السودان.. خبر سعيد للمزارعين    معتصم جعفر يصل مروي ويعلّق على الحدث التاريخي    جهاز المخابرات العامة في السودان يكشف عن ضربة نوعية    البرهان يضع طلبًا على منضدة المجتمع الدولي    بالفيديو.. مطربة سودانية تقدم رقصة مثيرة أثناء إحيائها حفل خاص وتتفاجأ بأحدهم قام بتصوير اللقطة.. شاهد ردة فعلها المضحكة    الدعم السريع يشدد حصار الفاشر بحفر خنادق عميقة حول المدينة    بحضور رئيس مجلس الوزراء ووالي ولاية البحر الأحمر... "زين" ترعى انطلاقة برنامج "قرع الجرس" لبداية امتحانات الشهادة السودانية    الصحة العالمية: يوجد فى مصر 10 ملايين لاجئ ومهاجر 70% منهم سودانيون    لقاء بين"السيسي" و"حفتر"..ما الذي حدث في الاجتماع المثير وملف المرتزقة؟    عيد ميلاد مايك تايسون.. قصة اعتناقه الإسلام ولماذا أطلق على نفسه "مالك"    مزارعو السودان يواجهون "أزمة مزدوجة"    تمت تصفية أحد جنود المليشيا داخل مدينة نيالا بعد أن وجه إنتقادات حادة للمجرم عبدالرحيم دقلو    ذكري 30 يونيو 1989م    دبابيس ودالشريف    ملك أسبانيا يستقبل رئيس مجلس السيادة السوداني    باريس سان جيرمان يكتسح إنتر ميامي في كأس العالم للأندية    السجن المؤبد عشرين عاما لمؤيدة ومتعاونة مع مليشيا الدعم السريع المتمردة    وصول الطاقم الفني للمريخ برفقة الثلاثي الأجنبي    رسائل "تخترق هاتفك" دون شبكة.. "غوغل" تحذّر من ثغرة خطيرة    الجيش السوداني يستهدف مخزن ذخيرة للميليشيا ومقتل قائد ميداني بارز    بعد تصريحات الفنان شريف الفحيل الخطيرة.. أسرة الفنان الراحل نادر خضر تصدر بيان هام وعاجل.. تعرف على التفاصيل كاملة    بالتنسيق مع الجمارك.. خطة عمل مشتركة لتسهيل وانسياب حركة الوارد بولاية نهر النيل    بعد ظهور غريب..لاعب الهلال السوداني يثير جدلاً كبيرًا    "مخدرات في طحين الإغاثة".. مغردون يفضحون المساعدات الأميركية لغزة    مصادرة"نحاس" لصالح حكومة السودان    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    الجَمْع بَينَ البُطُولَتين    رونالدو: الدوري السعودي أحد أفضل 5 دوريات في العالم    مِين فينا المريض نحنُ أم شريف الفحيل؟    تيم هندسي من مصنع السكر يتفقد أرضية ملعب أستاد حلفا الجديدة    حادثة هزت مصر.. تفاصيل حزينة لمأساة "فتيات العنب"    إبراهيم شقلاوي يكتب: خميس الفكرة والنغم وتقرير المصير!    جار التحقيق في الواقعة.. مصرع 19 شخصًا في مصر    مصري يطلق الرصاص على زوجته السودانية    تعثّر المفاوضات بين السودان وجنوب السودان بشأن ملف مهم    لاحظت غياب عربات الكارو .. آمل أن يتواصل الإهتمام بتشميع هذه الظاهرة    كيف نحمي البيئة .. كيف نرفق بالحيوان ..كيف نكسب القلوب ..كيف يتسع أفقنا الفكري للتعامل مع الآخر    السودان..