دولة إفريقية تصدر "أحدث عملة في العالم"    والي الخرطوم يدشن استئناف البنك الزراعي    الناطق الرسمي بإسم القوات المسلحة السودانية: نحن في الشدة بأس يتجلى!    السودان: بريطانيا شريكةٌ في المسؤولية عن الفظائع التي ترتكبها المليشيا الإرهابية وراعيتها    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    البطولة المختلطة للفئات السنية إعادة الحياة للملاعب الخضراء..الاتحاد أقدم على خطوة جريئة لإعادة النشاط للمواهب الواعدة    شاهد بالفيديو.. "معتوه" سوداني يتسبب في انقلاب ركشة (توك توك) في الشارع العام بطريقة غريبة    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تقدم فواصل من الرقص المثير مع الفنان عثمان بشة خلال حفل بالقاهرة    شاهد بالفيديو.. وسط رقصات الحاضرين وسخرية وغضب المتابعين.. نجم السوشيال ميديا رشدي الجلابي يغني داخل "كافيه" بالقاهرة وفتيات سودانيات يشعلن السجائر أثناء الحفل    شاهد بالصورة.. الفنانة مروة الدولية تعود لخطف الأضواء على السوشيال ميديا بلقطة رومانسية جديدة مع عريسها الضابط الشاب    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    موظفة في "أمازون" تعثر على قطة في أحد الطرود    "غريم حميدتي".. هل يؤثر انحياز زعيم المحاميد للجيش على مسار حرب السودان؟    الحراك الطلابي الأمريكي    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    معمل (استاك) يبدأ عمله بولاية الخرطوم بمستشفيات ام درمان    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الثلاثاء    انتدابات الهلال لون رمادي    المريخ يواصل تدريباته وتجدد إصابة كردمان    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    بعد أزمة كلوب.. صلاح يصدم الأندية السعودية    الإمارات وأوكرانيا تنجزان مفاوضات اتفاقية الشراكة الاقتصادية الشاملة    القلق سيد الموقف..قطر تكشف موقفها تجاه السودان    السودان..مساعد البرهان في غرف العمليات    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    إيران تحظر بث مسلسل "الحشاشين" المصري    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    يس علي يس يكتب: روابط الهلال.. بيضو وإنتو ساكتين..!!    سرقة أمتعة عضو في «الكونجرس»    تدمير دبابة "ميركافا" الإسرائيلية بتدريب لجيش مصر.. رسالة أم تهديد؟    حسين خوجلي يكتب: البرهان والعودة إلى الخرطوم    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    قوة المرور السريع بقطاع دورديب بالتعاون مع أهالي المنطقة ترقع الحفرة بالطريق الرئيسي والتي تعتبر مهدداً للسلامة المرورية    السينما السودانية تسعى إلى لفت الأنظار للحرب المنسية    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هبة ديسمبر ابداع العقل البشري نهاية لسلطة الأب وميراث التسلط ... بقلم: طاهر عمر
نشر في سودانيل يوم 19 - 02 - 2019

في ساحة الفكر في السودان هناك كثر لا يرضيهم ترديد فكرة فشل النخب و اصرارها على ادمان الفشل الذي تجلى في عدم مقدرتها على انتاج المعنى رغم أن واقع الحال يقدم مؤشرات واضحة للكساد الذي يغطي كل الأصعدة سواء كانت على حيز السياسة أم الاقتصاد أم الاجتماع و نجد أن هناك عجز و حيرة يسوقها عقل سيطرت عليه فكرة المستحيل فكل ما قدمته النخب الآن يظهر عجزها و حيرتها و أن كل شئ يربط المجتمع مع المستقبل مستحيل مما أدى الى سيطرة المستبد و كأنه قدرا لا فكاك منه.
و كل المحاولات الجبارة من النخب التي أدمنت الفشل نجدها تكرس لواقع الحال ان لم تزده سؤ على حاله السئ أصلا مثل فكرة أن لا فكاك من حكومة الانقاذ ثمرة الحركة الاسلامية السودانية المرة الا بالدخول معها في انتخابات نتيجتها سلفا معروفة و مغشوشة كما رأينا في ترويج فكرة انتخابات 2020 من نخب لا يربطهم رابط مع الحركة الاسلامية السودانية و لكن يجمعهم مع الحركة الاسلامية السودانية و مفكريها قاسم مشترك و هو مستوى المثقف الذي لم يتجاوز عتبة أن يكون المثقف المكون أي المفكر الذي يستطيع أن يعرف أقرب مستوى الى فلسفة التاريخ و بالتالي يستطيع أن يبحر بفكره نحو عتبة المجتمعات الحديثة.
اذا تسألنا عن تقارب مستوى الفكر لنخب لم تكن جزء من الحركة الاسلامية و لكنها تقدم مشاريع فكر تكاد تخدم فكر الحركة الاسلامية السودانية كما رأينا في فكرة انتخابات 2020 و فكرة الكرة في ملعب الرئيس و فكرة لقاء نيروبي لأن النخب السودانية سواء كانت في الحركة الاسلامية السودانية أو ليست منتمية اليها منبع فكرها مشترك فكما يقول محمد أركون أن الريادات الوطنية غير الواعية في العالم العربي و الاسلامي لم تفرق في حربها ضد الاستعمار أن تكف عن محاربة العقلانية و التنمية.
