شاهد بالفيديو.. الفنانة هدى عربي تدشن أغنيتها الجديدة (أخوي سيرو) بفاصل من الرقص المثير ومتابعون: (فعلاً سلطانة)    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    نائب وزير الخارجية الروسي من بورتسودان: مجلس السيادة يمثل الشعب السوداني وجمهورية السودان    شاهد بالصور.. بالفستان الأحمر.. الحسناء السودانية تسابيح دياب تخطف الأضواء على مواقع التواصل بإطلالة مثيرة ومتابعون: (هندية في شكل سودانية وصبجة السرور)    جبريل إبراهيم يقود وفد السودان إلى السعودية    تجارة المعاداة للسامية    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    رئيس حزب الأمة السوداني يعلق على خطوة موسى هلال    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    الانتفاضات الطلابية مجدداً    بايدن منتقداً ترامب في خطاب عشاء مراسلي البيت الأبيض: «غير ناضج»    استجابة للسودان مجلس الأمن يعقد اجتماعا خاصا يوم الاثنين لمناقشة العدوان الإماراتي    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    بالفيزياء والرياضيات والقياسات العقلية، الجيش السوداني أسطورة عسكرية    دبابيس ودالشريف    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    بمشاركة طبنحة و التوزة...المريخ يستأنف تحضيراته    مجلس الأمن يعبر عن قلقله إزاء هجوم وشيك في شمال دارفور    محمد صلاح تشاجر مع كلوب .. ليفربول يتعادل مع وست هام    السودان..البرهان يصدر قراراً    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا "أدروب" يوجه رسالة للسودانيين "الجنقو" الذين دخلوا مصر عن طريق التهريب (يا جماعة ما تعملوا العمائل البطالة دي وان شاء الله ترجعوا السودان)    محمد الطيب كبور يكتب: السيد المريخ سلام !!    لماذا لم تعلق بكين على حظر تيك توك؟    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    ب 4 نقاط.. ريال مدريد يلامس اللقب 36    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    سوق العبيد الرقمية!    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وتحدثت فاطمة .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 31 - 08 - 2017

في سنة 1980 كان موتمر المرأة في كوبنهاجن . واتت فاطمة رحمة الله عليها . وتسارع اليها الكثير من الوفود وكانت نجم الحفل . وتحلق حولها الصحفيات والصحفيون . واذكر انني قد كلفت بالحصول على بعص الصور التي التقطها لها الصحفيون . وفاطمة بالرغم من رقتها وقلبها الابيض حادة وحاسمة في الامور الكبيرة ولا تجامل او تحابي . ولا تتجمل او تغفل الحقيقة . كان الصحفيون يشيرون لتوقعهم تعرضها للمضايقات اليومية في السودان وان ظروف ابنها احمد لا بد ان تكون صعبة.
وفاطمة كانت تقول بملئ الفم انها تجد المساعدات والاهتمام في كل مرفق في الدولة وان الكبار والصغار يتدافعون لخدمتها . ووضعها ووضع ابنها جيد ووضعهمالاقتصادي ممتاز. واعمام ابنها وخيلانه يوفرون لهم كل ما يحتاجون وكانت لفاطمة مكتبة في شارع الاربعين ناجحة . وان تلك هي اخلاق المجتمع السوداني . وكان الصحفيون يستغربون فهذا ما لم يعهدوه في الدول الاخرى.
في احد الايام حضر شخص مرسل من الشريف الهندي وزير مالية الديمقراطية الثانية بشنطة فلوس لفاطمة ورفضت استلامها. وسعي الاستاذ نقد لتبليغ الشريف برفض الفلوس حتى لا يستحوذ عليها المرسال .
وعندما اكثر المشتركات والصحفيات من ترديد مشكلة ختان النساء في السودان ، حتى حسمتهن بالقول .... ان التركيز وترديد هذه المشكلة غير معقول لأنه للمرأة في السودان مشاكل متعددة .... وانتن لا تعرفن سوى هذه المشكلة . المرأة في السودان تعاني من انعدام الماء والطعام والجهل ، المرض واجبارها على الزواج المبكر وبدون رغبتها . كما تجد المتعلمات التهميش وعدم تساوي الفرص والمرتبات في بعض الاحيان الخ
بعد المؤتمر اتت المرأة العظيمة لقضاء بعض ايام جميلة معنا في السويد . وكانت الدعوة والسكن عند الشيوعي الرائع ارصد حمد الملك رفيق محمد نقد في مدرسة حلفا الوسطى الرحمة للجميع . كان الدكتور احمد وقتها في حوالي العاشرة من عمره . وذهبنا الى مدينة الملاهي واعجب احمد ببساط الريح وهي لعبة جربتها مرة واحدة ولم اكررها لانها فظيعة . وسألت فاطمة كيف تحمل احمد بساط الريح فقالت .... خاف في الاول لكن مسكته علي شديد وقلت ليه انا امك وماسكاك ما بتجيك حاجة فاطمأن . لم اسأل فاطمة كيف تحملت هي تلك المرجيحة الفظيعة , كنت اعرف الجواب .