قرار جديد لكامل إدريس    شاهد بالصورة.. الإعلامية السودانية الحسناء شيماء سعد تثير الجدل على مواقع التواصل بالبنطلون "النمري"    شاهد بالفيديو.. الفنانة اليمنية الحسناء سهى المصري تخطف الأضواء على مواقع التواصل السودانية بعد تألقها في أداء أشهر أغنيات ثنائي العاصمة    شاهد بالفيديو.. الفنانة فهيمة عبد الله تغازل عازفها الجديد في إحدى حفلاتها الأخيرة وجمهورها يرد: (مؤدبة ومهذبة ومحتشمة)    تراثنا في البازارات… رقص وهلس باسم السودان    يعني خلاص نرجع لسوار الدهب وحنين محمود عبدالعزيز..!!    مكافحة المخدرات بولاية بالنيل الابيض تحبط محاولة تهريب حبوب مخدرة وتوقف متهمين    استدعاء مالك عقار .. لهذا السبب ..!    "سيستمر إلى الأبد".. ترمب يعلن بدء وقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل وإيران    مزارعو القضارف يحذرون من فشل الموسم الزراعي بسبب تأخير تصاديق استيراد الوقود    إيران ترد على القصف الأمريكي بعملية عسكرية    قوات الجمارك مكافحة التهريب بكريمة تضبط كميات كبيرة من المخدرات    أسهم الخليج تتجاهل الضربة الأمريكية    30أم 45 دقيقة.. ما المدة المثالية للمشي يومياً؟    وزارة الصحة تتسلّم (3) ملايين جرعة من لقاح الكوليرا    "أنت ما تتناوله"، ما الأشياء التي يجب تناولها أو تجنبها لصحة الأمعاء؟    ماذا يفعل كبت الدموع بالرجال؟    المباحث الجنائية المركزية ولاية الجزيرة تنفذ حملة أمنية كبري بالسوق العمومي وتضبط معتادي إجرام    رؤيا الحكيم غير ملزمة للجيش والشعب السوداني    شاهد بالفيديو.. داعية سوداني شهير يثير ضجة إسفيرية غير مسبوقة: (رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام وأوصاني بدعوة الجيش والدعم السريع للتفاوض)    أثار محمد هاشم الحكيم عاصفة لم يكن بحاجة إلي آثارها الإرتدادية علي مصداقيته الكلامية والوجدانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محنه سودانيه 43 استعدال شاسى التاريخ ... بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 17 - 02 - 2010


شوقي بدري وبنات سيدي)) ((
(( كتب شوقي بدري موضوعاً عن ما قاله سيلفا كير أن المواطن الجنوبي سيكون مواطن من الدرجة الثانية إذا اختار الوحدة .. وقدّم ما قدّم من حديث في هذا الشأن ولا يهمني تحليله من قريب أو بعيد.. وإن كان موضوع انفصال الجنوب سنتضرر منه نحن قبائل التماس تضرراً شخصياً .. هذا ليس موضوعي الآن ولكن سأعود إليه لاحقاً لكن ما يهمني من أمر شوقي بدري هو مهاجمته لآل المهدي.. هنا لا تهمني مهاجمته لكل آل المهدي الذين دخلوا معترك السياسة والعمل العام.. لكن أن يوجه سهام هجومه إلى بنات سيدي وعلى رأسهن السيدة قوت القلوب بت سيدي والسيدة وصال بنت الإمام الصديق فهي سهام طائشة.. وياأستاذ شوقي بدري خير آل المهدي عليكم أنتم الرباطاب عامة وآل بدري خاصة لا يحتاج لدليل ولحم أكتافكم من خير الإمام عبد الرحمن المهدي.. ولو ذكرت لي حسنة واحدة فعلها آل بدري في آل المهدي سأقدم لكم مقابلها عشرة حسنات من فعل الإمام عبد الرحمن فيكم آل بدري.
