إسحق أحمد فضل الله يكتب: (وفاة المغالطات)    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    بمقاطعة شهيرة جنوب السودان..اعتقال جندي بجهاز الأمن بعد حادثة"الفيديو"    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عندما يبيع النجار منشاره: الانقاذ والرأسمالية المتوحشة .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 09 - 09 - 2017

نقلا عن التيار قرأت في الراكوبة هذا الموضوع. بالبرغم من اننا تعودنا المحن من الكيزان ولكن لا تتوقف الانقاذ من اصابتنا ونفسها بالحيرة !!
اقتباس
بورتسودان: سعيد يوسف
أدى حريق شبّ في القاطرة أركويت لخروجها عن العمل بميناء سواكن. وقال الصحفي أمين سنادة الذي يقيم في مدينة بورتسودان إن الحادث يرجع إلى عدم وجود عازل حراري مما قاد لحدوث الحريق في ظل ارتفاع الحرارة هذه الايام.
وبحسب سنادة يعتبر الحريق هو الخامس من نوعه كما أن تعطل القاطرة اركويت يعني أن العمل في ميناء سواكن سيكون فقط على القاطرة بركة في ظل ارتفاع الضغط على ميناء سواكن.
يشار إلى أن بعض شركات الشحن البحري كانت اشتكت سابقا من بطء عمليات المناولة والشحن والتفريغ في موانئ السودان. كما ان القاطرة اليرموك يتم إجراء صيانة لها بميناء جيبوتي لم تكتمل حتى يوم أمس. فيما يتم استخدام "الطق"في بورتسودان وهي عملية محفوفة بالمخاطر على حد قول أمين سنادة.
يشار إلى أن دخول وخروج السفن من الموانئ يتم عادة عبر بواخر أصغر تقوم بقطر الباخرة إلى ومن الموانئ، فيما توجد سفن أصغر يسمى الواحد منها "طق"يقوم بنفس العملية لكن بدرجات سلامة أقل.
التيار
نهاية اقتباس
الكيزان كما هو معروف يتعاملون مع السودان كغنيمة. الوطنية وحق الاهل لا وجود له في قاموسهم . اشتكي لي احد المديرين في مشروع حكومي ان بعض العمال قد انتزعوا النحاس من مولد كبير لكي يبيعونه لشراء العرقي والمريسة. وهذا تصرف سكارى معزول . ما هو عذر الكيزان في نهب كل البلد ؟وبعد ايام الجفاف والمجاعات تدفقت الاعانات الي السودان . ذهبت لتقديم اوراق عطاء للامدادات الطبية . واستلم الموظف المظروف الضخم المختوم بالشمع الاحمر وطوح به باهمال على طاولة بالقرب منه . والمفروض اعطاء ايصال برقم وقفل العطاء في خزانة. وتفتح العطائات في لحظة واحدة امام لجنة ومندوبي الشركات والقناصل ومندوب الوزارة والمدعي العام الخ . ولكن السودان كان في طريقه نحو التردي . وعرفت ان احدى المنظمات قد اتت بكمية من المضادات الحيوية الخ للامدادات الطبية. وطالبوا بادخالها في المخازن المبردة او اخذها بسرعة من الشمس. وطمنوهم بان الامر .... اندر كونترول او تحت السيطرة . وبقيت المضادات الى اليوم الثاني. ووجدها الخواجات في مكانها ورقصوا رقصة انا مجنون اربطوني . وتعليق احد العقلاء .... ان الامر اذا لم يكن اهمالا فقد يكون تخريبا. فمن يستورد الادوية لا يرحب بالمجاني في السوق .
شيخ الامين رئيس اتحاد المزارعين الاسطوري صار وزيرا للصحة في حكومة اكتوبر . وكان وقتها اهل الجزيرة وكل السودان يعشقون البنسلين الذي غنى له الجميع ..... البنسلين يا التمرجي . وسسأل شيخ الامين مازحا في اول يوم في الوزارة وين مخازن البنسلين .