وكنا نتحلق حول فاطمة بالساعات الطوال
..... ونحن نستمع ونستمع . ونقهقه ضاحكين وتشاركنا فاطمة بضحكاتها المحتشمة . ونتمنى ان لا تنتهي الجلسة . ونعود في الغد وفاطمة تتحدث وتتحدث عن كل شي . من الاشياء التي علقت بذاكرتي هي ايام السجن . وبالرغم من سوء الوضع كان طريقة فاطمة في الحكي لطيفة وتدفع الانسان للضحك . فاطمة من الناس الذين يجيدون الحديث ويأسرون المستمع .
في مؤتمر المرأة المزور في سبعينات نظام نميري كان المؤتمر في فندق السودان على ما اذكر . وتحدثت الوفود عن عظمة مايو والانجازات التي تحصلت عليها المرأة بتنصيب وزيرة لاول مرة في السودان الخ .
وتمكنت فاطمة من التسرب للمنصة . وتحدثت عن اختفاء الديمقراطية . وتحدثت عن حقوق المرأة المهضومة في نظام شمولي باطش وان بعض النساء يعانين لأن الابن ، الزوج والاخ في سجون النظام بدون محاكمة او جراء محاكمة غير عادلة . وعددت فاطمة اخطاء النظام وهضمه لحقوق المرأة .
وجن جنون امن النظام . وتم اعتقال كل الشيوعيات والديمقراطيات . وكانت مجموعة من السيدات يقفن خارج قاعة الموتمر ويحملن لافتات بالعربية والانجليزية . وتم اعتقالهن . احدي السيدات كانت متقدمة في السن ولكنها اصرت على المشاركة لان ابنها معتقل . افهموها انه في حالة اعتقالها ان لا تدلي بأي تصريح . وان تقول فقط انها كانت في طريقها وقد طلبت منها احدى الفتيات ان تساعدها في حمل عصا اليافطة العريضة . وهي ليس لها صلة بالموضوع ولا تعرف القراءة الخ .
بعد الانتهاء في السجن . بدأت فاطمة والبقية في تكوين صورة عن كل المظاهرة وعمليات الاعتقال كاستراتيجية لتفادي اعتقال بعض المشتركات في المستقبل . وعند سوال ام المعتقل التي كانت لا تتبرع بأي كلمة ابدا ، عن طريقة اعتقالها وتصرف من اعتقلوها والملابسات الخ . نطقت اخيرا وقالت .... انا بس كنت مارة وبعدين ..... وكانت تردد نفس الكلام الذي حفظته قبل المظاهرة . ولم تستطع ان تغيرة حتى لفاطمة . وفاطمة تتحدث عن حرج البوليس عند اعتقالهن وقتها كان التجنيبد يحدث من اوساط البشر .
في السجن كان مدير السجن يقول انهن لا يشبهن السجن وانهن لم يقترفن ما يستحق السجن وهن من خيرة العوائل . وطلب من ضباط السجن توفير كل ما يحتجن اليه .وبعد ان احضر الضابط كرتونة مليئة بالشامبو والصابون والكريمات ومعجون الاسنان والفرش. وضع الكرتونة ضاحكا وقال . عشنا وشفنا الشامبو في سجون السودان .
وتحدثت فاطمة .... وبدلا عن الانشغال بمشاكلهن يتفرغن لمشاكل السجينات الاخريات . كانت بينهن فتاه صغيرة السن تتدفق الكلمات البذيئة من فمها كل الوقت . وكانت تتسلق السور الداخلي وتشتم الاعداء والاصدقاء . وبعد فترة صارت نظيفة الجسم والملبس والشعر المتمرد قد صار معقولا . الحنان والاهتمام قد جعلها لطيفة ومؤدبة .
