لاشك ان خروج (دانيال كودى ) وجماعته من الحركة الشعبية كان فى وقت حساس اضطرت فيه الحركة للكفاح المسلح بعد ان اوصد نظام الخرطوم امامها كل الابواب لحلحلة المشاكل وماتبقى من بنود نيفاشا سلمياً وحاول نزع سلاحها قسراً . ابناء النوبة بالذات كانوا اكثر احباطا وغضبا واسالوا مدادا كثيرا فى ذم الرجل وحق لهم ذلك فقد تركهم تحت قصف الطائرات والمدفعية تحت ذريعة قوله انه منحاز للسلام ولسان حال قومه يقول تسيبنى فى عز الجمر وانت من حولى بتمر وانت عارف انو عارف صبرى فات حد الصبر كما قال الشاعر (عوض جبريل ). الانشقاقات فى الاحزاب شى عادى فى بلدنا وغيرها ابتداء من المؤتمر الوطنى وباقى احزابنا التاريخية ولكن يجب ان نسعى دائما للمّ الشمل كما يقال وكودى من مؤسسى الحركة الشعبية ودعمها عن طريق صلاته بالكنائس العالمية فهو قسيس ودارس للاهوت معروف ، ووقع اتفاقية السلام وتولى مناصب بعد ذلك وقد يكون له تاثير خاص على ابناء طائفته ان الخروج من الاحزاب والانشقاق عنها بتكوين اجسام موازية قد يكون لاسباب شخصية وقد يكون موقفا فكريا . دعونا نتتبع اسباب خروج (كودى ) بعد الحرب التى قادها المؤتمر الوطنى ضد (عبدالعزيز الحلو ) فقد ذكر انه ترك الحركة وانه اطلق مبادرة سلام لوقف الحرب ، والوضع الانسانى ، تقديم الدعم والمساعدة لانسان الولاية ، الترتيبات الامنية . فهل استجابت الحكومة لاى من مطالبه ؟كلا ، فالرئيس( البشير) ما ان يقف فى اى منبر حتى يبادر الجماهير بانه سوف يسحق اى تمرد وانه لايوجد اى تفاوض ، اما الوضع الانسانى فهو من سىء لاسوأ لحرمان منظمات المساعدة الانسانية من الدخول الى منطقة جنوب كردفان والنيل الازرق اما جدول الترتيبات الامنية فهو مجمد الى حين اشعار اخر . اكثر من ذلك فان المؤتمر الوطنى رفض التحاور مع (كودى ) وقد ذكر (كودى ) انه ماشى كدارى والحكومة لم تنعم عليه حتى بسيارة فاى منزلة انزل نفسه فيها واى اهانة لحقت به بعد ان قام المؤتمر الوطنى فى اول ايامه بفتح باب (سونا ) امامه للتشنيع بالحركة الشعبية فاستفاد منه ورمى به بعد ان استنفذه . لقد نفى (كودى ) انه قام بفصل قادة الحركة الثلاث عقار والحلو وعرمان وانما قام فقط بتجميد عضويتهم وقال هم اعضاء غير مرفوضين وعلى كل حال هذا من حسن الادب والسياسة منه بعدم خلق قطيعة ابدية وفى النهاية كلام لافائدة منه ولكن (كودى ) قطع ببقاء الحركة باهدافها ورؤيتها من هنا ارى انه ليس من المستحيل اعادة هذا القائد للحوش الكبير هو ومن معه بمراجعات معينة خصوصا بعد تلمسهم كذب هذه الحكومة وانها تصر على تدمير شعوبهم ولا تفكر الا باخضاع الجميع لرؤيتها . ان الحكومة الان فى اسوأ اوضاعها وقد مضت اربعة اشهر ولم تستطيع اخضاع الحركة الشعبية فى جنوب كردفان ودخلت فى حرب فى النيل الازرق وتعانى من شح فى النقد الاجنبى وارتفاع فى الاسعار وتردى فى الخدمات وعلاقات متوترة مع العالم الخارجى ولم تستطيع ان تقنع الاحزاب بالمشاركة فى ادانة الحركة الشعبية او الاشتراك بالسلطة لتتحمل اخطاء الحكومة وتحالف كاودا يزداد قوة يوم بعد يوم والشرق مرشح الان للانفجار وقوات المعارضة تتدرب فى ارتريا . مجمل القول لقد اذنت هذه الحكومة بالرحيل . والآن بدلاً من ارضاً سلاح ياكمريد كتفاً سلاح والعترة بتصلح المشية . عصمت عبدالجبار التربى