كلام الناس *لا بد من كلمة شكر لكل الذين ظلوا يلاحقونني لمواصلة كتابة كلام "السبت" خاصة أولئك اللاتي والذين يمدونني بمقترحات مهمة من واقع تجاربهم الحياتية، ولكنني هذه المرة أستوحيت كلام اليوم من فيلم هندي شدني إلى شاشة التلفزيون التي وجدت الفرصة لمتابعة قنواته في فترة إجازتي التي أمضيتها في أسمرا. *الأفلام الهندية تتناول دائماً القضايا الإنسانية والاجتماعية التي لا تختلف كثيراً عن قضايانا الإنسانية وهمومنا الاجتماعية والاقتصادية ولكنها تتميز بجرعة عاطفية ورومانسية نفتقدها في حياتنا ونتطلع لإشباعها من خلال الأفلام والمسلسلات التي تتيح خاصة للنساء والفتيات حياة متخيلة تكمل لهن الناقصة. *الفيلم الذي جذب انتباهي لا أعرف اسمه ولا أسماء الأبطال الذين مثلوه ولكن موضوعة الاجتماعي الإنساني جعلني أتابعه حتى النهاية وسط أحداث مشوقة. *يحكي الفيلم عن أسرة هندية من الأسر الممتدة التي تشبه في كثير من جوانبها الأسر الممتدة التي كانت موجودة حتى وقت قريب في الحوش الكبير الذي يسع الجد والحبوبة والأبناء والبنات والحفيدات والأحفاد، وكيف أن الجد والحبوبة لم يقصرا في حق أبنائهما بل في حق ابن آخر بالتبني. *لم يبخلا على أبنائهما حتى تم تزويجهم جميعاً وبدأوا حياة مستقلة بعيداً عنهما وحتى ابنهما بالتبني شاورهما قبل إتمام زواجه ممن يحب، لكن للأسف عندما أحيل الجد للمعاش جمع أولاده للتشاور في إمكانية التعاون معاً لمقابلة احتياجات المرحلة الجديدة بعد المعاش، ولكنه صدم بمواقفهم واعتذارهم عن عدم إمكانية كل منهم استقبالهما (الجد والحبوبة) سوياً. *يدخل الفيلم في مرحلة رومانسية لعلها الأروع حينما يفترق الجد عن رفيقة عمره، وكيف أنهما ظلا يحاولان الاتصال ببعضهما وسط شوق زائد عبر الهاتف والخطابات المتبادلة إلى أن قررا في عيد زواجهما- في حب يا اخوانا أكتر من كدا؟- أن يلتقيا في مكان كانا يلتقيان فيه في بداية حياتهما الزوجية. *وفجأة وجدا نفسيهما في الفندق الذي أمضيا فيه شهر العسل، وأصر صاحب الفندق على استضافتهما مجاناً باعتبارهما ضيفي شرف بمناسبة مرور نصف قرن على إنشاء الفندق، والمفاجأة الثانية عندما التقيا بانبهما بالتبني الذي أصر على أخذهما معه إلى منزله وسط ترحيب زوجته ليعودا معا من جديد بعد أن كان فراقهما إجبارياً. *هذه القصة الأقرب للخيال لا تخلو من مواقف وعلاقات وأشواق واقعية.