فسد يفسد فاسد وهى افعال كلمة الفساد والفساد هو الخراب والدمار والخروج عن الحق والواقع . للفساد انواع متعددة وحالات كثيرة منها الفساد فى الارض كما ورد فى القرآن الكريم وهو تخويف الآمنين وترويعهم واخذ مال الناس بالقوة والقهر وكذلك فساد الاخلاق وفساد القلب وفساد الزرع فساد المجتمع غيرها من انواع الفساد الكثيره . حكومة الانقاذ جاءت وحسب برنامجها الاول بمحاربة الفساد واصلاح الناس وبدأت فى ذلك حتى عرفت شتى أنواع الفساد وليس بالضرورة ان يكون الفساد هو نهب اموال الدولة فقط ولكن هناك الفساد فى الارض المتثمل فى الضرائب والرسوم الباهظة والفساد الادارى فى التسيب فى العمل وتعطيل مصالح ومعاملات الناس والفساد فى احتكار سلع معينة وزيادة سعرها وبيعها والفساد فى توزيع الاراضى وفى المناصب والاجور حتى عمَ هذا الفساد كل السودان واصبحت الناس تتعامل به وكأنه شىء طبيعى ونسوا عقوبته وتحذير القرآن الكريم منه . صرح السيد الرئيس بمحاربة الفساد وطلب تشكيل جهات لتلقى الشكاوى ولكن يقول سيادة الرئيس بانه لم يتقدم احدا ليشتكى وزيرا او مديرا او مسئولا . نعم لا أحد يشتكى . كيف نجد شخصا يشتكى وليس له ادلة ملموسه او وثائق يمتلكها ؟؟؟ لكن له اعين ترى العمائر الشاهقة والاراضى المحجوزة والاموال المحولة ويرى تغيرالوضع المعيشى وصلاحية السلطات الممنوحه ؟؟؟ سيدى الرئيس الناس ليست بالعفوية السابقة ولا بالسذاجة القديمة ولا بالغباء الاحمق ولا بالجهل الذى مضى ؟؟؟ لكنها تعلم ذلك وتشاهدة وتسمعه وتعاصره ؟؟؟ اذا كان هناك وزراء ومسئولين يقولون هذا لكم وهذا لى ؟؟؟ لوجدت هناك مواطنين قولون لهم ولغيرهم من اين لكم هذا ؟؟؟ لكن اليوم اذا تكلمت فى شخص مسئول لوجدت قوات الأمن تداهم منزلك وكأنك احتليت مدينة أو اعلنت تمرد لانه مواطن له سلطاته وصلاحياته وهو آمن ؟؟ لماذا اذا ؟؟؟. كنت اود من سعادة الرئيس وهو ذاهبا من مكتبه الى سوبا ليسأل لمن هذه العمارة ولمن هذه الاسواق ولمن هذه المؤسسات والشركات ولمن هذه الاراضى ولمن هذه العربات التى تسير فى شوارع بلادنا وان يسير من القيادة العامة الى الجيلى ويسأل بنفس المستوى والى وادى سيدنا وجبل أولياء ويسأل . ولا يسأل حارسه الشخصى ولا سائقه الخاص ولا وزير دفاعة المرافقة له ، لكن يسأل من يجدهُ على حافة الطريق او أمام متجره او مقهى او طالبا يحمل كتبه عائدا فى شمس الظهيره الى منزلة او مواطنا يقف على حافة الطريق ليجد مواصلات التى تحمله بعد عناء وجهد فى يومه او شرطيا انتهى دوامه او عسكريا افرج عنه مؤقتا ليُسلم على أهله ؟؟ الفساد الذى عرفناه اليوم طال كل مواطن داخل او خارج البلد مباشر او غير مباشر ولكنه درجات متفاوته واسمح لى ان اذكر القليل منه لتنبيه والتوضيح ، بعيدا عن من يشار لهم بالبنان ، نرى أن حارس باب المستشفى يُدفعك تذكرة دخول لا تتعدى الجنيهان لكن احيانا يسمح لشخص غيرك بالدخول بدون تذكرة وتاره يأخذ منك جنيها بدون تذكرة دخول هل هذا ليس من الفساد ؟؟؟ وليس من العبث فى الارض باموال العامة ؟؟؟؟ أو تجد رجل مرور يوقفك ليهددك بمخالفة ارتكبتها ام لم ترتكبها واخيرا يتوصل معك الى مبلغ معين يدخل جيبه وليس خزينة الدولة ؟؟؟ اليس هذا من الفساد ؟؟؟ لان هذا المبلغ يتكرر فى اليوم مرات وفى الشهر والسنة والمحصلة عمارة كما يراها شخصكم وانت عابر طريقك للافتتاح مبنى جديد . او يكون بأفشاء معلومات واسرار تخص أمن الوطن وحفظ ارواح الشعب او الخيانة مع الاعداء ضد مصلحة الوطن او دعوة الناس للخراب والدمار لضغط على الحكومة واحيانا يكون على مستوى الوظائف العليا وبدرجة حرفيه كبيرة وصمت ظاهر لوضعية هذا الموظف . وتفننت الناس فى الفساد ووجدت له حجج وفتاوى مثلها ومثل الربا والزنا والعياذ بالله ؟؟؟ تجد مثلا والى يتفق مع البنك بتوزيع اراضى زراعية أو تقديم دعم لتشجيع الزراعة للفقراء ويطلب منه صورة جنسيته او اوراق مزرعته ويمنح مبلغ عشرة مليون للاستثمارها مقابل انه يمتلك ارض زراعية ويعطى مهله لتسديد هذا المبلغ بعد ان يمنحة البنك بواسطة الاراضى تلك الاوراق التى تثبت ارضه ليوقع عليها ويعيدها للبنك وبعد خصم قيمتها الرمزية وفوائد البنك ثم يطالب بدفع هذه السلفية وعندما يعجز (وهذا الواقع ) تصادرمنه الارض لصالح الوالى او الوزير او المدير. او كما شاهدت باستغلال المزارع البسيط بدعوى الاستثمار حيث تؤخذ حواشته او ارضه التى ورثها من اجداده زمن المهدية وتعطى لشخص مقرب لا اجهزة الدولة بحجة الاستثمار كما حدث فى احد ولايات السودان العريقة حيث يستثمر ابن الوالى اراضى المزارعين الفقراء التى تصلها المياه وكذلك نسيب وزير الزراعة ويعوض هذا المواطن المسكين ارضا بعيده عن توفر المياة ويحاسب على قيمة المياة رغم فشل موسمه الزراعى وخسائره فى التقاوى والتنظيف والسهر. الفساد السودانى اليوم هو فساد الاخلاق والضمير والايمان وهذه يصعب معالجتها بالمحاكمه او المصادرة ولكن يتم معالجته بالتعليم والقيم والأمانة وقوة الايمان والتذكير بحساب الله وعقوبة الفساد فى الآخرة وبالمساواة والعدل . بدل تقديمه للعدالة التى تطول وينسى وضعه لكن تصادر تلك الاملاك التى بنيت على الفساد والحرام وتدخل خزينة الدولة ليتم استثمارها فى مشروعات تعم فائدتها للجميع وتفتح منها مدارس لتوعية وتعليم الاخلاق والقيم وتكون الزامية مثل الخدمة الوطنية مدتها ستة اشهر لهؤلاء المتهمون بالفساد وشهر لكل مواطن سودانى وتفعل فى المدارس لطلاب ليتعلموا القيم والمساواة والامانة والوطنية والتعاون والتكافل تلك هى القيم الاسلامية والتى تبنت الحكومة مشروعها ودستورها . فهلا بدأت يا سيادة الرئيس من الاقربون ؟؟؟؟