وزيرالخارجية يقدم خطاب السودان امام مؤتمر القمة الإسلامية ببانجول    مشار وكباشي يبحثان قضايا الاستقرار والسلام    وزير الخارجية يبحث مع نظيره المصري سبل تمتين علاقات البلدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    راصد الزلازل الهولندي يحذر مجدداً: زلزال قوي بين 8 و10 مايو    (تاركو) تعلن استعدادها لخدمات المناولة الأرضية بمطار دنقلا والمشاركة في برنامج الإغاثة الإنسانية للبلاد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    انتفاضة الجامعات الأمريكية .. انتصار للإنسان أم معاداة للسامية؟    بوتين يحضر قداس عيد القيامة بموسكو    أول اعتراف إسرائيلي بشن "هجوم أصفهان"    "الآلاف يفرون من السودان يومياً".. الأمم المتحدة تؤكد    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    ((كل تأخيرة فيها خير))    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من محن الدنيا ام قدود .. بقلم: شوقي بدري
نشر في سودانيل يوم 14 - 09 - 2018

حوالى تسعة من بناتي واولادي مصابون بمرض السياسة ومناقشة السياسة ، ابنتي سابينا ترشحت في منطقتها للبلدية . وكان من المفروض ان تحتفل عدة اسر بعيد ميلادها يوم 7 سبتمبر ولكنها كانت مع ا الابناء وزوجها مشغولين بالانتخابت التي لم تحسم بعد . الطيب وفقوق نقور من المغرمين بالقراءة المكثفة وحب النقاش . الطيب هادئ ولطيف لا يحتد ابدا ويفكر في الآخرين قبل نفسه ، وربما لأن والدته فنانة تعيش في قرية صغيرة . مقياس الذكاء عنده او ال آي كيو فوق 140 وهذا يضعه في مصاف النابغين . وهذا النوع من البشر قد يكونون ساذجين ويجهلون الكثير من اللحلحة والمكر . واخوته يعرضونه لمواقف ومقالب .
فقوق نقور مندفع ومصادم ويحاول ان يمسح الارض بالآخرين في نقاشه . ويجد معارضة ضارية خاصة من اخواته اللائي يحتضن الفكر الاشتراكي الانساني . وينتمين لمنظمات انسانية وسياسية . نفيسة بدري قضت 17 ساعة متواصلة في احدى مراكز الاقتراع في اليوم الاخيرللانتخابات . كنت قديما أناقشهم كلما وجدت فرصة . الآن اتجنب المناقشة . والسبب انهم يركزون على قراءة الكثير من الكتب الحديثة التي يجدوها في المكتبات او يشترونها . وليس عندي الآن الوقت الكافي او الحماس القديم لمجاراتهم . فانا لست بمواكب بما يحدث في مجتمعات الشباب. وفقوق يعرف اشياء واحصائيات عن السودان خاصة التاريخ القديم وتاريخ اوربا واخبار المجتمعات السوداء في العالم . ومنه عرفت انه بعد استخدام ،،ماء النار ،، بواسطة باكستاني في لندن مع زوجته . صار السود من رجال العصابات يستخدمون هذا السلاح ضد بعضهم البعض . وان الكنقوليين يمثلون نسبة ضخمة في جرائم استعمال السلاح الابيض ، وان السود ممثلون بقوة في حوادث الاغتصاب في بريطانيا .ويحتفظ في ذاكرته بمعلومات كثيرة . وافكر في بعض الاحيان ،انني قد جنيت عليهم وكان على تركهم مثل الآخرين يهتمون فقط بالامور العادية ،ويعيشون بارتياح .
