لقد سعى المجلس العسكري في مؤتمره الصحفي الذي عقده يوم أمس الثلاثاء الثلاثين من أبريل، أن يشتت إنتباه الجميع عن أس القضية. فبدلاً من أن يُعلن تسليمه الفوري للسلطة إلى مجلس سيادي مدني، ويدعو قوى الحرية والتغيير إلى جلسة ترتيبات لتحويل القول إلى عمل، ذهب إلى الحديث عما أسماها تفلّتات هنا وهناك، محاولاً تثبيت وجودها وإلصاق التهمة في ارتكابها على قوى الحرّية والتغيير، ذلك لأنه عجز عن أن يتحدّث بمنطق يواجه به الحقائق الماثلة أمامه. كما سعى من خلال الحديث إلى محاولات شق الصف في أوساط قوى الحرية والتغيير، وليته يدري أن وعي المواطن السوداني متقدّم كثيراً من أن يقع في فخ التحوير وتشتيت الإنتباه عن محور قضيتة. لقد تبيّن وبما لا يدع مجالاً للشك أن استخدام المتحدثين من أعضاء المجلس العسكري وفي مقدّمتهم نائب رئيس المجلس، لغة التهديد والوعيد التي سبق أن استخدمها النظام السابق قبلهم، أثبت أنهم إمتداد منسوخ كامل الأوصاف منه، وأنّهم لم يعو بعد أن ما أفشل آلة القمع السابقة التي ظل يستخدمها نظامهم الأصل هي القوّة الجماهيرية المتماسكة التي تلاحمت معها القاعدة العريضة للقوات المسلّحة، وهي قادرة أن تُلحِق فرع النظام بأصله المنهار. إن مضمون المؤتمر الصحفي الذي عقده المجلس العسكري، جاء أكثر وضوحاً لنواياه التي ظلّ يراوغ بها منذ اليوم الأول لإسقاط نسخته الأولى التي كان يقودها الفريق أول إبن عوف. لقد وضع المجلس أوراقه مكشوفة للجميع، وهي بأنه سيستمر في السلطة بالشكل الذي يراه هو. والمجلس العسكري الذي يتشبّث بالسلطة في ظل زخم الحراك الجماهيري الماثل، لا شك حري به أن يتمسّك بها إذا أتيحت له فرصة الإستمرار على سدّتها لعام أو عامين، وهو ما يبحث عنه عبر المراوغة وإضاعة الوقت. إننا في حزب العموم السوداني، نجدد عهدنا بالتمسّك بما استشهد من أجله الذين ضحّوا بأغلى ما يملكون وهي أرواحهم، وسنظل متمسّكين بالإستجابة إلى أنين مئآت الآلاف من أمّهات الشهداء على أمتداد الوطن بضرورة إجتثاث كل جذور النظام الذي بأسباب جرائمه ما زالت مجاري الدموع تنحر في خدود أؤلئك الأمّهات. ولن يبارك الحزب أي اتفاق لا ينتهي عند تسليم السلطة إلى مجلس سيادي مدني، هو الوحيد الذي يشكّل البداية الصحيحة لبناء دولة الحرية والسلام والعدالة. والحزب أذ يُعلن ذلك، يؤكّد تأييده الكامل لكل ما جاء في المؤتمر الصحفي الذي عقدته قوى الحرية والتغيير في مساء نفس اليوم، وأعلنت فيه تمسّكها بمدنية السلطة، واستمرارها في الإعتصام والتصعيد للإضراب العام والعصيان السياسي حتى تتحقق رغبة الشعب. حرية سلام وعدالة والثورة خيار الشعب إعلام حزب العموم السوداني عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. www.omompartysudan.org