دعا مجلس الامن الدولي الى تطبيق فوري لاتفق السلام الموقع في الدوحة بين الحكومة السودانية وابرز فصيل متمرد في اقليم دارفور. وقال سفير فرنسا لدى الاممالمتحدة جيرار ارو الذي تترأس بلاده مجلس الامن لهذا الشهر إن أعضاء المجلس "حثوا جميع الاطراف على التحرك من اجل تطبيق الاتفاق كاملا وسريعا وتحقيق تقدم مهم باتجاه السلام في دارفور". واضاف ان أعضاء المجلس "حثوا جميع الأطراف الاخرى في دارفور على الانضمام الى الاتفاق". ووقعت حركة العدل والمساواة مساء الثلاثاء تفاهما مع السلطات السودانية يشمل وقفا لاطلاق النار ويشمل الخطوط العريضة لاتفاق سلام سيتم استكماله بحلول 15 آذار/ مارس. هجوم وفي هذه الاثناء، أعلن جيش تحرير السودان وهو حركة تمرد مسلحة في دارفور يتزعمها عبد الواحد محمد النور ان الجيش السوداني هاجم مواقع الحركة في جبل مرة في اقليم دارفور في اليوم نفسه الذي اعلن فيه عن الاتفاق مع حركة العدل والمساواة. وقال ابراهيم الحلو الناطق باسم الحركة لوكالة رويترز للانباء ان "معارك ضارية دارت حتى وقت متأخر من ليل الاربعاء - الخميس"، مضيفا بأن "الحكومة السودانية هاجمت بأعداد كبيرة من الجنود والآليات مدعومة بسلاح الطيران من طراز أنتونوف وطائرات هليكوبتر ومقاتلات ميج"، مضيفا بأن "الجيش السوداني هاجم على الاقل 3 مواقع للحركة في جبل مرة ومنها بلدة ديربات". في موازاة ذلك، اعلنت منظمة المساعدات الانسانية والطبية الفرنسية "أطباء العالم" انها "اضطرت الى تعليق نشاطها يوم الاربعاء في المنطقة بسبب القتال في منطقة جبل مرة الواقع وسط دارفور"، الا ان المنظمة لم تأت على ذكر هوية اطراف النزاع. واشارت المنظمة الانسانية في بيانها الى ان "القتال ادى الى تشريد اكثر من مئة الف شخص من المنطقة في الايام القليلة الماضية". وختمت المنظمة بالقول ان "بلدة ديربات التي يعيش فيها 50 ألف شخص تعرضت لهجوم ادى الى اندلاع قتال عنيف." يذكر ان الرئيس السوداني عمر البشير كان قد اعلن يوم الاربعاء "انتهاء الحرب في دارفور والافراج عن 57 معتقلا متمردا" في اليوم التالي لتوقيع الهدنة واتفاق السلام الأولي مع حركة العدل والمساواة في الدوحة يوم الثلاثاء. وأصدر البشير اعلانه في اجتماع حاشد عقده في دارفور في اعقاب توقيعه على اتفاقية تلزم الخرطوم بالتوصل لاتفاق سلام نهائي مع المتمردين بحلول يوم 15 مارس/ آذار المقبل. انقسام المتمردين لكن جيش تحرير السودان وهي حركة التمرد الاساسية الثانية في الاقليم الى جانب حركة العدل والمساواة رفضت مع جماعات تمرد أخرى في دارفورالاتفاق الذي جاء بعد نحو عام على آخر اتفاق لوقف اطلاق النار بين الخرطوم وحركة العدل والمساواة والذي قال المتمردون حينها انه لم يصمد اكثر من يوم واحد. يشار الى ان الصراع في دارفور اندلع عام 2003 عندما حمل جيش تحرير السودان وحركة العدل والمساواة السلاح ضد الحكومة واتهمتاها بتهميش المنطقة واهمالها. من جهتها، حركت الخرطوم ميليشيات حليفة لها في دارفور لقمع التمرد في دارفور، ما أسفر عن موجة من العنف وصفت على اكثر من صعيد بأنها "ابادة جماعية". يذكر ان عدد القتلى الذي نتج عن الصراع في دارفور تخطى ال300 ألف شخص وفقا لما تعلنه الاممالمتحدة وعشرة الاف شخص وفقا لما تقوله الخرطوم. اما عدد اللاجئين الذين تركوا البلاد ويسكنون في مخيمات في تشاد تخطى ال250 الف شخص.