فالعقلانية و التنمية في نظر النخب الفاشلة ظلال الاستعمار مثلا نجد ذلك واضح في مسيرة الفكر منذ فجر الاستقلال و فكرة تحرير لا تعمير أي التحرر من الاستعمار أما التنمية فتأتي لاحقا و حقا هنا يتجسد الشعار الفضيحة الذي أسس للجهل المؤسس و الجهل المقدس كما يقول محمد أركون في استلافه من اوليفيه روا و هذا ما أنتج نخب لا تقدم غير فكر قد أوصلنا الى ما نحن فيه فكر يسيطر على مفاصل حركته وحل الفكر الديني الذي قد أصبح منصة انطلاق لأفكار الأحزاب الطائفية في السودان فكر قد فارق ابداع العقل البشري و مجد العقلانية و تابع فكرة الحشود في العالم العربي و الاسلامي فكانت نتيجته قيام الأحزاب الدينية في السودان من كل شاكلة و لون و كلها غارقة في وحل الفكر الديني الذي قد كلف البشرية و تجربتها المريرة معه كثير من العرق و الدم و الدموع كما رأينا في تجربة الحركة الاسلامية السودانية الماثلة الآن و هي تترنح و آيلة للسقوط بفعل ضربات هبة ديسمبر التي قد مثلت مفصل مهم في السودان و هو مفصل تقدم الشعب و سقوط النخب الفاشلة التي قد سيطر عليها عقل لا يجيد غير رسم الحيرة كختم على فكره و تقديم الاستحالة لتجاوز الواقع المزري الذي أنتجه غياب المفكر الذي يستطيع التفريق ما بين المجتمعات التقليدية و المجتمعات الحديثة التي قد أصبحت تجسد ملخص تاريخ البشرية في تجاوزه للعرق و المعتقد و تهاديه باتجاه فكرة الفرد و العقل و الحرية و هذا ما جافته أقلام النخب في السودان و هي غارقة في وحل الفكر الديني الذي لا يطيق فكرة فراغ الهويات القاتلة و يخنق فكرة الحريات التي تهب الحياة كما رأينا في تخبط الحركة الاسلامية السودانية و بالمناسبة الحركة الاسلامية السودانية ماهي الا ابنة شرعية قد أنجبتها أحزاب الطائفية عندما شاخت و غاب عنها المفكر المكون كفنار يهدي مسيرة الفكر الى مجد العقلانية.
وحل الفكر الديني لم يكن منحصر في فكر الحركة الاسلامية السودانية و أحزاب الطائفية و الاحزاب الدينية من كل شاكلة و لون في السودان بل نجده أيضا في فكر الحزب الشيوعي السوداني في اصراره على فكرة المطلق و انتهاء فكرة الصراع الطبقي و بالمناسبة القاسم المشترك بين الحركة الاسلامية السودانية و الحزب الشيوعي السوداني يجسده ايمانهم بالمطلق لذلك نجد في فكر علماء اجتماع كثر أن أكثر ما أعاق حركة المجتمع و أدى لكساد الفكر هي أن أغلب النخب في العالم العربي و الاسلامي نجدهم يلبسون عباءة سحرية كتذكرة دخول في لجؤهم الى الغيب في فكر حركات اسلامية قد رأينا آخر نسخها التي انتجتها أي وحوش داعش و في الجانب الآخر نجد من يختبؤن تحت فكرة مطلق آخر و هي فكرة انتهاء الصراع الطبقي في أيدولوجيات متحجرة في ساحتنا السودانية قد جسدها الحزب الشيوعي و مابين الكتلتين ينام الكساد الفكري الذي قد عم ساحة الفكر في السودان أي ما بين أحزاب اللجؤ الى الغيب و هي أحزاب الوحل الديني و كذلك وحل الحزب الشيوعي كدين بشري يؤمن بالمطلق في فكرة انتهاء الصراع الطبقي قد سيطرة فكرة المطلق في زمن النسبي و العقلاني و انسدت كل الأبواب الأمامية فما كان الا أن تكون هبة ديسمبر كانفجار من الخلف يمثله خروج الشعب في رد قوي على النخب التي قد سدت الأبواب الامامية بوحل فكرها الديني سواء في أحزاب حركات اسلامية من كل شاكلة و لون تمثل فكر حركات الاسلام السياسي و صحوته أو وحل فكر ديني بشري يجسده الحزب الشيوعي السوداني في أصراره على الايمان بالمطلق في زمن النسبي و العقلاني كما رأيناه في تبني أحزاب شيوعية في الغرب لفكرة نمط الانتاج الرأسمالي بسبب قوة النقد و انتاجها لمعرفة تضع علم الاجتماع في صميم الديالكتيك من أجل مسايرة تاريخ البشرية في تراجيديته و مأساويته التي لا تفسرها الا فكرة الاقتصاد و المجتمع كمعكوس لغائية ماركس و لاهوته الديني الذي يصر على فكرة انتهاء الصراع الطبقي.
