يتملكنى إنزعاج شديد، يبلغ حد الاستياء، من التعامل مع الناس الذين بمقدورهم التعايش والتآلف مع المشاعر السالبة. أولئك الذين لا تتفتح سنبلات المحبة بدواخلهم ذات ربيع ، ولا يطفئ خريف فى جوانحهم لهباً ! بحثت ونقبت، فما وجدت هادياً ، ولا مرشداً ودليلا... وما من إجابة أشفتنى وأسكنت لى خاطر ... ما الذى يفقر وجدان هؤلاء الناس، ويجعل أرواحهم صحراء قاحلة وجدباء لايغشاها طل أو مطر؟! ألم يقرأوا الأشعار...أما طرقت آذانهم شقشقة العصافير وهدهدت مشاعرهم مزامير وأوتار ؟ أم لم تكلل سماواتهم سحب ذات صيف حجبت عنهم قيظ النهارات الحارقات شموسها؟! حنانيك أيها الباغض ، و رحماك أيتها العبوس. تراهم وكأن بينهم وبين الابتسام خصومة وعداء بلغا حد الفجور، الفرح عندهم ينقض الوضوء والبهجة مبطلة للصلاة.. .يستغفرون ربهم إذا ما غافلت أفواههم ضحكة ذات صدفة، ويستعيذون من الشيطان الرجيم إن شقت مسامعهم زغاريد...تقطيب الجبين يحسبونه ماحياً لذنوبهم، والجفوة عندهم شعيرة، والكراهية يحجون إليها حجا مهللين مكبرين مقصرين الرؤوس ..تطربهم النميمة،و يسبحون فى ملكوت الله إن سمعوا إساءة ...جنتهم جحيم، وفاكهتهم زقوم .فيا لها من أرواح فقيرة، تلك التى يسعى أصحابها لتكديس الأموال وتعديد الممتلكات العقارية بذات القدر الذى يوازى فقدانهم للجليس الصالح والأخ الناصح . أمثال هؤلاء لايفنيهم مرض ولا قذيفة. ..تميتهم فقط السماء الصافية والوجه الضحوك ، وتعكر أمزجتهم الطبيعة الصحوة ،وتسمم أبدانهم مقولة الحق ومحض النصيحة ... يقلق مضاجعهم صوت القصيدة ، وتؤرق منامهم أصوات البلابل الصداحة ،وتعمى مآقيهم إطلالات الورود والأزاهير. .يكثرون من زيارة القبور ويجتنبون المسارح، ويطربهم نواح وعويل...زكاتهم امتنان على المحتاجين، وصلواتهم للسماء تشى بغضب مكتوم عليها. هؤلاء مثل المعلبات التى انقضت فترة صلاحيتها، فهم غير صالحين للاستهلاك الآدمى، فمعاشرتهم مهلكة، ومصافحتهم ناقلة للعدوى ، وإبعاد الأطفال عنهم يقى أحباب الله وطيور الجنة شر المرض العضوى، ويكسيهم فى المستقبل بنفس صحيحة، وعقل لايشوبه إضطراب . محمود، ، ، عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.