احد السجانات قالت ضاحكة عندما احضرت الاغراض والتفريدة للمناضلات انها كادت ان تفقد وظيفتها الا ان الضابط اكتفي بالنظر متمحنا . بينما كانت تعمل بدأت بالترنم بالاغنية التي تعلمتها من المناضلات ..لوري الكومر جاني ... وكانت وقتها تردد في السجون والمعتقلات والقعدات . وكانت مثل الاغنية العظيمة للرجل الرائع فنان الشعب محجوب شريف ..... ده كله بكرة بينتهي وده كلو بكرة بينتهي زولا تريده وتشتهي تسأل منه تلاقي في لاهو غائب لا مختفي ... وده كلوا بكرة بينتهي . وكانت حملات التوعية والتهذيب وسط السجينات والسجانات . وشغلهن في تلك الظروف ايجاد الجواب.... لماذا يضحي الزميلات بحريتهن وهن في وضع يحلمن به السجينات والسجانات؟
لقد حول المناضلات فترة السجن الى تجربة غنيبة ولم يبدين اي نوع من الانكسار مما فوت الفرصة على النظام لكي يحس بأنه قد انتصر عليهن . وفي احد الامسيات اتى احد الضباط الكبار لكي يطلب من المناضلات الذهاب الى منازلهن . ولكنهن رفضن رفضا قاطعا . وللسجون لوائح ومراسم للدخول والافراج الخ وذهب الضابط المسكين وعاد لكي يستعطفهن للخروج من السجن . ولم يجد الاجابة وصار يقول ... انتو مجانين ماشفتا مسجون فكوهو رفض يطلع من السجن . انتو مجانين . وبعد تدخل من داخل السجن وخارج السجن وترجيات . قررن الخروج . والحقيقة ان النميري كان في طريقه لمؤتمر عالمي وتم تحذيره بأنه اذا لم يطلق سراح فاطة وبقية المناضلات فسيقابل بمظاهرات عارمة وانتقادات الخ . والحقيقة ان جعفر ود آمنة بالرغم من فتنة السلطة تبقيت عنده بعض سودانيته . وعندما كان يخطب في يوم من الايام تصادف ان فاطمه كانت موجودة في معتقل بالقرب من المكان فوضعت لها طاولة وواجهت النم من فوق السور باقسى الكلام . واكتفي جعفر بأن قال ... كلموا مرتضي يمسك اخته مني . ولم يعرف ان الوزير مرتضي احمد ابراهيم قد ترك السودان الى فينا مع زوجته الالمانبة منذ زمن. ومرتضي كان مثل اشقاءه عبسنجيا شرسا . وهو من انتزع عصا نميري التي غرسها على الطاولة وبدأ في الكلام بعنجهية وتفرعن. مرتضي طيب الله ثراه كان وزيرا للري وله كتاب اسمه الوزير المتمرد . لانه كان يواجه النميري بشراسة . وبعد صلح قصير قال جعفر لمرتضي انت دنقلاوي ابن كلب والرد كان انت دنقلاوي ابن ستين كلب. هذه الحادثة المعروفة اوردها مرتضى في كتابه الوزير المتمرد . رحم الله مرتضي كان عظيما قويا لايساوم .
خلاف البنات نفيسة والتومة كان لفاطمة شقيقها الرشيد اللذي شاركنى في الفصل في الاحفاد والهادي الاصغر. وهنالك شقيق اصغر من صلاح مات صغيرا . وكانوا جميعا منتظمين في حياتهم ويتمتعون بالادب ومجتهدين في دراستهم. متمكنون من تعاليم دينهم ويجودون القران فالخال احمد ابراهيم كان اماما في جامع مرفعين الفقرا وله حلقات لتجويد القرآن وتعليم الناس الفقه والتوحيد الخ ولقد اعلن الاعلامي الكبيروالاسلامي حسن عبد الوهاب من التلفزيون السوداني انه يدين للخال احمد ابراهيم بتعليمة في جامع مرفعين الفقرا في العباسية .... اذا اراد الانسان ان يرسم صورة للحشمة والاخلاق والاتزال فله في فاطمة ونساء الاتحاد النسائي والحزب الشيوعي قدوة. منهن ابنه الرنك الاستاذة فاطمة طالب وثريا الدرديري وسعاد ابراهيم احمد والدكتورة خالدة زاهر والدكتورة حاجة كاشف التي اصابت السفير البريطاني في الخرطوم بصدمة فبعد رجوعها من البعثة الدراسية في بريطانيا كتبت في الصحف عن التفسخ وابتذال المرأة في بريطانيا وضياع حقوقها. وسارعت السفارة في الرد على الموضوع . الدكتورة حاجة كاشف السودان كانت من اول النساء اللائي قدن السيارة في الخمسينات زمن مجلة القافلة وافتخار كل السودان بالاتحاد النسائي رمز عزة المرأة في زمن الشاعرحبيب مدثر والحان الكابلي وحنجرته في اغنية اي صوت زار بالامس خيالي .