فغياب نخب تستطيع ربط البنى الفوقية و التحتية من أجل اطلاق شرارة الازدهار الاقتصادي سببه الركون الى وحل الفكر الديني في السودان سواء كانت أحزاب اللجؤ الى الغيب في فكر الأحزاب الدينية أي فكر أحزاب الاسلام السياسي في تدرجها من الأكثر تطرف الى أقلها تطرف و مرورا بالطائفية كلها لم تكن غير تجسيد لفكرة الحيرة و الاستحالة التي لم تفرق في حربها ما بين الاستعمار و التنمية و فكرة العقلانية و بالتالي قد وصل بنا الحال الى ما نحن عليه و كأننا لم تغشانا فكرة النشؤ و الارتقاء التي قد وصلت الى حيز الفردانية و قد فارقت العرق و المعتقد في زمن لم يزل المعتقد أي وحل الفكر الديني عندنا في السودان هو كعب أخيل النخب السودانية.
لذلك غياب دراسات توضح أصل و طبيعة النظم الشمولية و ما يترتب عنها من مآسي كما رأينا في فعل النازية و الفاشية و الشيوعية في جهود حنا أرنت غياب مثل هذه البحوث يجعل كثير من النخب في السودان تصر على فكرة انتهاء الصراع الطبقي و كأن السودان جزيرة معزولة عن العالم و أن الفكر الشيوعي في رحابه يخلو من طبيعة النظم الشمولية كما رأينا في جهود حنا أرنت التي أكدت أن الشيوعية كنظام شمولي لا تقل بشاعته عن النازية و الفاشية و كذلك في جهود غرامشي الذي بسببه قد تبنت الاحزاب الشيوعية في الغرب فكرة نمط الانتاج الرأسمالي.
على أي حال اصرار النخب على خطاب أحزاب تنطوي على فكر شمولي في السودان و تؤمن بالمطلق كما رأينا في فكر الحركة الاسلامية السودانية و الحزب الشيوعي السوداني سببه سيطرة الأسرة الجذعية في الثقافة السودانية و هي لا تنتج غير نظم سياسية مستبدة مقارنة ببنى الأسرة النووية التي تنتج نظم سياسية لها قدرة على الايمان بالفكر الليبرالي لذلك نجد ان سلطة الأب و ميراث التسلط يجعل من كثر أن يتواجدوا في أحزاب لا تنتج غير نظم شمولية كما رأينا في الفكر الشيوعي و فكر الحركات الاسلامية.
لذلك بعد سقوط النظام أول التحولات يجب أن تكون في شكل البناء الأسري للشباب بناء يأخذ شكل الأسرة النووية التي تستطيع أن تنتج الفكر الليبرالي و هذا ليس بمستحيل في ظل النظريات الاقتصادية و تاريخ الفكر الاقتصادي الذي يشهد بالتحولات في المجتمعات التي قد كانت مهد الديمقراطية في كل من فرنسا و انجلترى بسبب سياسات عقلانية شجعت بناء الأسرة النووية بسبب الأداء الاقتصادي في القرن السادس عشر في انجلترى و السابع عشر في فرنسا لذلك ان قيام نظم ديمقراطية تحقق الشرعية و المثال يجب أن تقوده نخب واعية تستطيع أن تعرف أن للبناء الاسري دور مهم في تكوين النظم السياسية سواء كانت شمولية أو ليبرالية و هدف السودان هو الديمقراطية فيمكن للاقتصاديين أن يقوموا بفعل يجسد المحافظة على الديمقراطية على المدى الطويل عبر فكرة البناء الاسري و خاصة الاسرة النووية التي تمنح فكرة الايمان بنظام ليبرالي يكون فيه كل فرد انسان بالضرورة.
الملاحظ في ساحة الفكر في السودان غياب الاهتمام بفكرة الاقتصاد و المجتمع و دليلنا على ذلك ان الاقتصاد الآن قد أصبح كعب أخيل للحركة الاسلامية السودانية فغياب الاهتمام بفكرة الاقتصاد و المجتمع نجده واحد من المعوقات لنمو الجهود الفكرية بل من المعوقات لظهور مفكرين في السودان يرتقي مستواهم الى مفكرين كبار في ساحات الفكر في العالم لذلك سيسقط الاداء الاقتصادي السئ للحركة الاسلامية السودانية و ثمرتها المرة حكومة الانقاذ و بالتالي سيسقط وحل الفكر الديني و الى الأبد و السبب تدني مستوى المعيشة للشعب وغياب الشرعية و المثال الذي تجسده معادلة الحرية و العدالة.
