رويدا رويدا يتحول الدكتور عشاري خليل من أكاديمي ذي وزن إلى ما يشبه كائن هوائي مثير للشفقة! .. والكائنات الهوائية -التي نربأ عن الدكتور أن يتمثل بها- قصتها تطول مما سنشرحه في متن هذا المقال. أعتاد الرجل، مؤخراً، أن ينصب مقاصله الوهمية ويحرك تجريداته الورقية لكل من ذُكِر بين القوم الثائرة بخير وكُتب عنه اشادة تقول أنه وطنيُ غيور فيسارع لإصدار فرماناته ضده وضد من يذكره بالخير ويرميه بما يروقه من تهم وادعاءات باطلة. ثم يجلس غفيراً على بوابة الوطنية يشد حبال مقصلته في إنتظار ضحية جديدة. يبدو عشاري شغفاً بهذه المهمة الجديدة-ولعلها قديمة- وقد ملأ فضاء الأسافير بأحكامه الإيجازية في حق ضحايا تكاثروا -كظباء خراش- في الآونة الأخيرة وكل جنايتهم، كما سنفصل، ذات صلة بالإحتجاجات الشعبية المنظمة التي تجتاح السودان منذ ديسمبر الماضي. من هؤلاء الذين أوقعهم سؤ حظهم أمام محكمته الخاصة، الدكتور محمد ناجي الأصم. الذي نعرف عنه أنه أحد قادة الأطباء في الداخل ومتحدث رسمي بإسم تجمع المهنيين السودانيين. الأصم رهين الإعتقال حالياً ، والأعتقال فيما يبدو، هو ذاته ما أضمرَ عليه دكتور عشاري خليل كما تنبئ ظلال حروفه. وهذه واحدة من أغرب مفارقات نشطاء العمل السياسي في سودان الإنقاذ، أن تُحسد على اعتقالك. فتمحَّن يا رعاك الله، وأدي ربَك العَجَب! دكتور عشاري خليل عُرف عنه أنه أكاديمي له جهده وإنجازه في حقل الأكاديميا وهذا جيد ومحل تبجيل وتقدير بالطبع، ولكنه ككاتب عام لم نعرف عنه سوى كتاب مذبحة الضعين الذي أصدره في الثمانينات ويمكنك أن تتوقع أو تتساءل حتى، إن كانت افتراضاته والإستنتاجات التي خلص اليها في كتابه قد خلُص إليها بذات المنهج الذي تستشفه من خلال التدقيق فيما ظل يكتبه ويوقع عليه من سياتل مؤخراً. خاصة فرماناته الإيجازية الظالمة في حق الأصم. وهذه الأحكام الهوائية هي موضع إستئنافنا ونقدنا، أما شخصه الكريم فهو محل تقديرنا واحترامنا. (2) الكائن الهوائي لا يتوفر على نقاط تماس مع الواقع .. تائه عما يحدث على الأرض .. يغذى عقله بالأوهام .. منغلق على يقينياته الخاصة ..يسارع بإذاعتها بلا تثبت وفي غير مقامها ويلح على الناس بأن يجمدوا عقولهم ويسلموا بخلاصاته السنية وإلا فالويل لهم .. وأضيف إلى الشعر بيتاً وهو أن الكائن الهوائي (فارق زمن!). من يبلغ عشاري خليل أن محمد ناجي الأصم ظل فاعلاً نشطاً في المجال السياسي المعارض للنظام مذ كان طالبا ثم طبيبا وحتى لحظة اعتقاله المؤسفة! فهو إذن شخصية معروفة بمواقفها قبل سطوع إسم تجمع المهنيين بسنوات عديدة وموقفه من إسقاط النظام معلوم لكافة من يعرفه أو يطلع على كتاباته ومناشطه. وهو بالتالي ليس خاملآ قادماً من العدم ليبحث عمَن يهيء له مسرحاً للظهور. وتلك-عزيزي القارىء/ة- كانت الفرضية الأساسية التي بنى عليها عشاري "ورقته البحثية" حول فتى المهنيين والمنشورة في الميديا الوطنية وقد بلغت ألاف الكلمات، تناقلتها الميديا والوسائط .. وسيحتار، من يصل سالماً، حامدا صبره، إلى سطرها الأخير، في دوافع كاتبها الحقيقية وربما خطر بباله سؤال منطقي آخر إن كان لبوابة الصيت الجماهيري، المطلة على فضاء التغيير بالذات، غفراء يمنعون (المتطفلين!) على الشأن العام من دخول جنة عدن هذه؟ وإن كان الدكتور عشاري قد عُينَ ديدباناً على مدينة الصيت الحسن لا يسمح بدخولها إلا لمن يرضى عنه أو يقبل أوراقه؟. عشاري خليل، الذي ربما يسأل شباب اليوم، وهم يتبادلون مقالاته الأخيرة منتهية الصلاحية وفاقدة القيمة الموضوعية، ما هو منجزه في المجال العام السياسي الراهن في السودان بخلاف تتفيه الآخرين من ذات صفه المعارض؟ وما هي المؤهلات التي تجعله، دون خلق الله، يُنَصِب قلمه ويندب نفسه قاضياً يدمغ بأحكامه الإيجازية المنافية لأبسط قواعد العدالة والحس السليم كُتَابٍ وفاعلين مألوفين في الفضاء العام؟ مطالباً بنفيهم خارج جنة عدن الوطنية ومنعهم من التحدث بإسم منظوماتهم-المنظومات التي أختارتهم دون مشورة عشاري فيما يبدو- لأسباب واهية لا تقنع طفلاً غرير. (3) ماذا كشفت تجريدة عشاري الأخيرة التي كرسها كلياً لمحاكمة محمد ناجي الأصم؟ دعك من مسألة الحساسية الإنسانية البحتة ولا المرؤة وأخلاق الفرسان تلك التي تعصم المرء من محاكمة إنسان يقبع وراء ظلمات المعتقل .. إذ نجد له العذر فهو نفسه رهين سجنُ من الليلِ مظلمُ. ما هي جريرة الأصم وفق جُردة الدكتور عشاري الأخيرة؟ والتي برر بها هجومه المتواصل بغير ما مقال نشرته سودانايل الغراء. كتب حضرته أن الأصم لم يذكر عبارة "تنحي الرئيس البشير" صراحةً في أحدى الفيديوهات الصادرة عن تجمع المهنيين وأستبدلها ب"إسقاط نظام المؤتمر الوطني" في حين-يقول عشاري-أن البيان الصادر من التجمع يومئذٍ كانت تتصدره هذه الجملة، وعليه فالأصم مذنب ويستحق حكم ايجازي سريع يجرده من منصبه كمتحدث بإسم تجمع المهنيين(وسنجد أن المنصب، ايضا، مما اغاظ عشاري على ضحيته مما يتضح في مقاله) والسبب لأن الأصم خائن وعميل للإنقاذ (هكذا!). هذه أحكام هوائية لم تقررها حتى محاكم الطوارئ الحالية سيئة السمعة في حق ضحاياها، بل أفسد منها وأبعد قسوة وتشفي .. فقاضي الطوارئ يحكُم على الثوار ب20 جلدة وأسبوعين سجن مثلاً أو قل 6 أشهر ولكنه لا يدمغ ضحايا محكمته بالخيانة الوطنية ولا يأمر بإبعادهم عن العمل العام بدعاوي مفتعلة مثل دعاوي عشاري التي تتقافز دوافعها الشخصية بين سطوره وليس حرصاً على الثورة كما يزعم .. لذلك خرجت على الملأ واهية وغير مقنعة وغير صادقة بل مثيرة للرثاء في نظر ثاني. لقد كشفت الحيثيات المتضاربة، بدءاً، غربة الرجل عن واقع وظروف العمل السياسي والإعلامي داخل السودان. فلم تترك الإنقاذ حجرا في مكانه حتى نتوقع الدقة في كل شيء من أعمال الثورة القائمة حالياً. من يقرأ مقالات عشاري عن الأصم ومن معه من ضحايا تجريدته لن يغيب عنه التربص الفاضح بفتى المهنيين.. فالأصم مذنب-وفق عشاري- لأنه لم يذكر بالحرف عبارة "تنحي البشير عن السلطة" في الفيديو الذي نشره تجمع المهنيين ولكنه ذكر بدلاً عنها عبارة "إسقاط المؤتمر الوطني" ولم يشفع للأصم أنه عاد وقرأ ذات العبارة السحرية من ورقة بيان تجمع المهنيين في