قديماً قال أهلنا: (البيتو من زجاج ما بيقذف الناس بالحجارة). أعرف أن كثيرين من آل المهدي بنين وبنات يعرفون عنكم آل بدري الكثير وأنت على رأس القائمة ولكنهم يختشون من مناطحتكم لأسباب بدهية. أما أنت فما إلا شعوعي شويعي وسمها ما شئت متنكر لشعوعيتك .. هكذا ننطق نحن الأنصار كلمة الشيوعية.. ليس العيب أن تكون شعوعياً لكن العيب أن تتنكر لها وتتنصل... تركنا لك الحبل على القارب مدة من الزمن تبرطع كما يحلو لك... ونحن مثلك من أولاد أم درمان التي ولد فيها أجدادنا في زمن سيدي خليفة المهدي ولكن لظروف خاصة تركها أهلنا وهاجرنا غرباً لنعيد الكرة ونحرر لكم السودان لتبرطعوا فيه.. ولكن شاءت الظروف غير ذلك..
فجد أبي من ملازمية الأمير عثمان شيخ الدين وجدي لأبي مولود على بعد 100 ياردة من بوابة عبد القيوم.. وكذلك جد أمي من ملازمية الأمير شيخ الدين ومولود في نفس المكان. ولهذا فنحن السابقون .. بنينا لكم أم درمان وتركناها لكم... أتيح لكم التعليم بفضل كرم السيد الإمام عبد الرحمن المهدي.. وأعطى الإمام عبد الرحمن أهلنا الأنصار الإشارة ليدفعوا الثيران لقيام الأحفاد ودفع أجدادنا عن طيب خاطر وقامت الأحفاد
والآن تتهم بنات سيدي بأنهن حكمن السودان ودبرن الإنقلابات؟؟ لو قُدِّر للسودان أن تحكمه بنات سيدي لكان شأنه غير ما هو عليه الآن .. لكن الله غالب.
أرجوك أبعد عن بنات سيدي وشوف غيرهن من أبناء سيدي السياسيين ولن نلتفت لما تكتب مهما كان
كباشي الصافي )))
انتهى الاقتباس ......
هذا الموضوع كتبه قبل ايام الاستاذ كباشى الصافى الذى يكتب تحت اسم
Cantona 1
فى سودانيز اون لاين . فى التسعينات كتب الاستاذ كباشى موضوعاً نشر فى جريده الخرطوم . يقول فيه ان منطقه كاكا التجاريه تعنى لهم كقبائل الالتماس مع الجنوب الكثير . وانه حتى بعد استقلال الجنوب فلن يقبلوا ان يحرموا منها . وقال بالحرف انحنا بعد ده يا غرق يا جيت حازمه. وانهم سيحزمونها على حساب الآخرين .
وقمت بالرد عليه فى نفس الجريده بموضوع تحت عنوان ( ايبى نجل ) والنون تخلط بالجيم . وبلغه الشلك تغنى ازيك يا زول . والشلك يقولون هذا عندما يأتى الانسان بكلام غير معقول . وقلت له ان هذه ارض الشلك والدنيكا ابيليانق . ومن المحن السودانيه الاستاذ بعد كل هذه السنين يريد ان ينتقم بكلام يقول عليه الشلك ( ويج اتن ؟ ) عقلك موجود ؟ .
الاستاذ اراد ان يخلق لى مشكله . وانا لا اخاف المشاكل وابحث عن الحقيقه فقط . واكتب التاريخ كما هو بدون رتوش او محاباه . ما المانع فى الكلام عن بنات المهدى ؟ . هل هم هواء . هل يجب ان نتجاهلهم لانهم نساء ؟ . الاستاذه مريم الصادق سياسيه فى الساحه ننتقدها ونناقشها ونشيد بها . ونفخر عندما نجدها مسجونه تناضل ضد هذا النظام الشرير . اذكر ان ام ابنتى السويديه . قد خرجت مع زوجه سودانى لعمليه شراء متعبه وطويله . وعندما رجعت كانت تبكى من الالم والتعب لانها كانت حاملأ . وكانت تستغرب بأن زوج السيده كان يتجاهلها ولا يتحدث معها ولا ينظر اليها . فافهمتها بأنه حسب الثقافه السودانيه وكاحترام لى ولها فهو لا ينظر الى عينيها ولا يملأ عينيه منها . فبكت اكثر وقالت ان هذه تصرفات عجيبه كيف يعنى التجاهل الاحترام ؟ .