فقوق نقور انتقل من اقصى اليسار الى الحزب اللبرالي
وهو في الثانوية ، وكان يحضر موتمراتهم التي تنعقد لايام طويلة في اماكن بعيدة . وتتكفل الدولة بالمصاريف كدعم للديمقراطية . وبعد رجوعه من الدراسة في امريكا ، انتقل الي اليمين وصار من معارضي الاشتراكية وفرض الضرائب العالية على المواطنين . ويؤمن بالحرية الفردية وتقليص تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية . ككثير من الشباب الاوربي الآن صاروا يحتضنون افكارا يمينية . ويقول فقوق نقور بالمفتوح .... لماذا يتزوج رجل ذكي بامرأة بليدة ؟ ان عليه ان يبحث عن امرأة ذكية لكي ينتجوا اطفالا اذكياء لكي يقودوا مجتمعاتهم ويطوروها . الاذكياء هم من تحق لهم القيادة والريادة . واحاول ان اعيده لما كنت اقول له قديما عندما يتعرض للعنصرية .... ان البعض يظن ان لهم حقوق اكثر من الآخرين بسبب لونهم دينهم او جنسياتهم وربما مقدراتهم الذهنية الخ . وهذه تفرقة وتقارب مع النازية . وأن ما يدعو له اليوم نوع من الفاشية . ونحن كاشتراكيين نطالب بالمساواة واعطاء الجميع الفرص المتكافئة ، ولا نقصي اى انسان بسبب ضمور مقدراته الذهنية او اصله .وان القيادة يجب ان تكون جماعية ، والا رجعنا الى عهد الملوك والاباطرة اصحاب الدماء الزرقاء والحق الالهي للحكم والتسلط على الآخرين .
بالرغم من ان فقوق قد صدم بحضور ثلاثة من رجال المخابرات من واشنقطون للتحقيق معه في لوسانجلز . وانصرفوا بعد التأكد من انه ليس بارهابي ، كان يقول انهم كانوا يبدون وكأنهم خرجوا من فلم مخابرات زحنى زملاءه في السكن اصيبوا بصدمة . ولكنه لا يدين النظام الامريكي الذي يهدد قضاة المحكمة الجنائية الخ .
شقيق فقوق نقور ... منوا بيج ما يهمه في الدنيا في المكان الاول هو التخلص من مصلحة الضرائب لانه يتحصل على مرتب كبير ووظيفة قيادية وهو لا يزال في شرخ الشباب . يحب النقاش ويتمتع بلسان رباطابي كامل الدسم ومقدرة على الوصول الى قلوب الآخرين بسهولة ويقول انه رجل اعمال جيد يستطيع ان يبيع الرمل للبدو . كل انسان يجب ان يكسب فلوسه ويعمل بها ما يريد . ولا يجد الجواب عندما اقول له ان الدولة قد رعته من دار الحضانة الى تخرجه . والطرق التي يسوق فيها سيارته ،الاضاءة في الشوارع المنتزهات البلاجات وكل التسهيلات قد تم توفيرها من الضرائب التي يعارض على دفعها .
البارحة كنت اناقش فقوق في الانتخابات التي وصلت الى طريق مسدود كما حدث في المانيا وبعض الدول الاوربية . فلم يتمكن حرب واحد من التحصل على اغلبية فلقد تقسمت الاصوات بين عدة احزاب متعددة المشارب والايديولجات . وبدلا عن الاحزاب السياسية تكون ما عرف بالكتل السياسية . فحزب المحافظين يتعاون ويدخل الانتخابات مع الحزب اللبرالي وحزب الوسط والحزب المسيحي الذي كان يتوقع ان يسقط تحت خط الاربعة % التي تتيح له الدخول في البرلمان . ولكن الحزب انتبه للخطورة وبدلا من الرجال العجائز صارت رئيسة الحزب فتاة لا تقل جمالا من اجمل الممثلات وترتدي اجمل الثياب . وهذا ما دفع الكثير من الشباب للتصويت للحزب المسيحي ولاول مرة تحصل الحزب المسيحي لسبعة في المئة من الاصوات مما جعله بتفوق على حليفه الحزب اليبرالي الذي تحصل على 5 % فقط من الاصوات بالرغم من انه كان حاكما في السبعينات بواسطة رئيس الوزراء اوليستن . وتحصل حزب البيئة الذي هو تحت لواء الاشتراكيين على 5 % وهذا نصف ما كان متوقعا له . والحقيقة ان الاحزاب تتحصل عادة على دعم اكبر وهي في المعارضة ولكنها عندما تكون في الحكم تواجه بالحقيقة والواقع . وهذا يختلف عن التنظير .