جزء آخر من الفيديو كما بين عشاري نفسه. والسيد الدكتور يكشف لنا أن تقطيع فيديو مؤتمر المهنيين الصحفي إلى مقاطع صغيرة ونشرها في الميديا-ليس لجذب المشاهدين ولا هي تدبير لمؤامة ضعف شبكة الإنترنت في السودان -كما تظن أيها المسكين- لا! .. هذا تحايل من تجمع المهنيين لإخفاء جريمة قائدهم الأصم.. تزويره لبيانهم. لا تسأل لماذا يكتب التجمع فقرة في بيانه ليحتاج إلى تزويرها لاحقاً ثم يرهق نفسه بجهد إخفاء التزوير فالسؤال ممنوع. يا للهول! ويا للبراعة! ما التربص والكيد إن لم يكن هذا؟ (لو كان مثل هذا التربص يقنع أحداً، فأنا أستطيع، بالمقابل، أن أتتبع ذات الطريقة وأقنِع السودان والعالم بأن التزوير الذي قام به المهندس صلاح عبدالله(قوش)-تلك الأيام ذاتها- حول خطاب البشير الأخير يثبت أنه، أي قوش، عميل لتجمع المهنيين السودانيين وأن كل هذه الهوجة الإعلامية-التي صاحبت تنويره للصحفيين قبيل خطاب البشير بساعات(الجمعة 23 فبراير)- إنما هي تغبيش لوعي الإنقاذيين الأصيلين بهدف خداعهم بأن قوش هو حارس سلطة الإنقاذ والمؤمن عليها. -ألم تشاهدوا وتقرأوا كيف أختلف خطاب قوش للصحفيين عن خطاب البشير الذي أعقبه بساعات؟ -ألم يقول قوش للصحفيين(ولدي تسجيل يثبت الواقعة) أن الرئيس سيعلن بعد قليل من القصر تخليه عن المؤتمر الوطني؟ وسيعلن أنه لن يترشح في الإنتخابات القادمة؟ -هل فاتت عليكم ملاحظة أن البشير لم يعلن صراحة عن "تنحيه عن السلطة" ولم يعلن صراحة عن "تخليه عن المؤتمر الوطني" كما أوعدنا قوش الماكر المكير؟ (انا لم تفت علي، ولدي تسجيل لخطاب البشير يثبت التزوير الذي حدث) -أليس الإختلاف بين ما قاله قوش وما قاله البشير دليلاً دامغاً على أن الأول يعمل لصالح تجمع المهنيين؟ وهذا ما يحاول بعض الكتاب، أمثال الطاهر حسن التوم في سودانية24 والصادق الرزيقي في صيحة الرزيقات، إبعادنا عن التفكير فيه كأحتمال وحيد؟ -ألم تلاحظوا أن البشير تأخر ساعة كاملة عن موعده مع ضيوف القصر؟ أخلص إلى أن التزوير الثابت الذي قام به المهندس صلاح عبدالله قوش يجب أن يتبعه منعه من الحديث بإسم جهاز الأمن والمخابرات وألا يتحدث بإسم النظام، بسبب أن تزويره لهذا التسجيل لا يمكن إلا ان يكون لخدمة تجمع المهنيين السودانيين...الخ). طريقة عشاري خليل المضمونة والمجربة لكشف العملاء والخونة. (4) هذا، ويكفيك يقيناً بالنهج الهوائي في تناول الأمور والقاء القول على عواهنه حكمآ غريبا آخر أصدره الدكتور عشاري في حق المفكر السوداني الرصين عبدالعزيز حسين الصاوي، وهو من هو، أتهمه-طي مقالته المطولة- بأنه أخذ مقابل مالي لكتابة مقال يشيد فيه بدكتور ناجي الأصم. (شوف ليك جنس محن!) يعرف العالمين عن المفكر العريق الصاوي زهداً خياليا لدرجة التخلي عن أسمه والكتابة بإسم مستعار رغم أن كتاباته القيمة مما تزدان بها المكتبة السودانية كعقد السوميت في عنق فتاة. وهذا مرقى في الزهد صعب على شخصية الزول السوداني و ..