ومن موتٍ كهذا، قد ينجو رجل، بأن يغدو هو الشانق، وتنجو امرأةٌ، إن هي تزوجت الشانق. لكن ليس هناك شانقٌ الآن، ولذا ليس من مهرب، هنالك فقط موت في أجل غير مسمى. إن هذا تاريخ وليس جماح خيال. * أن تحيا سجيناً، هو أن تحيا بلا مرايا. أن تحيا بلا مرايا، هو أن تحيا بلا ذات. وفي حياتها بلا ذات، تعثر على ثقب في الجدار الحجري، ومن وراءه، صوت بلا وجه، يأتيها عبر الظلام. يصبح هذا الصوت مرآتها. * كي تتفادى موتها، ذلك المتعيّن، ذا العنق الملتوي واللسان المتورم، لا بد أن تتزوج الشانق، لكن ليس ثمة شانق. عليها، أولاً أن تبتدع واحداً، أن تحث هذا الرجل، في طرف الصوت الآخر، هذا الصوت الذي لم تره ولم يرها، هذا الظلام، لابد أن تستحثه أن يتخلى عن وجهه، يبدّله بقناع الموت اللاشخصي، الموت الرسمي، الذي له عيون ولكن ليس له فم، قناعِ المجذوم المعتِم. لابد لها أن تعوّد يديه على لف الحبل، طوعاً، حول المناحر التي تم افرادها مثل عنقها، لفه... على أعناق أناس آخرين. ينبغي أن تتزوج الشانق، أو لا أحد غيره. والأمر ليس بهذا السوء، إذ مَن، هناك، غيره لتتزوج؟ * أَتعجبُ ما جريرتها؟ حكموا عليها بالموت لسرقتها ثياباً من مخدمها، من زوجة مخدّمها. تمنت أن تغدو أكثر جمالاً، وتلك رغبة ممنوعة قانوناً على الخادمات. * تتخذ صوتها يداً. فيمتد عبر الجدار ليفرك، ويلمس. ما الذي كان ممكناً أن تقوله فيقنع؟ لم يكن مداناً بالموت، والحرية كانت في انتظاره. فما هو الإغراءُ الذي لا يخيب؟ ربما رغب في أن يعيش مع امرأة أنقذ هو حياتها، امرأة شافت ما تحت تراب الأرض لكنها، برغم ذلك، تبعته صعوداً إلى الحياة. كانت تلك فرصته الوحيدة كي يغدو بطلاً، في نظر شخص واحدٍ على الأقل، لأنه لو صار شانقاً لأبغضه الآخرون. كان سجيناً بسبب جرحه لرجل آخر في اصبعٍ واحد من يده اليمنى، بالسيف. هذا أيضاً تاريخ. * صديقتاي، تحكيان لي قصصاً بعيدة عن التصديق، ولكنها حدثت. إنها حكايات رعب لم تقع لي، لم تحدث لي بعد، حدثت لي، لكننا كنا نفوساً منفصلةً عن بعضها ترعى تكذيبها في ذعر. مثل هذه الأمور لا يمكن أن تحدث لنا، إننا في ما بعد الظهر وهذه أشياءٌ لا تحدث في العصر. قالت، المشكلة أنني لم أجد الوقت لكي البس نظارتي، تلك التي بدونها أكون أعمى من خفاش، فلم أر مَن هو حتى. تحدث هذه الأشياءُ فنجلس إلى طاولة ونحكي عنها كي نصدقها في النهاية. هذا ليس جماح خيال، إنه تاريخ. هنالك أكثر من شانقٍ واحد ولهذا بعضهم خارج الخدمة. * قال: نهاية الحيطان، نهاية الحبال، انفتاح الأبواب، حقلٌ، ريحٌ، بيت، شمسٌ، طاولة و تفاحة. قالت: حلَمة، ذراعان، شفاه، خمرٌ، بطنٌ، شعرٌ، خبزٌ، فخذان، عيون، وعيون. وحفظ الإثنان وعودهما. * الشانقُ ليس إمرئٍ بهذا السوء. فبعد العمل، يفتح الثلاجة لينظفها من بقايا الطعام، رغم أنه لا يمسح ما اندلق منه عرضاً. إنه يريد فقط الأشياء البسيطة، مقعداً، شخصاً يخلع عنه حذاءه ذا الرقبة، وينتبه إليه حين يتحدث، بإعجاب ومهابة، و بعرفان إن أمكن، شخصاً يغمد فيه نفسَه طلباً للراحة والتجدد. هذه أشياءُ، أحسن ما يحققها على نحو جيد، هو أن يتزوج إمرأة قضى بموتها رجال آخرون لمجرد تمنيها أن تبدو أجمل. فهذا خيارٌ واسع. * الجميع قالوا عليه غبي كلهم قالوا عليها امرأة ذكية. و استخدموا تعبير، أوقعته في شراكها. * ماذا قالا حين انفردا في غرفتهما لأول مرة؟ ماذا قال حين أزاحت خمارها فرأى أنها لم تكن صوتاً بل جسداً هو بالتالي فانٍ؟ ماذا قالت حين اكتشفت أنها أخلت زنزانتها، جيدة الإغلاق، لشخص خر؟ تحدثا، طبيعياً، عن الحب، لكنه لم يصبح شغلهما الشاغل إلى الأبد. * الحقيقة ليس عندي ما أحكيه فيترك لدي صديقتيّ شعوراً أفضل. التاريخ لا ينمحي رغم أن بإمكاننا أن نلطّف على بعضنا بالتأمل فيه. لم يكن، في تلك الأزمان، إناث في وظيفة الشانق. ربما لم يحدث هذا بتاتاً، ولذا لم يكن في مقدور رجلٍ أن ينجو بالزواج، لكن ذلك كان في مقدور المرأة، قانوناً. * قال: قدمٌ، حذاء، نظام، مدينة، قبضة، طرقٌ، زمنٌ، مدية. قالت: ماءٌ، ليلٌ، صفصافٌ، جدائل حبلٍ، بطنٌ بشكل الأرض، كهف، لحم، كفنٌ، فاغرٌ ودماء. حفظ الإثنان وعودهما. حواشي (1) (Marrying The Hangman )، من واقعة حقيقية حدثت في محافظة كوبيك الكندية. (2) مارجريت آتوود، كاتبة كندية، حازت جائزة نوبل 2017 . عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ///////////////