عندما فشلت في ايجاد عمل في بداية تواجدي في السويد بالرغم من ان من رافقني من الافارقة والامريكان السود قد تم توظيفه . وكما قال صديقي الامريكي الاسود هيرمان هندرسون.... انت لا تبدو كزنجي مطيع لماذا يوظفوك ؟ عملت في الميناء كعتالى . لايحتاج الانسان لوظيفة يكتب رقمه وينتظر ولقد لا يحد عملا ولكن بعد ان يلاحظ الفزرمانات مقدرة العتالي الاضافي يجد عملا وفي كثير من الاحيان قد يمون العما 12 او 14 ساعة . احببت المهنة ومارستها في السويد وخارج السويد. ولدهشتي وجدت ان الاجور عالية . وينظر الى العمل في الموانئ كأمر وطني مهم . و يوظف فقط السويديون وهؤلاء قد ورثوا المهنة ابا عن جد ولهم مدرسة. وانا والآخرون كنا نعرف ب اكسترا. او اضافيون . والمواني تعتبر مرافق مهمة جدا في الدولة .
لقد كانت المواني مهمة في امريكا اثناء الحرب لدرجة ان الحكومة الامريكية بعد حادث تخريب في ميناء نيويورك استعانوا باكبررأس للمافيا وهو لاكي لوتشيانو الذي كان يقضي فترة سجن طويلة الامد . وبعدها تمتع لوتشيانو بحريته خرج امريكا . ولاكي لوتشيانوا اشرس من الاسطورة الكابوني . فلوتشيانو قضي علي 90 من قادة المافيا القدامى بضربة واحدة ولكن مساعده والذي لم يكن ايطاليا ، بل يهوديا عنيدا هو ماير لانسكي كان الوحيد الذي رفض دفع الاتاوة التي كان يفرضها لوتشانو علي بقية الصبية وصارا من خيرة الاصدقاء . ولان اليهودي كان يكره الفاشية والنازية فلقد حمت المافيا المواني وسيطرت على نقابات عمال المواني . وللممثل الاسود سيدني بويتر فيلم عن تلك الفترة كعامل موانئ . لضمان انسياب العمل في الميناء كانت الحكومة الامريكية لانسياب العمل في الميناء على استعداد للتعامل مع سفاح . والانقاذ لا تستطيع توفير قاطرات للميناء ؟
في اثتاء عملي في الميناء اراد الرجل الرائع آرفيد يونسون والد زوجتى ان يساعدني . ولانه كان مهندسا في اكبر حوض سفن في العالم واقترح علي الالتحاق بمدرسة اللحام . ولكن كانت لي تطلعات مختلفة . في ذلك الحوض عمل 6 الف عامل . وكان لهم رافعة ارتفاعها 165 وترفع 2000 طنا . كانوا يصنعون السفن العملاقة والتقليد ان يركبوا الستائر كأخر شئ في السفن . وتقوم قاطرتان واحدة في الخلف والثانية في الامام الي كوبنهاجن في الدنمارك حيث تزود بالماكينة . لان الدنماركيين كانوا متخصصين في الماكينات . العم يونسون كان يقول لي انه عن ما قريب ستصنع ناقلات عملاقة اكثر من نصف مليون طن. وسيكون من الصعب السيطرة عليها . والناقلات الكبيرة تحتاج لمسافة 20 الى 30 كيلو متر للتوقف بعد تشغيل الماكينة الى الخلف . وتحتاج لقاطرات عملاقة وادلاء رائعين لادخالها الى الميناء . ولكن الصناعة ستتجه للمياه الدافئة. وكان يقول لي مازحا من الممكن ان السودان قد يكون موطن تلك الصناعة قريبا . ولقد تحققت نبوءة العم يونسون وتلك الرافعة العملاقة تم بيعها بكرونة واحدة وانتهت صناعة السفن في السويد في الثمانينات .
