موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    تحرير الجزيرة (فك شفرة المليشيا!!)    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    واشنطن: دول في المنطقة تحاول صب الزيت على النار في السودان    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    شاهد بالصورة والفيديو.. نجم "التيك توك" السوداني وأحد مناصري قوات الدعم السريع نادر الهلباوي يخطف الأضواء بمقطع مثير مع حسناء "هندية" فائقة الجمال    شاهد بالفيديو.. الناشط السوداني الشهير "الشكري": (كنت بحب واحدة قريبتنا تشبه لوشي لمن كانت سمحة لكن شميتها وكرهتها بسبب هذا الموقف)    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    "الجنائية الدولية" و"العدل الدولية".. ما الفرق بين المحكمتين؟    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    لأول مرة منذ 10 أعوام.. اجتماع لجنة التعاون الاقتصادي بين الإمارات وإيران    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لمحات من الدنيا (2) .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 29 - 06 - 2017

في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات كنت اتردد بطريقة عقائدية على مطعم زوربا اليوناني . وكنا نجد المصقع والسيخ والباميا والفاصوليا الخ والاسعار مقبولة. وفي احد الايام وقف رجل يحمل اكبر رأس في الدنيا ، ويجلس الرأس على جزع اقرب الي اشجار اللبخ في شارع النيل . وقال لي ان عندة صفقة بالنسبة لي وسينتظرني في الخارج . ولانني منذ ان وضعت قدمي في اسكندنافية مثل الكثير من السود يتصل بنا الناس بسبب المخدرات . واول تجربة لي وفي اول ايامي في كوبنهاجن شاهدت شابا خارج البص الذي اركبه من حي ايستا بورت الي حي نورابورت . واندفع كالسهم لداخل البص وجلس بالقرب مني فرحا كطفل في يوم العيد . وقال لي .... لا اريد حشيشا او ماريجوانا ، انا اريد اشياءا قوية اريد ديناميت . وخاب ظنه . فانا كنت قد حضرت من شرق اوربا مباشرة ولم اشاهد الهيروين اوالكوكايين والميثفيتامين الخ . وكل ما شاهدته كان البنقو في امدرمان . وتكررت القصة كثيرا بعد ان صرت امتلك سيارات غالية او ارتدي ملابس مميزة ، صارت العروض متطورة مثل كيلوجرامات من المخدرات ، ويمكنني الدفع بعد البيع ، او القتل وعندما اعلنت عدم ممارستي لتلك الوظيفة .عاد الزبائن وعرضوا نصف الاجر لتحطيم ركبة الضحية بواسطة احد رجال عصابتي الخ .. . فكما كان يقول صديقي الامريكي الاسود هيرمان هندرسون قديما ... ان البيض يتصورون ان كل اسود مجرم . وعندما يظهر اسود في التلفزيون الامريكي يكون السؤال ... ما هي جريمته ؟
الوحش اليوغوسلافي كان في انتظاري خارج المطعم . فصرفته بفظاظة . وبعد 300 متر توقفت لاشارة المرور عند تقاطق شارع الادميرال مع شارع الجبل . ومن فتحة السقف في السيارة احسست بأنفاس تقيلة وعندما رفعت نظري كان الراس الكبير يطل علي وبابتسامة بلهاء وهو علي ظهر دراجة هوائية يعرض على بعض امواس الحلاقة ويطلب مبلغا هزيلا . ووقتها لم اكن من اصدقاء الموس .
بعدها بفترة رأيت الرجل يدخل مقهي ,, فالك ,, في شارع الجبل وكان الجميع يرحبون به وينادونه ب ,, جو ,, . ويتجه للصربي بيرو ويطلب عشرة كرونات ...دولارين . وبيرو صاحب المطعم والسيارة الفاخرة يداعبه ويقول له ان عليه الاستماع لنصيحته القديمة والاتصال بالمخرج الفريد هتشكوك المتخصص في افلام الرعب . ولن يحتاج لتسول المال بعدها
. فحكيت للجميع مغامرتي السابقة وصدمتى لانني كنت احسب الصفقة شحنة من المخدرات . فضحك الجميع . وعرفت ان اسمه جو بسبب بيعه لامواس الحلاقة ويسميها اليوغسلاف ,, جيليت ,, وقد صار الاسم التجاري يعني المنتج ، مثل الهوفر الذي صار فعلا واسما للمكنسة الكهربائية . واختصر الاسم ليصير جو .
