فى 25 من شهرديسمبر الماضى اقرعت كنائس العالم أجراسها فرحا لميلآد السيد المسيح عليه السلآم اما ابناء السودان الذين فقدوا ذويهم فى الميدان السيد مصطفى محمود فلم يجدوا فرح فى قلوبهم ذلك اليوم المشئؤم . بل ذهب معظمهم الى المكان الذي ابادت فيه القوات المصرية اهلهم للبكاء على اطفالهم وامهاتهم وابائهم وشيوخهم الذين قتلوا فى ذلك اليوم المشئؤم . بدات هجرة السودانيين الي مصر عام 1992 لعدة الأسباب من خلآل حياتهم اليومية دفعهم للهجرة اليها. كانت من هذه الأسباب اللجوء السياسي . معظم السودانين الذين هاجروا الى مصر لأسباب أمنية لأن معظمهم كانوا من ابناء مناطق الهامش او من المناطق التى كانت مدمرة على ايادي قوات الجبهة الأسلآمية فى الخرطوم .منهم لهم صعوبات فى مناطقهم مع القوات الأمنية المركزية . وذلك بسبب تاييدهم للحركة الشعبية لتحرير السودان . او لآنهم اتوا من المناطق التى تسيطر عليها الحركة الشعبية او حركة تحرير السودان فى دارفور . مثل جنوب السودان وجبال النوبة الآنقسنا ودارفور . ثم إنضم اليهم شرق السودان بعد دخول قوات الحركة الشعبية للتحرير . أصبح هؤلآء طابور خامس . ويمكن لأمن السودان ان يعتقلهم دون إجراءت تذكر . وقد يفقد الأنسان حياته بسبب خلآف بسيط مع جيرانه فى اللجان الشعبية او دفاع الشعبي . فلم يكن امام الناس إلآ ان يهربوا من جحيم حكومة الأنقاذ الوطني ولم تكن امامهم غير ان يفروا الى مصر لكى يعيشوا بعيدأ عن عذاب الآمن السوداني . معظم هؤلأء المهاجرين من ابناء الدنيكا والنوبة والنوير الذين فقدوا مناطق سكنهم الأصلية .وذلك بسبب هجوم العرب الرحل واستعلاء قوات الدفاع الشعبي على مناطقهموالتى يتوفر فيها الماء والكلأء للمواشي فقد هؤلأء منازلهم فهاجروا الى الخرطوم بحثا عن سكن وعندما لم يجدوا فكروا فى الهجرة الى مصر املاً منهم ان يجدوا سكن افضل من الخرطوم . الأمن كان فى مقدمة الأسباب التى جعل معظم الناس يهاجروا الى مصر.معظم الاسر فقدت اطفالها او نسائها او رجالها وشيوخها من تلك الهجمات المتعددة من قبل القوات السودانية الحكومية والدفاع الشعبي السوداني والمجاهدين والمسيرية فى شمال بحر الغزال ومناطق دارفور .و منهم هاجر الى مصر بحثا عن افضل علآج فى المستشفيات المصرية وعن طب متقدم لاجراء عمليات كبرى امثال القلب والمخ والكلى . كذلك وجود مكتب الأممالمتحدة فى مصر دفع بعض الناس بشعور ان الأممالمتحدة يمكن ان تساعدهم وتوفر لهم افضل الأحتياجات فى حياتهم اليومية . فذهبوا للتقديم للآمم المتحدة فتم قبولهم وبقوا فى إنتظار اجراءات سفرهم الى دول مضيفة . الأجراءات دائما قد تطول اوتقصر حسب الدولة التى يقصدها المهاجرون . و معروف ان أجراءات السفر لا تتم داخل مكتب الأممالمتحدة المحلي, مما تسبب فى طول إنتطار الناس ومنهم اضافوا نساءهم او رجالهم او أطفالهم واقرباءهم وهم فى السودان .ايضا معروف ان مكتب الآمم المتحدة فى الشرق الآوسط لآيوفر جميع مستلزمات الحياة للأجئين. وقد يضطر اللاجئون فى جمهورية مصر العربية البحث عن عمل فى بيوت المصريين كنساء وبنات . وقد وفرت مصر فرصة كبيرة للناس لكى يجد وسلة إلأتصال مع اباءهم او زوجاتهم او ابناءهم او إخواتهم الذين هاجروا من قبلهم الى دول اوربا وامريكا واستراليا . الإتصال فى مصر سهل جدأ ورخيص فى نفس الوقت . والهواتف متوفرة بصورة كبيرة وسهل إيجادها . تعمل مكاتب الهواتف على مدار الساعة فى جمهورية مصر العربية . وقد يكون لكل إسرة هاتف داخل شققهم والتى لم تكن متوفرة لديهم عندما كانوآ فى السودان . من الآسباب الاخرى التى جعلت السودانيين يتوجهوا الى مصر لوجود سفارات الدول الأروبية والأمريكية واستراليا فى جمهورية مصر العربية . وقد سهلت كل هذة السفارات من إجراءت فيز السفر الى تلك الدول. وقد تقدم هذه السفارات مساعدات للأجئيين لتكملة إجراءات سفرهم . وقد تكون واسطة بين الدولة المضيفة والمهاجرين كما توجد فى السفارات وسائل قانونية اخرى تساعد على إجراءات السفر فى أي وقت ممكن . مقابلات السفر تتم داخل الأرض المصرية دون خوف من الظروف الأمنية لمحيطة بالبلد . وقد تساعد السفارات هذه الدول لاستحراج الأوراق القانونية الهامة مثل الكشف الطبي ودارسة حالات اللأجئين . وهذه الأسباب كلها وفرت دافع للسودانيين بالسفر الى مصر لمتابعة إجراءات سفرهم الى دول المهجر ولكن اجراءات سفرهم طالت بهم . وفى يوم 25-12-2005 ذهب السودانيون لمكتب الأممالمتحدة للمطالبة بحقوقهم القانونية من المنظمة الدولية . ولكن المنظمة الدولية انكرتهم وطردتهم الى ميدان السيد مصطفى محمود القريب من شارع الدول العربية . كان يشمل الجميع الاطفال والنساء والشيوخ .وقد امضى هولأء المساكين اياما دون ماء اوأكل أو مأوى وبدون إهتمام من الأممالمتحدة او جامعة الدول العربية . فبدلا ان ترسل الحكومة المصرية الى ميدان السيد مصطفى محمود غذاء وملابس وبطانية للاطفال . ارسل لهم الأمن والبوليس المصري الذي لآ يرحم الأطفال والنساء وشيوخ . لقد تم إبادتهم كلهم بالقرب من جامعة الدول العربية ، ولم يصدر اى تصريح أوادانة من مسئول في الجامعة العربية اوالأممالمتحدة لهذه الجريمة. سيبقى شهداؤنا فى قلوبنا الى ابد الدهر . امثالهم نيقوك بووك Meyar Shir [[email protected]]