في كل ميناء يوجد بايلوت او دليل . وكل دليل هو كابتن بحري وليس كل كابتن بحري بدليل . ميناء بورسودان كان يعمل برخصة دليل مصري يتحصل على 6الف دولار في الشهر زائد مخصصات وهو موجود في الاسكندرية . ويقوم القباطنة السودانيون بالعمل . وفي نهاية السبعينات تدفق القباطنة السودانيوت لجامعة البحرية العالمية في مالمو . وصار الاخ حمد النيل دليلا . وتخرج القباطنة السودانيون بشهادات عليا ومنهم الاداريون والقانونيون . وكل هذا حطمه الكيزان . انهم اسوأ من العتاب وساري الليل .
.ونحن في السودان بعد ما يقارب نصف القرن من تلك الفترة . لا نستطيع ادارة موانينا . لقد كنت اتذكر اسم المهندس السوداني الذي شارك في بناء ميناء جدة ولقد تحصل هو وعائلته علي التابعية السعودية . والآن سيدير اهل الخليج مواني السودان . والكيزان يريدون تخريب الميناء لكي يشتروه او لكي ياتوا كعادتهم بشريك اجنبي . فحتى باركليز بانك الذي صار بنك الخرطوم وهو اول مصرف في السودان ، سلموه لبعض العرب .
من القصص المشوقة ان الاخ المفكر حيدر ابراهيم قد حكى لي انهم كانوا عائدين الي الخرطوم من الشمالية وربما آثار البجراوية. وانغرزت السيارة في الرمال . وببساطة وروح الالمان العملية قال الالماني رفيق حيدر.... هذل جبل امامنا لماذا لا تكسروه وترصفوا الطرق ؟ وحاول حيدر ايجاد الاعذار والالماني يرفض التصديق . والالمان قبل الجميع قد رصفوا خيرة الطرق منذ القرون الوسطى وبعضها لا يزال موجودا من الحجارة. الفرق اننا لسنا مثل الالمان والاهم ان عندنا اليوم من هم اسوأ من الشيطان
الاوربيون يقولون لنا اننا محظوظون ليس لنا جبال نحتاج لصنع الانفاق او تحطيم الصخور للطرق الخ وارضنا منبسطة ويمكن ان نمد خطوط السكك الحديدية والطرق بسهولة ..... والاوربيون يعانون من الثلوج التي تقفل الممرات البحرية . ويحتاجون لكاسحات الثلوج العملاقة ويتخصص في صناعتها الفنلنديون . والامطار والعواصف تجعل العمل قي المواني عقوبة قاسية . ونحن لا نواجه هذه المشاكل وبعض المواني في شمال اوربا تتعطل لاسابيع او شهور . ولكنهم يتطورون . ويعملون . .
مشكلتنا هي عدم الاستمرارية فبدلا من البناء فنحن منذ الاستقلال مشغولون بالوصول الى السلطة او الاحتفاظ بها بكل السبل . وكل من يصل الى السلطة يريد ان يجرب افكاره ويفيد مريديه . قديما كان تجار الاتحادي يسيطرون على التجارة . واهل حزب الامة يركزون على المشاريع الزراعي . واخيرا اختلط الحابل بالنابل . وكان شعار الازهري والحزب الاتحادي .... تحرير وليس تعمير !!! هل التعمير رجس من عمل الشيطان ؟
الكيزان لا يهمهم ان تتوقف قاطرة في الميناء او ان تتوقف الرافعات، ما يهمهم هو ان يسيطروا على كل شئ وتمتلئ جيوبهم وكروشهم الخ . والكوز يسابق بقية الكيزان . فاذا لم يلفح فسيلفح الآخرون . ومن الغريب ان تحترق قاطرة خمسة مرات . انه التخريب بغرض الشراء بتراب الفلوس . اين الخطوط الجوية السودانية واين خط هيثروا ، واين فخر السودان الخطوط البحرية ؟ لقد اعطتنا الدنمارك سفن اوتوماتيكية حديثة كهدية اين ذهبت ؟
عندما نشر موضوع القاطرة ظن البعض انها قاطرة ارضية ولقد نشرت صورة قاطرة عادية . وعلق البعض ان القاطرات لا دخل لها بميناء سواكن . ولكن لكل قاعدة شواذ ففي قناة بنما التي هي بنصف طول قناة السويس يتم سحب السفن بقاطرات عملاقة على جانب القناة . وبعد رجوع ملكية القناة لبنما من الامريكان تم توسيعها وتزويدها باحسن واحدث المعدات . وبنما قد صارت جد متطورة لدرجة ان احمد الميرغني وبعض السودانيين لهم حسابات متخمة في بنوك بنما .
