رحب رئيس الجمهورية عمر البشير، بنظيره المصري عبدالفتاح السيسي، والوفد المرافق له في السودان، منوهاً بأن الزيارة أعطت قوة الدفع اللازمة لمسيرة العلاقات وعززت روح الشراكة الفعالة بين البلدين الشقيقين. وقال البشير، خلال كلمته في مستهل انعقاد جلسة المباحثات مع السيسي في إطار الدورة الثانية من اجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين البلدين على المستوى الرئاسي، يوم الخميس، "إننى أجدد ترحيبي بفخامتكم في بلدكم الثاني السودان ووفدكم المرافق، وأتمنى لفخامتكم إقامة طيبة وزيارة مثمرة توثق أواصر الصداقة والعلاقات التاريخية الممتدة بين بلدينا بما يحقق تطلعات شعبينا الشقيقين". وأكد البشير أن العلاقات بين البلدين توثق خطوة متقدمة لبناء شراكة قوية وراسخة تضع الإطار المؤسسي للتعاون الجاد المثمر في مختلف المجالات، كما تعبر عن تطلعات وآمال شعبينا. وشدد أيضاً على أهمية الأطر الأخرى المشتركة في المجالات المختلفة، ومنها لجنة التشاور السياسي بين وزارتي الخارجية في البلدين، وغيرها من اللجان والآليات الفعالة. مشروعات النهضة وقال البشير "أود أن أطمئنكم أن السودان يمضي بخطوات واثقة نحو إكمال مشروعات النهضة وفقاً لمخرجات الحوار الوطني التي شكلت الإطار الكلي لتنظيم العملية السياسية وتحقيق الاستقرار والسلام في المستقبل". وأضاف "لا شك أنكم قد تابعتم أدوار السودان المشهودة في صناعة الأمن والسلام في الإقليم، حيث نجح تحت مظلة (الإيقاد) في جمع الأخوة الفرقاء في جمهورية جنوب السودان على صعيد الوئام والاتفاق وتوقيع اتفاق في الخرطوم ينهي النزاع ويحقن الدماء". وأشار إلى أن السودان يسعى جاهداً هذه الأيام إلى جمع الفرقاء في جمهورية أفريقيا الوسطى بالتنسيق مع آليات الاتحاد الأفريقي لتحقيق السلام والاستقرار". وعبر عن أمل السودان في أن تكلل جهود آلية دول جوار ليبيا الشقيقة في تحقيق السلام وإعادة بناء الدولة الليبية، وقال "لعلنا بحكم جوارنا للدولة الشقيقة مدعوان لبذل مزيد من الجهد والتنسيق لتفعيل هذه الآلية للوصول إلى سلام مستدام". رفع الحظر عن المنتجات الغذائية المصرية أعلن رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، يوم الخميس، رفع الحظر عن المنتجات الاقتصادية المصرية ودخول المنتجات الغذائية للسودان، وقال إن المهمة الأساسية أمام البلدين هي إزالة العوائق وحركة السلع والمواطنين في الدولتين بما يخدم المصالح المشتركة. وكانت الخرطوم أعلنت حظراً على المنتجات الغذائية المصرية وخاصة الزراعية منها في أعقاب تردد أنباء عن استخدام القاهرة لمياه الصرف الصحي في الزراعة، فضلاً عن أن قرار الخرطوم بحظر المنتجات الغذائية صدر في أوقات لم تكن العلاقات السودانية المصرية في وضعها الطبيعي نتيجة لتقاطعات دولية وتباين الرؤى السياسية بين البلدين حول بعض القضايا المحلية والإقليمية، بجانب تصعيد الإعلام المصري لهجمته على السلطات السودانية. وقال البشير في تصريحات صحفية، وفقاً لوكالة السودان للأنباء، قال عقب المباحثات التي جرت بينه وبين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالقصر الجمهوري بالخرطوم، يوم الخميس، إن المهمة الأساسية أمامنا هي إزالة العوائق وحركة السلع والمواطنين بين