شاهد بالفيديو.. قائد كتائب البراء بن مالك في تصريحات جديدة: (مافي راجل عنده علينا كلمة وأرجل مننا ما شايفين)    بالفيديو.. "جرتق" إبنة الفنان كمال ترباس بالقاهرة يتصدر "الترند".. شاهد تفاعل ورقصات العروس مع فنانة الحفل هدى عربي    تسابيح خاطر    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    شاهد بالصورة.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل تسابيح خاطر تنشر صورة حديثة وتسير على درب زوجها وتغلق باب التعليقات: (لا أرىَ كأسك إلا مِن نصيبي)    شاهد بالفيديو.. الفنان الدولي يدخل في وصلة رقص مثيرة مع الممثلة هديل تحت أنظار زوجها "كابوكي"    شاهد بالفيديو.. الفنانة مروة الدولية تعود لإثارة الجدل..تحضن زوجها وتدخل معه في وصلة رقص رومانسية وهي تغني: (حقي براي وملكي براي بقتل فيه وبضارب فيه)    إنتر ميلان يطيح ببرشلونة ويصل نهائي دوري أبطال أوروبا    الهند تقصف باكستان بالصواريخ وإسلام آباد تتعهد بالرد    برئاسة الفريق أول الركن البرهان – مجلس الأمن والدفاع يعقد اجتماعا طارئاً    إستحالة تأمين العمق الداخلي سواء في حالة روسيا او في حالة السودان بسبب اتساع المساحة    والي الخرطوم يقف على على أعمال تأهيل محطتي مياه بحري و المقرن    ترمب: الحوثيون «استسلموا» والضربات الأميركية على اليمن ستتوقف    اعلان دولة الامارات العربية المتحدة دولة عدوان    عادل الباز يكتب: المسيّرات… حرب السعودية ومصر!!    الأهلي كوستي يعلن دعمه الكامل لمريخ كوستي ممثل المدينة في التأهيلي    نائب رئيس نادي الهلال كوستي يفند الادعاءات الطيب حسن: نعمل بمؤسسية.. وقراراتنا جماعية    مجلس الإتحاد يناقش مشروع تجديد أرضية ملعب استاد حلفا    من هم هدافو دوري أبطال أوروبا في كل موسم منذ 1992-1993؟    "أبل" تستأنف على قرار يلزمها بتغييرات جذرية في متجرها للتطبيقات    وزير الطاقة: استهداف مستودعات بورتسودان عمل إرهابي    أموال طائلة تحفز إنتر ميلان لإقصاء برشلونة    قرار حاسم بشأن شكوى السودان ضد الإمارات    بعقد قصير.. رونالدو قد ينتقل إلى تشيلسي الإنجليزي    ما هي محظورات الحج للنساء؟    شاهد بالصورة والفيديو.. بالزي القومي السوداني ومن فوقه "تشيرت" النادي.. مواطن سوداني يرقص فرحاً بفوز الأهلي السعودي بأبطال آسيا من المدرجات ويخطف الأضواء من المشجعين    توجيه عاجل من وزير الطاقة السوداني بشأن الكهرباء    وقف الرحلات بمطار بن غوريون في اسرائيل بعد فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن    الأقمار الصناعية تكشف مواقع جديدة بمطار نيالا للتحكم بالمسيرات ومخابئ لمشغلي المُسيّرات    إسحق أحمد فضل الله يكتب: (ألف ليلة و....)    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عندما تنطلق الدولة بدون حكومة .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 30 - 11 - 2018

في يوم 9 سبتمير انتهت الانتخابات السويدية . واليوم للشهر الثالث لا وجود لحكومة . وكل شئ عال العال والاقتصاد ينطلق والعطالة تنخفض والمباني تنبت في كل السويد ولا يطبق التضخم قبضته على البلاد . ولا يحس المواطن بأى تغيير او ضيق ، بل يبدو الامر كنكتة ومجال للمزاح . السبب لعدم الاهتمام هو ان البلاد تحكمها المؤسسات ،المجتمع المدني ،النقابات والعقل والمعقولية .
الحزب الاشتراكي قام ببناء السويد وتفوق على بريطانيا التي كانت الاولى في رفع شعار المساواة ورفاهية الشعب في الاربعينات خصة بعد هزيمة الرئيس المحافط وينستون تشرشل وانتصار الاشتراكيين . واليوم بريطانيا بعد ساتشر الابعد عن هذه الشعارات . 170 الف يعيشون كمتشردين في لندن .