جو اتى مع الرعيل الاول من المهاجرين . وكما تحتاج السويد اليوم لايدي عاملة مثل المانيا ، فقد استقطب السويديون الايطال واليونانيين والاسباب والفنلنديين في الستينات وارسلوا الوفود لتجنيدهم . وكان الاسبان يقولون ان حلمهم توفير 20 الف دولار يذهب نصفها لشراء منول والبقسة يكفي لفتح مقهى ، مطعم او ورشة الخ . وكما فعل كاستروا فلقد فتح البعض السجون والمستشفيات النفسية وارسلوا بعض النزلاء الى السويد مع العمال . وجو كان يشكو من بعض تخلف ، ولكن شاهدته يلعب الشطرنج بمهارة . وكان يحب لعبة البينقو . وهذه لعبة تحبها السيدات خاصة وعبارة عن اوراق بارقام وكرات تخرج مدفوهة بالهواء تحمل ارقاما . ومن تخرج كل ارقامه يحصل على مبلغ مالي . وجو كان يحتاج لعشرين كرونة ليبدأ اللعب . وعرفت ان البعض يجد مشكلة في التركيز على ورقتين ولكن جو يركز بسهولة على اربعة ورقات . قد يكون الانسان متخلفا في جانب ما ولكن عقله يكون رائعا في اشياء اخرى . العبقري اينشتاين والكثيرون لم يكن يستطيعون التصرف في امورهم الاقتصادية واليومية . ونحجوا عندما وفرت لهم العناية .
القهوة كانت تقدم مجانا للمشاركين وفي بعض الساعات تقدم السندوتسات من الجبن والطماطم الساخنة بالمجان . وكل ما يحتاج له جو مبلغا بسيطا لكي يحظى بالتواجد في قاعة البينقو ويشرب اكبر كمية من القهوة ويأكل اكبر قدر من السندوتشات المجانية . ولهذا تخصص في سرقة امواس الحلاقة . وبدأت بيننا علاقة حب وصداقة . كان جو يفرح كالطفل عندما يراني . وكنت اسعد جدا بلقياه . وقد كنت ازوره في شقته الصغيرة في حي بولتوفتا المعروف بباكانا او المرتفعات . وكانت شقته نظيفة بطريقة ملفتة . والغريبة انها في نفس العمارة التي سكنت فيها اسرة فقيرة قديما من افرادها نجمة السنما العالمية انيتا اكبرق . وكانت في مستوي مارلين مونروا الامريكية وبرجيت باردو الفرنسية ، صوفبا لورين الايطالية وجيتا لولو بريقيدا الايطالية صاحبة اغنية ممبوا ايتاليانو التي اخذها الفنان سيد خليفة بلحنها وغير الكلمات لمامبو السوداني . انيتا تظهر في الفلم الشهير لا دوتسا فيتا وهي داخل نافورة روما المشهورة وكان لها ماعرف بجسم يعتبر قنابل . وعاشت اغلب حياتها في ايطاليا . يمكن قوقلة اسم الممثلة او الفيلم .
اختفي جو لفترة ثم بدأ في الظهور . ولكن جسمه القوي قد فقد كثرا من وزنه ونظراته زائغة . وبيرو كان يعزيه علي موت المخرج هيتشكوك وضياع فرصته . وعرفت انه نزيل في مستشفي امراض نفسية . وكانوا يداعبونه بظهور رجل يرتدون الملابس البضاء ويلتفت مزعورا . فبعد احدي انفجاراته في قاعة البنقو استدعوا مجموعة من البوليس ، ثم اتى الرجال في الملابس البيضاء وكانت الحقن والادوية والمصحات الخ .
وبينما انا خارج من مكتب البريد في حينا ، قبل اختفاء مكاتب البريد ، سمعت من يناديني وهو خارج من السيوبر ماركت باسمي . وشاهدت جو كان قد صار نزيلا في المصحة الصغيرة التي تفصلها المقابر من منزلنا . وذهبت معه وجلسنا في الحديقة . ثم عدت بعد ايام لزيارته وواجهت نظرات استياء وتقزز من احدي المسؤولات . وبعد نشرة الاخبار قالت المسئولة لجو ... استفان انت تعرف ان موعد الزياررات قد انتهى . فقلت لها انه كان في امكانها توجيه الكلام مباشرة لي .
