في مشهد يحكي عن حجم مأساة الوطن ومدى الهوان الذي يعيشه أهله بما فيهم منتسبي القوات النظامية الذين يدافعون عن هذه الحكومة الفاشلة شاهدنا صوراً لعدد من أفراد الشرطة الذين جرى تكريمهم ومكافأتهم بمواد تموينية من دقيق وزيت وغيره! هل فكر أحد المكرمين ولو للحظة في مغزى أن تكرم حكومة منتسبيها بمواد تموينية!! عندما تجود عليك حكومة الذل والهوان بمواد تموينية يا عزيزي الشرطي فمعنى ذلك أنها تعترف صراحة بأنها جوعت هذا الشعب وأذاقته الهوان. وإلا فكيف تعجز أنت يا من تفتك بأخوتك ليل نهار عن توفير أبسط متطلبات حياتك من دقيق وزيت وسكر من راتبك الشهري ليكون التكريم بشيء يستحق الذكر والتصوير!! شيء مخجل ومؤسف والله أن يصل بكم الهوان لهذه الدرجة ورغماً عن ذلك ما زلتم تزعنون لأوامر ثلة من لصوص يطلبون منكم التعامل بكل قسوة مع أخوة لكم خرجوا للشارع لكي يرفعوا عنكم مثل هذا الهوان الذي تعيشونه بكامل إرادتكم وقبولكم المخجل. لو كان فيمن تطيعون أوامرهم خيراً لما استهزأوا بشرطة البلد لدرجة أن يُكرم أفرادها بعطايا من الدقيق والزيت!! هل سمعتم أو قرأتم عن شرطي أو منتسب قوات نظامية كرمته الدولة بجوال دقيق أو صفيحة زيت في أي عهد غير عصر الانحطاط الذي نعيشه الآن!! ثوروا لكرامتكم وكفاكم مهازل وذل وهوان. المُكتشف إيلا!! ملثما دشن رئيس الوزراء السابق معتز موسى عهده المُظلم بسياسات خرقاء أوردت البلد المزيد من المهالك،ها نحن نتابع وصول البصات الهكر من السعودية مع بدء فترة رئيس الوزراء الجديد إيلا. هل تصدق عزيزي القاريء أن البصات منتهية الصلاحية التي وصلت قبل أيام كانت قد عُرضت على الأثيوبيين للعمل ببعض أقاليمهم لكن تم رفضها؟! فقد حاول سمسار (جيبوتي) بيع البص الواحد للأثيوبيين بقيمة 10 ألف دولار، لكن وجد عرضه الرفض. رفضوها هناك لأنهم يعملون وفق نظم وقوانين وبشفافية تامة. رفضوها لأن رئيس حكومتهم يحب بلده ويعمل من أجل رفاهية شعبه ولا يطرد الشباب، بل يدعوا من هاجروا منهم للعودة ويقدم لهم الإمتيازات لكي يساهموا في بناء بلدهم. أما عندنا فرئيس حكومتنا الجديد يفتح الأبواب على مصاريعها للشباب لكي يبحثوا عن الوظائف في دول الجوار، وشتان ما بين رئيس حكومة وآخر!! لأن بلدنا (هاملة) ويقوم على أمرها بعض المفسدين الذين لا يشبعون من نهب المال العام فقد ابتاعت حكومتها على جناح السرعة هذه البصات منتهية الصلاحية لأن مثل هذه الصفقات تدر أموالاً وفيرة على سارقي قوت الشعب. تذكروا أنني قلت أن البص عُرض للأثيوبيين بعشرة ألف دولار، وربنا وحده من يعلم كم من آلاف الدولارات أُقتطعت لشراء البص عندما تحولت الصفقة للخرطوم (الهاملة)! لا يهم طبعاً إن عملت هذه البصات لشهر أو اثنين وتوقفت، أم لم تخرج أصلاً من جراجاتها، فالمطلوب فقط هو أن يزداد بعض اللصوص ثراءً، أما أنت يا مواطن البلد فلك الله ومن بعده هؤلاء الثوار الذين يضحون بالغالي والنفيس من أجل إنهاء عهد الظلم والطغيان والفساد. لم يرق لي الخبر القائل بأن إيلا لم يعرف هل يضحك أم يبكي عندما اكتشف أن مؤسسة الوحدة الجاذبة ما زالت تعمل وأن هناك موظفين وسائقين يتقاضون رواتبهم رغم انفصال الجنوب منذ سنوات طويلة. فالخبر يصور إيلا وكأنه رجل صالح وسط الفاسدين مع أن راعي الضأن في الخلا يعلم أنه لا يختلف عن إخوته في شيء! الخبر بالنسبة لي يكمن في السؤال: كيف لم يعلم إيلا بمثل هذه الأمور حتى قبل أن يعين رئيساً للوزراء وهو العضو الفاعل في حزب اللصوص!! جابت ليها حسين خوجلي كمان!! رفعت حاجب الدهشة وأنا أسمع حسين خوجلي يتحدث عن الإسلام دين الشرف والأمانة والمحبة والوئام. حسين الذي اعترف بعضمة لسانه بأنه حصل على 500 ألف دولار من الخواجات الذين قدموا للاستثمار في بترول السودان لمجرد أنه اصطحب أحدهم في عربته لمنزل الوزير يتحدث بلا خجل أو خوف من رب العزة عن الإسلام!! هزُلت والله. أي إسلام هذا الذي يسمح لصحفي أن يقوم بعملية سمسرة سريعة لينال في مقابلها أي مبلغ سواءً كان 500 ألف أم 65 ألف دولار!! حسين الذي تعود على عدم دفع أجور العاملين بصحيفته ألوان ومؤسساته الإعلامية الأخرى يحدث الناس عن الإسلام!! يا لهوان هذه العقيدة في زمن هؤلاء الأراذل. أقول دائماً أن أحد أكبر نقاط ضعف هذه الحكومة أنها تعتمد على إعلام غبي لا يعرف كيف يدافع عن قضاياه. وها أنتم تلاحظون أن حسين خوجلي عندما جاء ليكحلها عماها. فقد اعترف على نفسه بأنه استغل موقعه كصحفي ليقوم بعملية سمسرة خاطفة على حساب الوطن وثرواته لا حساب الخواجات كما افترض بغباء لا مثيل له. قال "من حر مقال الخواجات" والواقع أنه قام بعملية قذرة ونال مبلغاً لا يستحقه من مال هذا الشعب لا من حر مال الخواجات. كما اعترف حسين خوجلي دون أن يقصد بفساد الحكومة التي يدافع عنها، إذ كيف يصطحب صحفي مسئولي شركة كبرى لمنزل وزير فيتم كل شيء بتلك السرعة لو لا هذا الفساد المستشري منذ ثلاثة عقود!! أما حكاية ال 98 وال 2% فتعكس وتصور غباء إعلامهم بما يفوق شمس الضحى وضوحاً. فما دام كل المعارضين لحكومة الكيزان لا يتعدوا ال 2% لماذا كل هذا الصرف المهول و(القومة والقعدة) واللقاءات والقرارات وحكم الطواريء..الخ!! كل ده عشان في 2% خرجوا للشارع!! وما دمتم تمثلون 98% من سكان هذا البلد لماذا لم تملأوا البنوك بالأموال بدلاً من إصدار القرارات التعسفية لإجبار الناس على إيداع أموالهم في البنوك!! وهل تظنون أن أفراد هذا الشعب سيعودون لغفوتهم السابقة حتى يودعوا الأموال فينالها أمثال حسين خوجلي كقروض هالكة وكومشينات دون أدنى مجهود!! تسقط.. تسقط بس. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.