الدنيا تتغير فالحزب الاشتراكي والذي كان يفوز بالاغلبية دائما وفي بعض الاحيان بمساعدة الشيوعيين الذين نبذوا اللينينية ودعوا لتداول السلطة ودكتاتورية البروليتارية الخ . لقد تقلص نفوذ الاشتراكيين ولكنهم لا يزالوا الحزب الاكبر . ومن 349 عضوا برلمانيا فازوا ب 100 مقعد فقط وفاز حلفائهم الخضر ب 16 مقعدا وفاز حزب اليسار والذي كان الحزب السيوعي ب 28 مقعدا وهذا يعطي اليسار والخضر 144 مقعدا . وفاز التحالف ب143 منهم الوسط 31 مقعدا المحافظون70 مقعدا والليبراليون 20 مقعدا والحزب الليبرالي تحصل على 5 % من الاصوات وكان يمكن ان يخرج من الحفلة اذا تحصل على اقل من 4 % من الاصوات . والحزب المسيحي كان من المتوقع ان يفشل في دخول البرلمان ولكن تحصل على ضعف الاصوات المتوقعة له وصار له 22 مقعدا . وهذا اعطى التحالف 143 مقعدا . وفي الانتخابات قبل اربعة سنوات فاز الاشتراكيون والخضربفرق اصوات تحسب في الاصابع . واظنها 19 صوتا . وهذا يعني الديمقراطية الحقيقية . وكان التحالف جد مقتنع بانهم سيسحقون الاشتراكيين والخضر .
الحزب المسيحي صار قوة بسب تغيير الرئيس فمن العادة ان يكون رؤساء هذا الحزب باهتي الشخصية ولكن هذه المرة كانت رئيسته شابة جميلة جدا جميلة الثياب قوية الشكيمة وصاحبة كاريزما . ولكن السبب الحقيقي هو الهجمة الاسلامية على اليهود في السويد وتهديد سلامتهم .وتعرض المسيحيين في الدول الاسلامية للهجوم وفرض المسلمين تصورهم واسلوب حياتهم بطريقة صارخة في السويد . وبدا الكثرون في الخوف على المسيحية ، ليس بسبب الايمان ولكن كنوع من الهوية .
السويد قديما كانت البلد الوحيد الذي لاحظت فيه على عكس كل الدول الاخري ، كلمة الوطنية مرفوضة وتعتبر نوعا من الفاشية . ولا يسمع الانسان ابدا بمن يفتخر بانه وطني صميم الخ وكأن هذا شئ مخجل يعني التخلف والشوفينية . ولكن شكرا للكثير من الاجانب وتصرفاتهم ظهرت بعض الاصوات المنادية بالوطنية . وذلك الانفتاح القديم هو ما جعلني والكثيرين نفضل العيش في السويد.
بما انه للمرأة في السويد سيطرة كبيرة على المجتمع فرئيسة حزب الوسط آنا ليف صارت رئيسة للحزب وهي في العشرينات . وهنالك عضو برلماني في التاسعة عشر وللشباب وللمرأة حضور واضح ، فالحكومة الاشتراكية بتحالفها مع الخضر قد اعطت النساء نصف الحقائب الوزارية ، وضعتهم في اهم الوزارات مثل الخارجية ، المالية لتعادل كفة وجود رجل في رئاسة الوزراء . احب وزيرة في السويد هي وزيرة الثقافة وهي شابة سوداء .
بقية المقاعد ال 62 تحصل عليها حزب الديمقراطيين السويديين . لا ادري لماذا تصر بعض الحكومات والاحزاب الغير ديمقراطية على اقحام الديمقراطية كحكومة المانيا الديمقراطية في ايام الشيوعية ولم تكن لها صلة بالديمقراطية . وحزب الديمقراطيين السويديين ظهر كنبت شيطاني وساعده ظهور احزاب يمينية كما في المانيا والسيدة لوبين المعادية للاجانب في فرنسا ولقد ورثت الحزب من والدها لوبين . كما ساعد ظهور المهرج ترامب في عالم السياسة . ولكن الطرفان في السويد لا يريدان التعامل او الاقتراب من الحزب اليميني الجديد .