انا لم اشتم بنات المهدى . ولكن تكلمت عن بنات المهدى الموجودات فى الساحه . واتحدى الاستاذ ان يأتى بأى اساءه اوردتها . او ممكن ام اوردها عن بنات المهدى . عندما ذكرت الاستاذه بدريه سليمان بأنها قد شاركت فى تنظيم انقلاب الانقاذ . قلت ان السيده التى شاركت فى تدبير الانقلاب وخططت له ووافقت على اختيار البشير هى السيده وصال الصديق عبد الرحمن المهدى . وقلت ان هذا ليس بغريب على بنات المهدى . فالسيده قوت القلوب عبد الرحمن المهدى كانت تحل وتربط وكانت تخيف الرجال . ويعملون لها الف حساب . وهنالك كثير من التشابه بين السيدتين فى قوه العزيمه وقوه الشخصيه .
ذكر لى الاستاذ حمزه عمر الذى كان مسئولاً فى الخطوط الجويه السودانيه . ان السيده قوت القلوب اتت الى رئاسه الخطوط الجويه السودانيه التى انتزعتها الدكتاتوريه من آل المهدى لانها كانت دائره المهدى . وطردت الموظفين واغلظت لهم فى القول بعد سقوط الدكتاتور . ولم يستطع اى رجل ان يرفع نظره لها .
كما ذكر مولانا والظابط ومسئول الامم المتحده الآن فيصل مصطفى انه عندما كان يعمل فى مؤسسه البترول . انه كان يحضر فنطاز ويأخذ البنزين . وهذا الفنطاز لم يكن له فايل او رقم ككل الفناطيز الاخرى . والاستاذ فيصل مصطفى عرف بأن الفنطاز يخص السيده قوت القلوب . ولم يكن هنالك من يجرؤ على ان يسأل . وكان هذا فى ايام حكومه الصادق المهدى . والعلاقه لم تكن جيده بين الصادق وعمته . وفى اثناء الخلاف بين الصادق والهادى . وجهت السيده قوت القلوب انتقادها للصادق فى كل المجالس وعلى رؤوس الاشهاد .
انا اول من نادى وقال بأن نساء السودان ان لم يكن خيراً منا لسن بأسواء منا . وان السودان اذا ترك لنساءه لما وصل به الحال الى ما نحن فيه . وكنت اقول واقول وسأقول . ان امدرمان بلد قامت على اكتاف النساء . لانها كانت معسكر جيش كبير . ذهب الرجال للقتال وبنى النساء امدرمان . خاصه نساء دارفور لانهم الى الآن هن القهوه العامله فى مجتمعهن . وبعد خمسه وعشرين الف من القتلى والجرحه فى كررى واصل نساء امدرمان حمل العبئ .
من المحن السودانيه ان التاريخ يكتب بطريقه تراعى شعور الآخرين وهنالك محاباه ومجامله ولهذا انفتل شاسى التاريخ فى السودان . اللذين قتلوا واطلقوا الرصاص على الخليفه عبد الله التعايشى ورفاقه بعد ان جلسوا على الفروه . هم الجنود السودانيون . ولم يكن الانجليز مرتاحين لهذا التصرف . الجنود السودانيون كانوا يريدون ان يقضوا على المهديه وكل مظاهر المهديه . لان الجنود السودانيين كانوا من المسترقين .
