أحداث ومؤشرات د.أنور شمبال [email protected] تمكنت وزارة الصناعة من كسر طوق التردد وهاجس الاعتزاز بالصناعة الوطنية بتنظيمها معرض (صنع في السودان) بالتعاون مع اتحاد الغرف الصناعية، بأرض المعارض ببري بالخرطوم في الفترة من (15 – 29) أغسطس المنصرم والذي صادف النصف الأخير من شهر رمضان المعظم، حيث شهد المعرض إقبالاً مقدراً من المواطنين، ونسبة شراء عالية لمنتجات الصناعة الوطنية، والتي تتميز بجودة عالية، وأفضل بألف مرة عن السلع التي ظلت تستوردها بعض الجهات خاصة تلك التي تأتي من الصين - كأن هناك اتفاق كبار (جنتل) يدخلون السلع ذات المواصفات الرديئة إلى البلاد عبر البوابات الرسمية. لقد زرت المعرض ثلاث مرات وتسوقت فيه، واشتريت منه مستلزمات العيد الأساسية جميعها، بالتركيز على المواد التموينية من سكر، ودقيق، وزيوت، ومعلبات، وبحسب ما رأيت أقول إن المعرض حقق أهدافه بنسب عالية، مع وجود بعض الملاحظات والتي يمكن الأخذ بها في المعارض القادمة... حيث أن المعرض أثبت وبجدارة أن هناك صناعات سودانية محترمة، وإنتاجاً جيداً في مجالات كثيرة، وإن كانت أسعارها أعلى من أسعار نظيراتها المستوردة، كما أن المعرض رفع فهم ووعي العارضين بأهمية المعارض في تسويق السلع التي ينتجونها، على الرغم من وجود فهم يعشعش في رؤوس بعضهم، أن مثل هذه المعارض تفقدهم أرباح أكبر، ولذلك يفضلون العرض فقط من غير توفير سلع للبيع للجمهور. ومن الملاحظات أن فروقات الأسعار بين المعرض والسوق ليست كبيرة، باستثناء سلع كالسكر والدقيق، والأسمنت، والبوهيات، وهناك سلع للعرض فقط، ومن يرغبها يوجه إلى السوق، وبأسعار السوق، كما أن هناك قاعدة (شيلني ... نشيلك) أي العمل بموازنات تجارية بين الشركات المصنعة للسلعة الواحدة، فهناك توزيع أدوار بين الشركات لم يكن في صالح المواطن ... نضرب هنا مثالاً واحداً فقط للتوضيح: فشركة سكر كنانة مثلاً أوقفت بيع عبوات السكر زنة (10) كيلو جرامات، (5) كيلو جرامات، وأبقت فقط زنة (2) كيلو، وكانت حجتها بحسب الإفادات التي استمعت إليها من العارضين، أن هناك شركات أخرى تعاقدت معها الشركة لتعبئة السكر، وأن بيعها لهذه العبوات يؤثر على تلك الشركات، وهو قول غير مقنع، ولم يكن في الصالح، وهو نفس السلوك الذي أسهم في أزمة السكر في الفترة الماضية.