموارد هى سبب الحرب قديما وحديثا فى جنوب كردفان وان الحرب ليست حرب دينية ولكن الموتمر الوطنى يستخدمة لاغراض سياسية حتى ادى الى انفصال الجنوب بسبب الدستور الاسلامى ومازال مستمر لتفكيك ما تبقى من السودان الشمالى وكما تحدث الامين العام عن المرحلة التمهيدية التى بداها الموتمر الوطنى الذى قدم طلب لقيادة الحركة الشعبية بعدم قيام الانتخابات والاكتفاء بالاتفاق السياسى وتوزيع الحقائب الوزارية وذلك خوفا من ضعف فرص فوزه فى ولاية جنوب كردفان التى تسيطر عليها الحركة الشعبية جماهير منذ توقيع اتفاق نيفاشا عام 2005 م وموكدا ان الموتمر الوطنى غامر و دخل الانتخابات من بوابة التزوير الذى انسحب فيه الحركة الشعبية فى اخر مراحل الفرز واعلن الموتمر الوطنى النتيجة لصالحه ومابعده مباشرة ااصدر الرئيس قرار بنزاع سلاح الجيش الشعبى خلال اسبوع وهذا كان اعلن حرب واضح من الموتمر الوطنى الذى تجاوز جوانب الترتيبات الامنية الذى بموجبة يتم معالجة وضعية الجيش ومباشرة يوم 6يونيو 2011 الموتمر الوطنى اطلق النار على منازل قيادات الصف الاول فى الحركة الشعبية وهكذا بدات الحرب وتحركت الدبابات وحلقت طائرات الموتمر الوطنى فى اجواء جبال النوبة التى استهدفت فيها المدنيين ومازالت القصف الجوى مستمر رغم وقف اطلاق النار الكاذب الذى قاله عمر البشير امام رجالات الادارة الاهلية فى كادوقلى ، واكد الامين العام الخور ان الحكومة فى هذا الحرب استخدم فيه السلاح الكيماوى المحرمة دوليا لحرق مواطنى جبال النوبة وتلويث البيئة وحتى تم قصف مقر قوات الاممالمتحدة فى كاودا والقوات الاممية الموجودة هناك قوات مصرية تعرضت للقصف وهذا الامر موثق سيتم عرضة عقب الندوة ودعا الامين العام للحركة الشعبية للخارجية المصرية التحقيق فى ذلك لان الامر مرتبط بقوات مصرية ، وكما اكد ان اعلان الحركة لمشروع المقاومة لأسقاط النظام لم تكن امرا تكتيكيا بل هو امر استرتيجى حتمى يجب على كافة الحركات التحررية المسلحة والحركات الشبابية الديقراطية المومنة بعملية التغير يجب تشكيل جبهة تضامنية مع الحركة الشعبية قطاع الشمال لأسقاط النظام عقب عيد الفطر المبارك مباشرة ، وموكدا ان النظام بعد ما رفضت القوات المسلحة السودانية المشاركة فى حرب الابادة ضد السودانيين من جبال النوبة اصبح يستورد مرتزقة من شباب التنظيمات الاسلامية المتطرفة كل من صومال وايران وغيرها من الدول لابادة الشعب السودانى الذى يهدد استمرار نظام الدوله الدينية التى ارهقت الشعب السودانى خلال 22 عام ( موت وتشريد ) وختم الامين العام حديثه ان نظام الموتمر الوطنى اسوء من نظام هتلر الذى عرفه العالم بدمويته عالميا . وفى ختام حديثه تم استعراض المادة الموثقة عن الابادة التى جرت ومازالت مستمرة فى جبال النوبة وبها فيديو يوضح حجم الوضع الانسانى وحركة النزوح الداخلى والخارجى وبجانب انتصارات الجيش الشعبى والغنائم التى استولت عليها فى محاور مختلفة فى مسرح العمليات الحربية فى جبال النوبة ، حضر هذه الندوة خبير عسكرى كيماوى احد الضباط الوطنيين السودانيين قدم شرحا لانواع المادة الكيماوية التى استخدم فى هذا الحرب واكد للحضور ان التحضيرات العسكرية التى تمت لم تكن تحضيرات حرب عادية انما تحضيرات ( ابادة ) وعلى ذات الصعيد وفى الجوانب الانسانية جاء مداخلة الاستاذ/ تاور على ميرغنى عضو مركز قرنق لدراسات الاستراتيجية الذى اكد ان حجم الكارثة الانسانية التى حدثت وحجم التطلعات الجوية فى اليوم الواحد اكثر من 30 و40 طلعة جوية لم تكن اهدافها عسكرية فقط بل ايضا مدنية دمرت القرى والذى حدث لم يحدث من قبل فى تاريخ الحرب فى السودان وموكدا ان هذا القصف الجوى المستمر الى تاريخ لحظة الندوة سببت فى موت ونزوح ما لا يقل عن 3000 ألف نازح شمالا و4000 جنوبا وغير الاعداد الكبيرة المحتجزة داخل الكهوف من غير اكل ودواء . فى تقديرتى الشخصية ان اقليم جبال النوبة من اكثر الاقاليم التى تعرضت لغزوات عسكرية قبل وبعد الاستقلال وما زالت مستمرة الى 2011م وان الاهداف الرئيسية لهذه الموجة كما ذكر الامين العام انها منطقة موارد تنطبق عليها مصطلح ( صراع الموارد والهوية فى السودان ، ان الحرب الكيماوية التى تدور الان لم تكن الحرب الاولى فى جبال النوبة ما بعد الاستقلال وبل هنالك حرب كيماوى اخرى جرت فى يوم 27 ابريل 1992 م باعلان فتوى دينية بمدينة الابيض التى تعتبر مركز كتائب الجهاد الاسلامية ضد السودانيين الذى استخدم فيها ايضا السلاح الكيماوى التى ما زالت اثارها على الانسان والحيوان والبيئة ظاهرة من خلال الابحاث والدراسات التى جرت واكدت فى تسببها حالات الاجهاض للانسان والحيوان وبروز امراض لم تكن موجودة فى الجبال وخاصة الامراض الجلدية وامراض العيون العماء وغيرها من تاثيرها على خصوبه الارض وتعطيل نمو بعض الاشجار الثمارية اصبحت فى حالات جفاف وموت نتيجة لانعاكس هذه المواد السامة والخطورة فى هذا الامر ان قبل معالجة اثار الضربة الكيماوية الاولى وقعت الكارثة الثانية الكيماوية ايضا وهذا الامر سيكون لها تاثيرات مستقبلية خطيرة على صحة البيئة هناك فى الارض ولابد من التحرك المبكر لتقليل ما يمكن ان يحدث نتيجة لهذه المادة الكيماوية .