أورد موقع سودانايل نقلاً عن صحيفة الشرق الأوسط اللندنية خبراً يُعد من عجائب الأخبار السودانية فقد ورد في الخبر الذي ذاع وعم القرى والحضر أن شهود عيان قد أكدوا لصحيفة الشرق الأوسط أن رجلاً سودانياً قد رشق الرئيس السوداني عمر البشير بحذائه خلال مؤتمر عام بالعاصمة السودانية الخرطوم، وقد أكد الخبر أن الحذاء لم يصب الرئيس السوداني وأنه اصطدم بحافة منصة الخطابة وأن رجال الأمن قد سارعوا إلى اعتقال الرجل المعتدي ومصادرة كاميرات الصحفيين لمنع نشر صورة الحادثة كما أكد الخبر أن الرجل المعتدي مختل عقلياً! أما صحيفة الرأي العام السودانية الالكترونية التي أوردت الخبر بصورة مقتضبة فقد جاءت تعليقات بعض قرائها بما يؤكد أن الرجل مجنون جنوناً مطبقاً وطالبت الرئيس البشير بالعفو عنه باعتبار أن القلم قد رُفع عن ثلاثة من ضمنهم المجنون! من المؤكد أن واقعة الاعتداء بالجزمة على رئيس الدولة السودانية ، سواء أصدرت من مجنون لا يعي طبيعة أفعاله أو لا يستطيع التحكم فيها أو من عاقل يعي طبيعة أفعاله ويسيطر عليها ، سوف تشكل أول سابقة رجالية سودانية في مجال الضرب بالجزم رغم التكتم الرسمي الشديد على الواقعة، ولعل غرابة الحادثة تكمن في أن سلوك الاعتداء بالحذاء (الشبشب) هو ماركة مسجلة بإسم النساء السودانيات لا الرجال السودانيين الذين يلجأون دائماً إلى استخدام العصاة (العكاز) أو البنية (قبضة اليد) عند نشوب أي مشاجرة حامية الوطيس ولم نسمع مطلقاً بأن أي رجل سوداني قد شن هجوماً حذائياً على أي هدف ثابت أو متحرك! ومن المؤكد أيضاً أن حادثة الاعتداء بالجزمة من قبل رجل سوداني على الرئيس السوداني سوف تثير في الذهن حادثة هجوم الزيدي العراقي على الرئيس الأمريكي بوش والتي تمكن خلالها الرئيس الأمريكي من الروغان من تسديدات الزيدي الحذائية بمهارة يحسده عليها الجميع ، ورغم فشل الزيدي في إصابة بوش بحذائه السميك إلا أن ذلك الحذاء ، الذي صادره الأمن العراقي وأباده وأخفى بقايا جثته البلاستيكية في مكان مجهول ، قد دخل تاريخ الأدب العربي من أوسع الأبواب إذ خلده بعض الشعراء العرب بقصائد حذائية عصماء! من المؤكد أن كل العقلاء في جميع أنحاء العالم يرفضون الاعتداء بالجزم ويستهجنون الهجمات الحذائية على أي بشر مهما كان حجم الاختلاف معه لأن هكذا مسلك لا ينم عن تحضر سلوكي ولا عن تمدن أخلاقي ، ومن المؤكد أيضاً أن المراقبين المحايدين سوف يلاحظون أن المهاجمين بالأحذية من العرب العاربة والعرب المستعربة والعرب المتأفرقة يفتقرون دائماً إلى دقة التصويب رغم شدة الاقتراب من الهدف ، أما الجدير بالملاحظة فهو أن غرائب الأخبار القادمة من إسرائيل قد أكدت أن رجلاً إسرائيلياً قد رشق رئيسة المحكمة العليا الإسرائيلية دوريت بينيش بالحذاء وأصابها إصابة مباشرة في رأسها أطاحت بها من مقعدها إلى الأرض، وعلى ضوء نجاح هذا الهجوم الحذائي الإسرائيلي فربما يقوم هواة قذف الأحذية من المعارضين العرب بالسفر إلى إسرائيل في المستقبل لأخذ كورسات تدريبية في فن الضرب بالجزم على الأهداف الرئاسية بينما يقول لسان حالهم المائل: هذه أحذيتنا نحمى بها أقدامنا ونمشي عليها وندافع بها عن وجهات نظرنا ولنا فيها مآرب أخرى!" فيصل علي سليمان الدابي/المحامي/الدوحة/قطر