قضت محكمة سنار الجنائية مساء اليوم على المتهم نائب رئيس الحركة الإسلامية ومدير شركة التعاونية للتأمين عثمان الزين بالسجن 6 أشهر مع وقف التنفيذ والغرامة 50 ألف جنيه وفي حالة عدم الدفع السجن 6 شهور أخرى. وأدانت محكمة سنار – وسط السودان بعد سماع الشهود من كلا الطرفين وخلال عدد من الجلسات والإجراءات المتهم عثمان الزين بإثارة الكراهية ضد الطوائف أو بينها والإرهاب والإساءة والسباب تحت المواد (64 و144 و160) من القانون الجنائي. وأكد المحامي وعضو لجنة حقوق الانسان محمد ابراهيم أن الجريمة أثارت النعرات القبلية، وأوضح أن مثل هذه الجرائم تهدد الأمن والسلم الإجتماعيين. مشيداً بسلامة بالإجراءات التي اتبعت في المحكمة وأضاف ان مجرد ادانته في المحكمة ومن قبل المجتمع تحقق الرضا العام . وقال الموظف بإدارة البترول الحاج رحال تية إنه كان في يوم الجمعة من شهر رمضان الموافق الخامس من يونيو الماضي يجمع تصاديق لجهات حكومية لصرف الوقود لها، وفي تلك الأثناء وصل نائب رئيس الحركة الإسلامية الذي يدير شركة تأمين خاصة، فضربني على كتفي بحجة أن لديه تصديقاً بصرف وقود لسيارات شركته. وذكر تية أنه حاول الحفاظ على هدوئه احتراماً لحرمة الشهر الكريم، ووعياً منه بالضغوط النفسية التي سببتها أزمة شح الوقود في البلاد، غير أن المسؤول الحزبي صعد لمنصة حجرية ليخطب في الناس، بعبارات تحمل إساءة واضحة لقبيلتي، ومن بين ما جاء على لسانه (لو قابلت مثلك في الشارع، فلن ألقي عليه السلام، فقط جمعني بك هذا الوقود). وبين المتحدث، أن تهديدات المسئول لم تتوقف عند هذا الحد، بل إنه هدده بالقتل، مقابل أن تدفع شركته الدية، و(بالفعل بدأ في مطاردتي بينما كنت أهرب منه، حتى تدخل بعض الموجودين مستنكرين ما بدر منه، بل منهم من همَّ بضربه، فتدخلت لمنع ذلك). وأوضح تية، أنه لجأ إلى القانون ولن يتنازل مطلقاً عن بلاغه حتى تأخذ العدالة مجراها، مؤكداً أن لديه 20 شاهداً على الحادثة. وكشف تية عن تعرضه ضغوط كثيرة من أجل تنازله عن القضية، من بينها إغراؤه بالمال والمناصب، موضحاً أنه يقع بين نارين، ففي حال تنازله فإن أفراداً من قبيلته لن يتركوه مطلقاً، وفي حال مضى فيها، فإنه لا يستبعد أيضاً أن يصيبه مكروه أقله الفصل من العمل. الإساءات العنصرية التي يقول الموظف إن المسئول الحزبي وجهها له بعد رفضه تعبئة سيارات تابعة لشركة يديرها، شملت حسب روايته قبيلة النوبة التي ينتمي إليها، وهي واحدة من كبرى المجموعات القبلية في السودان، ويقطن الغالب منها في منطقة جبال النوبة، أو جنوب كردفان بمسمَّاها الحديث. هذه الاتهامات نفاها الطرف الثاني، إذ أقر نائب رئيس الحركة الإسلامية بولاية سنار عثمان الزين آدم، ل(العربي الجديد) بوقوع مشادة كلامية مع موظف في محطة وقود، لتسببه خلال ثلاثة أيام متتالية في تأخير صرف الشركة لحصة وقود صادقت عليها الجهات المختصة، حسب توضيحه. ////////////////