فغياب الاهتمام بفكرة الاقتصاد و المجتمع نجده أنتج في ساحة الفكر السودانية مفكريين مشهوريين و لكنهم بعيوب قاتلة فنجد المؤرخيين مازالوا في مرحلة الوثيقة المقدسة في زمن أصبحت فيه مدرسة الحوليات سيدة دراسة تاريخ الاقتصاد و الاجتماع و قد ورثتها الآن قوة النقد التي تنتج المعرفة و نجد المهتميين بالاجتماع يجهلون فكرة الاقتصاد و المجتمع فتجد جهودهم الفكرية ناقصة و تحس بأن مقالاتهم يجب أن تبتدئ من حيث انتهت و نجد الشيوعيين السودانيين في فكرة انتهاء الصراع الطبقي بشكل يذكرك بأهل الكهف ففكرة الاقتصاد و المجتمع مهمة جدا هاهي ايران محاصرة و لن تسقطها غير فكرة الاقتصاد و المجتمع و عكسها السعودية قد قدمت فكرة الاقتصاد و المجتمع في رؤية 2030 كطريق سيخرجها من وحل الفكر الديني.
عبر فكرة الاقتصاد و المجتمع في المجتمعات الحية نجد مثلا أن ريموند أرون مؤرخ و اقتصادي و عالم اجتماع و فيلسوف لذلك نجده قد قدم جهود كانت هائلة في محاربة الفكر الشيوعي الذي لا ينتج غير نظم شمولية بغيضة و غيره كثر لا نجدهم يهتمون فقط بفكرة الوثيقة المقدسة و يتجاهلون فكرة الاقتصاد و المجتمع و في اعتقادهم ان الشيوعية تغطي حيز الاحتماع و السياسة و الاقتصاد و هيهات ففي الغرب نجد أن الأحزاب الشيوعية قد آمنت بنمط الانتاج الرأسمالي كنتيجة للنشؤ و الارتقاء و آخر محطاتها الديمقراطية و الفردانية.
و عليه على النخب السودانية التفكير بعمق في فكرة الاقتصاد و المجتمع و عليهم أن يتخطوا الوقوف في العتبات و الدخول الى حيز الفكر الليبرالي الذي يجسد قيم الجمهورية والميثاق الكامل لحقوق الانسان بعيدا عن فكر لا ينتج غير نظم شمولية كفكر الحركة الاسلامية و فكر الحزب الشيوعي بشكله الراهن المتجسد في فكرة انتهاء الصراع الطبقي فالنشؤ و الارتقاء قد أوصل البشرية في تجربتها بأن الفرد و العقل و الحرية هي نتاج معادلة الحرية و العدالة و لا يمكن تحقيق شرعيتها و مثالها الا عبر الفكر الليبرالي الذي قد هزم فكر الايدولوجيات المتحجرة كالحزب الشيوعي السوداني و فكر اللاجؤون الى الغيب الذي يجسده فكر الحركة الاسلامية السودانية.
بغياب فكرة الاقتصاد و المجتمع نجد أن هناك كثر في الساحة الفكرية في السودان يتحدثون عن التغيير و يغيب عن فكرهم التفسير و هو المهم الذي قد تحدث عنه عالم الاجتماع العراقي فالح عبد الجبار و بغياب التفسير الذي يسبق التغيير نجد في الساحة السودانية مبادرة الطيب زين العابدين البائسة و محاولاته مع الجزولي دفع الله و محاولة انقاذ فكر الحركة الاسلامية السودانية و غيرها من المحاولات التي يريد أصحابها عرقلة هبة ديسمبر التي تجسد فكرة تقدم الشعب و سقوط النخب و هذه المبادرات خالية الوفاض من فكرة التفسير الذي يقود التغيير و ليس العكس و غياب التفسير يوضح غياب فكرة الاقتصاد و المجتمع في كتابات النخب السودانية التي مازالت تشغلها فكرة خلق العبارة و تغيب عنها ريادة الفكرة.
فمبادرة الطيب زين العابدين و الجزولي دفع الله ماهي الا امتداد لمبادرات فاشلة مثل فكرة انتخابات 2020 التي طرحها السر سيد احمد و وافق عليها النور حمد و الصاوي و قبلها نجد فكرة لقاء نيروبي و كذلك فكرة الكرة في ملعب الرئيس و لو دققت النظر تجد كل هذه المبادرات سببها غياب التفسير الذي يتحدث عنه علماء الاجتماع و هو الذي يقود الى التغيير فغياب التفسير يجعل النخب في الحركة الاسلامية السودانية لا تخجل حتى من تقديم مبادرات تفضح ضعفهم الفكري بشكل عجيب و الضعف الفكري نجده ما زال يساعد كل من عبد الوهاب الافندي و الطيب زين العابدين و التجاني عبد القادر و خالد التجاني النور من طرح مبادرات محاولة لأنقاذ الحركة الاسلامية متناسين أن اللحظة لحظة انقلاب زمان قد تجاوزت فيه المجتمعات فكر الوحل الديني و الى الأبد. و لكن الذي يشجعهم رغم ضعف طرحهم الفكري أنهم من قبل قد أقنعوا نخب سودانية لا تنتمي الى الحركة الاسلامية كما رأينا في لقاء نيروبي و و كما رأينا في فكرة منازلة الانقاذ في انتخابات 2020.
