على الرغم من سلمية مسلك الثوار فقد تحولت آلة الدولة الى القمع المؤسسي المفرطِGovernment Brutality) ) الذي لا يراعي عرفاً ولا قانوناً. وطارت في الأسفير صور القوات النظامية، بمختلف مسمياتها، وغيرهم من الملثمين من "كتائب علي" في سيارات لا تحمل لوحاتا مرقمة وهم يدخلون المستشفيات وبيوت الناس ويعتدون على حرمات أهلها ضربا وجرجرة على الأرض واختطافا للشيب والشباب واعتقالهم (تعسفيّا) وبصورة مهينة مُذِلة تقشعر لها الأبدان. بل تعدى ذلك الى مواصلة استخدام الذخيرة الحية والقنص المصوب على مقتل ما نتج عنه وقوع المزيد من الضحايا منهم مؤخرا طبيبا شابا كان يؤدي عمله الإنساني العظيم هو الدكتور بابكر عبد الحميد ورجل آخر آخر احتمى المتظاهرون بمنزله فحماهم هو الشهيد معاوية بشير خليل، عليهما الرحمة. كل هذا يتم بأموال الشعب ممن بفترض فيهم أن يكونوا حراسه وخدامه وحماته. والرئيس ووزرائه ومستشاريه المنعمون بمخصصات الدولة ومجلسهم الوطني والمرجفون صامتون صمت القبور. فلهؤلاء جميعا نقول ما يحدث الان هي جرائم كاملة التوثيق ومستوفية لشروط الإثبات يعاقب عليها القانون وستسألون! كفى صمتاً. فلم يعد بالإمكان أن تواصلوا تجهيل هذه الأمة وغسيل الأدمغة الذي درجتم عليه. لقد ولّى عهد الجهل والتجهيل الى غير رجعة. والدليل إنّ من يوقدون هذا اللهب الثوري بجذوة لا تخبأ هم من ولدوا وتربوا في قلب المشروع الحضاري المزعوم. بل ومن بينهم أطفال بعض المسئولين. وهذا اللهب سيحرق الشحوم التي أنبتها السحت والحرام طال الزمن أم قصر. كفى صمتاً فما عاد في القصعة من حليب. أوقفوا هذه الأعمال الإجرامية الان! وكفي صمتا يا برلمان يا "وطني"! فشغلكم الأساس هو أن ترفعوا عقيرتكم وتستبينوا الحق وتصدحوا به. هذا هو ما تتقاضون عليه أجرا ومخصصات مجزية. فأنتم تأخذون أجر عملكم من عرق هذا الشعب؛ ومن أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل. ومن لم يستطع منكم فعل ذلك فأكرم له أن يتنحى الآن. لقد قال الشعب كلمته الآن داوية في كل أرجاء البلاد وأسمع العالم أجمع. فالتحموا بالشعب وأجبروا الطاغية وكتائبه أن يوقفوا هذا الهدر لأرواح شبابنا الآن. أوقفوا المذلّة والمهانة التي تتعرض لها النساء في أحيائكم فهن أمهاتكم وبناتكم وحفيداتكم. أوقفوا ما يتعرض له الأطفال في الأحياء والبيوت الآن من رعب وترويع سيسمم ذاكرتهم اليافعة للأبد. أوقفوا السيارات المجنزرة التي تجوب الشوارع كل يوم بحثا عن "خونة وعملاء" لا وجود لهم بين أفراد الشعب. ابحثوا عنهم في الدور المشيدة فهم يجلسون في الحدائق يحيط بهم الأرزقية وعلماء السوء. فلتسألوا قاطني هذه الدور من أين لهم هذا. أوقفوا أصوات الملتوف والبمبان والذخيرة الحيّة من شوارعنا. فلم يعد لسلطان هؤلاء وجود. فهذا شعب لا يخيفه التهديد والوعيد بل يزيده عناداً. فقد رأى المدعو الفاتح عزالدين ومن سولوا له أن يرفع عقيرته مربرباً بذلك الهرف كيف أبلعوه كلماته حرفاً حرفاً. هذا شغلكم وقد هيأت لكم العناية الالهية فرصة ذهبية أن تبرئوا ذممكم من هذا النظام الساقط فاسقطوه قبل أن تسقطوا معه. المسئولية (التاريخية) تحتم على (الحكومة) الآن تسليم الراية للشعب فورا ممثلا في قواه السياسية الحيّة بقيادة النداء الثوري الماثل أمامنا. وعليها أولا إطلاق سراح جميع المعتقلين. فهذا اعتقال تعسفي لا يسنده قانون ويتعارض أفقيا وراسيا مع الحقوق الأساسية المنصوص عليها في الدستور. وعلى القوات النظامية وقادتها االكبار أن يعرفوا عظم المسئولية التاريخية الملقاة على عواتقهم ويتبينوا مكانهم الصحيح وواجباتهم في (الدستور) فهو الحامي للجميع ولا حامي سواه. فقد تحوّل الشارع كله الى صوت واحد توحدت كلمته في مطلب واحد هو ذهاب هذا النظام. مطلب واضح يحيط به قدرٌ كافي من الوعي الثوري لا يمكن الالتفاف عليه. مطلب واضح يصبح واجب الجميع حمابته وتوفير المناخ السلمي لتحقيقه. // عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.