عند اعادة طباعة كتاب حكاوي امدر الذي تب مقدمته الخال محجوب عثمان ن كان الاهداء لوالدتي امينة خليل ابتر ، فاطمة احمد ابراهيم والدكتورة خالدة زاهر
. التي كان اهل الاقاليم يسموها زهرة خالد . الرحمة للميتين والحيين اقول دائما ان عظماء السودان في المكان الاول هم نساءه ...فاطمة الدليل .
سعيد بولن كان من الاطفال الذين خلصهم البريطانيون من تجار الرقيق احدهم كان رجل الدولة عبدالله بياساما وهو من الفور اختطفه بني هلبة كما ورد في سيرته . ولقد اهدى منصور خالد سفره القيم لابراهيم بدري وعبد الله بياسلما والاستاذ محمود محمد طه . امام منزل الاستاذ فاطمة والاستاذ الاعلامي الكبير الاديب الشاعر والمغني المبارك ابراهيم الذي اعطي برنامج حقيبة الفن روحا، شاهدت فاطمة رجلا كبيرالسن في الخورفي الصباح ولم يتمالك قلبها الكبير الم مشاهدته بالرغم من عدد السابلة الكبير لم تتوقف الا المرأة العظيمة ذهبت له قائلة مالك يا ابوي..... اهلك وين ؟ فقال لها .... اهلي ناس ابراهيم بدري . فقالت له امينة خالتي . ونادت علي بعض الشباب من اولاد العباسية الذين يتسارعون لاي اشارة من فاطمة . وطلبت منهم ...... دخلوا لي ابوكم ده في العربية. وكان سعيد قد قضى حاجته في ثيابه لانه قد قضى كل الليل في في الخور بعد سقوطه . سعيد حمل اسم البريطاني بولين الذي كفله وعندما ترك بولين السودان في الثلاثينات سلمة لوالدي صار اسمه سعيد بدري وكان من سكان منزلنا لدرجة انه قال في احدى المرات لوالدتي عندما غضبت منه ..... البيت ده انتى جيتي لقيتيني فيه . سمعت قصة فاطمة وسعيد من والدتي وشقيقاتي عند حضورهم للسويد في 1979. سعيد قضي بعد ايام في المستشفى وعاش الى التسعينات بعد عمر مديد كان في شبابه يتمتع بقوة خيالية. اذكر في الجنوب وفي سنجا عبد الله يتغلب علي رجلين في جر الحبل له الرحمة . وعندما اشدت بشجاعة فاطمة وشكرتها علي اهتمامها بسعيد. لم تزد على ان قالت انت ما عارف في العباسية الناس كلها بتتشايل.
علي بضع خطواتنمسكننا ومسكن فاطمة كان فريق عمايا الذي ضم الكثير من العمايا منهم الشحاذ الكسيح المشهور في الجامع الكبير المعروف بيا فراج حق العشا يارب والذي حملناه لمقابر حمد النيل في الليل في 1963 له الرحمة.
الشيوعي م . م كان يمسك بكاس من الخمر وعندما انتقدته فاطمة في بعض الامور في حفل قال ما لا يقبله عاقل اخدي ليك كاس وعندما اخبرتني فاطمة وقالت انت يا شوقي بتعرف رجال العباسية لو الاحد بترتح لمن يشوفني بيقيف عديل. وهذه حقيقة . اردت الذهاب اليه في لندن ولكن امرني الخال محجوب عثمان بعدم التدخل لان الموضوع تحت النقاش . وانا كنت افكر فقط كعبسنجي .
وفي نهاية التسعينات كانت فاطمة في طريقها لمطار القاهرة وتأهب الكثير من النساء لملاقاتها في شكل شبه مظاهرة . واذكر الخال محجوب عثمان يحاول اثناء زوجة الزعيم التجاني الطيب وكريمته و واخريات من اقناعهم بالعكس وهن يرفضن. وكان قبلها قد انتشر الشريط الذي تنبأت فيه فاطمة بأن الصادق .... ما حيشمها تاني . وكان الصادق قد انضم للمعارضة , وهلل له البعض بعد تهتدون ورفض السيدات فكرة عدم الذهاب للمطار ففاطمة لا يمكن تجاهلها .