و لكن الذي استجد الآن أننا في هبة ديسمبر نجد أن هناك مؤشرات واضحة أي هناك نقطة اختلال ما بين الفرد و المجتمع و نقطة الاختلال هذه قد أعلنت شروق فكرة تاريخ الذهنيات و هنا نجد ان المجتمع الآن قد شارف على اعلان القطيعة مع الماضي القريب منه قبل البعيد و هذا ما غاب عن فكر الطيب زين العابدين و الجزولي دفع الله و خالد التجاني النور و التجاني عبد القادر و عبد الوهاب الافندي كآخر فوج من المحاوليين انقاذ الحركة الاسلامية من الطوفان و هيهات.
اعلان المجتمع للقطيعة مع ماضيه القريب قبل البعيد في هبة ديسمبر يجعل من مبادرات كل من الطيب زين العابدين و الجزولي دفع الله و محاولات خالد التجاني النور و التجاني عبد القادر و عبد الوهاب الافندي مضحكة لأنها قد أصبحت مكشوفة بلا رصيد من المصداقية بل أنها نتاج ضعف الفكر الناتج من غياب فكرة الاقتصاد و المجتمع في جهودهم الفكرية و قد رأيناها واضحة أي فكرة الاقتصاد و المجتمع في فكر ريموند أرون ولكنه يختلف عنهم لأنه اي ريموند أرون مؤرخ و عالم اجتماع و فيلسوف و اقتصادي.
اع العقل البشري نهاية لسلطة الأب و ميراث التسلط... بقلم: طاهر عمر
في ساحة الفكر في السودان هناك كثر لا يرضيهم ترديد فكرة فشل النخب و اصرارها على ادمان الفشل الذي تجلى في عدم مقدرتها على انتاج المعنى رغم أن واقع الحال يقدم مؤشرات واضحة للكساد الذي يغطي كل الأصعدة سواء كانت على حيز السياسة أم الاقتصاد أم الاجتماع و نجد أن هناك عجز و حيرة يسوقها عقل سيطرت عليه فكرة المستحيل فكل ما قدمته النخب الآن يظهر عجزها و حيرتها و أن كل شئ يربط المجتمع مع المستقبل مستحيل مما أدى الى سيطرة المستبد و كأنه قدرا لا فكاك منه.
و كل المحاولات الجبارة من النخب التي أدمنت الفشل نجدها تكرس لواقع الحال ان لم تزده سؤ على حاله السئ أصلا مثل فكرة أن لا فكاك من حكومة الانقاذ ثمرة الحركة الاسلامية السودانية المرة الا بالدخول معها في انتخابات نتيجتها سلفا معروفة و مغشوشة كما رأينا في ترويج فكرة انتخابات 2020 من نخب لا يربطهم رابط مع الحركة الاسلامية السودانية و لكن يجمعهم مع الحركة الاسلامية السودانية و مفكريها قاسم مشترك و هو مستوى المثقف الذي لم يتجاوز عتبة أن يكون المثقف المكون أي المفكر الذي يستطيع أن يعرف أقرب مستوى الى فلسفة التاريخ و بالتالي يستطيع أن يبحر بفكره نحو عتبة المجتمعات الحديثة.
اذا تسألنا عن تقارب مستوى الفكر لنخب لم تكن جزء من الحركة الاسلامية و لكنها تقدم مشاريع فكر تكاد تخدم فكر الحركة الاسلامية السودانية كما رأينا في فكرة انتخابات 2020 و فكرة الكرة في ملعب الرئيس و فكرة لقاء نيروبي لأن النخب السودانية سواء كانت في الحركة الاسلامية السودانية أو ليست منتمية اليها منبع فكرها مشترك فكما يقول محمد أركون أن الريادات الوطنية غير الواعية في العالم العربي و الاسلامي لم تفرق في حربها ضد الاستعمار أن تكف عن محاربة العقلانية و التنمية.