وترددت عدة مرات . وكان جو يفرح كطفل ويسأل عن اخبار الناس بالاسم وله ذاكرة قوية بالرغم من سنين المصحات . وفي احدى الامسيات اقنعت صديقي الالباني جمال بزيارة جو او استفان الذي لم اعرف اسمه الحقيقي الا من المسؤولة السخيفة . وبينما نحن جلوس مع جو وقبل ان يقوم بفتح التورتة التي احضرناها ظهر رجل يبدو وكانه مسؤول كبير . واول جملة كانت ... ما هذا ؟ فغسلته بنظرة باردة وقلت له انها زيارة اصدقاء لمريض . وحسب علمي ان موظفي المستشفيات والسجون يرحبون بالزيارات لانها تجعل النزبل يميل الى الهدوء والسعادة ، وهذا هو المطلوب . وسألني لماذا أتردد انا ولا يتردد اي شخص آخر . فقلت له اتذكر رافعة حوض السفن التي كان ارتفاعها 165 مترا وترفع 2 الف طن والتي كانت معلم المدينة ؟ لقد كان ايفان احد معالم مالمو يشاهده الانسان في كل مكان . انا اسكن قريا من المصحة ولي اسرة واطفال ظريفين واسكن في منزل بحديقة معقولة يركض فيها اطفالي . انا اشكر الدنيا وزيارتي لاستفان تدخل علي الكثير من السعادة . وصديقي جمال يوغوسلافي وتحدث اسيتفان بلغته يسعده . ماهو الخطا هنا ؟ فقال الرجل ليس هنا اي خطأ ؟ وذهب ، وسمعت صوته متحدثا مع شخص آخر بنبرة حاول ان يجعلها طبيعية .
لقد انتقل جو الي جوار ربه . ولم اسمع بموته الابعد فترة . وكان قد انتقل من المصحة الى المستشفي الكبيبر . وكثيرا ما كنت اشاهد قائمة للتبرع بمبلغ لاكاليل الزهور في بعض مقاهي الاجانب بسبب موت صديق من الاجانب. ولكن لم تجمع اي اموال لاكليل زهور لجو . وقد ارتاحت امواس الحلاقة في ارفف المتاجر . انها احدى ملامح الدنيا.
في 1970 كنا ندرس اللغة السويدية في جامعة لند . وبعد انتهاء الدروس نتحلق في مقهي الجامعة الضخم . وكنا مجموعة من السود من امريكان وجمايكيين وافارقة . وكان الفتيات يتحلقن حولنا لدرجة ان من لا تجد مقعدا تجلس على الارض . ودفع هذا بطالب امريكي اشقر لكي يقول لماذا لم يخلقني الله اسودا ؟ وفي بعض الاحيان كان يظهر الاخ ويليام ماكينا ، وهو من ترنداد . كان اكبر منا سنا . لم يكن متعلما ولا يشارك في النقاش السياسي ولكن كان صاحب تجربة كبيرة .
وبعد بضع سنوات لامني الاخ احمد مجذوب الذي انضم الينا من المانيا بعد الاعمال الارهابية في ميونخ اثناء الاولمبياد . ومضايقة الالمان لحملة الجوازات التي تفتح من اليمين . احمد كان يحمل رسالة من ,,ويلي ,, قل لشوقي انا احبك واحترمك . ولا اعرف لماذا لم تحييني في العبارة لكوبنهاجن . وكنت قد اخطأت في حق ويلي . ونحن السودانيون من العادة نطبق قوانيننا وعاداتنا . وندين الآخرين ناسين ان الخطأ والصاح يختلف حسب تربيتنا .