بعد اربعة عقود قمت بزيارة الميناء الحر الذي عملت به ووجدت ان الامور قد تغيرت كثيرا. خاصة فيما يختص بالوقاية. ولم يعد الامر يحتاج للسواعد القوية فقط. لقد تغيرت الرافعات ووسائل النقل والترحيل والشحن . حتى المخازن قد تغيرت وجددت . وملابس العمال قد صارت خفيفة وحديثة ونظيفة . ولم تعد الخطافات تتدلى من جانب الرجال . والمطعم صار حديثا يقدم العديد من الاطعمة . ولم تعد العلب المعدنية للسندوتشات وترامس القهوة والشاي سيدة الموقف . ان العالم يسير الى الامام ونحن نتراجع .
المخجل المؤلم ان ترسل سفن للصيانة في جبوتي . وبما ان جيبوتي في حالة احسن من السودان ، لماذا يبني السودان مستشفيات كمساعدة في جبوتي ؟ ولماذا يذهب مصطفى عثمان شحادين بالمستشقيات المتنقلة والمساعدات للبنان التي يضحك اهلها على السودان والسودانيين. ومن المؤكد انهم قد اعتبروا الامر سخيفا . لماذا لم ترسل المساعدات لشاد التي يجمعنا معها الكثير مثل اثيوبيا واريتريا ؟ او نساعد مركز سكينة ودار المايقوما، مركز ابو عنجة لمرضى الدرن . اشياء مخجلة تحدث امام اعيننا .
لقد اشترى الكيزان احدث الاسلحة من مدافع ودبابات وطائرات مقاتلة. وصرفوا الملياردات في بناء سدود لا قيمة لها وحتي خزان ابوحبل الذي هو عبارة عن حائط قد انهار وهدد تندلتي . الم يكن في امكانهم بدلا عن مناقشة شراء عشرات الفارهات للمسؤلين في القضارف وغير القضارف والكباري التي يهددها السقوط بعد سنوات , لماذا لم تصرف هذه الفلوس في المهم كاعادة تعمير الميناء وتجديد المعدات وتطوير اسلوب الشحن . لقد سمعنا ان نقل الحجاج لقد ترك لشركات مصرية . فكل كوز لا يهمة مصلح الوطن او المواطن فالوزارة ، المصلحة او الشركة هي هبة من نظام الكيزن . وحتى وزير الثقافة والآثار قد بدأ في اللبع مباشرة بدون تردد .
لقد انهار مستشفى وزارة الداخلية قبل افتتاحه وعبد الرحيم لا يزال يجثم على صدر الوطن. وكوبري امدرمان الحديدي قد ابتيع مستعملا من الهند وبدا تشييده في 1924 ولا يزال شامخا لان الكيزان في ذلك الزمن لم يتم انتاجهم بعد .
