بنات و أبناء الشعب العظيم.. في مشاهد فريدة تنُمّ عن أصالة الشعب السوداني الكريم، وتوقه للانعتاق من نير الظلم والبطش والطغيان؛ سطر الصحفيون السودانيون اليوم ملحمةً تاريخيةً ليست غريبةً عليهم، حيث استجابت قطاعات واسعة منهم لنداء شبكة الصحفيين السودانيين للدخول في إضراب اليوم "الثلاثاء" الموافق 5 مارس 2019، وكنا على يقين بأنّ هذا سيحدث؛ لأن الصحفيين السودانيين دائمًا كانوا على الموعد في كل المعارك الفاصلة. ومنذ الصباح الباكر كان الصحفيون السودانيون حضورا في الصحف المختلفة وقد وضعوا الأقلام إلا من رصد لبسالات شعبنا التي فرضت نفسها على وسائل الإعلام العالمية لتتخطى نسبة نجاح إضراب الصحفيين اليوم حاجز ال90% متكئين على إرث كبير من النضالات التي لازالوا يدفعون أثمانها الرخيصة في سبيل الوطن اعتقالا وتشريدا وتنكيلا اليوم لقن جنود السلطة الرابعة الطاغية ونظامه الفاشي درسًا قاسيًا في هذا الظرف الاستثنائي؛ الذي كانت الصحافة السودانية أحد ضحاياه، تكميمًا ومصادرةً وعنفًا واعتقالا وتشريدًا وملاحقةً.. عندما دعت الشبكة، للإضراب، لم يخامرها شك في أنّ الاستجابة ستكون قويةً؛ رغم أنّ المخاطرة كبيرة، لكن التضحيات كانت عظيمةً، والنتائج المُحققة هائلةً. وقلنا وسنقول دائما إنّ المعركة أصبحت فرض عين وليست فرض كفاية على كل المشتغلين بمهنة الصحافة، وندعو الملتزمين بالحياد لتسجيل موقف يفخرون به في قادم الأيام؛ فشعبنا لا شك منتصرٌ بإذن الله. الزملاء والزميلات.. نبارك لكم وقفتكم النبيلة في هذا اليوم الوطني العظيم، الذي رسمتم مشاهده وأطّرتم أحداثه؛ ونؤكد للجميع بالداخل والخارج أنّ هذا الوطن يستطيع أن يطمئن، ويأمن بعد خوف؛ أنّه قد أصبح له درع وسيف. وإنّ نضالاتنا مستمرةٌ حتى يتم تشييع النظام لمثواه الأخير؛ فليهنأ الشعب السوداني الباسل بالحرية والكرامة والعيش الكريم.. #موكب5مارس #مدن_السودان_تنتفض