بعد مقابلة ويلي اعتذرت له . وصرنا قريبين جدا . وكان من الوجوه المعهودة في المكتب . وكان يكثر الحديث عن عظمة السودانيين . ويقول انه قد قابل الكثير منهم فهو قد كان طباخا في السفن عابرة المحيطات والسودانيون مميزون . ويندر ان يقابل سودانيا ليس بجيد . وكان يدافع بشراسة عن السودانيين وسط الاسرة السوداء ، وربما لان الكثير من السودانيين يلتصقون فقط بالسودانيين . ووقتها قد التجأ الكثير من الامريكان خاصة السود الى السويد بعد دعوة رئيس الوزراء بالما للأمريكان بالتمرد وعدم الذهاب للحرب في فيتنام وقد قاد مظاهرة الشموع عندما احتجوا امام السفارة الامريكية في اسطوكهولم لضرب هانوي . والغريبة ان بعض الامريكان السود كانوا يترفعون عن الافارقة وقد
يتعرض بعضهم للأفارقة بالسخرية . احدهم كان يقابل الاخوة احمد قسم الله وابراهيم النجومي امام الفتيات الدنماركيات في مقهي دروب ان المشهور ب هالو... ابناء الادغال . وفي احد المرات رددت عليه بمرحبا بابن المساعدات الاجتماعية ,, ويل فير ,,. وعندما نظر الي وجهي الغاضب قال ... اخي انا امزح فقط مع اصدقائي ...انا لا اعرفك ... فقلت له انت تريد ان تبني شخصيتك امام الفتيات الدنماركيات علي حسابنا .
في صيف 1980 انضم الى مجموعة السويد الصحفي ابراهيم موسى الخير . وهو من زملاء براغ . وبينما نحن نتناول طعام الغداء اتى تلفون من المستشفي لأن ويلي قد تعرض لسقطة قلبية وقد سجل اسمي كاقرب الاقربين . وتصادف قبلها بيوم ان ذهبت لاستقبال عارضة الازياء النايجيرية استيلا في العبارة . وكانت تحمل معها زهورا غريبة لم اشاهدها من قبل ، قدمت لها بعد عرض عالمي . وتركت لي الزهور لانها ستترك الفندق بعد ليلة واحدة . فاخذت تلك الزهور الي المستشفي . وعلق عليها البعض بانها زهور صناعية . ولكن بعد التدقيق تردد بعض الممرضات على الغرفة للتأكد . وشاهدت وجه ويلي يمتلئ فخرا . وصرنا نتردد عليه واخبرت كل من قابلته من السود وذهب البعض لزيارته وسط فرحه وفخره . ابراهيم طيب الله ثراه كان يداعبني ويقول انه لم يكن يعرف انني من ترينداد ، ولي اقارب من تريندا . وصار صديقا لويلي مثل اغلب السودانيين. وكنا نعتبرة واحدا منا .
عندما كان يحل بنا بعض البروفسيرات والمسؤولين كان ويلي يستمتع برفقتهم . وصار له حبا صادقا لقريبي الرجل العظيم طيب الله ثراه احمد عبد الرحمن الشيخ رئيس بنك السودان وفريق الهلال في ايام مجد الكرة والاقتصاد السوداني . وقد حضر لزيارتنا اكثر من مرة مصحوبا بزوجته الاخت نجوى . وكان احمد يناقشه لساعات ، خاصة في موضوع استغلال اوربا للدول الفقيرة والعنصرية . وويلي كان يقول للجميع .... ان السودانيين شعب مختلف يتصفون بالمعرفة والتواضع . ويفتخر بأنه قد جالس مديربنك السودان وآخرين وتناقش معهم .
المجموعة السوداء كانت تطلق علي ويلي اسم روك او الصخرة . فلقد كان يمكن ان يجلس لسعاعات بدون ان ينطق بكلمة واحدة . ويكون له تعبير واحد . وكان صريحا لدرجة الايلام . ساله الاخ بريز وهو امريكي ضخم تعرفه كل المدينة ، لماذا لا يحضر لزيارته ؟ فقال له بدون تردد ....لأن زوجتك سخيفة . انتزع من احد الاخوة الامريكان هامبرقرا كبيرا وطوح به في القمامة ودعاه لمنزله واعد له وجبة فاخرة . كان يحب اكل السمك . وكان يفرح عندما يحل بنا ويجد السمك على المائدة . ويلي الصخرة كان يحب الاسفار وكانت بعض العبارات البطيئة تعطي تزاكر مجانية مدعومة من متاجر الطعام الدنماركية التي يقصدها السويديون بسبب رخص الاسعار في الدنمارك ويكسب مطعم السفينة من الآكلين والشاربين . وكان يشاهد كثيرا في تلك العبارات وفي عبارات المانيا عندما تكون هنالك تخفيضات في السعر . وكان يعود بالسجائر وبعض الخمر الذي يبيعه ويزيد به دخله . ولم اشاهد ويلي مرتديا ملابس غير انيقة . كانت له في شقته غرفة صغيرة مليئة بالملابس الراقية وهي منظمة وكانها في بوتيك فاخر .
