الشعر ليس حروفا تنسج لتصنع منها كلاما مرصوصا كطوب البلك في آخرة حرف متكرر فأبلغ من تقيّؤك ما قاله والد خمسة الأطفال أنهم ناشدوا حكومة الفساد والموت كثيرا أن السد وسّع مساحة النيل حِيَالهم وأنهم يعانون عشر سنين عجاف من ذلك وأنهم ناشدوا المسؤولين هناك ووصل صوتهم المركز مرارا وتكرارا بتشييد مدرسة لفلذات أكبادهم ولكن لا حياة ولا حياء ولا دين ولا أخلاق لمن نادَوهم وأصغر لص من أتباع البشير وأقربائه وناس المؤتمر اللا وطني أصغر لص يمتلك ما يشيّد عشرات المدارس ما نهبوه واغتصبوه "وأنت تباركين ثورتهم المبجلة " يجعل السودان من أجمل بلاد الدنيا بلا معاناة في الطرق والجسور والمدارس والمستشفيات والخدمات لكن الكوز دائما أناني لا يحب إلا نفسه المريضة الجشعة ما قاله والد خمسة الأطفال كلاما منثورا مرسلا غير مسجوع لم يراعِ فيه إعرابا ولم يقحم فيه محسنات بديعية كما فعلتِ ولكن ما قاله الصدق كل الصدق وهو أبلغ مما كتبت وتقيأتِ به قال : ناشدنا المسؤوين هنا ببناء مدرسة لأطفالنا وما جادت به قرائح ذالكم اصغار - بعد نجاتهم من الغرق - من كلمات بسيطة واستعبارهم وعدم قدرتهم على مواصلة الكلام يساوي كل ما جادَ به نفاقُك من شعر قولي لسيدك وولي نعمتك البشير وحكومته الفاشلة قولي لهم النيل نيل والنار نار والجدار جدار والرمل رمل والشمس شمس والسيل سيل والخطر خطر والقدر قدر وكلها تنفع وتضر لأن الطبيعة محايدة ليست مذنب فقد تحتاج رجالا حقيقين صادقين ذوي همم فيهم نخوة يطوّعها ويسخروها لتصبح كلها خيرا وبركة قولي لهم بشعرك اللساني الممجوج كونوا رجالا كونوا رجالا كونوا رجالا كُفي عن الهراء وكفكفي دميعات أنثى التمساح لا خير فيكم يا روضة ولا خير في أسيادك ارحلي وارحلوا عن سمائنا فقد كرهناكم جدا لملمي حروفك وتقيّئي بقصيدة منافقة أخيرة انعي فيها مشروعكم الحضاري وأخلاقكم التي دفنتموها في أوساخ قصوركم وأموالكم وشركاتكم الوهمية ومؤسساتكم الفاشلة ومساجدكم الضرار كوني شجاعة مرة واحدة وقولي لأسيادك فشلتم وفشلنا ثلاثين سنة كبيسة راحت هباءً وعناءً من عمر الشعب السوداني الطيّب قولي لهم أجرمتم وفشلتم في إدارة بلد وفير الموارد كثير الخيرات بلد أهله طيّبون نقيّون مسالمون صبورون ثقافتهم " المسامح كريم وعفا الله عمّا سلف "و ليس من ثقافتهم تدبير الاغتيالات لمن يحكمونهم ظلما كما في بلدان كثيرة قولي لهم في القصيدة أنتم القاتل الحقيقي فالنيل نيل والجدار جدار " فقد قتلهم الذي أخرجهم من ديارهم" فالنيل برئ والمركب برئ فالقاتل الحقيقي هم إدارة التعليم بالمحلية وحكومة الولاية و حكومة السودان كلها لأنهم يرون بأعينهم أطفال يخاطرون بأرواحهم من أجل تحصيل العلم بقوارب تمخر العباب بضع كيلومترات كل يوم ذهابا وإيابا وأهاليهم ناشدوا وفتروا من المناشدة ومن الممكن والمتاح جدا بجهود قليلة من الأهالي وحكومة الولاية هناك إنشاء مدرسة وتعين معلمين لها بأموال الجبايات فقط التي تؤخذ من أولياء الأمور ممكن بناء فصل كل عام لتسكين الصف الأول ثم آخر للصف الثاني وهكذا هذا على افتراض " أن ميزانية حكومة السودان لا تسمح ببناء مدرسة كاملة إجمالا " ولكن الأموال تجبى من فقر الناس هناك وتورّد للمحلية ثم الولاية مجاهد يس عبدالرحيم