قال رئيس الحزب الليبرالي يان بيركلوند ... ان الحزب اليميني يضع احدي قدميه في موقع الفاشية ويضم عناصر نازية تنادي بالعنصرية . وله اطفال بالتبني من اصول اجنبية واطفالهم يبدون كأجانب ولن يسمح بتكوين حكومة وسطية محافظة يسندها الحزب اليميني حتى اذا لم يشارك في الحكم الآ انهم سيملون شروطهم على الحكومة المحافظة . وحاوالوا جر الخضر بعيدا عن الاشتراكيين ، ووعدوهم بالكثير ولكن الخضر يرفضون ، لأن المحافظين يريدون خفض الضرائب على الشركات والاغنياء الخ وهذا عادة على حساب البيئة .
الشئ الجيد في السويد هو ان الجميع على وعي سياسي رائع وهم مطلعون . ولقد صوت في هذه انتخابات 6523063 ناخب . وهذا يعني مشاركة 87,1 من الناخبين وهذه نسبة عالية وتعني ان الشعب يهتم . وفي امريكا قد لاتصل اعداد المشتركين ل 40 % وهذا ما جعل ترامب والنظام الانتخابي المعوج رئيسا . فهلري كلينتون تحصلت علة مليون صوت اكثر من ترامب .
في نفس الوقت يحدث التصويت للبلديات وهذه حكومات لا دخل للحكومة بها وهم من يسيرون البلد بمساعدة المنظمات المدنية التي لا ارتباط لها بالاحزاب والسياسة . والناخب الذي يصوت للاشتراكيين في الحكومة قد يصوت بلا تردد لليمينيين في البلديات . فالحكومة تسير السياسات الخارجية وتخطط للاقتصاد ، التعليم الدفاع الامن الخ . وهذا شئ منفصل تماما من البلديات وهي حكومات لا تؤثر عليها اسطوكهولكم ولا تهتم باسطوكهولم . وهي التي تحدد ضرائبها ورسومها وادرة شؤون سكانها . بلدية مدينة ايستاد جنوب مالمو تحالف فيها حزب الوسط مع الديمقراطيين السويديين ، بالرغم من ان سياسة حزبهم تحرم التعامل مع هذا الحزب . انها اللامركزية .
في الاسبوع الاخير من كل شهر تجتمع البلدية ولكل انسان حق الدخول وحضور الاجتماع . وقديما كان الدخول
مثل دخول المحاكم والاطلاع على بريد رئيس الوزراء وكل امور الدولة مفتوح للجميع . ولكن بعد الارهاب الذي صار يرتبط بالعرب والمسلمين صاروا يكتفون بتفتيش سريع كما في المطارات .
الابن منتصر ناصر رئيس الجالية السودانية في مالمو اتاني يفيديو قد صوره في الاجتماع الاخير لحكومة مالمو الذي حضره . ويجد الانسان نسخ من اجندة الاجتماع وما تم تنفيذه من القرارات السابقة وعمل اللجان الخ .
من النقاط المهمة ان المقاطعة قد قررت ان لا تتكفل بدفع ترحيل المرضى من مالموا للعلاج خارج مالمو . فللاستفادة من الاماكن الشاغرة في مستشفيات بعيدة يتم نقل المرضي من مالمو خاصة للحالات الطارئة وعند الازدحام
. وكان هذا يقتطع من ميزانية كل المقاطعة التي هي اسكونا . وسيتوقف الدعم في فبراير 2019 لأن المدن والقرى الصغرى تدعم العاصمة مالمو .وللمقاطعة وضع مميز لانها كانت تابعة في القرن السابع عشر للدنمارك ولهذا تشابه في اللهجة . وعند اهلها علمهم الخاص وطريقة حياتهم الخاصة .
كما تتطرقوا لتطوير المواصلات عن طريق الانفاق في مالمولربطها بكوبنهاجن حيث المطار العالمي الكبير ووجود الكثير من الدنماركيين في مالمو نسبة لجودة السكن المدارس دور الحضانة في السويد. ووجود الكثير من السويديين كعمالة في كوبنهاجن نسبة لارتفاع الاجور والحاجة لموظفين ممرضات عمال فنيين الخ .
كنت اقول دائما اذا ذهبت الى دولة ولم تجد اهلها يترنمون او يدندنون وهم يعملون او بدون سبب فهذه دول لا تعرف البهجة . واذا ذهبت الى دولة خاصة اذا كانت اوربية ولا تستطيع ان تشرب من الصنبور فهذه الدولة غير مهتمة بصحة سكانها . ما نوقش في البلدية ، كان رفع ميزانية تنقية المياه من 1,2 بليون كرونة الى 2,9 بليون ، ومطالبة بتحقيق ورفع تقرير كامل للعشرة سنوات منذ 2008 للتطورات بخصوص تنقية المياه والمحافظة عليها . ولا يحس الانسان بفرق بين ماء الحنفية او الزجاج .