فالعقلانية و التنمية في نظر النخب الفاشلة ظلال الاستعمار مثلا نجد ذلك واضح في مسيرة الفكر منذ فجر الاستقلال و فكرة تحرير لا تعمير أي التحرر من الاستعمار أما التنمية فتأتي لاحقا و حقا هنا يتجسد الشعار الفضيحة الذي أسس للجهل المؤسس و الجهل المقدس كما يقول محمد أركون في استلافه من اوليفيه روا و هذا ما أنتج نخب لا تقدم غير فكر قد أوصلنا الى ما نحن فيه فكر يسيطر على مفاصل حركته وحل الفكر الديني الذي قد أصبح منصة انطلاق لأفكار الأحزاب الطائفية في السودان فكر قد فارق ابداع العقل البشري و مجد العقلانية و تابع فكرة الحشود في العالم العربي و الاسلامي فكانت نتيجته قيام الأحزاب الدينية في السودان من كل شاكلة و لون و كلها غارقة في وحل الفكر الديني الذي قد كلف البشرية و تجربتها المريرة معه كثير من العرق و الدم و الدموع كما رأينا في تجربة الحركة الاسلامية السودانية الماثلة الآن و هي تترنح و آيلة للسقوط بفعل ضربات هبة ديسمبر التي قد مثلت مفصل مهم في السودان و هو مفصل تقدم الشعب و سقوط النخب الفاشلة التي قد سيطر عليها عقل لا يجيد غير رسم الحيرة كختم على فكره و تقديم الاستحالة لتجاوز الواقع المزري الذي أنتجه غياب المفكر الذي يستطيع التفريق ما بين المجتمعات التقليدية و المجتمعات الحديثة التي قد أصبحت تجسد ملخص تاريخ البشرية في تجاوزه للعرق و المعتقد و تهاديه باتجاه فكرة الفرد و العقل و الحرية و هذا ما جافته أقلام النخب في السودان و هي غارقة في وحل الفكر الديني الذي لا يطيق فكرة فراغ الهويات القاتلة و يخنق فكرة الحريات التي تهب الحياة كما رأينا في تخبط الحركة الاسلامية السودانية و بالمناسبة الحركة الاسلامية السودانية ماهي الا ابنة شرعية قد أنجبتها أحزاب الطائفية عندما شاخت و غاب عنها المفكر المكون كفنار يهدي مسيرة الفكر الى مجد العقلانية.
وحل الفكر الديني لم يكن منحصر في فكر الحركة الاسلامية السودانية و أحزاب الطائفية و الاحزاب الدينية من كل شاكلة و لون في السودان بل نجده أيضا في فكر الحزب الشيوعي السوداني في اصراره على فكرة المطلق و انتهاء فكرة الصراع الطبقي و بالمناسبة القاسم المشترك بين الحركة الاسلامية السودانية و الحزب الشيوعي السوداني يجسده ايمانهم بالمطلق لذلك نجد في فكر علماء اجتماع كثر أن أكثر ما أعاق حركة المجتمع و أدى لكساد الفكر هي أن أغلب النخب في العالم العربي و الاسلامي نجدهم يلبسون عباءة سحرية كتذكرة دخول في لجؤهم الى الغيب في فكر حركات اسلامية قد رأينا آخر نسخها التي انتجتها أي وحوش داعش و في الجانب الآخر نجد من يختبؤن تحت فكرة مطلق آخر و هي فكرة انتهاء الصراع الطبقي في أيدولوجيات متحجرة في ساحتنا السودانية قد جسدها الحزب الشيوعي و مابين الكتلتين ينام الكساد الفكري الذي قد عم ساحة الفكر في السودان أي ما بين أحزاب اللجؤ الى الغيب و هي أحزاب الوحل الديني و كذلك وحل الحزب الشيوعي كدين بشري يؤمن بالمطلق في فكرة انتهاء الصراع الطبقي قد سيطرة فكرة المطلق في زمن النسبي و العقلاني و انسدت كل الأبواب الأمامية فما كان الا أن تكون هبة ديسمبر كانفجار من الخلف يمثله خروج الشعب في رد قوي على النخب التي قد سدت الأبواب الامامية بوحل فكرها الديني سواء في أحزاب حركات اسلامية من كل شاكلة و لون تمثل فكر حركات الاسلام السياسي و صحوته أو وحل فكر ديني بشري يجسده الحزب الشيوعي السوداني في أصراره على الايمان بالمطلق في زمن النسبي و العقلاني كما رأيناه في تبني أحزاب شيوعية في الغرب لفكرة نمط الانتاج الرأسمالي بسبب قوة النقد و انتاجها لمعرفة تضع علم الاجتماع في صميم الديالكتيك من أجل مسايرة تاريخ البشرية في تراجيديته و مأساويته التي لا تفسرها الا فكرة الاقتصاد و المجتمع كمعكوس لغائية ماركس و لاهوته الديني الذي يصر على فكرة انتهاء الصراع الطبقي.
فغياب نخب تستطيع ربط البنى الفوقية و التحتية من أجل اطلاق شرارة الازدهار الاقتصادي سببه الركون الى وحل الفكر الديني في السودان سواء كانت أحزاب اللجؤ الى الغيب في فكر الأحزاب الدينية أي فكر أحزاب الاسلام السياسي في تدرجها من الأكثر تطرف الى أقلها تطرف و مرورا بالطائفية كلها لم تكن غير تجسيد لفكرة الحيرة و الاستحالة التي لم تفرق في حربها ما بين الاستعمار و التنمية و فكرة العقلانية و بالتالي قد وصل بنا الحال الى ما نحن عليه و كأننا لم تغشانا فكرة النشؤ و الارتقاء التي قد وصلت الى حيز الفردانية و قد فارقت العرق و المعتقد في زمن لم يزل المعتقد أي وحل الفكر الديني عندنا في السودان هو كعب أخيل النخب السودانية.