فاطمة نتاج العباسية حيث يعيش الاثرياء والفقراء في تواد وتراحم واحترام للجميع . ومن العباسية استمد الشاعر صلاح شقيق فاطمة حبهم للمسحوقين والبسطاء. وقصيدته الرائعة الحاجة التي تمثل نضال حجاج بيت الله الذين يحضرون من غرب افريقيا مشيا الى مكة وقصيدته عشرون دستة من البشر التي تعكس قتل 20 دستة من المزارعين بالاختناق في عنبر جودة 1956 . واكرمت العباسية فاطمة ففي ميدان الربيع كان زواج فاطمة و الشفيع وامتلا الميدان الكبير قبل بناء الاسوار بآلاف البشر , واتي لوري كامل كان يوزع الموز للجميبع . فاطمة كانت اعظم عبسنجية . فليس من الغريب ان قام العبسنجية وكل اهل السودان بطرد الحرامية.لقد كنا جميعا اسره كبيرة في السودان فاهل والدي واهل فاطمة والكثير من دناقلة امدرمان خاصة بيت المال حي السيد المحجوب اتوا من مشو .وعاشوا في حب ووئام ولم تنقطع اواصر الصداقة والرحم بسبب متعاعب الدنيا . والدة فاطمة كانت متزوجة من خالى رحمة الله عليه ورأس العائلة الدريري نقد طيب الله ثراه والدته التومة ابتر المشاوية وكانت والدتى تتذكر العرس الذي كان يستمر لاسابيع كالعادة في السودان . وكان الخالات زهرة وزينب نقد وهن في مرحلة الطفولة يختلفن كعادة الاطفال مع شقيقات العروس في عمرهن ويتخاصمن ويرسلن والدتي التي كانت صغيرة جدا لكي تطلب من بنات الناظر ان يذهبن لمنزلهن. وبعد خصام قصير تعود المياة لمجاريها . وكانت هذه الذكريات تجتر بعد عشرات السنين . وبالرغم من ان الزواج لم يستمر طويلا لم تتاثر علاقة العم محمد الفضل بصديقه وقريبه الدرديري. ولقد تزوج الدكتور والشيوعي العظيم فيصل فضل بالدكتورة آمال الدرديري وهي شقيقة الدكتورة المشهورة سيدة الدرديري وثريا الدرديري ووابنة خال المناضلة فريدة عبد الرحمن طراوة. سيدة الدرديري زوجة الدكتور الفريق احمد عبد العزيز . هؤلاد كن ملئ السمع والبصر.
من الاشياء المؤلمة ان النميري في بعض الاحيان قد وصف فاطمة واهلها باليهود. وهو ادري بهم من الجميع الخالات كن يتكلمن دائما عن جعفر كود آمن. وكان يقصد التقليل من شأنهم واذكر انني قد كتبت موضا تحت عنوان فاطمة واهلهاليسوا من اليهود وكنت اقول ان وصف الانسان باليهودي لا يعني التقليل من قيمته . ولكن الكثيرون قد التقطوا هذا الكلام ورددوه بطريقة مؤلمة مع الكثير من الترهات . احدهم مرتضي عبد الحليم حامد الوهابي ومن شلة الاستاذة الشيوعية ثريا الشيخ هنا في السويد الذي ردد لي ان الشعب السوداني يرفض الشيوعيين وخاصة فاطمة لانها بذيئة وتسب الدين للناس في بري .ويدي لم تمتد له ابدا بعدها. ولكن الشيوعية ثريا الشيخ نصبته رئيسا للجالية في فترة .
