هل ستلبي الإتفاق الإطاري بين حكومة السودان وحركة العدل والمساواة السودانية مطالب أهل دارفور ام لا ؟ تم في العاصمة القطرية 24 فبراير 2010 توقيع إتفاق إطاري لتحقيق سلام دارفور. وقد تباينت الاراء حول تقييمه بين مؤيدين ورافضين. وبما ان الإتفاق الإطاري او إعلان المبادئ في أي عملية تفاوضية هو الذي يحدد النتيجة النهائية إذا كانت مثمرة او فاشلة. وبما ان قدرة الاطراف على المناورة يتوقف على رؤس المواضيع التى يتضمنها الاتفاق الاطاري وروحه. ان الاتفاق الذي وقعته حركة العدل والمساواة مع حكومة المؤتمر الوطني يتكون من 12 مادة، حوالى سبع من موادها وهي (المواد 1،2،3،4،5،6،7)تتعلق بمصالح حركة العدل والمساواة السودانية ومطالب الحركة من حكومة السودان ولم نجد ما يخاطب القضايا الرئيسية لعامة اهل دارفور . اسم دارفور لم يرد في الاتفاق الا ثلاث مرات مرتان في الديباجة كمجرد وصف للصراع ومرة واحد في المادة (9) في موضوع إعادة التنظيم الاداري في دارفور حيث تقوم الحكومة والحركة على تحديد ذلك كما يحلو لهما. اما المناطق المهمشة التى يحارب أبنائها مع حركة العدل والمساواة كإقليم كردفان فلم يشار اليها ابدا، أما السودان الذي يتسمى به الحركة فلم يذكر في الاتفاق ابدا الا في في عنوان الاتفاق " إتفاق إطاري بين الحكومة السودانية و حركة العدل والمساواة السودانية" كصفة ونعت للحكومة وللحركة وليس أكثر .ولكي نكون منصفين نقول ما يهم أهل دارفور من الإتفاق الاطاري فقط مادة واحد وهي المتعلقة بعودة اللاجئين والنازحين وتعويضهم، في الوحلة الاولي اعتقدت مهما يكن من امر الحقوق الضايعة قلت في سري والله الحكومة والحركة يتمتعان بقدر من الانسانية ولكن بعد قراءة ثانية تبين لى ان الالتزام بتعويض المتضررين يقع على الحكومة هذا جميل ولكن المؤسف ان ضمان حق العودة كذلك ترك بدون ضمانات في ذمة الحكومة وكان على الاقل ان يشكل الطرفان هما الضمان وليس الحكومة فقط اما ماتبقى من المواد مجرد إجراءات لتطبيق الاتفاق وبطريقة ساذجة تتحدث عن اشياء لايمكن قياسها والتحكم عليها كما في المادة (11) الذي يقول " ينبني تطبيق هذا الاتفاق على حسن النوايا ". الاتفاق الاطاري في مجمله يمكن تقييمه كلاتي: 1. المؤتمر الوطني غير جاد ولا يزال يواصل في إستهباله وانه غير جاد في مخاطبة جذور المشكلة 2. انانية حركة العدل والمساواة بخلت على اهل دارفور حتى ذكر إسمهم فإنها تتحدث فقط عن الحركة وليس عن أهل دارفور وأهل السودان، مثلا الحركة تتحدث عن إصدار عفو عام بحق إعضاء الحركة فقط فما مصير بقية المناضلين وسجناء الراي والضمير كما ان الاتفاق حصر إعادة المفصولين من الخدمة فقط في عضوية الحركة وهذه والله فضيحة وانانية. 3. الاصرار على عودة اللاجئين والنازحين والمتضررين جيد ولكن هل هذا هو لب القضية؟؟ هل حاربت هذه الحركات ضد الحكومة للمطالبة بحقوق أهل دارفور أم حاربت لتشرد أهل دارفور لتطالب حقهم بالعودة ودفع التعويض لهم . 4. يجب أن تفهم هذه الحركات هنالك فرق كبير بين معالجة المرض ومعالجة أعراض المرض 5. كارثة أبوجا بالمقارنة بوثيقة إنجمينا-الدوحة تمثل درة إتفاقات دارفور. 6. البشير والرئيس دبي هما الكاسبان الوحيدان من هذا الاتفاق واهل دارفور وتشاد هما الخاسران 7. هذا الاتفاق تلطيخ لسمعة قطر الطيبة و إجهاض لخطواتها الجادة لحل القضية 8. هنالك مؤامرة إقيمية لتصفية قضية دارفور وعلى أهل دارفور اليقظة 9. المفاوضات لو إنتهت على حسب هذا الاطار سوف يؤدي الي كارثة 10. نرجو من بقية الحركات في الدوحة الجدية والتوحد لوضع إطار جديد يخاطب قضية دارفور وحقوق اهله على الاقل لو عجزتم عن معالجة قضية السودان ككل. بقلم أبكر إبراهيم إسحق Abakar Ibrahim [[email protected]]