الذى طارد واسر ابناء المهدى والخليفه محمد شريف هو عبد الرحيم ابو ضقل زعييم المسيريه . وهو وعلى الجله قد جعلهم الانجليز نظار على قبائلهم . عبد الرحيم ابو ضقل كان فارساً وشجاعاً . وكان موظفاً فى الحكومه التركيه . وحارب مع المهديه الا انه اراد ان يضع حداً للقتل والفوضى التى شاعت ايام المهديه .
الانجليز لم يقتلوا اولاد المهدى . بل زودوهم بكل ما يحتاجون واسكنوهم فى الشكابه مع الخليفه شريف . قتل الخليفه شريف واولاد المهدى حدثت بواسطه الجنود السودانيين بعد سنه من سقوط امدرمان . والمسئول كان صالح جبريل . وهو والد الشاعر توفيق صالح جبريل والضابط تاج السر . وصالح جبريل كان مع الجيش الغازى . وعندما تمركز جيش كتشنر فى دنقلا وحفروا الحفير المشهور فى مشو . ولد توفيق صالح جبريل فى 17 سبتمبر 1897 فى جزيره مقاصر وسط الدناقله . وصالح جبريل كنزى والكنوز والدناقله يتحدثون نفس اللغه .
وصالح جبريل تعرض للموت عندما احاط بهم الانصار على رأس تل وهو مع حفنه من الجنود . فوقف وهلل وصرخ الحمد لله السوارى جا السوارى جا . فتراجع الانصار . ففر برجاله ونجا من الموت . وكان يكره المهديه وكل ما له صله بالمهديه . وهو الذى ظهر فى يوم الشكابه . واختلى بالعساكر السودانيين . وافهمهم بأن المهديه ستعود . اذا لم يقضوا على اولاد المهدى والخليفه شريف . ثم اسرج حماره وترك الشكابه . ونفذ العساكر السودانيون المذبحه . ولم يكن هنالك انجليز . ولو اراد الانجليز قتل البشرى والفاضل وعبد الرحمن وآخرين لفعلوا ذلك منذ البدايه .
الصحافه البريطانيه والبرلمان البريطانى . وحتى الملكه فكتوريا غضبوا . لنبش قبر المهدى . وارسال جمجمته الى انجلترا . وشن الاشتراكيون والكتاب والمفكرون البريطانيون حمله شعواء على كتشنر ومساعده ماقدونالد . واعتبروا ان ما حدث فى معركه امدرمان هو نوع من الاباده . وتربص الصحفيون بماقدونالد . حتى وجدوه فى احدى الهوتيلات مع شاب . وكان ماقدونالد معروفا بالشذوذ الجنسى . واضطر ماقدونالد للانتحار بسبب الهجمه الاعلاميه عليه . ولم يجد ابداً كتشنر التعظيم او الاشاده . وعومل فى كثير من المجتمعات البريطانيه كمجرم . ويرجح انه قد انتحر لان جثته لم توجد الى اليوم .
السيد عبد الرحمن جرح ولم يمت . وقام الشيخ شقدى بانقاذه وخبأه فى جزيره الفيل خارج مدنى . فى مناقشاتى مع الاخ الدكتور محمد جميل الموجود الآن فى المانيا . والذى اطلعنى على بعض كتابات عمه الادارى الكبير يوسف جميل . عرفت منه ان جدهم قد شاهد الشيخ شقدى على حماره . ومعه صبى وبالسؤال قال له ده عبد الرحمن ود سيدى المهدى . فتأثر جدهم وتحسر على الدنيا .
نحن نحترم السيد عبد الرحمن ونحبه وشبهته انا كثيراً بنسر امدرمان الذى يبسط جناحيه ويغطى صغاره . وكان عظيماً يتفقد حتى النساء . نختلف معه فى بعض الاشياء ونتفق معه . ونكن له كثير من الاحترام . ولم يحصل ولن يحصل ان نتطرق للامام الهادى بما لا يليق . لقد نشاء بيننا وكان رفيقاََ لاعمامنا فى منزل بابكر بدرى . عرف عنه انه منذ صغره كان طاهر الزيل على عكس الشباب فى سنه . من يخطئ ننتقده اذا كان يريد ان يحكمنا او يكون قائدنا .