البارحة قلت لفقوق تقور ان حزبك والاحزاب المتحالفة معه زائدا الحزب السويدي الوطني يرفعون سلاح ايقاف الهجرة ، ولتخبرهم بأن سبب تأخر حسم الانتخابات ناتج عن عملية فرز 300 الف صوت تمثل المغتربين السويديين . فلماذ تتركون مواطنيكم يهاجرون لبلاد الآخرين . وقلت له انني اقدر عدد السويديين خارج السويد بنصف مليون شخص على اقل تقدير . ولم يصدق في البداية . ولكن بعد الاستعانة بالكمبيوتر وضح ان توقعي خاطئ . 660 الف من السويديين يعيشون خارج السويد ومن 9 مليون سويدي تعتبر هذه نسبة عالية جدا . وهذا الرقم الرسمي واظن ان هنالك عدد اكبر من هذا غير مسجل . انها محن الدنيا . اليوم يوجد 7 مليون سوداني خارج السودان . انهم رئة الكثيرين للتنفس و للعيش . فحتى الذين يعيشون على دعم دائرة الهجرة والضمان الاجتماعي في اوربا وامريكا ، لا يترددون من اقتطاع بعض المال لدعم اسرهم في السودان . لماذ يشتكون ويتأففون من وجود الجنوبيين ، الاثيوبيين والارتريين الخ ؟ نحن البشر غريبون جدا .
اللعنة التي احلت بالسويد هى الحزب الفاشي الذي يطلق على نفسه الحزب الوطني . لقد تحصلوا على 62 مقعدا في البرلمان . وتحصل التكتل اليميني على 143 مقعدا . وتحصل الحزن الاشتراكي واليساري الشيوعي سابقا وحزب البيئة على 144 مقعدا . وغدا او بعد قد ستحسم 30 الف صوت التي تساوي مقعدا في البرلمان . ومن العادة ان تكون اصوات السويديين خارج الوطن في صالح اليمينيين لان اغلبهم قد غادر لكي يتجنب الضرائب السويدية العالية . وفي اسوأ الاحوال ستتعادل مقاعد الكتلتين . ولا احد يريد أن يتعاون او يفاوض الوطنيين . ويتعاملون معهم كشئ كريه ومخجل . الانتخابات الاخيرة قبل اربعة سنوات كان الفارق بين الكتلتين اصوات قليلة ، وهذه هي الديمقراطية الحقيقية. والا صار الامر مثل انتخابات نميري وبقية الدول الافريقية والعربية نجاح الدكتاتورك بنسبة 99 % .
بعد حضور الوجبة الاخيرة من السوريين والافغان بقية المسلمين صارت اوربا تعاني من ألعنصرية وكراهية الغريب . وفي الستينات والسبعينات كانت المانيا والبعض من الدول الاوربية ترسل المندوبين لاستقطاب العمالة من جنوب اوربا وتركيا . وطبعا شرق اوربا لم تكن تسمح بخروج مواطنيها .
ظاهرة غريبة حدثت اخيرا في اوربا وهي وصول عشرات الآلاف من اطفال تحت الثامنة عشر ، وان كان البعض في الحقيقة فوق الثمانة عشر . ولقد تقرر ارجاع 9 الف منهم من السويد لانهم ليسوا باطفال . ولكن تحركت المنظمات وتظاهرت ضد ارسال الابرياء لطالبان وقد يقتلون او يسجنون . ولا يزال الافغان موجودون . وهؤلاء قد اتوا باشياء تجعل اعظم بروفسيرات علم النفس والاجتماع يتحيرون .
عندما يقرأ الانسان عن المصائب التي تحدث في العالم شئ ولكن عندما يتعرض الانسان لهذه المصائب يكون الامر جد مختلف . وبعد مرور عام على اختطاف الاوزبكستاني رحمات اكيلوف على شاحنة ودهسه للبشر والكلاب في وسط استوكهولم بدون أن يتعرف على هؤلاء الضحايا ، وهم ابرياء لم يسببوا له ضررا ..... لماذا وما هي عقلية هؤلاء البشر ؟ هنا يجد النازيون والوطنيون الريح الذي يدفع اشرعه العنصرية والكراهية . ولسوء الحظ السود من امثالنا اول من يعاني . ولهذا يجب ان نكون مستعدين منذ البداية للدفاع عن انفسنا . وان لا نتنازل لاقل اهانة او استخفاف . والغريبة ان من يتعرضون للتفرقة من السويديين . لا يترددون من الاستخفاف واهانة السود . الجميع يحتاج لسجادة مسح الاحذية .