كان يكسب ماله بطريقة متعبة فالمسموح به في اوربا ان يبيع الانسان اي بضاعة ولكن فقط ما يستطيع حمله او وضعة في لوح عرض بدون الاستعانة بأي عصا او داعم . وفي برلين مثلا كان الاخ الكباكا لعشرات السنين يقوم بعرض المصنوعات السودانية وغيرها . وكان المفتش يقوم بتحسس سيقانه حتى لا يكون هنالك اي تحايل . البعض كان يضع انابيب معدنية او عصي داخل البنطلون لكي تتحما ثقل المعروضات ويلي كان يبيع الحلقان والاسورة واشياء صغير يحبها السواح والدنماركيون . وكان يقف لساعات بدون ضجر ، فهو صخرة .
كانت لولي قصص لا تنتهي يحكيها فقط لمن يحب وعندما يكون سعيدا . بعضها خادش للحياء من ايام عمله كبحار خاصة ما شاهدة في اغلب مواني العالم . من القصص التي كان يحكيها عن نفسه هو انه في الستينات كان يطرق الابواب في السويد ويبيع كثيرا من الاغراض . وكان يتوقف في احدي محطات البنزين في المناطق النائية . ويقوم صاحب المحطة بملئ الخزان بستين لترا من البنزين ويكون السعر حوالي العشرة دولارات او خمسين كرونة . ويخرج ويلي عشرة كرونات ويقول انها كل ما يملك وان السويدي قد تصرف بدون ان يسأل عن مقدار البنزين . وينتهي الامر بأن يتقبل السويدي بالعشرة كرونات ، وقتها كان السويديون اكثر طيبة وتساهلا . وفي احد الليالي بعيدا في شمال السويد مارس ويلي نفس الحيلة . واكتفي السويدي باحضار برميل ضخم وقام باسترجاع كل البنزين . ولم يترك الا ما كان موجودا في الخزان . ورفض ان يبيع بنزينا لويلي . وكان يقول لويلي .... انتم السود تحسبون كل البيض من الاغبياء . لقد عشت في جمايكا وكنت متزوجا من جمايكية . وعندما اختلفت معها ،اخذت كل شئ وهذا القطع على حاجبي من شقيقها . انت من ترينداد كما يظهر من لهجتك . ان اقرب محطة علي بعد 100 كيلو متر يمكنك ان تخاطر بالذهاب اليها ن او الانتظار الي الصباح عندما يحضر زميلي . انا هنا في منطقتي ووسط اهلي وانت تريد ان تنصب علي . ويلي كان يقول انها كانت ليلة باردة لن ينساها . ومن الغلط اعتبار الجميع من الاغبياء والعالم صغير ذلك السويدي كان يتكلم بلهجة جمايكية وكانه ولد في كينقستون .
من قصصه انه في رحلاته في السويد اصطدم بغزالة . وتوقف بعض السويديين لمساعدته . وبعد التأكد من انه لم يصب بأذى ن قالوا له انهم سيتصلون بالبوليس في القرية القادمة . وبعد فترة اتي بوليس عجوز . وبعد الكشف على السيارة سأل عن الغزال . فقال ويلي ان الغزال قد جرى بعيدا . فضحك البوليس السويدي وطلب منه فتح صندوق السيارة . حيث كان الغزال يرقد بسلام . والسويدي كان يقول لويلي هل كنت تصدق بأنني اصدق ان الغزال الذي هشم مقدمة سيارتك وترك دماءه وسينتفض ويذهب الى حاله ؟ ويلي كان يحكي الكثير عن تلك القصص ويقهقه ساخرا من نفسه . ففي أحد المرات التي لم يكن اعداد السود كبيرة ، اتيحت لويلي الفرصة في الظهور في فيلم كرجل اسود . وبعد خياطة ملابس فاخرة لويلي طمع في زيادة المبلغ المتفق عليه لانهم سيخسرون الملابس الفاخرة لأنه قصير القامة ولن يجدوا رجلا اسودا في حجمه وبسرعة . ولكن المخرج ابتسم وقال انهم يتهيئون لمثل هذه المناورات حتى من كبار الممثلين وان عندهم البديل . وكان ويلي يضحك ويقول انه اضاع فرصة علي نفسه بسبب طمعه ، فربما كانت ستكون فاتحة ليكون نجما سينمائيا.