بلدية مدينة هلسينبوري تبعد عن مالمو 60 كيلومتر آخذ اليها الضيوف في العادة لانها جميلة يفصلها مضيق صغير من توأمتها الدنماركية هلسينقور وتشاهد بوضوح من الشاطئ السويدي . وهنا كانت قلعة الملك الدنماركي الذي قتله ابنه . وهنالك تمثال في وسط المدينة للامير وهو يحمل السيف و يدوس على رأس والده المقطوع . ولقد خلد شكسبير الحادث بمسرحيته .. هاملت .
هلسنقبوري لها حكومتها المنتخبة . قبل اسابيع اتت هذه الحكومة باشياء من المؤكد انها ستعمم في كل السويد . لقد زودت المدينة بسلال معدنية للنفايات . وهذا منتشر جدا في كل شوارع السويد . ولكن المشكلة ان افراغ السلال يحدث في مواعيد معينة وهذا يشمل كل المدينة . وفي العطل وبعض الايام لا تتحرك سيارات جمع القمامة . وبعض الاماكن البعيدة من التجمعات تظل فارغة . المطلوب سلال تكشق عن حالها . وصممت سلال تستنجد عندما تمتلئ . فيهرع اليها عمال النظافة بسرعة . وصارت اعمدة الكهرباء الي تتعرض لصدمات بواسطة السيارات والشاحنات تبلغ عن حالها لكي يتم معالجة المشكلة في وقتها .
كل السويد وبالقرب من البحيرات البحار او الانهار مزودة بطوق نجاة بحبل طويل داخل انبوب حتى يمسك الانسان بالانبوب ويطوح بالطوق لانقاذ من يوشك على الغرق . وللسويد 96 الف بحيرة ولفنلندة اضعاف مضاعفة . ولكم ان تتخيلوا عدد هذه الاطواق . ومع الطوق خطاف طويل وسلم يسهل حمله . وهذا مهم جدا في حالة سقوط شخص خلال الثلوج الرقيقة فيدفع من يريد الانقاذ السلم امامة وهة يزحف مقتربا من من يحتاج للانقاذ . كفانا الله شر الانقاذ السودانية . والسلم يوزع وزن الانسان حتى لا ينهارتحته الثلج الرقيق . فمن العادة ان تسير الشاحنات والبشر على البحيرات المتجمدة في الشتاء ، لان هذا يقرب المسافات . او يستخدم الناس البحيرات المتجمدة في التزحلق ورياضات الشتاء من هوكي وسباق الخ . ولقد هرب الكثير من اليهود من الدنمارك الى السويد على البحر المتجمد هربا من الاحتلال النازي وهنالك نصب تذكاري في نقطة عبورهم واليوم يوجد في تلك المنطقة جسر رائع ينتهي بنفق تحت الارض . ربط السويد بالدنمارك وبقية اوربا بريا . هذه المعدات تبلغ عن حالها اذا استخدمت او عبث بها عابث ،فيعاد اصلاحها او تبديلها بسرعة بالرغم من انها تتعرض يوميا للتفتيش . ولكن دقائق او ساعات كافية لتعريض حياة انسان للخطر , وهذه مسؤولية البلديا . احتج البعض على هذه المعدات الغالية . كان رد ممثل البلدية ان حياة المواطن اغلى ..... في زول يكلم الكيزان ؟؟؟
اذكر ام مولانا محمد صالح عبد اللطيف وقيع الله ثاني ضابط بلدية امدرمان بعد مكاوي سليمان اكرت وقاضي جناياتها فيما بعد . قد قال ان تكليف وزارة المعارف بالمكتبات العامة خطأ ،لأن للمعارف مسؤليات متعددة وكبيرة . والمكتبات مسؤلية البلديات . ولكن لم يهتم اى انسان . ومع الانقاذ كما فعل هتلر يحارب الكتاب والمكتبات . المكتبة المركزية في امدرمان كانت في منزل بابكر بدري الذي اعطاه العميد يوسف بدري بدون اجر للمكتبة لعقود وكان يتكفل بالصيانة . ولكن الانقاذ قامت بإغلاق المكتبات لانها مكان تجمع للشباب ونشر الوعى . وفي السويد هنالك سياسة .... فليذهب الكتاب الى المواطن ففي بصات ضخمة تقودها نساء يعرفن الكثير عن الكتب ، يذهبن للاحياء . ويمكن طلب اى كتاب اسطوانة لعبة اطفال شرطان وعند حضور البص في المرة القادة يجد النواطن طلبه . وكل هذا بالمجان .