من الاشياء المحيرة هي حريق النخيل في شمال السودان يبدوا انه هنالك من يريد ان يتحصل على هذه الاراضي بتراب الفلوس . واين سيزرعون ملايين الفسائل التي سيستوردونها . ومن اين اتت الامراض التي تصيب النخيل اليوم ؟ ولماذا لم تحدث هذه المصائب قبل الكيزان ؟
عندما قرأت عناقيد الغضب وانا صغير تأثرت جدا بالكتاب . وتأثرت اكثر عندما شاهدت الفيلم وصار اشتاينبيك بطلي لانه على عكس بطلي الاول همنقوي يهتم بالمسحوقين . وهمنقوي يمجد نفسه ويعكس شعوره العنصري ويمجد البيض علي حساب السود كما في العجوز والبحر والكتاب تو هاف آند هاف نوط ... ورحلة افريقيا التي صارت فيلما كلاسيكيا ببطولة همفري بوقارت واخراج هيوستن الذي اخرج الفلم العظيم تشاينا تاون في بداية السبعينات . بطولة جاك نيكلسون . وقد شارك هيوستن في التمثيل وهو فوق الثمانين .
السؤال لماذا اقحم هذه الاشياء؟ في رواية عناقيد الغضب او .... راث قريب .....يتطرق شتاينبيك لجشع الرأسمالية المتوحشة بين الحربين. ولقد اجبروا الفلاحين من سهول امريكا الغنية على الرحيل . وارسلوا الجرافات لازالة منازلهم بعد ان فشلوا في دفع ديونهم بسبب الازمة الاقتصادية التي تسببها الرأسمالية كل فترة .. واحتلت الشركات الكبيرة اراضيهم ولم يعد هنالك من يحتاجهم . واجبروا للبيع بتراب الفلوس او بدون فلوس . ولم يكن لهم خيار سوي الانتقال في ظروف بائسة نحو كاليفورنيا لقطف العنب والفاكهة . ولم يجدوا الترحيب بل جشع الرأسمالية التي كانت توظف البلطجية ورجال القانون لاستغلالهم واجبارهم للعمل باجور بائسة . ومن يرفض او يحاول ان ينظم الآخرين يجد الضرب والسجن . ونفس الشئ كان يحدث في المشاريع المطرية في النيل الأزرق وفي سهول القضارف والقدمبلية وجنوب السودان . وكانت هنالك منظمات حكومية و كنسية تحاول تنظيم المهاجرين في كاليفورنيا في معسكرات عمل ومساكن معقولة. ولكن الرأسمالية كانت تحاول قفل هذه المعسكرت بكل الحيل مثل ارسال رجالها لاثارة المشاكل والمعارك ويندفع رجال الشريف بتهمة الشغب الخ ويلقون بالبعض في السجون لكي يتأدب الآخرون . هذا ما يذكر الانسان بما يحدث في معسكرات دارفور مثا معسكر كلمة . وهذا بدون الاغتصاب والقتل والحرق الذي تعاني منه دارفور . فما صورة اشتاينبيك قبل اربعة اجيال وكان يعتبر وقتها جريمة فظيعة لا يقارن بجرائم الكيزان . من قام ببطولة الفيلم كان الممثل فوندا والد جين فوندا زوجة تيد تورنر البليونير مالك قناة سي ان ان . والذي استيقظ في الصباح وقال لزوجته احس بانني اريد ان اعمل شيئا للعالم .... وتبرع ببليون دولار للامم المتحدة . قارن هذا بالكيزان .
في الفيلم تشاينا تاون هنالك قصة حرمان اصحاب المزارع من المياه وكانت المياه ترسل الى الصحراء في الليل عن طريق المجاري العريضة والمسطحة في كاليفورنيا وسبب هذا غرق بعض المشردين مما اثار هذا اهتمام السلطات . وكانت الشركات تشتري مزارع البرتقال بتراب الفلوس . هذه الكتب تتحدث عن زمن بعيد وهذا يحدث عندنا اليوم في السودان . وهنالك من يدافع عن الكيزان !!!!!
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.