الاخوة السود في امريكا وجزر الكاريبي لا يتبرعون بأي معلومات . صديقي اللصيق هيرمان هندرسون اطلق علي زوجتى آنا بدري اسم ,,انفورميشن ,, او الاستعلامات لانها ردت على استفهام ان ماري صديقة هيرمان او جمال كما صار اسمه بعد ان التصق بنا ،بأن هيرمان قد ذهب الى كوبنهاجن . وهذه جريمة . وانا في طريقي لتكساس لزيارة جمال قام بالاتصال بمدير شركة وينفيلد انترناشونال الذي كنت اسكن عنده في غلاديلفيا ز زلم اكن موجودا وبالسؤال عن اسم المتحدث كان الرد الذي حير بي جي كولتون ...اطلب منه الاتصال بأخيه في هيوستن .
عندما اتت باربرو والتي صارت والدة ابنتي نفيسة بدري من شمال السويد لكي تعمل في مستشفي مالمو التعليمي حذرتها من توجية الاسئلة الشخصية . ووعدتني خيرا بسذاجة وبساطة اهل الشمال الذين لا يخرجون مفتاح السيارة بعد شراءها والكل يعرف الكل . ويتميزون بعدم وجود لون لبشرتهم وشعرهم ليس بأشقر بل ابيض و ولقد قالت جدة نفيسة فرحة عند ولادة نفيسة شكرا لله اخيرا ظهر شخص في اسرتنا له لون . وباربرو والكثيرون من تلك البقاع ينتمون للحزب الشيوعي ولا يكفون عن الكلام عن استغلال الطبقة العاملة في المناجم والصناعة الثقيلة والتهميش . وكثيرا ماكانت ابنتها وصديقتها الحميمة تقول لها ... اذا انت سعيدة بأنك اخيرا تعيشين معنا في المدينة الكبيرة !!
في سنة 1980 حضر الاخ السفير في براغ الرشيد ابو شامة من الضباط الاحرار الذين اتو بنميري لزيارة صديقه ارصد حمد الملك في مالمو .كلفني ارصد باحضار الرشيد من محطة السكك الحديدية . وانا في الطريق شاهدت الاخ ويلي فاخذته معي وكانت برفقتي باربرو . اجلست الاثنين في مطعم المحطة وذهبت للاستعلام عن موعد حضور القطار . وعندما رجعت كانت ابنة الشمال تجلس وحيدة ورأسها في حركة وفي العينين ارتباك . وعند السؤال عن صديقي قالت انه لم يقرب كأس الجعة الكبير وانتفض وذهب لحاله . فسألتها هل سألتيه اي اسئلة شخصة فقالت ببراءة ...ابدا .... لقد سألته كم مضى عليه في السويد وما هو عمله ؟ فقلت لها اليست هذه بأسئلة شخصية ؟ ماهي الاسئلة الشخصية ؟ فقالت نحن في الشمال نبدا بالسؤال عن المهنة وبكل بساطة قد نسأل عن المرتب . عن ماذا تريدني ان اتكلم مع شخص لا اعرفه ؟ نحن عادة نتكلم عن ما يهم الشخص الآخر . بعد ان قابلت ويلي بعدها قال لي بدون مواربة ... امرأتك سخيفة وان كان قد استعمل الكلمة الانجليزية وهي سوري وومان ... وتعني امرأة محزنة الم تعلمها كيف تتعامل مع الناس . ولكن مع الايام صار الاثنان من الاصدقاء واحبت نفيسة الصغيرة ويلي .
ويلي الشخص الوحيد الذي تحصل علي جواز سويدي ولم يعرف اسم والده او والدته . كان يقول انهم لم يقدموا لاقامة في السويد لماذ يسألون عنهم لقد ماتوا وانتهوا .. ديد آند قون ,, . وويلي احترم عدم تدخلي في اموره , وقديما كان الكبار يقولون لنا الضيف الغريب ما بيسألوه ... من قلبة كلامه بتعرف مخبره .