كلما اشاهد تطور السويد الذي تم في نصف القرن الماضي ابكي واتحسر على وضع السودان خاصة الوطن الاول .جنوب السودان . وبينما محافظ الخرطوم عبد الرحيم ،، مطبقة الست ،، يقول لو صلعتكم بقت اكبرمن حقتي دي ما حتقدروا تحلوا مشكلة النفايات . ... وطيب انت قاع تسوي شنو يا العجب امو .
الحياة تسير بامن وامان في السويد وطبعا بدون الخوف من انقلاب او سرقة ونهب . قبل اربعة عقود تساوت الاصوات في السويد 175 مقعد للمعارضة 175 للحكومة الاشتراكية وواصلت الحكومة الاشتراكية الحكم لأربعة سنوات . وتم ابعاد مقعد واحد لتصير المقاعد 369 .
لقد كتبنا وتحدثنا دائما عن عدم ملائمة ديمقرطية وستمنستر للظروف السودانية . ان ما يلائمنا هم الديمقراطية النسبية ، حتى لا يحدث شراء النواب ونخاسة شراء الناختين . ولكي لاتحدث تخمة حزبية مثل الاحزاب البروس اليوم التي هى بالعشرات . فكل حزب لا يتحصل على نسبة اربعة ، 5 ، او 6 % من اصوات الناخبين حسب الدستور يستبعد . المرة السابقة كاد حزب النساء الذي اصوت له ان يدخل البرلمام ولكن هذه المرة تراجع كثيرا . والاصوات تذهب للحزب وليس لاشخاص . والحزب يختار من يشاء ليمثله في البرلمان .وفي السودان كانت بعض الدوائر مقفولة لحزب اوشخصية ، مرشح السيد على اوالمهدي الخ . ويمكن شراء النائب بواسطة من يدفع اكثر .
احتمال تكوين حكومة في السويد اليوم لا تزال بعيدة . رئيس الحزب الليبرالى لن يقبل ابدا التعاون من الحزب اليميني الجديد المتهم بالعنصرية والفاشية الخ وليس له برنامج سياسي واضح او ايديولجية سوي ايقاف الهجرة ومعادات الاجانب . ولكن اللبراليون يضعون شروطا تعجيزية لرئيس الوزراء استفان لوفين . واهم تلك الشروط هى تخفيض الاجور للعمال المبتدئين . وتخفيض الاجور او تخفيض الضرائب للشركات تكاد ان تمثل نوعا من الكفر بالمقدسات عن رئبس الوزراء الذي هو في الحقيقة حداد وينتمي للطبقة العاملة . ولقد كان جوزيف بروس تيتو رئيس يوغسلافيا ووالد الامة ومن اعظم المفكرين السياسيين في ايام الحرب وبعد الحرب وخلال الحرب الباردة حدادا . ولقد قالت الملكة البريطانية بعد مقابلته والاعجاب بافكارة واسلوبه ..... اذا كان هذا الرجل حدادا بسيطا ،كما يقولون اذا فانا لست بملكة بريطانيا .
يالرغم من الليبرالية والديمقراطية الخ فإنبعض الساسة العظام في السويد لا يحبون فكرة سيطرة الحداد على الحكومة والدولة . النفس البشرية معقدة بالرغم من العلم والتعلم . وعندما يتم الهجوم على الحزب الاشتراكي يكون الهجوم على استفان لوفين بطريقة شخصية . .....هل تريدون ان يواصل استقان لوفين الحكم ؟ هل توافقون على سياسة استفان اوفين .... استفان لوفين ... استفان لوفين ؟. ولقد تربصوا به وانتظروا ان يرتكب غلطة او يسئ التصرف في اى امر . ولكنه كان متماسكا لبقا قادرا على الحوار والتمكن من كم هائل من المعلومات . تابعت خطبته وانا لست بعيدا عنه في اول مايو 2017 كان خطيبا مفوها ومتمكنا من صنعته . الاحزاب الاوربية على عكس امريكا تتلقف المهتمين بالسياسة وهم تحت الخامسة عشر وتشركهم في مؤتمرات ومحاضرا تستمرلايام عديدة . ويتقدمون من خلال الصفوف حسب اهتماماتهم ورغباتهم . وعندما ينضجون يعطون المناصب التي تناسبهم .