لذلك غياب دراسات توضح أصل و طبيعة النظم الشمولية و ما يترتب عنها من مآسي كما رأينا في فعل النازية و الفاشية و الشيوعية في جهود حنا أرنت غياب مثل هذه البحوث يجعل كثير من النخب في السودان تصر على فكرة انتهاء الصراع الطبقي و كأن السودان جزيرة معزولة عن العالم و أن الفكر الشيوعي في رحابه يخلو من طبيعة النظم الشمولية كما رأينا في جهود حنا أرنت التي أكدت أن الشيوعية كنظام شمولي لا تقل بشاعته عن النازية و الفاشية و كذلك في جهود غرامشي الذي بسببه قد تبنت الاحزاب الشيوعية في الغرب فكرة نمط الانتاج الرأسمالي.
على أي حال اصرار النخب على خطاب أحزاب تنطوي على فكر شمولي في السودان و تؤمن بالمطلق كما رأينا في فكر الحركة الاسلامية السودانية و الحزب الشيوعي السوداني سببه سيطرة الأسرة الجذعية في الثقافة السودانية و هي لا تنتج غير نظم سياسية مستبدة مقارنة ببنى الأسرة النووية التي تنتج نظم سياسية لها قدرة على الايمان بالفكر الليبرالي لذلك نجد ان سلطة الأب و ميراث التسلط يجعل من كثر أن يتواجدوا في أحزاب لا تنتج غير نظم شمولية كما رأينا في الفكر الشيوعي و فكر الحركات الاسلامية.
لذلك بعد سقوط النظام أول التحولات يجب أن تكون في شكل البناء الأسري للشباب بناء يأخذ شكل الأسرة النووية التي تستطيع أن تنتج الفكر الليبرالي و هذا ليس بمستحيل في ظل النظريات الاقتصادية و تاريخ الفكر الاقتصادي الذي يشهد بالتحولات في المجتمعات التي قد كانت مهد الديمقراطية في كل من فرنسا و انجلترى بسبب سياسات عقلانية شجعت بناء الأسرة النووية بسبب الأداء الاقتصادي في القرن السادس عشر في انجلترى و السابع عشر في فرنسا لذلك ان قيام نظم ديمقراطية تحقق الشرعية و المثال يجب أن تقوده نخب واعية تستطيع أن تعرف أن للبناء الاسري دور مهم في تكوين النظم السياسية سواء كانت شمولية أو ليبرالية و هدف السودان هو الديمقراطية فيمكن للاقتصاديين أن يقوموا بفعل يجسد المحافظة على الديمقراطية على المدى الطويل عبر فكرة البناء الاسري و خاصة الاسرة النووية التي تمنح فكرة الايمان بنظام ليبرالي يكون فيه كل فرد انسان بالضرورة.
الملاحظ في ساحة الفكر في السودان غياب الاهتمام بفكرة الاقتصاد و المجتمع و دليلنا على ذلك ان الاقتصاد الآن قد أصبح كعب أخيل للحركة الاسلامية السودانية فغياب الاهتمام بفكرة الاقتصاد و المجتمع نجده واحد من المعوقات لنمو الجهود الفكرية بل من المعوقات لظهور مفكرين في السودان يرتقي مستواهم الى مفكرين كبار في ساحات الفكر في العالم لذلك سيسقط الاداء الاقتصادي السئ للحركة الاسلامية السودانية و ثمرتها المرة حكومة الانقاذ و بالتالي سيسقط وحل الفكر الديني و الى الأبد و السبب تدني مستوى المعيشة للشعب وغياب الشرعية و المثال الذي تجسده معادلة الحرية و العدالة.
فغياب الاهتمام بفكرة الاقتصاد و المجتمع نجده أنتج في ساحة الفكر السودانية مفكريين مشهوريين و لكنهم بعيوب قاتلة فنجد المؤرخيين مازالوا في مرحلة الوثيقة المقدسة في زمن أصبحت فيه مدرسة الحوليات سيدة دراسة تاريخ الاقتصاد و الاجتماع و قد ورثتها الآن قوة النقد التي تنتج المعرفة و نجد المهتميين بالاجتماع يجهلون فكرة الاقتصاد و المجتمع فتجد جهودهم الفكرية ناقصة و تحس بأن مقالاتهم يجب أن تبتدئ من حيث انتهت و نجد الشيوعيين السودانيين في فكرة انتهاء الصراع الطبقي بشكل يذكرك بأهل الكهف ففكرة الاقتصاد و المجتمع مهمة جدا هاهي ايران محاصرة و لن تسقطها غير فكرة الاقتصاد و المجتمع و عكسها السعودية قد قدمت فكرة الاقتصاد و المجتمع في رؤية 2030 كطريق سيخرجها من وحل الفكر الديني.
عبر فكرة الاقتصاد و المجتمع في المجتمعات الحية نجد مثلا أن ريموند أرون مؤرخ و اقتصادي و عالم اجتماع و فيلسوف لذلك نجده قد قدم جهود كانت هائلة في محاربة الفكر الشيوعي الذي لا ينتج غير نظم شمولية بغيضة و غيره كثر لا نجدهم يهتمون فقط بفكرة الوثيقة المقدسة و يتجاهلون فكرة الاقتصاد و المجتمع و في اعتقادهم ان الشيوعية تغطي حيز الاحتماع و السياسة و الاقتصاد و هيهات ففي الغرب نجد أن الأحزاب الشيوعية قد آمنت بنمط الانتاج الرأسمالي كنتيجة للنشؤ و الارتقاء و آخر محطاتها الديمقراطية و الفردانية.