لقد حدث في السبعينات ان تعادلت الاصوات وحكم الاشتراكيون اربعة سنوات حسب الدستور لأن الحكومة لم تهزم . وبعدها صار عدد المقاعد البرلمانية فرديا ، لتجنب التعادل .
ذكرت لابني فقوق نقور حادثة قديمة كانت حديث الكثيرين في البوليس وتجمعات المحامين واهل السلطة في مدينتنا التي كانت اصغر قديما والجميع يعرفون بعضهم البعض .
حضر خالد محمد احمد صلاح من السودان للدراسة في كوبنهاجن . ولأن شقيقه صلاح كان قد صار غنيا في الخليخ فلقد كلف شركة كلاوسن الدنماركية التي يستخدمها في نقل الماشية للاعتناء به . الا انه عانى من نصائح الاغبياء وسوداني متخلف . وكانوا يقولون له .... تقرا ليه ؟ اخوك ما مليونير . وترك الدراسة . اخيرا احضرته ببعض الشدة للسويد لانه ابن خالى . وتحصل على قبول في جامعة لند . وطلبت منه ان لا يقول للمحقق انه كان قد قرر الحضور للسويد للدراسة . ولكنه بعد ان تحصل على تأشيرة الدخول لزائر قرر الدراسة بعد حضوره للسويد .
بما ان الشخص الاهبل الذي ملأ راسه بكلام مثل ... انا لو اخوي مليونير حاشتغل ليه ؟ قال خالد للمحقق الذي تصادف انه مفتش في الشرطة انه قد قرر قبل حضوره للسويد بانه سيدرس. وهذا لكي يضعني وشقيقه امام الامر الواقع . وبعد ان افهمته بانه اذا لم يواصل الدراسة فسيعيش بلا مال في السودان . اقتع وذهبنا للشرطة لتصحيح الوضع .
وقابلنا نفس المفتش واسمه برور بييرك . وبييرك نوع من الشجر بلحاء ابيض . ولكن المفتش كان يتمتع بشعر اسود وملامح غير سويدية وهي اقرب الى الفرنسيين . كان المفتش متعاليا ، ويصر على مغادرة خالد لانه كذب عندما تقدم لتاشيرة زيارة من الدنمارك . وقال انه كان سيطرده من السويد مياشرى ولكن لحسن حظه كان وحيدا ، واذا كان هنالك شاهد لتم طرده . وواصل .... لقد تعبنا منكم . فقلت له اتقصد انا وخالد ، نحن الافارقة ام كل السود ؟ فقال انتم من تأتون من الدول الفقيرة. تأتون هنا لتنهشوا كيكتنا . فقلت له ومن اين تأتي كيكتم ؟ ان السويد من الدول القليلة التي تعيش على التصدير وأنتم تصدرون 60 % من منتجاتكم .وفاتورة الطاقة السويدية تدفعها الدول العربية بسبب مشاريعكم الضخمة في الشرق الاوسط بعد الفورة الاقنصادية والبترول في السبعينات .
وتطرقت الى ان المهاجرين من السويد يفوق عددهم المهاجريبن الى السويد . واحس المفتش بصدمة الحقيقة . فقال مدافعا لقد استقبلناك وعلمناك كما يبدو . فقلت له لقد اتيت لهذه الديار وانا متعلم . وخالد سيتعلم هنا بفلوسه . فانتفض وقال ان خالد لن يتحصل على اقامة في السويد . فقلت له انه ليس بالانسان الذي يحدد من يبقى او يرحل من السويد فهو رجل بوليس بلا حيلة وله دور محدود وليبس بصاحب قرار . وهنالك ثلاثة شروط وهي القبول في جامعة ، خطة دراسية والدعم المالى وهذه متوفرة . فقال ان خالد سيتحصل على اقامة بعد موته وفوق جثته .
