أتانا النعْيُ والخبرُ النكيرُ توقَّفَ ذلك القلبُ الكبيرُ وما يُجدي بكاؤك والمنايا كؤوسٌ في مجالسنا تدور وما يجدي إذا صارت هباءً ليالي العمر والعقدُ النثيرُ "وإنا كلنا أبناء رحلٍ نُعاليهِ إذا أزفَ المسيرُ" كمثلِ الذرِ في طبقِ الهيولى فلا حزنٌ يدومُ ولا سرورُ تولي الصالح السمْحُ المفدَّى وغاض الفن والأدبُ النضير ولا زالت فرائده بروقاً تبجَّسَ من سحائبها النميرُ هنالك حيث تلتبسُ المرائي وتعتنقُ السحابةُ والغديرُ وصار الكلُ في عينِ المرايا يرون الصمتَ إن نطق العبيرُ غدونا من مدامته سكارى ولا كأسٌ هناك ولا خمورُ وصار الفجرُ في خُضْرِ الدوالي معانٍ من لطافتها تطير حسانٌ شابهت جناتِ عدْنٍ ولا شمسٌ هناك ولا هجير وكنتَ الشمسَ تسطعُ بالمعاني فما معنى التواضع يا أميرُ وكنتُ تروزُ ملأ شعار منحىً بما قال الفرزدقُ أو جرير ُ يحملجُ بالقصائد لا تبارى عتيقُ الخيلِ شاعرُك الأثيرُ وما جلَّى حبيبٌ من جيادٍ تتبع شأوها الأعمى البصيرُ تساجع من حمام النيل صوتاً يوقع نقر مزهره الخرير وترفأ من نُداف الغيم ثوباً تخاشنَ دون ملمسه الحرير وتغمس في شعاع النجم حرفاً يظل بخاطر الدنيا يدور تظل به بنات الفكر تشدو عصافيراً يحركها البكور ولن يدرك مراميك العذارى شعاعُ الفكرِ والشعرُ الحسيرُ وكنت ترومُ للسودان دوماً مكاناً ليس تدركه الصقور تنافح عن أرومته بعزم ٍ وفي أثوابك الأسدُ الهصور غدا السودان بعدك في دماسٍ وقد غدفت براقَعها البدورُ وقد ضحكت زهيراتٌ صبايا شعاعاً إذ تخصبها القبورُ وكاوحتِِ الصحارى البِيدُ بَدواً لثامُهمُ إذا اصطافوا الدبور تراهم فوق جردِ الخيل ضبحاً كما هبطت علي القمم النسوُر علي وطنٍ غدا فوق الليالي كما شهدت علي الدنيا الشهورُ جري النيلُ المباركُ في يديه ويرزمُ فوقه الهرعُ المطيرُ يزبِّرُ رقْشَه ألقُ الثريا وتحملُ نقشه الشعرى العبورُ لقد تعبت ركابُك من مسيرٍ يحورُ القارظان ولا يحورُ ومثلك جاء للدنيا منيراً ليخبرنا بأنَّ الخلقَ نورُ وتُغمدُ في ضفافِ النيلِ سيفًا حساماً ضم ماضيه الجفيرُ 24/2/2009 م