عرف السيد عبد الرحمن شظف العيش ومتاعب الدنيا . وكان حكيماً كريماً يقبل النقد ويستمع الى اراء الآخرين . وهنالك قصه الصابونه . فعندما كان فى الخامسه عشر اتهمه تاجر يونانى فى مدنى بأنه قد سرق صابونه . وثار ود شقدى وبعض المرافقين وارادوا ان ينتقموا من التاجر اليونانى . ولكن ببساطه خلع السيد عبد الرحمن العراقى واثبت للخواجه انه برئ . وعندما احتج مرافقيه . قال لهم ان الامر بيسط ولا يحتاج لتصعيد . بالرغم من ان الآخرين كانوا يعتبرون ان ود المهدى يجب ان لا ينصاع لكلام الخواجه .
عندما علم الانجليز بوجود ابن السيد المهدى . قام ونجت باشا وسلاطين باشا . باعطاء السيد عبد الرحمن المنزل الذى هو جنوب غرب السرداريه ( منطقه المجلس البلدى امدرمان ) . وسمحوا له بان يحضر اهله وامه . وكانوا يعطونه مرتب خمسه جنيهات . وكما موجود فى وثائق جامعه درم وكما اوردت الاستاذه فدوى عبد الرحمن .
فى 1995 وفى وفاة العميد يوسف بدرى كتب الدكتور عمر نور الدائم رحمه الله عليه ان مدرسه الاحفاد قد اؤسست تحت الاشراف المعنوى والمادى للامام عبد الرحمن المهدى . وقمت بالرد عليه . بأن تأسيس الاحفاد لا دخل له بالسيد عبد الرحمن . لان بابكر بدرى بدأ التعليم فى رفاعه فى 1903 . والاحفاد أسست فى رفاعه . وقام اخى عبد الله محمد زين رحمه الله عليه بالهجوم على . ورددت عليه بمجموعه من المواضيع تحت عنوان الملحمه الامدرمانيه . وكانت تلك بدايه معرفه وصداقه . وعندما اتصلت بالفارس عبد الله محمد زين قبل وفاته وعرفت ان الشاعر لم يكن قادراً على الكلام بكيت . من تلك المواضيع انقل الآن ..
اقتباس ...
(( فلنرجع للتاريخ والتاريخ لا يكذب ولا يجامل. المستر دنكان في كتابه طريق السودان الى الاستقلال يقول( بينما كان السيد الميرغني موضع التكريم والاجلال , كان يرى هنالك شاب يرتدي ملابس رثه يركب حمارا يتجه نحو مركز امدرمان ليتناول خمسة جنيهات شهريا . قدرتها الحكومة معاشا له وذلك هو السيد عبدالرحمن المهدي) هذا الكلام اوردته البروفسير فدوى عبدالرحمن علي طه الاستاذة بجامعة الخرطوم في مؤتمر اقيم في جامعة درهام في انجلترا 1991 المرجع بشير محمد سعيد (خبايا واسرار السياسة السودانية )) . .
انتهى الاقتباس ....
الاحفاد ليست ملك لآل بدرى . وآل بدرى لا يجتمعون فى نهايه السنه لكى يقتسموا ريعها . انها مسجله باسم الشعب السودانى . الشعب السوووووووووودانى . يعنى شوقى والاستاذ كباشى ودينق فى الجنوب وادروب فى الشرق ودهب فى الشمال وايساغه فى الغرب . بالنسبه لآل بدرى هى ركوب الاسد . يوسف بدرى عمل الى ان بلغ الخامسه والثمانين ومات وهو لا يزال يعمل . ولم يكن له حساباً فى بنك ولم يبنى حتى مزيره . وقاسم يتعب ويشقى وينام ساعات قليله . ولا يمتلك اى شئ .