احد رجال الجوازات في مطار الخرطوم قال للاستاذة محاسن عبد العال ابنة خالة فاطمة.... انتي مش من ناس اسرائيل؟ وكان الرد قصدك اسرائيل البلد ولا الاسرة ؟ فقال كله واحد . وعندما استخدمت محاسن يدها اليسرى في الكتابة قال مستخفا دي يسارية حتى النخاع . محاسن تزوجت الاقتصادي عمر بوب والذي صار عديلا لشقيقه المهندس عمر بوب. سكن في الغرفة 13 وسكنت انا في الغرفة 12 في براغ الرحمة للحيين والميتين . كانوا من اروع البشر. آل اسرائيل العيني من اصول يهودية ولقد اسلم بعض اليهود وحسن اسلامهم ومنهم اسرة منديل التي قدمت الكثير للسودان والعم ابراهيم اسرائيل كان صديق ورفيق والدي في كلية غردون وكان سكرتيرا لنادي الخريجين في امدرمان وسكنوا في ما عرف بحارة اليهود في امدرمان بالقرب من المجلس البلدي . وسكن بنات الناظر في جوارهم ومنزلنا الحالي على مرمى حجر. وتزوج العم محمد الفضل الذي صار المدير العام للسكك الحديدية من السيدة وردة اسرائيل العيني . ومن اصهار اسرة اسرائيل جيراننا المؤرخ محمد عبد الرحيم والد الاستاذ بدري الدين وجد هاشم بدر الدين محمد عبد الرحيم. ولا يزال الدكتور منصور اسحق اسرائيل يسكن في منزل الاسرة.
آلمني جدا مشاهدة فاطمة لقاتل الشفيع ومعذبه ابو القاسم محمد ابراهيم تحت نفس قبة البرلمان وتالمت فاطمة لدرجة انها كانت على وشك ان تصفعه .. وتألمت اكثر لان فاطمة قد جلست في ذلك البرلمان وهذا من غلطات الحزب الكثيرة . كانت تربطني كثير من الصداقات التي اعتز بها مع اولاد الهاشماب منهم اخي الشيخ... ابو القاسم اسماعيل والدكتور والرجل الانسان احمد عز الدين ابو القاسم وبهاء الدين محمد احمد الكمالي واحمد حاج الامين وعمر الطيب وآ خرين . لكن لم يحث ان وضعت قدمي في نادي الهاشماب العريق الذي لعب له كبس الجبة وصديق منزول . السبب ان ابو القاسم لم يكن منذ صغرة يجد الاحترام وفي سنة 1961 عاد ابو القاسم من الجنوب وقام بطرد كل اولاد العباسية الذين سجلهم النادي لرفعه من الدرجة الخامسة ووصفهم بالعبيد فليس من الغريب ان قام بتعذين ما وصف على عكسه بالرجل العظيم وليس من الغريب ان يعتدي على الضابط محمد نور سعد محمدين وهو مقيد .
هذا على عكس فاطمة ، شقيقاتها واشقاءها ووالديها واهلها الذين لم يعرفوا ما هي التفرقة . ويفتحون قلوبهم للجميع كعادة العسنجية واغلب اهل السودان .
وانا في شقة الخال محجوب عثمان طيب الله ثراه وجدت الاخ جلال اسماعيل وهو رجل اعمال في بور سودان وسمعت عنه كل جميل وتحدث عنه شقيقي الشنقيطي الذي عرف كرم جلال المشهور في بورسودان وسمعت عنه كمناضل وشخص جيد وفرحت بلقياه. واقترحت اقامة حفل على شرفه وطلبت منه اختيار يوم للحفل. قرر هو الاربعاء . فوكلت شخص بشراء الخروف والاتفاق مع فنانة الخ واختصرت رحلتي لابي ظبي ليومين وعدت للحفل سعيدا ووقتها كان الرائع محجوب شريف في القاهرة كاول رحلة له خارج السودان الا انه اعتذر لانه قد حضر بدعوة الدكتور محمود صالح عثمان صالح بخصوص تسجيل الشريط تبتبات والنفاخ ومركز عبد الكريم ميرغني وسيتقيد بالبرنامج. ولم يحضر جلال. وعندما اتصلت به مستفسرا عن سبب تخلفه كان الغريب . ماجيت لانه ما عاوز اجي . وغضبت اكثر لان هذه اساءة اكبر للخال المناضل محجوب عثمان .
في احدي زياراتي للندن اصريت علي الاخ الشاعر عبد الله محمد زين شاعر الاغنية امدرمان وبابكر ابراهيم قاسم مخير للذهاب لفاطمة . وبعد التحية مباشرة قالت لي فاطمة يا شوقي في زول عاوز يجي يعتذر ليك واذا انت ما رضيان علي كيفك. فقلت لها فليحضر جلال ولكن انا في حضرتك لا احتاج لاعتذار وكل شعور غير جميل قد اختفي ولن اقبل باي توضيح يكفي انني وجلال في بيتك . حضر جلال واحسيت في حضرة فاطمة ان قلبي قد غسل وسعدنا بمساء جميل في حضرة فاطمة. ففي حضرة القديسين تغسل القلوب .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.