كلنا زول. ولكن يبدو أن عشاري محمود أحمد خليل مهجس بهذه الناحية ولا يستطيع تصور أن هناك انسان في هذه البرية يجتهد للصالح الوطني دون مقابل .. لذا فهو يعتقد بأن كل صيحة قلم لا بد ان خلفها دونالز ما. أو جهة ما .. وأن كل نشيد وطني إنما يذيعه صاحبه وفق ما يطلبه المانحين! يحدث هذا إذا ساء فعل المرء، فتسوء ظنونه..! أما دكتور عبدالله علي ابراهيم-أحد المستهدفين بالجُردة العشارية لأنه تجرأ على الأشادة بالسجين ناجي الأصم مثل الصاوي- .. .. فهو كاتبُ قدير آخر نعلم عنه أنه متى مسح رجله بالزيت وربط في درب التُرك جعل ليل الشانئيّن أسود من سجم الدواك. (5) قلتَ أن الشخصية الهوائية تعيش في عالم خيالي منغلق بنوافذ الأوهام وحوائط ليل من سؤ الظن بهيم وذلك ما يمنع عنها ضؤ الحقائق ويجعلها بمنأى عنها .. ولذا يصدر منها ما يحير العقول. كنتُ أمثل لهذا النوع -سابقا- بنموذج دكتور يكتب في موقع سودانيزاونلاين عترتُ به صدفةً قبل عقدين من الزمان وها نحن الآن نحصل على نموذج جديد. النموذج الأول ظهر عقب فوز تحالف القوى الوطنية المعارضة في جامعة الخرطوم بالإتحاد(يوليو2002) وكان حدثا سعيداً شغلنا نحن قبيل المعارضين زمنا وأثلج صدورنا وحق لنا بعد سنوات طالت لم يطرق آذاننا خبرُ سعيد ضد جماعة الإنقاذ ثقيلة الظل .. فهبّت الجموع الأسفيرية طربانة فرحانة وطفق بعضهم ينسب الإنتصار لجماعته الطلابية وعشيرته الحزبية ويفتخر بتنظيمه في الجامعة كعادة المتحزبين السعداء بزنازينهم .. تلك التي يصنعونها بأيديهم، .. في بوست شهير تلك الأيام في المنبر العام ثار جدل حاد عن ملابسات تلك الواقعة السعيدة-فوز تحالف المعارضة بالإتحاد- وفي ذاك البوست كتب دكتور سودانيزاونلاين(أكتبُ من الذاكرة): (السؤال الذي هجسني وأرق مضجعي كيف تسمح التنظيمات الحديثة لقوى رجعية كالإتحاديين وحزب الأمة بالإلتحاق بهذا التحالف ومن ثم تفتح لها الطريق لدخول اللجنة التنفيذية للإتحاد ...الخ؟!). ويعني بالتنظيمات الحديثة تلك التي كان (بعضها) لا يُرى بالعين المجردة في ساحات الجامعة ونشاطها اللاصفي وكان معروفاً لمن هو لصيق بالجامعة أن وجودها في التحالف الطلابي كان محض صحبة راكب من أجل عيون وحدة الصف المعارض الذي كان مضطرا لإحتمال التنظيمات الحقيقية والمجهرية على حدٍ سواء.. الجدير بالذكر أن احد هذه التنظيمات (الحديثة) لم يستطيع إكمال عضويته-خمسة أعضاء-المطلوبة للمجلس الأربعيني للإتحاد نسبة لعوز العضوية وفقر قائمة المناصرين فأضُطر التنظيم (الحديث)، معذوراً، لإستلاف طالب، كادر من تنظيم (رجعي!) لتكملة كوتة مرشحيه لعضوية الإتحاد. أي والله، هذا ما حدث و"ما طالبِنِي حَليفَة!" ولست متأكدا إن كان التنظيم الطلابي المجهري هذا، هو ذاته تنظيم دكتور سودانيز الذي كان يحتج ويحرض عضوية التنظيمات الحديثة! في الجامعة على طرد المنظومات 'الرجعية' من التحالف كي لا تصل لإتحاد الطلاب على ظهر تنظيمهم.