انتظمت بعض الصحف حملة اعلامية مكثفة تناولت فيها اوضاع التجار الشماليين في جنوب السودان , حيث تناولت الصحف القضية بنوع من المتاجرة و التهويل والمبالغة وعدم المصداقية خاصة فيما يتعلق بالمضايقات والتشريد والقتل الذي يواجهونه التجار الشماليين في صبيحة كل يوم من قبل حكومة الجنوب والجيش الشعبي من جهة هذا علي حد قولهم, او كما ادعت هذه الصحف , ما ان الاشكالية تكمن في نوعية الاقلام التي تناولت القضية وبنوع من المزايدات والكيل بمكاييل يدرك كنها كل حصيف وواعي , مما يفتح الباب لمزيدا من الاسئلة , لماذا هذا النضمي الكعب في هذا التوقيت بالذات , وحتي لاننساق وراء هذه الرجرجه فالحقيقة واضحة للاعيان ولكي لا نخطئ في فهم الاشياء , فالذي يحدث لبعضية من تجار شماليين او مواطنين سودانيين علي مختلف منابتهم جنوبيين كانوا او شماليين او غيرهم من السودانيين الذين هم سكان بالمنطقة الجنوبية من البلاد لا يمكن باي حال من الاحوال ان تتناولها الصحف بهذه الصورة المشينة عن الجنوبيين في طريقة معاملتهم للشماليين فهذا حديث عاري من الصحة حيث ان الشعب السوداني في الجنوب والشمال لازال يتمتع بعلاقات اجتماعية جيدة علي الاقل في الوقت الراهن, وليدرك القائمون علي امر هذه الصحف بانه هذا سلوك اكثر من مألوف منذ ان وطأت الجهة الاسلامية كرسي السلطة , وظل المشهد يتكرر وبصورة يومية وتراجيدية ولكن هذا لا يبرر لاي كائن ان يستغل سلطانه لقهر البسطاء من ابناء شعبي دون تمييز , برغم عن كل شيئ الا ان مثل هذه الاحداث قد تمت في السابق وتحدث في كل يوم في كافة مدن السودان دون ان يقول الجنوبيين ان الجيش الشمالي او الشرطة الشمالية او الحكومة الشمالية مع ان الحقيقة بائنة ولا يمكن ان تخطئه العين , فمن منا لا يذكر ماحدث في الخرطوم لحظة رحيل وغياب القائد الملهم الدكتور جون قرنق فلقد خرج الجميع مفجوعيين من هول المفأجاة والصدمة الكبري ,التي لحقت بكل السودانيين جنوبيين وشماليين وغرابة وناس الشرق وكان ذلك في يوم الاثنين دون ترتيب مسبق لتدمير شيئ او لألحاق الأذي بالناس ايأ كان منبتهم فلقد خرج الشعب كله دون تمييز مزعوريين من شدة الفجيعة , الا ان ما تم في يوم الثلاثاء كان مدبرا وبوعي تام من قادة الاجهزة الامنية وحدثت اشياء كثيرة وغريبة اثرت علي مجريات الكثير من القضايا ومن يومها ايقن الكثيرون بان هذه الجغرافية ما عادت صالحة لكافة التنوع السوداني الا ان العشم كان كبيرا في صباح اجمل قد تأتي به الايام القادمات وسيظل الثلاثاء صفحة سوداء اخري لها مالها من معاني ودلالات في قاموس البلد الواحد ,وتتكرر المواقف من وقت لاخر وكلنا يذكر افاعيل واساليب القوات المسلحة والدفاع الشعبي والشرطة الشعبية والقوات الامنية الاخري في مناطق عديدة في السودان , خاصة في المناطق التي كانت للحركة الشعبية خلايا نشطة او في المناطق التي توفرت فيها تجمعات سكانية لهم سحنات مثلما للعضوية الحركة الشعبية , فبرغم من الاذية والتعذيب والقتل المقصود المتعمد والاضطهاد وغيرها من الحاجات القذرة الا ان ذلك المواطن كان يدرك جيدا بان سلطة النظام الديكتاتوري قائمة علي البطش والتنكيل , دون ان يعطي تصرفات النظام اي صفة عرقية او دينية او جهوية , ولكن ما يحدث الان شيئ غريب حيث يتم نسب التفلتات واخطاء الافراد تحسب الي فئة عرقية او سياسية او حكومة باكملها , تعمل علي ابعاد الشماليين من الجنوب انها لفرية مفبركة ؟؟؟ عيب يا اخوة العروبة والاسلام كيف تتجراءون بقول ذلك ونحن كنا حضورا يومذاك عندما تقاطرت القوات الامنية العرقية وحاصرت امدرمان واغلقت الكباري واصبحت تتصيد الناس في المركبات العامة والخاصة حيث تم انزال الشعب السوداني ولكن هذه المرة اختلف المعيار وكان الجلاد يملك ادوات التمييز وكيف لا وق تم انزال الناس علي حسب سحناتهم والوانهم التي لا تتشابه مع الذين كانوا علي متن العربات اللاندكروزر يعني ناس الاحجار الكريمة فلقد احتمي النظام باهله بعدما هدم اجهزة الدولة لتبقي الدولة تركة لحفنة معينة , ففي كل يوما تتكرر مأسي اهلنا من الجنوب والغرب والشرق وجبال النوبة والانقسنا دون ان يقولوا ان هم ضد الشماليين بل كانوا يرفضون علي الدوام سياسات المركز الاقصائية وبرغم من ان الصورة قد اتضحت في الاونة الاخيرة الا ان اهل الجنوب والنوبة والفونج وناس الهامش اتشبثوا بخيار دولة ممكنة ومستحيلة رغم وضوح العنصرية والاقصاء والتهميش وسيادة فئات بعينها , فليس دفاعا عما يحدث في الجنوب من تفلتات طفيفة لا املك حق تبريرها , الا انني قصدت توضيح الاشياء حتي لا ننساق الي متاهة حرجة , فالشماليين في الجنوب يتمتعون بمعاملة مماثلة لاخوتهم من الجنوب وكذلك لهم ما للجنوبيين من حقوق وما يحدث من تصرفات من فينة لاخري فهي مسائل فردية لا يمكن ان تحسب الي دولة او مؤسسة باعتباره عمل منظم لاقصاء او تشريد الشماليين ,فهناك قوانين تراعي حقوق المواطنين بغض النظر عن اتجاهاتهم الجغرافية او العرقية او الدينية ,فحتي لا نجعل من هذه التصرفات والزوبعة الاعلامية حجة وذريعة لاختلاق الاكاذيب وتمرير اجندة حزبية ونفعية فلابد ان تتحلي هذه الصحف والاقلام بالموضوعية في تناول القضايا حتي تؤدي الصحافة دورها في التوعية والتبصير وربط جسور بدلا ان تعميق الجراحات وتوسيع الهوة والاتجاه الي القطيعة وكلام الخشامات والنضمي الكعب , علما ان البلاد مقبلة الي فضاءات جديدة تستوجب من الصحافة ان تلتزم المسئولية تجاه القضايا ونقل الحقائق كما يجب ان تكون دون رتوش مبطنة بسموم العنصرية والنفعية الضيقة. kankan send point [[email protected]]