كلفت المحامي بيرتل لياندر الذي حضر معى للسودان وطفنا كثير الاماكن والمدن ، بالقضية . وعندما تحصل خالد على الاقامة . قمت بتصوير الاقامة ، وارسلتها له مع اكليل ضخم من الزهور الجنائزية . وبعد اسبوع من ارسال الزهور شرفني المفتش بزيارة لاول مرة في المكتب مصحوبا برجل بوليس أظنه الاطول في كل السويد . فمن العادة ان يتوقع الجميع كل انواع العنف من السود حتى اذا كانوا يواجهون طفلا اسود . وكان يريد ان يحسني بقوته واهميته . والغريبة انه بعد تلك الحادثة بخمسة عشر سنة رد على سؤال احمد الفكي الذي اتي طالبا اللجوء السياسي ... اين يقع مركز سكن طالبي اللجوء ؟ انه خلف سكن شوقي بدري . لابد انه كان يعرف ان احمد وشيوعيين لآخرين يسكنون معي ، واين اسكن .
عندما استدعتني السكرتيرة حاول المفتش ان يقدم نفسه . فخاطبته بالمفتش برور بييرك ، شؤون الاجانب . ماذا تطلب ؟ فقال انا هنا لكي اراجع العمالة السوداء . فقلت بعد ان كشفت عن ساعدي ..... انها من المؤكد سوداء كما ترى . فقال انا اقصد من يعمل بدون اذن عمل . فقلت له .... هذه ليست بتسريا لبيع البيتزا او ورشه . هل تري افارنا مشتعلة او آلات تطن ؟ لماذ احتاج لعمالة سوداء او بيضاء ؟ اشار المفتس على الاخ الرشيد عبد الحليم حامد . وقال ماذا يعمل هنا ؟ قلت له انه يحتسي القهوة ويكتب خطابا لاسرته . وبعد السؤال والتدقيق على الهوية عرف ان الرشيد الذي صار مديرا لفندق قصر الصداقة وفنادق اخرى في السودان يعمل في فندق مولبيرق الشهير في مدينة هلسنقبورج حيث دارت قصة مسرحية هاملت التي خلدها شكسبير عندما قتل الامير والده الملك . ثم اتي الدور على الاخ على فكاك الذي اثبت له انه يعمل في مسلخ وينتهي عمله في الصباح لانه يعمل في الليل . فتردد قليلا وقال اليافطة تقول مستشار تجاري استيراد وتصدير . ماذا تصدرون . ولا اعرف اى شيطان اطل من العباسية فقلت له.... نخاسات اسنان مستعملة . فطلب منى ترديد كلامي فرددت نفس الجملة .فامتعض . وواصلت ... ما هو دخلك بما نصدر ؟ هل انت مسؤول الغرفة التجارية ، مسجل الشركات وزارة التجارة المجلس البلدي ؟ والتفت الى مرافقة الذي كان يبتسم بغباء وقلت له ... اترتدي دائما هذه الابتسامة الغبية ؟ وقبل ان يلتفت اليه رئيسه تظاهر بالجدية .بعدها قلت لهم ... بما انه لم يكن من اللطيف مشاهدتكم من الامام فدعوني انظر اليكم من الخلف وانتم تنصرفون . وانتشرت هذه القصة كثبرا . وقام المحامي بيرتل لياندر بسؤالي عن القصة . ويف افكر في تلك الردود ؟ والاجانب الذي يدافع عنهم عادة يبدون خوفا عند مخاطبة الشرطة السويدية ؟ وشرحت له كيف نعيش في السودان ولا نخاف الشرطة او السلطة ونحس بأننا ملوك في بلدنا . وبعد جولة في السودان في ديسمبر 1986 قال لى انه يفهم ما قلته له في السويد .
تذكرت قصة المفتش الانجليزي الذي قام بجلد زعيم بعض اهلنا الدينكا عشرين جلدة . وعندما حضر المفتش لزيارته قام بجلدة عشرين جلدة . وعندما تحرك المدير بجنوده واستفسر عن جريمة جلد المفتش قال الزعيم . جلدني عشرين جلدة في مكتبه عندما حضر لزيارتي رديت عليه بعشرين جلدة عندما حضر لي لم انقص او ازيد .
هذه الايام تقوم بوستن في امريكا بقيادة حركة كبيرة للسماح باستعمال الماريوانا او البنقو ، الواو الكمخ الخ وتبعتها ولايات اخرى . وبوستن في ولاية ماساشوتس هي مهد الثورة الامريكية في القرت الثامن عشر احتجاجا على الضرائب البريطانية بدون تمثيل في السلطة الخ .ولأن كل شئ يعني المال والمال في امريكا ، فلقد تكونت شركة ضخمة لانتاج وترويج البنقو وطبعا سيتكون ما سيعرف بكارتيل البنقو ومثل السلاح والتبغ سيكون هنالك لوبي يدافع عن الكمخ في مجلس الشيوخ . 30 الف سويدي قد اشتروا اسهما وبسرعة في الشركة الامريكية. ويتوقعون ارتفاع الاسهم قريبا .
