WANGARI MAATHAI: The Final Journey وأخيراً نودّع بالدمع السخين مؤسسة حركة الحزام الأخضرومناضلة حماية البيئة ومدافعة حقوق الإنسان وحقوق النساء فى كينيا والعالم أجمع (وانقارى ماثاى).ودّعها وطنها وشعبها ودولتها وحكومة بلدها،والعالم أجمع، كأروع وأنبل وأعظم وأجمل ما يكون الوداع الأخير . طيلة رحلتها، و منذ ميلادها فى أبريل 1940 ورحيلها فى أكتوبر2011، وحتّى لحظات وداعها الأخير الرسمى والشعبى صباح ( السبت 8 أكتوبر)، ظلّت أمينة على مبادئها ومواقفها ، دون أن يدخل الخوف إلى قلبها أو تفكّر فى المساومة أو المناورة و " التكتيك " . ولأجل كل هذا وذاك ، سيبقى أسمها فى سجل الخالدات و الخالدين. وسيحفظ التأريخ بأحرف و مداد من نور و رياحين قصة حياة وكفاح إمرأة و مناضلة إفريقية من طراز فريد و جديد ..لها سيرة عطرة مليئة بالصمود و التصدّى والشجاعة والمثابرة و الإقدام والتضحيات الجسام . ظلّت محتفظة بمواقع الريادة والسبق" البرنجية ". فكانت أوّل إمرأة فى شرق أفريقيا، تحصل على درجة الدكتوراة (1071)، لتفتح الطريق أمام النساء، لنيل هذه الدرجة العلمية المميزة. ولم تحبس نفسها فى أسوار وجدران البحث العلمى والأكاديمى البحت، فقرنت العلم بالعمل والمدافعة والمناصرة فى الحياة والقضايا المجتمعيّة العامة. فأستحقّت عن جدارة جائزة نوبل ( 13 نوفمبر2004)، لتصبح أوّل إمرأة إفريقية - وأوّل شخصية بيئية - تحصل على الجائزة الرفيعة .وبين هذه وتلك ، حصدت العديد من الجوائزالعالمية النادرة فى حماية البيئة و إحترام و تعزيز حقوق الإنسان.وظلّت تحرّض النساء على إنتزاع حقوقهن، بما فى ذلك الحق فى الحفاظ على بيئة صديقة. ومن غرائب الصدف أنّ لجنة نوبل أعنت فى ذات يوم وداع وانقارى عن فوز ثلاثة نساء تقاسمن جائزة نوبل هذا العام..فياله من وداع أخير !. فى يوم وداع وانقارى الأخير،غرس الكينيون والكينيّات شتلة فى حديقة الحريّة. وفى ذات الركن الذى شهد واحدة من معاركها الشهيرة وإنتصاراتها الباهرة لحماية البيئة ضد تغوّل( العمارات السوامق) و بناء (غابات الأسمنت) بدلاً عن تعزيز محميات الإخضرار والتشجير. وستتبعها أكثر من 71 ألف شجرة فى طول وعرض الأرض الكينيّة ، لتزداد مساحة الأخضرعلى اليابس فى كينيا الخضراء بفضل نضال وانقارى ماثاى وحركتها ( حركة الحزام الأخضر) المثابرة.ومازال الطريق طويل فى معارك الغابات و الأنهر والسهول . تبقّى أن أعبّر عن وداعى الخاص للصديقة و الزميلة وانقارى ماثاى، فقد عرفتها و خبرتها، فى البداية عبر مؤلفاتها وكتاباتها وما يكتب عنها . ثمّ التقيتها مناضلة صلبة و زميلة عزيزة فى دروب النشاط العام فى حركة حقوق الإنسان. لكم إلتقينا مرّات و مرّات فى وطنها كينيا وفى المؤتمرات العالمية فى النرويج وغيرها. و كنت أكتشف - فى كل مرّة - مدى حبّ الناس العاديين لهذه الإنسانة الفريدة العنيدة . فى كينيا يكفى أن يعرف الناس أنّك من معارف و زملاء كفاح وانقارى ماثاى ، لتنال و تكسب محبة و تقدير و ثقة الناس ، و بخاصة البسطاء و المظلومين و المحرومين و مدافعى و مدافعات حماية البيئة و حقوق الإنسان . قصّة وتجربة حياة و نضال وانقارى ماثاى تستحق أن نستلهم منها الدروس والعبر.عشمى و كل الأمل أن تبادر إحدى منظمات الدفاع عن حقوق النساء فى السودان أو الإقليم بتخصيص جائزة سنوية بإسم وانقارى ماثاى. فهى مناضلة جديرة بالتقديروالتكريم والإحتفاء بسيرتها العطرة و قلبها الأخضر. فيا أصدقائى و صديقاتى مناضلى و مناضلات حماية البيئة و حقوق الإنسان و النساء فى السودان ، خذوا العبرة و الإعتبار و الدروس المضيئة المخضرّة من وانقارى ماثاى.وعلى النشطاء والناشطات فى كينيا مواصلة الرحلة والمشوار. ... Wangari Maathai وداعاً ... وداعاً ... وداعاً