فيلي برانت مستشار المانيا والذي كان خلف توحيد المانيا ، وبرونو كرايسكي مستشار النمسا قد عاشا ايام الحرب العالمية في السويد كاشتراكيين يافعين ضد النازية وتم تدريبهم داخل الحزب الاشتراكي يزعامة العلامة تاقا ايرلاندر رئيس السويد ، وكان معهما في نفس الفترة اولوف بالما الذي صار رئيسا لوزراء السويد ، كان من اكثر الرؤساء ذكاءا في العالم وبتحدث 7 لغات . فيلي وبرونو كانا يتحدثان السويدية بطلاقة . ولقد ساعدت سياساتهما
المعقولة في الاستقرار في اوربا خاصة في فترة الثمانيات المضطربة قبل سقوط الاتحاد السوفيتي . وانهيار سور برلين .
المسؤولون في السويد وفي كثير من الدول الاوربية وخاصة هولندة يمشون في الاسواق ويركبون الدراجات . قال لى الابن منتصرناصر رئيس الجالية انه بعد الاجتماع الاخير للبلدية شاهد ممثل حزب اليسار في معمعة التخفيضات الاخيرة في متجر للالكترونيات ، واسمه دانيال سستريتريك . كان المتحدث الاكثر ، وهو الوحيد الذي سمعته يستخدم كلمات قاسية بالرغم من ان الجميع داخل البرلمان وخارج البرلمان وفي البلديات يتكلمون بادب ولا يرفعون ابدا اصواتهم . وبتوقفون عن الكلام مع او قبل انتهاء المدة المحددة . دانيال كان يهاجم دائما ممثل المحافظين توربيون تيقلهامر . ويطلب منهم تفسير كيفية مطالبتهم تخفيض الضرائب بنسبة واحد في المئة وهم مطالبون بدفع نقل المرضى خارج المدينة وتحديات جديدة ويقول ان تفاديهم نقاش الميزانية وتأجيل الامر يعتبر نوعا من الجبن . ويذكرهم بانهم عندما استلموا ادارة البلدية في 1991 قد خفضوا الضرائب وسبب هذا ،، خرابا ،،لا تزال المدينة تعاني منه ، وها هم اليوم بطالبون بتخفيض الضرائب مرة اخري لاسعاد اهل الدخول الكبيرة والشركات . ويلتفت الى اللاشتراكيين ومنهم رئيسة البلدية كاترين ياني عمرها 44 سنة وعندما تسلمت رئاسة البلدية كان عمرها 38 سنة تخرجت من جامعة لوند وتحصلت على الماجستير من جامعة شيفيلد . ويستغرب دانيال لعدم مشاركتها مع مساعدتها كارينا نيلسون في الهجوم على المحافظين . ويكتفون بالقول انه يكفيهم هذا العناء .
بدأت افكر ، ليس بغريب ان لكل السويد البلد الغني 24 وزيرا ولنا نحن ،، دبوكة ،، تعني مئة من الابل واكثر من الوزراء وآلالف الدستوريين واصحاب الحصانة . واليوم تسير السويد كالساعة السويسرية كما يقولون بدون حكومة منتخبة . ولهذا يقبض رئيس الوزراء سدس مرتب العمدة وبدون سكن او مخصصات .وللعمدة مسكن في وسط البلد من اربعة طوابق وله الخدم والحشم وسائق ومخصات . فالعمدة يتعامل مع الاستثمار والشركات الكبيرة
رئيس الوزراء السابق بيرشون كان يسكن جارا لي . واشتكت الموظفة من لا تين امريكا في السيوبر ماركت بانه رجل متعب ، لانه يحضر دائما بالزجاجات الفارغة وتضطر هي لترك مقعدا لوضعها في مكانها . وقام السكان في عمارته بتقديم طلب بطرده من العمارة لكثرة ترد الناس لشقته ومضايقة الامن لبعض الزوار الشباب الذين حضروا لزيارة اصدقاء او اهل . وبعد تركه للشقة وبناء فلة قدموه لمحاكمة لانه لم يتحصل على اذن خاص لأن تلك الارض بالقرب من محمية طبيعية . ولم يشفع له انه كان مشغولا بادارة الحكومة وقد ترك كل المسؤولية لشركة البناء . و هو المسؤول كمالك وليس شركة البناء .
ليس غريبا اذا ان السويد بدون حكومة ، ولا يلاحظ الانسان غياب الحكومة . ونحن امورنا تتلخبط اذا غاب الصراف او طشت الشبكة .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.