[email protected] في العام الماضي دشنت جريدة الهلال الموسم بتضليل وخداع جماهير النادي من خلال المانشيتات الجاذبة والحديث عن نجاح المعسكر الإعدادي رغم هناته الكثيرة التي لم يتناولوا أياً منها. أكدوا مراراً وتكراراً أن كل شئ يسير على قدم وساق وأن هلال 2009 سيدك الحصون وسيجلب كأس أفريقيا التي طال انتظار الأهلة لها. لكنني شخصياً كنت أعلم أن كل ذلك ليس أكثر من ضحك على عقول جماهير هذا النادي وفي نهاية الأمر فشل الهلال في الوصول لهدفه وطارت فرصة اللقب الأفريقي مثل كل مرة. بعد انتهاء الموسم عرف الناس أن الأمور لم تكن كما صورتها جريدة النادي التي يفترض أن تصدق جماهير الأزرق وتنقل لها ما يجري داخل ناديها دون تجميل أو رتوش، لكنها للأسف فعلت العكس تماماً. بعد خروج فريق الكرة خالي الوفاض من ذلك الموسم وحين اشتدت الخلافات بين أعضاء المجلس استقال رئيس تحرير الصحيفة ثم تراجع فيما يبدو عن استقالته. بعد كل ذلك توقعنا أن يستفيدوا من أخطاء الماضي ليقدموا لجماهير الأزرق خدمة صحفية صادقة بعيداً عن محاولات ارضاء الإداريين، لكن للأسف الشديد لا تلوح في الأفق أي بادرة من هذا النوع. بدأت الجريدة هذا الموسم بنفس طريقة العام الماضي حيث تابعنا المانشيتات التي تمجد كل عمل يقوم به مجلس إدارة النادي. بالأمس طالعت في جريدة الهلال أكبر كذبة تمثلت في تبرير غياب المدرب كامبوس عن مباراة جزيرة الفيل الدورية. فقد عرف القاصي والداني سبب امتناع كامبوس عن حضور المباراة، إلا جريدة النادي التي أرادت أن تواصل نهج تخدير وتضليل الجماهير عشان خاطر عيون الإداريين وهذا أمر مؤسف حقيقة ولا يشبه الهلال في شئ. كامبوس رفض مرافقة الفريق إلى الاستاد بسبب استهتار إدارة الكرة ومماطلتها وتأخيرها في احضار الحافلة التي تنقل اللاعبين للملعب. كما يقال أن الحافلة تعطلت وهي في طريقها للاستاد وده مؤشر على إنها ( هكرة) وليس جاهزة لنقل لاعبي ناد بحجم الهلال. ربما إنها المرة الأولى التي أسعد فيها بموقف للمدرب كامبوس فالرجل أراد من إدارة الكرة أن تلتزم بالمواعيد وأن توفر المعينات، سيما الوسيلة التي تنقل اللاعبين للاستاد لأداء مباراة دورية. لا غبار على رفض كامبوس مرافقة الفريق ما دام الإداريين يصرون على استهتارهم واستخفافهم بكل شئ يتعلق بفريق الكرة وهو ليس بالتصرف الجديد من أعضاء مجلس الكومبارس. إذاً رفض كامبوس مرافقة الفريق يفترض أن يحسب له لا عليه وكان من واجب جريدة النادي أن تصارح الجماهير بهذه الحقيقة وأن تقول أن المدرب رفض فوضى وعدم جدية إدارة الكرة بالنادي، بدلاً عن اطلاق كذبة من نوع " آلام القرحة المفاجئة منعت كامبوس من مرافقة الفريق." ولا أدري كيف يقبل كتاب جريدة النادي على أنفسهم لعب مثل هذا الدور. فالصحف الأخرى خرجت بالخبر الصحيح وهذا يعقد موقفكم أخوتي بجريدة النادي ويحرجكم كثيراً فلماذا تنحازون لجانب الإداريين حتى إن كلفكم ذلك الكذب على جماهير النادي؟ هل صار ارضاء الإداريين أهم من ارضاء الخالق وضمير الصحافي؟ إن كنتم تفهمون أن جريدة النادي لابد أن تدافع عن ناديها بالحق وبالباطل وأن تخفي السلبيات وتبرز الايجابيات فقط، فعليكم بمراجعة أنفسكم أخوتي الأعزاء. الدفاع عن النادي يحتاج منكم لأن تبرزوا السلبيات قبل الايجابيات ولا يهم كثيراً ما سيقوله الخصوم، بل ما يهم حقيقة هو أن يتم تصحيح الأوضاع في النادي لأن البطولات والألقاب الكبيرة لن تأتي صدفة أو عبر التطبيل وتفخيم الانجازات الصغيرة. الألقاب الكبيرة تحتاج لعمل جاد ورقابة صارمة على من يتولون أمور النادي. أعلم أن إداريي اليوم في السودان يرفعون البطاقة الحمراء لكل من يخالفهم الرأي أو يقول لهم " لا " لكن ذلك ليس مبرراً كافياً لأن يصمت بعضنا عن قول الحقيقة أو يحاول تجميلها. اخلصوا لناديكم من خلال مصارحة أي إداري فاشل بمفردة فاشل وقولوا لكل مستهتر أنه كذلك دون تجميل لأن الهلال باق وهؤلاء ذاهبون طال الزمن أم قصر.