أفكاري تُمْلِي عليَّ الكتابة، فأُخْرِجُ مِنْ ذهني جديداً يُبدد الرتابة، ويُنير الطريق إلى الأمام.. أيها السيدات والسادة، وأنتم أيها الأفندية وأصحاب المقامات في وطني، قلمي وسيلةٌ تحمل إليكم أفكاري بلا فرز: إلى الْمَرَازِبَةَ وَالشِّحَنَ وَالْوُلاَةَ وَالْقُضَاةَ وَالْخَزَنَةَ وَالْفُقَهَاءَ وَالْمُفْتِينَ ... البائعون والبائعات تحت هجير الشمس، البُناة المهرة المشتغلين في العمران، سائقو المركبات العامة، وقيادات النقابات العمالية.. قلمي مهموم بقضاياكم، قلمي يقربني إليكم، ولا يبعدني عنكم .. قلمي يجعلني صديقاً لكم لأنني أتحدث عنكم.. أفكاري بناءة للبِنَاء .. للإصلاح .. للتقدم .. للإعمار .. للإنطلاق في رحاب الرخاء؛ وبلوغ الغايات السامية المنشودة، للصعود إلى قمة الآمال الوطنية المطلوبة.. المأمور يراني عدواً له، كلابه تراني عدواً له.. إنها ترصدني من قريب ومن بعيد.. في وضح النهار وفي حلوكة الظلام..! كتاباتي لا ترضيه، إنها تكشف عورته وعاره.. تؤلم ضميره، ولكنها تصلح الحال إذا ما قبلها برحابة الصدر .. الحقيقة أدخلتني في حربٍ معهم.. في الأفق، لاح الاستدعاء .. الاستجواب .. مر تحت بصري تحذير وإنذار وتهديد ووعيد مرارا وتكرارا .. مرفوضٌ أنا ومستنكرٌ ومدانٌ .. ضربٌ وتعذيبٌ وتنكيلٌ نصيبي .. مهجتي على هذي الثرى مقرونة بفوهة البندقية..! مُرْغَمٌ على الصمت أو كتابة ما يُرْضِي المأمور.. أمامي خياران صعبان: بيع القلم والضمير، أو الانحدار إلى أرض السكوت ..! إني أحتج .. أرفض بيع القلم.. بيع اليراع جريمةٌ أخلاقيةٌ وخذلانًا وتخذيلاً لرسالتي ودوري في الحياة.. حُرِّيِّتِي في التعبير مسلوبٌ.. غضب المأمور ضدي في الكأس مصبوبٌ .. الكتابة ممنوعةٌ .. المشنقة ضد الأقلام معدةٌ .. وابتزاز الأقلام في مؤتمرات صحفية واقعٌ، إسكات الأقلام واقع.. تشريد الأقلام مشروع المأمور وحراسه .. إيقاف الأنباء سياسة .. وإلتقاط الصور جريمة ..! أنا في وطنٍ البُنْدُقِيةُ تتحدث فوق الرؤُوس.. أنا في وطنٍ كان يُنَادِي بِالحُرِّيَّةِ حين ظُلِمَ، وأصبح ظُالِماً حين أصبح حراً..! أيَّهُا المواطنون الصالحين، والمواطنات الصالحات: قلمي مكسورٌ ممزقٌ ..! لكم الرأي والحكم الآن.. لكم التفصيل في القضية الآن.. أنا قلم الحقيقة في وطني.. لكن الحقيقة في بلادي حنظلٌ، صوتٌ سيظل يقول الحقيقة أنا رغم الأغلال .. أفكر لأجل التغيير، أتكلم من أجل أن تتجه الأحوال في وطني إلى الأفضل.. صوتٌ ينادي بالخير ، ورصاصةٌ مِنْ يدِ رجلٍ طائشٌ ...! مُزِقَتْ جُمْجُمة....! وأُخْرِجَتْ روحي ودمي من جسدي..! على وجه الأديم أرقد صريعاً، والأرض الآن وغداً وبعد غداً تنبت أقلاماً... وطني آلاف الأقلام ، تكتب لأجل تحقيق الأحلام .. دينقديت أيوك كاتب وشاعر من السودان الجنوبي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.