الاخ عمر البدري، السلام عليكم، إطلعت في عمود "سلام ياوطن" على مقال كتبته بعنوان (من عمل على وأد الحزب الجمهوري)، ورد فيه ذُكر اسمي (الكوده) في صيغة تطالب الاخ عصام الدين خضر نائب الامين العام للحزب الجمهوري بالرد، وجاءت صيغة السؤال كالآتي: والسيد نائب الأمين العام يحتاج، أيضا، أن يوضح لنا ملابسات علاقته، التي لا تزال مستمرة لم تنقطع، مع (الكودة)، الإسلامي المعروف!!. دعني أحدثك بإختصار أخي عمر عن علاقتي مع الاخ عصام خضر والتي لا تزال مستمرة ولم تتقطع ولا أظنها ستنقطع الي ان نلقي الله لانها علاقة قديمة جداً بدأت قبل ان يلتزم الاخ (الكوده) مع الاخوان المسلمين وقبل ان يلتزم الاخ عصام خضر مع الجمهوريين فنحن أبناء مدينة واحدة (كسلا) بل ربما أبناء حي واحد وان شِئت قُلْ أسرة واحدة، فعلاقتي مع عصام علاقة (بيوت) وعلاقة طفولة وزمالة مهنة ولنا تاريخ طويل مشترك لا اعرف بدايته. لا اريد ان اتحدث اخي عمر عن خلافاتكم داخل الحزب فهذا شأن يخصكم ولكني أقول للرأي العام أنما جاء في مقالكم كذب صراح ومتعمد والمؤمن لا يكذب، فالاجتماع الذي تم بمنزل الاخ غازي صلاح الدين كان بطلب مني للاخ د. النور حمد الترابي باعتباره مفكر وباحث ليخاطب مجموعة من السياسيين عن تجارب الاسلام السياسي في السودان، وكانت الجلسة تضم كل ألوان الطيف السياسي يمينها ويسارها، وكان من المفترض ان تقام في قاعة عامة الّا ان سبباً قوياً منعها ان تقام في الزمان والمكان المحددين مما جعلني استأذن الاخ د. غازي ان يستضيفنا بمنزله فاستجاب مشكوراً فتم اللقاء في منزله، وقد كان الاخ غازي مستضيفاً ومستمعاً فقط، وكانت المحاضرة التي تحدث فيها النور حمد بشجاعة العارف عن فشل التجارب الاسلامية في حكم السودان منذ السلطنة الزرقاء مركزاً علي تجربة الآخوان في الانقاذ الوطني. صحب الاخ النور لهذا الندوة الأخت اسماء محمود محمد طه والتي عقبت علي الندوة وحدثتنا بقيم الدين عن خطل السلفية ورجعيتها والتي أظنها قد بدأت تظهر عند الاخوة الجمهوريين، ومثالي لذلك ذاك المقال الفج. أدانت الاستاذة اسماء في حديثها تجربة الاخوان المسلمين السياسية وحملتهم مسئولية إعدام والدها الاستاذ محمود محمد طه، وقد أمَّنَ الحضور علي قولها. كما صحب الاخ النور حمد اخي وصديقي عصام خضر والذي استجاب لدعوتي بعد إلحاح شديد ولم يكن مشاركاً وأظنه هو المستمع الوحيد الذي لم يعقب علي ما قاله الاخ النور لا سلباً ولا إيجاباً. اما شهود الاخ علي كرتي لهذا اللقاء فهذه فِرية تنم عن عدم معرفة للعلاقات السياسية بين القيادات. اخي عمر، علاقتي بالاخ عصام جعلتني أقرأ للاستاذ محمود واستمع لعدد من محاضراته في (يوتيوب) عن أدب السالك ومن اوجب واجبات السالك ان يتبين (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ). مبارك الكوده، امدرمان، الثورة الحارة (20)، 19/ 8 / 2018