كاليفورنيا وبعض الولايات قد تعاملت بحرية مع الكمخ . في احد الافلام الوثائقية نشاهد اثنين من رجال الشرطة الامريكية يستجيبون لامراة عجوز بسبب سرقة اثنين من شجيرا الماريجوانا من ستة يواسطة جارها . ويتدخل البوليس لاستعادة المسروقات عبارة عن قصاري زرع عملاقة تنموا فيها شجيرات الكمخ الذي يمخمخ بطول المترين . والمسموح به 6 اصص لا غير للشخص . ورجل البوليس كان يقول انه لا يصدق انه كشرطي كان يطارد الكمخ كل حياته سيحمل الكمخ ويعيدة لصاحبته ، كمهمة يفرضها القانون .
رضينا او ابينا الكمخ موجود في كل مكان في السودان مثل الخمور ..
من الاشياء التي تذكرتها بعد موضوع امريكا وشركات البورصة الخ ، حادثة قديمة جدا . فلقد اتصل بي سويدي انيق الثياب وحدد موعدا لمناقشة فكرة تجارية رائعة وبسيطة . والرجل كان يمثل شركات اسكتلندية تصنع وتبيع الويسكي وهو يبيع اسهما في هذه الشركات . والاسهم لا تنخفض والمخاطرة تكاد لا تذكر . وثمن الويسكي يرتفع كلما طال عمره ، والربح مضمون ، وما على الا ان اجد مسنثمرين عرب . وحاولت ان اشرح للسويدي ان الامر بالنسبة لي ومن اعرف غير اخلاقي . الا انه واصل قائلا انني لا افهم فهم لن يشربوا الويسكي ولن يشاهدوه . الامر هو استثمار مثل اى استثمار آخر . وانا وهو سنأخذ نصيبتا من عمل شريف وهو استقطاب مستثمرين مثل الاستثمار في الذهب السيارات او الملبوساتاو الويسكي . ابديت تفهمي في النهاية ورحبت بالتعاون في موضوع الويسكي ولكني اريد مكافأته باشراكه في موضوع اكثر ربحا وهو الاستثمار في الحشيش . وسنتحصل على عمولتنا والامر هو تجارة مثل الذهب او اى بضاعة . وصار وجه السويدي يتغير لشئ جدير بالدراسة. وافهمني بانه يحس بالاهانة لانني اناقش معه موضوع اجرامي وغير اخلاقي . وان تدخين الحشيش قد ينتهي بالانسان كمدمن للهيروين . قلت للسويدي ولكنكم لن تشاهدوا الحشيش ولن تبيعوه . كل ما عليكم هو استثمار الفلوس وانتظار الربح . وفي الدول الاسلامية يجلد الانسان لشرب الخمر ومن يبيع الخمر يجلد ويسجن ويجد الاحتقار في بلده . وشرب الخمر من الكبائر في الاسلام . ويعود السويدي لاسطوانة انهم لن يشاهدوا الويسكي ولن يتعاملوا معه . ورددت دعوتي في ايجاد اثرياء سويديين للاستثمار في الحشيش . وخرج السويدي بدون مصافحة كما يستدعي
العرف . وعندما كنت اقابله ارسم ابتسامة مرحبة فيشيح بوجهه . كنت افكر ... ماذا كتب في تقريره لرؤسائه عن زيارته الاخيرة للافريقي الغريب الذي يريد ان يشركه في جريمة المخدرات ، وما هو رد فعل الاصدقاء والزوجة ؟
هنالك موضوع يمكن قوقلته تحت عنوان شوقي بدري الكمخ .
كركاسة
تعلن الكثير من محطات التلفزيون والاعلام المكتوب عن اول رحلة سياحية الى الفضاء والدوران حول القمر . وخطرلي ان عند بعض كيزان السودان المال ،هل سيشتركون ؟ وكنت افكر ان الاسماء التي ستعلن يوم الاثنين قد تشمل بعض اثرياء العرب وهو سباقون في هذه الاشياء .
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.