ويلي كان يحب المانيا كثيرا . وفي احد الايام اتي لمكتبي مهموما ، فلقد دقق الماني في اسمه ويليام ماكينا واخبره بأنه عندما كان يحمل جوازا ترينداديا في الخمسينات قد ابعد من المانيا ولقد دفعت المانيا ما يعادل 40 جنيها استرلينيا لابعاده لبلده . وعليه التحصل علي شهادة من البوليس السويدي بحسن السير والسلوك ، وارجاع المال لالمانيا وتقديم طلب مكتوب بالسماح له بدخول المانيا . ولقد كلفت السكرتيرة بالاهتمام بالامر . وسمح لويلي بدخول المانيا مرة اخرى .والي اليوم لم اسأل لماذا ابعد من المانيا . وان كنت قد قلت له ... هل اخترعوا نظام الابعاد منذ الخمسينات ؟ الم تكلف التذكرة اكثر من 40 جنيها لتلك الرحلة الطويلة ؟
ويلي كان يحن الي ايام لندن في الخمسينات وبداية الستينات . وبسبب تكوين شركة جونيسكوا لتي هي اكبر شركة خاصة للاسعافات في اوربا فكنت اصنع العربات بمواصفات سويدية ويأتي احد السواقين الانجليز لاخذها . وعرضت علي ويلي السفر للندن والسكن عند اهلي ، وفرح . وعندما عاد كان يقول انها اجمل فترة و فعندما قابل الاصدقاء القدامى الذين لم يقابلهم لعشرين سنة كان الجميع يسأل ,, هل اخذت تابيدة ؟ ,, ماهي التهمة . وعندما كان يقول لهم انه كان يطوف العالم واستقر في السويد وفي مهمة الآن ويسكن في حي ميفير الفاخر وفي شارع جسترفيلد هيل لم يصدقوه . وتبرع احدهم وآخرون لتوصيله للتأكد. وعندما فتح الباب ودخل في المساء ، قابلوه بالترحاب الاحترام بعدها . كان يقول لي ان منزل اختي الهام يقتل الانسان بكمية الاكل المقدمة . وان اختي كانت تقول له ان هذا لا شئ مقارنة بما يقدم في امدرمان .
ظهور الانجليزي الميجر هيو ماكينا كموظف في مكتبي لسنوات كان يعطي ويلي رغبة في الحضور للمكتب بطريقة راتبة . وتبدا المقابلة بهالو ماكينا و يكون الرد هالو ماكينا . ومع فنجاجين القهوة تبدأ الونسة .
في احد الايام اتصل ويلي من كوبنهاجن وطلب مني الحضور او ارسال حوالي 1500 دولار لانه في مركز الشرطة لانهم وجدوا في حوزته سجاير من المانيا . والدنماركيون ليسوا مثل السويديين وبوليسهم يقارب البوليس الالماني في شدته . وبما ان اليوم هو يوم الجمعة فسيكون في ضيافتهم ليوم الاثنين قبل تقديمه للمحكم الا اذا دفع الغرامة ورسوم الجمارك العالية فالسجاير في الدنمارك كانت الاعلى في العالم . وكانوا يسخرون منه عندما قال انه سيتصل بصديقه وستصل الفلوس . وبعض رجال البوليس كان يقول له من اين لصديقك بهذا المبلغ اذا طلبت مني انا هذا المبلغ فلن تجده لانني بعد دفع فواتيري لا يتبقي اي شئ .
ويلي كان يقول لي ... لم احس ابدا بالفخر والشعور بالانتصار مثل تلك اللحظة التي توقف فيها التاكسي في وقت قياسي وخرجت اثنتان من السويديات احداهن ترتدي الفراء الفاخر والاخري تماثلها في الاناقة ويطلبن مقابلتي . لقد اتي حتي رئيس القسم بسبب الفضول . لقد خرجت من الزنزانة مرفوع الرأس . انت تعرف ذلك الاحساس والشعوربالمرارة من استخفاف بعض البيض بالرجل الاسود .
