يعبر السفراء والدبلوماسيون المهنيون من بالخدمة ومن في التقاعد، عن انحيازهم التام للثورة السودانية التي اسقطت نظام الانقاذ المباد ، كما يتقدمون مهنئين شباب الثورة بانتصارهم. المجيد. اما والثورة تمضي بجد لاحداث التحولات والاصلاح المرتجى، فانها تامل ان تكون معالجة اوضاع وزارة الخارجية من اولى مهام الاصلاح وذلك لحساسية دورها في التعبير الصادق عن الوجه الجديد للسودان. الى ذلك فان ثمة ضرورة قصوى للعمل على ازالة اثار سياسة التمكين الذي مارسه العهد البائد و شوه عبره اداء الدبلوماسية السودانية، واقعدها عن دورها الريادي المشهود في الساحات الاقليمية والدولية، وان تصحيح مسار ها يستوجب اجراءات فورية على صعيد اساليب إدارة العلاقات الخارجية ، وايضا على صعيد وضع السفير والدبلوماسي المناسب الذي يمتلك القدرة على تمثيل البلاد في المكان المناسب حتى يكون التمثيل الخارجي للبلاد، هو الصوت الناطق بالصدق عن سودان الثورة في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ امتنا السودانية، والمعبر الحقيقي عن تطلعاتها وامالها. لقد آن الاوان لاعادة هيكلة وزارة الخارجية خاصة فى سفارات السودان بالخارج وهي التي ظلت تمثل توجهات ذلك النظام الذي جثم على صدور السودانيين لثلاثة عقود كاملة. ان التحول الثوري الذي حققه الشعب السوداني ممهورا بدماء أبنائه الشهداء، لن تكتمل حلقات نجاحه الا اذا تمت ازاحة سياسات التمكين ورموزها وبالطرق القانونية التي لا تظلم احدا وتضمن تمثيل السودان وادماجه فى المنظومة الدولية والاقليمية، والتى انقطع عنها السودان بفعل سياسات النظام المباد، فلا يمكن ان تكون ذات العناصر هى الممثل لثورة هذا الشعب البطل، وان تمددت عناصر ها طيلة هذه السنين، وعبر سياسة التمكين الاستبدادي في مفاصل كل وزارات ومؤسسات الدولة. وفي وزارة الخارجية، وفي سفاراتها بالخارج كما في إدارتها في رئاسة الوزارة بالداخل، ادت سياسة التمكين الى الاضرار بعلاقات السودان الخارجية وورطت البلاد في علاقات خارجية قاجت الى عزلة ومحاصرة. . اننا كسفراء ودبلوماسيين منا من في الخدمة ومنا من في التقاعد، نعاهد شعبنا ان نكون صوته الاصيل والعالي في المحافل الدولية وفي دوائر انتمائه الافريقية والعربية والاسلامية، وعلى مستوى علاقات البلاد بالدول الشقيقة والصديقة،. دفاعا عن عزته وكرامته وحفاظا على مصالحه واستقلاله . ان تلك المهمة تحتاج لعناصر مهنية اعمل فيها نظام الانقاذ المباد سلاح الاعفاء والعزل بذريعة اسموها "الصالح العام" فى اطار ما عرف بالتمكين، فهمشت كفاءآت وخبرات في كافة ادارات وزارة الخارجية السودانية وسفاراتها بالخارج. اننا نامل من قوى الثورة ممثلة في قوى الحرية والتغيير و المجلس العسكري المنحاز لشباب الثورة ان يتواصل جهد الحوار من اجل التوجه لإصلاح حال البلاد بعد خراب ثلاثين عاما من حكم الانقاذ المباد والتحول الى إدارة البلاد عبر قيام سلطة مدنية، تحميها قواتها النظامية. الى ذلك ستكون الدبلوماسية السودانية، بقواها وعناصرها ، من السفراء والدبلوماسيين الشرفاء ، هي المعبرة عن سياسة البلاد وتوجهاتها الخارجية، حرصا على مصالح البلاد القومية، وتعزيزا لاستقلالها وحماية لامنها واستقرار احوالها. ان السفراء والدبلوماسيين الشرفاء يضعون امكاناتهم وخبراتهم خدمة للوطن العزيز، داعين للتهدئة ومواصلة الحوار بين المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير قصد التوافق نحو استهلال زنحقبة جديدة، يتجدد فيها استقلال البلاد و تسترد كرامته وعزته.... وبالله التوفيق.. السفراء والدبلوماسيين المهنيين الشرفاء