واشنطن (رويترز) - قال مسؤول أمريكي يوم الخميس إن الولاياتالمتحدة تستعد لرفع العقوبات الاقتصادية المفروضة منذ فترة طويلة على السودان بعدما تحققت من تحسن في ملف حقوق الإنسان وتقدم في مواجهة الإرهاب. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن من المتوقع أن تعلن إدارة الرئيس دونالد ترامب عن الخطوة في وقت قريب ربما يكون يوم الجمعة. وخفف الرئيس السابق باراك أوباما قبيل تركه لمنصبه العقوبات المفروضة على السودان منذ عقدين بشكل مؤقت. وفي يوليو تموز أجلت إدارة ترامب لثلاثة أشهر قرارا بشأن رفع العقوبات بالكامل وحددت مهلة للقرار تنتهي في 12 أكتوبر تشرين الأول. وسيؤدي إلغاء العقوبات إلى تعليق الحظر التجاري ورفع التجميد عن الأرصدة وإزالة القيود المالية التي تعرقل الاقتصاد السوداني. وستشكل هذه الخطوة أيضا تحولا كبيرا لحكومة الرئيس عمر حسن البشير، الذي استضاف في وقت ما أسامة بن لادن، والمطلوب من قبل المحكمة الجنائية الدولية بتهمة تنظيم عملية إبادة جماعية في دارفور. وسيبقى السودان في الوقت الراهن مدرجا على القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب جنبا إلى جنب مع إيران وسوريا. لكن قرار رفع العقوبات يعكس تقييما أمريكيا بأن السودان حقق تقدما في تلبية مطالب واشنطن ومن بينها التعاون في مكافحة الإرهاب والعمل على حل النزاعات الداخلية والسماح بتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية إلى دارفور والمناطق الحدودية المتمردة الأخرى. وعبر مسؤولون أمريكيون أيضا في يوليو تموز عن قلقهم بشأن الاشتباه في ارتباط السودان بعلاقات مع كوريا الشمالية. ويشير رفع العقوبات المزمع إلى أن الخرطوم قدمت ضمانات بأن تلتزم بالعقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية بسبب برنامجيها النووي والصاروخي استجابة لطلب واشنطن. ورفض البيت الأبيض التعليق. ولم ترد وزارة الخارجية الأمريكية على طلب للتعليق. وقال حامد ممتاز وزير الدولة بالخارجية السودانية يوم الأربعاء "السودان أوفى بجميع التزاماته الخاصة ببنود خارطة الطريق وبشهادة الإدارة الأمريكية ولذلك نتوقع رفع العقوبات ". وعبرت جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان عن قلقها مشيرة إلى أن من السابق لأوانه رفع العقوبات. وقالت أندريا براسو نائبة مدير مكتب هيومن رايتس ووتش في واشنطن "رفع هذه العقوبات بصفة دائمة بينما لم يحرز السودان أي تقدم في مجال حقوق الإنسان خطأ جسيم". وأضافت "يجب عدم مكافأة حكومة ما زالت تقصف شعبها عشوائيا وتسجن نشطاء حقوق الإنسان".