خط الاستواء بوشي هو أحد الشباب القابعين خلف حائط الظلام.. كان البوشي، بوشي كان عضوا في حزب البعث العربي الاشتراكي، وقد احتُجز في الماضي لمرات عديدة بسبب مواقفه السياسية. في العام 2011م احتجز في الخرطوم لعدة أسابيع، بعد مواجهته الناقدة لمسئول انقاذي كبير. كيف هو الآن في هذا الزمهرير الشتائي؟. لا أعرف رجلاً باعته المعارضة السودانية ب (أبعِرة) مثل محمد حسن بوشي – ود كوثر – الذي لجأ الى مصر، فى أكتوبر الماضي ثم تم ترحيله قسراً من القاهرة الى الخرطوم، في مخالفة صريحة لحقه كلاجئي سياسي. يقيم البوشي في القاهرة بصفة لاجئ ، ومسجل بالمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، وحتى هذه اللحظة لم يقدّم الرجل الى المحاكمة، ولم يكشف عن مكان احتجازه. ووفق منظمة هيومن رايتس ووتش، إنه بموحب بموجب اتفاقية اللاجئين لعام 1951 واتفاقية لمناهضة التعذيب، لا يحقّ لحكومة البلد التي يلجأ اليها المضطر، إعادة اللاجئ إلى مكان تكون فيه حياته أو حريته معرضة للخطر أو حيث قد يتعرض للتعذيب.. هل نسيه رفاق دربه؟. يحكى أن ملكاً رجع إلى قصره في ليلة شاتية، ووجد عند الباب حارسه واقفاً بثوب بالٍ تصطك أسنانه من شدة البرد. سأله الملك، فشكى الحارس حاله مع الزمهرير. قال الملك للحارس: هل تشعر بالبرد؟. ردّ الحارس: نعم أنا أرتجف من قسوة ليل الشتاء، لا أملكُ لباساً دافئاً، و لا سبيل إلا الصبر حتى تشرق الشمس فأتدفأ بشعاعها. قال الملك: هوِّن عليك يا رجل، سأدخلُ قصري الآنَ وابعث لك الدفء مع أحد الخدّام.. سابعث لك ما يستر عريك ويدفئك. ودخل الملك الى قصره الدافئ ونسي الأمر.. لم يخرج من عنده رسول حتى لاح ضوء الصباح، فوجدَ العابرون جثة الرجل متكوِّمة في ركن باب القصر، والى جوارها وريقة مكتوب عليها: أيها الملك، كنت قانعاً بقسمتي من هذا الليل، لكن انتظاري للدفء الذي وعدتني به، سلب مني قوتي حتى قتلني البرد. الآن يقبع محمد حسن بوشي في مكان مجهول، في ظل خفوت أصوات الحق لنصرته وانصافه بمحاكمة عادلة أو اطلاق سراحه. متى تنتهي هذه الفاجعة التي لا يعاني منها البوشي وحده، إنما أمه أيضاً تدفع الثمن، اسرته، ورفاقه في الطريق الطويل. نقول للرفاق.. دعونا نترفق ببعضنا. دعونا نكون أشداء على الشمولية، رحماء بيننا. تباً لزمان التخوين والدمغ وكيل الاتهامات. قال المتنبئ: ولم أر في عيوب الناس عيباً كنقص القادرين على التمام. نقول لمن يهمه الأمر. أطلقوا سراح البوشي فوراً، أوقدموه لمحاكمة عادلة. ////////////////