الذى اسدى خدمه كبيره لبابكر بدرى ولآل المهدى هى رفاعه العظيمه . ففى ظروف السيد عبد الرحمن الصعبه . تكفل بابكر بدرى بتعليم ابنائه فى رفاعه وكثير من اهل المهدى . والشكريه واهل رفاعه . بالرغم من ان المهديه قد اساءت لهم اسائات بالغه تقبلوا اولاد المهدى . فعندما أتت البواخر الى رفاعه بعد سقوط امدرمان خرج بعض اهل رفاعه مهللين . ولكن البواخر واصلت الى مدنى . فقام جيش احمد فضيل الذى كان متواجداً فى رفاعه . بجلد الناس ونزع ملابسهم ونهبهم ثم ساقوهم امامهم . الى ان تمكن عبد الله ابو سن الذى كان من اول الانصار من خداع احمد فضيل وهرب باهله فى وسط الليل وعبر النهر . وعبد الله التعايشى كان يقول شينين ما بنصروا الدين الشكريه والشايقيه . ولقد واجه الشايقيه عنتاً كبيراً من المهديه . ولقد مات ابو سن فى سجن الساير فى امدرمان والقيد حول قدميه .
بابكر بدرى لم يخترع التعليم فى رفاعه . بل ان بابكر بدرى تعلم فى رفاعه . ولو بقى اهله فى بلاد الرباطاب لما كان قد تعلم . فبعد ستين سنه من ميلاده . حاول ان يدخل التعليم فى بلاد الرباطاب . ووجد المعارضه والاهانه والتعدى مثل كثير من الاماكن السودانيه . وبابكر بدرى تأثر كثيرا بمعلمه الشيخ الكراس الذى كان لا يحابى ولا يلتفت حتى للحكام . ولم يهمه سوى تعليم تلاميذه .
عندما ذهب بابكر بدرى الى الحج فى العشرينات وجد زميله الفقيه العبيد ابشر الذى يعرفه منذ صغره من رفاعه فى المدينه كما وجد ان مدير مدرسه الفلاح فى السعوديه كان زميل دراسته وصباه فى رفاعه الشيخ العالم عبد الله حمدوك . الذى اسكن بابكر بدرى فى اعلى المدرسه واستمتع بالنظافه والهواء بعد ان تنكر له المطوف واسكنه فى غرفه قذره وهرب منه . وكتب بابكر بدرى فى الجزء الثالث انه كان رفيق دراسته وقد سبحوا سويا فى مشرع رفاعه ولعبوا العاب الصبا . فالتعليم فى رفاعه لم يحتاج لبابكر بدرى او للسيد عبد الرحمن . ولكن تعليم البنات بدأ فى رفاعه . فلنرجع للتاريخ المسجل لان الناس عندما تقتنع بشئ لا تريد ان تغير اقتناعها . فى تاريخ حياتى لبابكر بدرى صفحه 80 .
اقتباس ....
(( بعد قفل المدرسه للعطله الصيفيه فتحتها يوم 5 سبتمبر ولم يحضر اولاد الساده آل المهدى . ثم ورد لى تلغراف من السيد الجليل بطلب حضورى لسيادته بامدرمان فى نفس اليوم فودعت ضيفى احمد ابا دقن وعمر عطيه اللذين دعوتهما الى العشاء واخبرتهما انى سآتيهم الساعه 8 مساء اليوم نفسه وركبت القطار .