في 1986 كنت اسكن لفترة في كوبنهاجن . واتصل اخي خليل ووعدته بأنني سأكون في وسط كوبنهاجن او ما عرف بشارع المشي وسيجدني عند النافورة . كانت معي والدة ابنتي نضيفة التي كانت حاملا وهي التي ذهبت لدفع الغرامة ورسوم الجمارك من قبل . وبعد تجاذب الحديث مع ويلي الذي كان يحمل بضاعته . ارادت نينا الذهاب للحمام بسبب الحمل . وعند رجوعنا قلت لويلي انني اتوقع مقابلة شقيقي ولم يقل اى شئ . وبعد الانتظار رجعت الي المنزل . واتصل خليل غاضبا كعادته . فقلت له انني كنت عند النافورة الكبيرة وهنالك سيدة متشردة تجلس وامامها ثلاثة شنط وويلي يقف وهو يعرض بضاعته . فقال انه سأل ويلي هل رأيت شوقي وكان الرد ..لا فضحكت وقلت له الا تعرف ان ويلي لا يعطي اي معلومات ،وهذا من اسباب تسميته بالصخرة . ساكون معك في عشرين دقيقة .
في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات ارتبط ويلي بسيدة بولندية اسمها بوجينا لها طفلة في العاشرة او اكثر قليلا . وبسبب تواجدها معنا ارتبطت ببعض الاسر السودانية وكانوا يتعاطفون معها لانها تبدو فقيرة اغلب الوقت . وكانت تنام مع ابنتها عند بعض الاسر السودانية في بعض الاحيان احتراما لويلي . وتتواجد مع ويلي في اغلب مناسباتنا . وكان لها مقدرة علي اخراج الناس من طورها في بعض الاحيان . ففي احد الامسيات قررنا حفلة صغيرة في المكتب لطبيب سوداني تحصل علي الماجستير . وتمكنت بوجينا لاخراج من كنت اناديه بفار او الاب النرويجي يونسون من طوره . ولم يعرف السبب الي الآن . ويونسون هو والد زوجتي الاولى آنا بدري وهو شخص رائع استمرت صداقتي معه وابنته وزوجته بعد طلاقي من ابنته . وعمل معي بعد تقاعده .
في وسط الليل اتصل ويلي وطلب مني الحضور بسرعة لأنه طلب من بوجينا الذهاب الي شقتها لانها قد ضايقته كثيرا . ورفضت الخروج وكالت له الشتائم . انصاعت بوجينا لطلبي واقترحت اخذها لمسكنها وكنت اتعاطف معها لانني عرفت ان والد ابنتها الذي انفصلت عنه يقضي عقوبة طويلة في سجن ما . وقبل الخروج قالت بوجينا ... كلكم تعتبروني انسانة بائسة ستعرفون قريبا من انا .
بعدها بفترة ابتاعت بوجينا فله . وانقطعت اخبارها . ولكن عرفنا من الصحف انها وجدت مشنوقة ومعلقة في الفلة التي اشترتها . انها احدي محن الدنيا الكثيرة .
ويلي عاش الي القرن الواحد والعشرين لقد تجمع الكثير من السود لوداعه . كنا ولا نزال نحس بالارتباط بكل انسان ، ولكن الدماء الافريقية تربطنا اكثر .
كركاسة
قال الاخ الصحفي ابراهيم موسى الخير زميل براغ واسكننافية عندما تطرقتا لانكفاء السودانيين الجدد اخيرا .... انها مشكلة اللغة الواحدة ..... والحقيقة ان الكيزان الذين كانوا يتفاخرون بأن الترابي يتحدث 4 لغات قد ذبحوا اللغة الانجليزية التي كانت جواز عبور للسودانيين للكثير من الوظائف . وصار السودانيون لا يتحركون الا في محيط اللغة العربية ولا يتصلوت بأي جنسيات اخري حتى الاشقاء الافارقة .
http://i.imgur.com/zt9lpMI.jpg
ويلي ماكينا في ثيابه الانيقة دائما
http://i.imgur.com/o5Y8fUT.jpg
السيدة بوجينا البولندية علي اليمين ببلوزة مشجرة
http://i.imgur.com/Kqo2kyD.jpg
الفتيات من مهمة اطلاق سراح ويلي
http://i.imgur.com/x0KW8AG.jpg
باربرو ابنة الشمال وابنتها نفيسة بدري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.