لقد سعى المجلس العسكري حثيثاً لإفراغ الثورة من مضمونها وتميّزها، بل ذهب أكثر من ذلك بمحاولاته الإستئثار بالسلطة السيادية من خلال التصريحات وما يقوله في المؤتمرات الصحفية وكأن تضحيات الشعب من أجل نظام حكم مدني لا تعني له شيئاً. إذا كان ما فعله المجلس العسكري سابقاً وما يفكّر فيه من تشكيل حماية لجذور النظام السابق من أن يتم اجتثاثها، وهو الذي لم يفعل إلا النذر اليسير تجاههم مما ينبغي أن يكون، إذا كان يعتقد بأن ما يفعله سيقود الثوار إلى الإستسلام، فهو مخطئ، وعليه أن يعيد قراءة المشهد بعمق، ولعل محاولات تفكيك متاريس الثورة في بعض الطرق دليل حي على تمسّك الثوار وإصرارهم على مواجهة كل أنواع القمع بذات السلمية التي هزمت قمعاً أكثر فظاعة من قبل. رغم الكبوات والتحديات التي صاحبت مسيرة الثورة وعراقيل بقايا النظام السابق، التحية لقوى الحرية والتغيير في صمودها وتماسكها، لقد برهنت برغم التجاذبات والتباينات والتصريحات هنا وهناك أنّها متمسّكة بمطالب الثورة، وكذّبت تنجيمات المتشككين. فقوى الحرية والتغيير تستهدي في تحركاتها بحجم تضحيات الثوار الذين شكّلت أرواح شهدائهم أهم البنود التي ظلوا يحملونها في اللقاءآت التي تتم مع المجلس العسكري. إن الإتفاق المبدئي على هياكل الحكم وغيرها من الأطر الأساسية للإختصاصات والسلطات، تُعد خطوة في الإتجاه الصحيح لتسليم السلطة إلى مجلس سيادة مدني وحكومة مدنية ومجلس تشريعي وقضاء مستقل، ولن تكتمل هذه الخطوة إلا بإعلان تشكيل هذه المجالس وقد أصبحت الصورة المدنية فيها واضحة وضوح الشمس، حينها فقط نستطيع أن نقول أن الثورة ستبدأ في إجتثاث جذور النظام الذي أفسد الحياة في السودان. حزب العموم السوداني بحسبانه أحد التنظيمات الموقّعة على إعلان الحرية والتغيير، يبارك الخطوة التي تمّت اليوم الإثنين الثالث عشر من مايو 2019م، ويعزز موقف قوى الحرية والتغيير الذي ظل صامداً على موقفه المبدئي في أنه لا بديل للسلطة المدنية إلا السلطة المدنية المنتقلة سلمياً، ويدعو الحزب إلى ضرورة المضي على نفس النهج لاستكمال تسليم السلطة في المدى المحدد. حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب إعلام حزب العموم السوداني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. www.omompartysudan.org