وقابلت السيد الساعه 4 . فأذكر مما قاله لى ان عبيد عبد النور يحبك لانه قال لى حجزك لاولادك يأثر على عمى بابكر بدرى ادبياَ فتحركت فى حميه الرباطاب وقلت لسيادته بحده انا غير معروف فى بلدتى بغير اولادك ؟ والله العظيم ما اخدهم مره اخرى لرفاعه للتعليم . فتبسم سيادته وقال لى '( انا ما فكرت فى انى اخاطب من ) ثم قال يا شيخ بابكر اولادنا كانوا جاهلين فأتونا متعلمين مأدبين نظيفى الاجساد والثياب لا تحرمهم الفائده وعاقبنى بما شئت . فتخاذلت امام هذا التواضع فى تلك الرفعه التى يتمتع بها روحاً والتى لم تطفئ بها نفسه العظيمه . فشكرته واعتزرت له مما قلت ورضيت بأخذ الاولاد واخبرت سيادته بضيفى ووعدى لهما . وطلب سائق عربته وامر باب الله بتجهيز الاولاد . تم كل ذلك وودعنا سيادته فى الساعه 8 ووصلت رفاعه وتعشيت مع ضيفى الكريمين .
انظر يا قارئى لاخلاق عبد الرحمن المهدى المستمده من الآداب الاسلاميه الحقه واعتد بها .))
انتهى الاقتباس ..
بابكر بدرى كان لا يخاف وكان صريحاً يعترف بذنوبه وغلطاته قبل الآخرين . ذكر فى حجته الاولى فى العشرينات وهو فى السبعين من عمره ان السائق السعودى ملأ السياره بالبطيخ بالرغم من انهم قد استأجروا السياره . بين مكه وجده . فأتى السائق السعودى مهدداً الشيخ العجوز واضعاً صباعه امام عين بابكر بدرى . فأدخل بابكر بدرى صباعيه الاثنين فى عين السواق . وكتب معتزراً عن هذه الحادثه لانه كان محرماً .
عندما ذكر برمبل امام بابكر بدرى وقيل انه قد طور البلد كثيراً وقالوا ان برمبل بك عمر امدرمان واصلح الشوارع وغير ذلك من عنايته بماليه البلديه وتحويل صرفها لامدران بدلاً من الخرطوم قال فى ذلك المجلس (( ولكن بقدر ما عمر المدينه فقد خصا رجالها بجبروته ليته لم يفعل هذا ولا ذاك ))) . فأبلغ برمبل الذى كان الحاكم المطلق فى امدرمان . ورفض ان يعطى بابكر بدرى الارض التى وعدهم بها وكتب بابكر بدرى (( فنهرنى وضرب مكتبه . فقلت له هذا لا يخيفنى وتقدمت نحوه خطوه . فقال لى قف مكانك . )) وانتهى الامر بأن اشتكى بابكر بدرى برمبل الى المستر تيلر . الذى اجبر برمبل . وعندما ذهب اليه امناء مدرسه الاحفاد قال لهم اين بابكر بدرى فرد عليه السيد عبد المنعم الشيخ بابكر بدرى فى المدرسه فقال برمبل لا بابكر بدرى راح ( ذهب ) الخرطوم يشتكينى ثم سكت قليلا وقال لهم اذا اعطيتكم ارض الحمله وهى فى اعظم مكان كما تعلمون هل عندكم مالاً تبنون به المدرسه كما اريد فرد عليه السيد عبد المنعم انا ضامن لك ان نبنيها كالخرطه التى ترسمها . السيد عبد المنعم هو رجل الخير والبر الذى يطلق اسمه على احد ميادين الخرطوم . وهو وعثمان صالح وكونت مخالوص اليونانى ومحمد صالح الشنقيطى ومحمد على شوقى والثرى ابراهيم عامر ازرق . والده عامر ازرق صاحب القميص الذى يضرب به المثل . والسيد عبد الرحمن جميعهم ساهموا فى انشاء مدارس الاحفاد التى حاربها بشراسه من عرفوا فيما بعد بالختميه ورجال الوطنى الاتحادى لان بابكر بدرى محسوب على الانصار .
وسنواصل ..
شوقى
Shawgi Badri [[email protected]]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.