* لم يكن غريبا أن يصدر الدكتور( بول دينق شول) مدير جامعة بحر الغزال قراره القاضى بتجميد العام الدراسى لاربعين طالبا بكلية الطب بالسجانة بكل سهولة ويسر بسبب تأخرهم فى سداد الرسوم الدراسية، فهكذا اعتاد مدراء الجامعات السودانية برغم قرار رئيس الجمهورية وراعى التعليم العالى بعدم حرمان أى طالب من الجلوس للامتحان بسبب عدم سداد الرسوم الدراسية .. وكأنهم لم يسمعوا بهذا القرار أو انهم يتعمدون إحراج الرئيس أمام شعبه، وإلا فما الذى يجعلهم يتحدون قرارات الرئيس بكل هذه السهولة؟! * والسيد مدير جامعة بحر الغزال لا يكتفى بحرمان الطلاب من الامتحان، بل يقوم بتجميد العام الدراسى لهم، وكأنه يتحدى الرئيس ويقول له.. ( نحن لا نحرمهم من الامتحان فقط، بل من الدراسة أيضا، وات دو يو سى ) !! * وطبعا ليس بعد الكفر شئ كما يقولون فالسيد مدير جامعة بحر الغزال الذى تحدى قرار الرئيس، لا يهمه أن يلقى بلوائح الجامعة فى سلة المهملات أو (يبلها) ويطلب من الذى أصدرها أن (يشرب مويتها)، فاللوائح تفرض على الطالب الذى يتأخر عن سداد الرسوم الدراسية عقوبة الغرامة المالية، ولكن سيادة (بول دينق شول) لا يعتد بهذه العقوبة ولا اللوائح التى تضمنتها ولا من أصدر هذه اللوائح، ويصدر عقوبته الخاصة به وهى حرمان الطلاب من الدراسة وليس فقط من الجلوس للامتحان، ويتحدى أعلى السلطات فى البلاد ويدمر مستقبل أربعين طالبا بدون أن يرمش له جفن أو يرتعش له هدب أو يوخزه ضمير .. !! * وبعد أن يفعل كل ذلك ، يغلق الباب فى وجه كل من سعى إليه للحوار والوساطة .. وكأن الجامعة ملك حر له وللى خلفوه ..!! * ولم يبق له إلا أن يصدر قرارا سلطانيا يمهره بتوقيع جلالته ويأمر فيه بتحويل الجامعة الى قصر سلطانى خاص له وضيعة خاصة لحاشيته، ثم يختمه بالقول .. ( صدر تحت توقيع جلالتى بقصرى ببحر الغزال أنا كبير السلاطين بول دينق شول) !! * كل هذا لم يكن ليحدث لو عوقب الذين يستهينون بالقرارات وليس الذين ينتقدونهم، ورغم ذلك لم نيأس ولن نيأس ما دام فى الكون رب يحميه ويحمى عباده الضعفاء والمستضعفين ونتوجه اليه بالدعاء ليقتص من الظالمين .. والله على الظالم !! جريدة السودانى، 20 يناير، 2010 www.alsudani.sd [email protected]