(أضحك يا طيفور) أنا على يقين ان هذا الدكتور الإنسان-متعه الله بالصحة والعافية أينما كان- لا تساوره ذرة شك أنه إنما كان يكتب قولاً حكيماً جامعاً مانعاً فهو أسير الزمن الجميل حين كانت التنظيميات (الحديثة) يساراً ويميناً تتقاسم كعكة حركة الطلبة، في حين كانت القوى (الرجعية) تتقاسم كعكعة السلطة .. ذلك زمان ولى يا بثين يعودُ! في حين تراه أنت قولُ لا يجافي الواقع فحسب بل يعبر إلى ما وراء الخيال. تأمل وتمعّن كيف انفصال الكائن الهوائي عن الواقع وتمحَّن إن شئت. أن خطاب الكائنات الهوائية يحدث ضرراً لا يمكن جبره فهو، متخفياً وراء شعارات التغيير والثورة، يشتغل على سوق مثل الحراك الحالي وما قبله من هبات شعبية إلى حتفها إذ يحول القضايا الأساسية للجماهير والتي من أجلها هبت لتنتزعها ومن ضمنها إسقاط النظام نفسه كحق شعبي ضروري، يحولها الخطاب الهوائي إلى قضايا نخبوية تهم قطاع صغير من الكل المنتفض .. ورويدا رويدا يحدث تجيير كامل للحراك الشعبي وإزاحة لأهدافه الوطنية الكبرى لصالح فئة صغيرة ومن ثم تنسحب المجاميع الأصلية من ميدان المعركة لأنها تجد نفسها في أرض غير مألوفة لديها وقضايا مطروحة ليست ذات أولوية عندها .. وهكذا ينفسح الفضاء للهوائيين المنتشين، دائماً، بانتصارات صغيرة تنتهي، في نهاية المطاف، إلى هزيمة ساحقة لمشروع التغيير الوطني الشامل. ولو إنك أعدت النظر في تاريخ مقاومة الإنقاذ، من هذه الزاوية، فستجد جوابا على سؤال المليون؛ -لماذا إستمرت الإنقاذ طيلة ثلاثون عاماً وما سبب فشل كل محاولات إسقاطها؟ وهذا هو جوهر هذا المقال .. ضرورة التصدي بحزم لمثل هذه التوجهات الشخصية. (6) الهوائيون متشابهون في المنطلقات والآليات وفي لحن القول .. لذا ساورني شعور وأرجو أن أكون مخطئاً -حين تصفحت مقالاته الأخيرة - أن الدكتور عشاري خليل، ربما تناهى إليه-من هنا وهناك- وقد ترك عمله وتفرغ بالكامل لتسقط الأخباريات ولكشف حقيقة فتى المهنيين الخطيرة، تناهى إليه أن لناجي الأصم شبهة إنتماء (رجعية!) وربما تكون هي هاجس الهواجس .. مثله مثل صاحبنا الأول .. وربما تكون هذه هي المعلومة التي فورَت العجين .. و"قَومَتْ نَفَس الدكتور الأكاديمي الرصين" وجعلته يتخبط وسط أوراقه وكأن به مس شيطاني منفعلاً برغبة طمر فتى المهنيين تحت الركام قبل خروجه من المعتقل. ما ضرَّ دكتور عشاري خليل، إن كان ينشد الحقيقة، لو أنتظر الدكتور الأصم حتى خرج من المعتقل فرمى اتهاماته في وجهه ثم إنتظر رده وفحص الرد بالدقة التي يدعيها ثم أصدر قراره الذي ربما يظن أن الخلوق مجتمعة تنتظره بفارق الصبر. خاصة وأنه قد ثبت أن الأصم هو ترس ضمن تروس عديدة في عجلة المهنيين المتينة .. وهناك من يسد ثغرته حتى يعود مرفرفا حرا كفراشة.. وكما ترى لم يؤثر غيابه معتقلاً في أداء أجهزة التجمع واجباته القاصدة. (7) هل قلتَ:"الناس في شنو وصاحب مذبحة الضعين في شنو..!" لقد بدأ لي أن عشاري خليل قد دعا القراء والمراقبين لسباق حمير بالمقلوب في ذات اللحظة التي يجتاح فيها دفتردار العصر البلاد .. والدنيا فايرة مصادمة .. وقد أجبنا دعوته بما هو ضروري إنما لا تدخل السيف الجفير .. إذ أمامك تحدي ريح العوارض لنهزما! ::::::::::::::::::: "السياسة، تجربة غاية في الجحود" قال ماريو فارغاس يوسا ذات مرة. ___________ *عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.