البلدين. وكان الجانبان السوداني والمصري عقدا جلسة مباحثات بالقصر الجمهوري برئاسة رئيسي البلدين، توجت بالاتفاق على عدد من الاتفاقيات في مجالات متعددة، بما يعزز التعاون الاقتصادي بين البلدين اللذين يسعيان للتكامل الاقتصادي وفقاً لتصريحات مسؤولي البلدين في الفعاليات الرسمية التي سبقت المباحثات السودانية المصرية. السيسي : الاتفاقيات مع السودان تمثل نقلة نوعية قال الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، إن الاتفاقيات السودانية المصرية تمثل نقلة نوعية بين البلدين، ما سيكون دافعاً قوياً لإقامة المشروعات القومية المشتركة، مشيراً إلى أن الفترة الماضية شهدت العديد من التطورات في العلاقات بين البلدين الشقيقين. وأشار السيسي في كلمته في افتتاح القمة السودانية المصرية في القصر الرئاسي بالخرطوم، يوم الخميس، إلى التعاون الذي سيتم بين السودان ومصر في مجالات الربط الكهربائي وربط خطوط السكك الحديدية، وهو الأمر الذي طال انتظاره. وأضاف "ما نواجهه من تحديات اقتصادية يدفعنا إلى التفكير في سبيل تعزيز تعاوننا في الطريق الاقتصادي لنكفي احتياجات الشعبين قبل الانطلاق لأسواق العالم"، مؤكداً أن العالم اليوم لا يعتد إلا بالتكتلات ولا يحترم ولا يقدر إلا التكلات الاقتصادية الكبرى. وأوضح السيسي أن نتائج التقارب ظهرت في الحلول بين السودان ومصر بما يحقق مصلحة الشعبين. الشراكة الاستراتيجية وشدد السيسي على أن الاجتماع الثاني للجنة المشتركة الرئاسية السودانية المصرية، يعد تتويجاً لجهد مشترك وعمل دؤوب بين مسؤولي الجانبين، في إطار الشراكة الاستراتيجية المشتركة والتي تم التوقيع عليها في 2016. وقال إن حزمة الاتفاقيات التي سيتم التوقيع عليها تمثل أرضية صلبة وتجعل الجميع متفائلاً لتعزيز التعاون بين البلدين الشقيقين. وأضاف "قدومنا جميعاً إلى بلدنا الثاني السودان، يؤكد ما تتمتع به علاقات البلدين من قوة وصلابة، ومستمرون في الدفع والتلاحم بين الشعبين والقيادتين والحكومتين". وقدم السيسي الشكر للرئيس عمر البشير على حفاوة الاستقبال، التي تؤكد قوة وصلابة وعمق العلاقات بين البلدين. وقال إن أمن واستقرار السودان جزء لا يتجزأ من الأمن المصري القومي، لافتاً إلى أن انعقاد اللجنة العليا بين البلدين هو نتاج للشراكة الاستراتيجية بين القاهرةوالخرطوم. قوة العلاقة وأكد السيسي أن الاستقبال الذي حظي به في السودان يعكس مدى قوة العلاقة، كما يؤكد ما تتمتع به العلاقات من قوة وصلابة، مضيفاً: "مستمرون في دفع العلاقات بين الشعبين والقيادتين والحكومتين للأمام". وأوضح أن "الاجتماعات بين الجانبين السوداني والمصري مثمرة، وأظهرت تقارباً كبيراً في وجهات النظر، وفهم متبادل للملفات كافة، كما أكدت حرص البلدين على استقبال مسيرة التعاون المشترك بيننا". وأشار إلى أن "مسيرة التعاون بين البلدين انطلقت منذ فجر التاريح، وما زالت تزداد قوة كل يوم"، متوقعاً أن يسهم هذا الأمر في تشجيع الأجيال القادمة لتحقيق المزيد من التكاتف والترابط، سيراً على هذا النهج. وقال إن مصر لديها ثقة كبيرة في أن انعقاد الاجتماع الثاني للجنة الثنائية السودانية المصرية سيكون انطلاقة كبيرة وجيدة وسيسهم ويفتح الباب للانطلاق والتعاون البناء ويجدد الثقة بين البلدين.