و عليه على النخب السودانية التفكير بعمق في فكرة الاقتصاد و المجتمع و عليهم أن يتخطوا الوقوف في العتبات و الدخول الى حيز الفكر الليبرالي الذي يجسد قيم الجمهورية والميثاق الكامل لحقوق الانسان بعيدا عن فكر لا ينتج غير نظم شمولية كفكر الحركة الاسلامية و فكر الحزب الشيوعي بشكله الراهن المتجسد في فكرة انتهاء الصراع الطبقي فالنشؤ و الارتقاء قد أوصل البشرية في تجربتها بأن الفرد و العقل و الحرية هي نتاج معادلة الحرية و العدالة و لا يمكن تحقيق شرعيتها و مثالها الا عبر الفكر الليبرالي الذي قد هزم فكر الايدولوجيات المتحجرة كالحزب الشيوعي السوداني و فكر اللاجؤون الى الغيب الذي يجسده فكر الحركة الاسلامية السودانية.
بغياب فكرة الاقتصاد و المجتمع نجد أن هناك كثر في الساحة الفكرية في السودان يتحدثون عن التغيير و يغيب عن فكرهم التفسير و هو المهم الذي قد تحدث عنه عالم الاجتماع العراقي فالح عبد الجبار و بغياب التفسير الذي يسبق التغيير نجد في الساحة السودانية مبادرة الطيب زين العابدين البائسة و محاولاته مع الجزولي دفع الله و محاولة انقاذ فكر الحركة الاسلامية السودانية و غيرها من المحاولات التي يريد أصحابها عرقلة هبة ديسمبر التي تجسد فكرة تقدم الشعب و سقوط النخب و هذه المبادرات خالية الوفاض من فكرة التفسير الذي يقود التغيير و ليس العكس و غياب التفسير يوضح غياب فكرة الاقتصاد و المجتمع في كتابات النخب السودانية التي مازالت تشغلها فكرة خلق العبارة و تغيب عنها ريادة الفكرة.
فمبادرة الطيب زين العابدين و الجزولي دفع الله ماهي الا امتداد لمبادرات فاشلة مثل فكرة انتخابات 2020 التي طرحها السر سيد احمد و وافق عليها النور حمد و الصاوي و قبلها نجد فكرة لقاء نيروبي و كذلك فكرة الكرة في ملعب الرئيس و لو دققت النظر تجد كل هذه المبادرات سببها غياب التفسير الذي يتحدث عنه علماء الاجتماع و هو الذي يقود الى التغيير فغياب التفسير يجعل النخب في الحركة الاسلامية السودانية لا تخجل حتى من تقديم مبادرات تفضح ضعفهم الفكري بشكل عجيب و الضعف الفكري نجده ما زال يساعد كل من عبد الوهاب الافندي و الطيب زين العابدين و التجاني عبد القادر و خالد التجاني النور من طرح مبادرات محاولة لأنقاذ الحركة الاسلامية متناسين أن اللحظة لحظة انقلاب زمان قد تجاوزت فيه المجتمعات فكر الوحل الديني و الى الأبد. و لكن الذي يشجعهم رغم ضعف طرحهم الفكري أنهم من قبل قد أقنعوا نخب سودانية لا تنتمي الى الحركة الاسلامية كما رأينا في لقاء نيروبي و و كما رأينا في فكرة منازلة الانقاذ في انتخابات 2020.
و لكن الذي استجد الآن أننا في هبة ديسمبر نجد أن هناك مؤشرات واضحة أي هناك نقطة اختلال ما بين الفرد و المجتمع و نقطة الاختلال هذه قد أعلنت شروق فكرة تاريخ الذهنيات و هنا نجد ان المجتمع الآن قد شارف على اعلان القطيعة مع الماضي القريب منه قبل البعيد و هذا ما غاب عن فكر الطيب زين العابدين و الجزولي دفع الله و خالد التجاني النور و التجاني عبد القادر و عبد الوهاب الافندي كآخر فوج من المحاوليين انقاذ الحركة الاسلامية من الطوفان و هيهات.
اعلان المجتمع للقطيعة مع ماضيه القريب قبل البعيد في هبة ديسمبر يجعل من مبادرات كل من الطيب زين العابدين و الجزولي دفع الله و محاولات خالد التجاني النور و التجاني عبد القادر و عبد الوهاب الافندي مضحكة لأنها قد أصبحت مكشوفة بلا رصيد من المصداقية بل أنها نتاج ضعف الفكر الناتج من غياب فكرة الاقتصاد و المجتمع في جهودهم الفكرية و قد رأيناها واضحة أي فكرة الاقتصاد و المجتمع في فكر ريموند أرون ولكنه يختلف عنهم لأنه اي ريموند أرون مؤرخ و عالم اجتماع و فيلسوف و اقتصادي.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.